استقبل المواطنون المقدسييون شهر رمضان المبارك بفرحة عارمة بهذا الشهر الفضيل وبركته في ظل الأجواء الصيفية الحارة، وتحت نير الاحتلال البغيض الذي ما انفك يحاول أن ينغص على المقدسيين أفراحهم وأعيادهم ومناسباتهم الدينية.
وتزامن قدوم شهر رمضان المبارك في هذا العام مع اقتراب العام الدراسي الجديد للمدارس والجامعات والتي تحتاج إلى تكاليف إضافية أخرى وخاصة أن مدينة القدس تعيش بقراها وأحياءها ظروف اقتصادية صعبة جراء الإجراءات العنصرية التي تفرضها بلدية الاحتلال وسلطاته على المواطن المقدسي بهدف تهجيره عن منزله وترك المنازل لقمة سائغة لقطعان المستوطنين، كما حدث مع عائلات حنون والغاوي والكرد الذين مازالوا صامدين في حيهم رافضين ترك منازلهم فلا خيار لديهم ولا رغبة إلا بالعودة إلى تلك المنازل التي هجروا منها تحت ضغط السلاح.
وبرغم كل إجراءات الاحتلال القمعية ومحاولات الطرد والإحلال، لا زال المقدسيّ يحاول التغلب على هذه الإجراءات من خلال نشر الأجواء الرمضانية في أحياء القدس وشوارعها وذلك من خلال تزيين طرقاتها وأزقتها والأبواب التاريخية المؤدية إلى المسجد الأقصى بالفوانيس الرمضانية والأضواء الملونة.
ومن الأجواء الرمضانية في القدس توزيع الحلويات على المصلين في الأقصى حيث يقوم أهالي الأحياء الملاصقة للمسجد الأقصى بتوزيع الحلوى والعصير على الصائمين القادمين من الداخل الفلسطيني والذين آثروا أن يحصدوا أجر الرباط والصلاة في الأقصى إلى جانب أجر الصيام، وتبدأ الأفران في مدينة القدس خلال الشهر الفضيل بالعمل في ساعات ما بعد الظهر ويبدأ المواطنين بالاصطفاف للحصول على الخبز والكعك المقدسي الطازج، وقد يشد نظرك طابور طويل بجانب محلات "القطايف" المقدسية الخاصة برمضان، حيث يعرض التجار بضائعهم بطريقة ملفتة للنظر.
كما ويحاول تجار القدس استثمار الحركة التجارية النشطة في أيام الشهر الكريم من خلال عرض المزيد من البضائع والمنتجات المقدسية المميزة، حيث خصص العديد من أصحاب المطاعم والحلويات محالهم لبيع حلوى القطايف المقدسية، والكعك المقدسي، والمُرطبات والعصائر المشهورة في القدس وخاصة عصائر الخرّوب والسّوس والّلوز وقمر الدين، وعرض أصناف متعددة من الحلويات إلى جانب التمور بأنواعها المختلفة.
ولكن ومع حلول الشهر الكريم بدأ المواطنون المقدسيون يلمسون ويتذمرون من ارتفاع الأسعار بشكل كبير حيث تحدث أحد المواطنين المقدسيين عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية قائلاً: "إن أسعار السلع مرتفعة عن رمضان العام الماضي، ونحن على أبواب المدارس فالمصاريف مضاعفة ونحن اليوم نناشد أصحاب المحلات التجارية الشعور بالمواطن والتخفيف عنه".
وهذا ما دعا الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا التجار المقدسيين حيث دعاهم إلى عدم الغش و الاحتكار والتخفيف عن المواطنين الذين يعانون الأمرين بسبب إجراءات الاحتلال وضرائبه المرتفعة وبسبب جدار الفصل العنصري الذي أفقد العديدين أعمالهم وأعاق أشغالهم.
كما دعا الشيخ صبري المقدسيين وأهالي الداخل إلى الحرص على أداء صلواتهم وعباداتهم في الأقصى خلال أيام هذا الشهر، فرمضان شهر الخيرات والبركات، شهر القربات والعبادات، شهر الانجازات والانتصارات، وتفتح فيه خزائن الفضل والإحسان والغفران والرحمات.
وطالب الشيخ صبري المقتدرين مالياً أن ينتهزوا فرصة حلول شهر رمضان لإخراج زكاة أموالهم وأن ينفقوا في سبيل الله على ضوء إمكاناتهم ويتصدقوا على الفقراء والمحتاجين داعياً الجميع إلى التكافل الاجتماعي الذي يعتبر أساساً قوياً في وجه الاحتلال ومخططاته.
وعن أوضاع التجار تحدث الشيخ مصطفى أبو زهرة وهو صاحب محل تجاري في منطقة المصرارة قائلاً: "إن التجار في مدينة القدس يعيشون حالة من الضيق بسبب الإغلاقات والتشديدات التي تفرضها بلدية الاحتلال حيث منعتهم من إدخال بضائعهم وفرضت عليهم الغرامات المرتفعة". مشيراً إلى أن الهدف الحقيقي وراء هذه الممارسات هو الضغط على أصحاب المحلات التجارية في هذا الشهر الفضيل الذي ينتظره الجميع لما فيه من انتعاش للحركة التجارية". مؤكداً أن سياسة بلدية الاحتلال في التضييق على التجار لا تمييز بين حي وآخر وسوق وآخر فهي تستهدف كل أحياء وأسواق مدينة القدس في حي الواد وفي باب خان الزيت والمصرارة وشارع صلاح الدين.
أما في حي الشيخ جراح وسط مدينة القدس استقبلت عائلات الحي المهددة بالإخلاء والطرد من منازلها بالتضامن مع عائلات الغاوي وحنون والكرد الذين يفترشون الأرض قبالة منازلهم التي استولت عليها مجموعة من قطعان المستوطنين قبل عشرين يوماً وتركتهم تحت أشعة الشمس في هذا الصيف الحار .
في حي الشيخ جراح زينت شجرة الزيتون التي تقف صامدة وسط الحي بالمصابيح والفوانيس التي توهجت رغم الحزن الشديد الذي يغطي الحي أطفالاً ونساءً وشيوخاً ورجالاً فقد اعتاد الاحتلال أن ينغص على المقدسيين أفراحهم وأعيادهم ومناسباتهم الدينية.
وعند اقترابك من تلك العائلات المنكوبة سرعان ما يلفت للنظر التضامن الأجنبي الكبير مع تلك العائلات التي تتناول إفطارها على قارعة الطريق رافضة الابتعاد عن منازلها في زمن غاب فيه الصوت العربي والإسلامي وعلا صوت الاحتلال المتغطرس وجماعاته الاستيطانية.
وتوقع ماهر حنون أحد أبناء العائلات المنكوبة في حديث خاص لـ" موقع مدينة القدس" أن حي الشيخ جراح سيشهد في ليالي رمضان إقبالاً أكبر من المتضامنين الأجانب والمواطنين المقدسيين ومن فلسطينيي المناطق المحتلة عام 1948.
وطالب حنون: "المسؤولين الفلسطينيين والقنصليات والسفارات الأجنبية بالاهتمام بقضية حي الشيخ جراح والضغط على حكومة الاحتلال من أجل إرجاع المنازل التي استولت عليها قطعان المستوطنين، والكف عن السرقة والاستيلاء على منازل المواطنين المقدسيين".
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر