المصدر: خاص بموقع مدينة القدس
في سابقة خطيرة جداً لم تحدث منذ عام 1967 بعد احتلال شرقي مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، قام خلالها أفراد من الشرطة ظهر يوم الثلاثاء (18-
بتحطيم أحد أقفال باب "الناظر" أو باب "المجلس" في المسجد الأقصى المبارك.
من ناحيته أشار رئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري إلى ما جرى أنه خطوة استباقية هدفها إحكام شرطة الاحتلال سيطرتها على المسجد الأقصى المبارك .
وقال الشيخ عكرمة صبري: "سلطات الاحتلال الآن تخطو الخطوة تلو الأخرى من أجل السيطرة الكاملة على إدارة المسجد الأقصى".
مؤكداً أن أبواب المسجد الأقصى هي تحت إدارة الأوقاف وحراس المسجد الأقصى، ولا يحق لشرطة الاحتلال أن تتدخل بهذه الأبواب فهي جزء من المسجد الأقصى.
باب "الحبس" الذي تعرض للاعتداء له تسميات عدة ومنها الناظر أو المجلس و يقع في (الجدار الغربي) أي في الجهة الغربية لساحة المسجد الأقصى المبارك. يمر زائرو المسجد الأقصى المبارك عبر المدخل الرئيسي لباب "الحبس" بعمارتين قديمتين، تواجه إحداهما الأخرى، ويفصل بينهما شارع علاء الدين البصيري، الذي فقد بصره خلال إحدى المهام السرية لحساب الظاهر بيبرس عام 1262، وعرف آنذاك بورعه وتقواه وزهده، إضافة إلى إنجازاته المتعددة على صعيد النهضة العمرانية في ذاك الوقت المتمثلة بصحن المسجد الأقصى المبارك، وشبكة المياه فيه وبعض المباني قرب المسجد الإبراهيمي في الخليل والمدينة المنورة.
يتقدم الباب من الجهة الشرقية دركاه مربعة تقع ضمن امتداد الرواق الغربي، وتغطيها قبة مرفوعة على ثلاث صفوف من المقرنصات، مرفوعة على مثلثات كروية من المقرنصات ويتوسط القبة زخرفة على شكل مقرنص يتدلى من وسطها، أما فتحة الباب فهي عبارة عن مستطيل ضخم ارتفاعه ما يقارب أربعة ونصف المتر وعرضه مترين ويعلو هذه الفتحة المستطيلة قوس مدور تعلوه زخرفة على شكل رواق صغير، وتنفصل مساحة الدركاه عن بقية الرواق بأقواس مدببة، ترتفع مساطب الرواق عن أرضية الدركاه بثلاث درجات وتنخفض هذه الأرضية درجة عن ساحة المسجد الأقصى، المبلطة، وعلى الدعامة التي تقع على عقد المدخل المدبب والعقد المجاور له من عقود الرواق نقش حجري تحيط به زخرفة بنائية، ويبين النقش تاريخ البناء والخليفة الذي تم تجديد الباب في عهده، وعلى طرفي القبة من الداخل طاقات مربعة متقابلة لوضع سقالات البناء الخشبية، أما من الواجهة الغربية فيعلو الباب شريط كتابي من النحاس، ويتقدم الباب قنطرة مغطاة بقبو متقاطع يؤدي إلى طريق الواد، وفي الجهة الجنوبية من القنطرة مدخل يؤدي بوساطة درج حجري إلى الزاوية الوقائية، ومكانها المدخل الذي يليه مقابل الدكان وتسمي بدار( البديري) أما الآن تسكنها عائلة (البشيتي)، ومن الجدير بالذكر أن معاوية بن أبي سفيان عندما حضر إلى القدس من أجل مبايعته في الخلافة نزل في هذه الدار لذا يطلق عليها اسم (دار معاوية)، وفي الجهة الشمالية مدخل (للمدرسة المنجكية)، التي هي اليوم (المجلس الإسلامي الأعلى).
وقد استنكرت دائرة الأوقاف الإسلامية ما قامت به شرطة الاحتلال من اعتداء على باب الناظر في محاولة سافرة للاستيلاء على مفاتيحه كما فعلت مع باب المغاربة في العام 1967، وأكد رئيس مجلس الأوقاف الشيخ عبد العظيم سلهب أن ما جرى يعد اعتداء على المسجد الأقصى وحق المسلمين وإدارة الأوقاف الإسلامية في سيادتها وإدارتها للمسجد.
وأكد مدير الدائرة الشيخ عزام الخطيب أن ما قامت به الشرطة يعتبر عملاً خطيراً يمس حرمة المسجد الأقصى المبارك ولا يوجد أي مبرر له.
وقال "هو سابقة خطيرة لم تحصل في المسجد الأقصى من قبل إلا بالاستيلاء على مفتاح باب المغاربة في عام 1967 ".
وعندما نتحدث عن باب الناظر لابد لنا أن نتحدث عن رباط البصيري هذا الرباط الذي أنشأهُ الأمير علاء الدين أيدوغدي البصير ناظر "الحرمين الشريفين" وهو يتكون من أربعة أجزاء رئيسية هي:" الساحة الرئيسية التي تقود إلى العديد من الحجر الصغيرة المنتشرة على أطراف المبنى من جهات الشرق والشمال والجنوب ( الغرب وليس الجنوب)، وغرفة كبيرة من الجهة الجنوبية الشرقية، وغرفة كبيرة من الجهة الجنوبية الآن ( جامع علاء الدين البصيري)
أما الرباط الثاني وهو المنصوري... فقد أمر ببناءه السلطان المنصور قلاوون عام 1282م، ويشار إلى أن أكثر الانجازات العمرانية كانت في عهده وشهدتها مصر وبخاصة مدينة القاهرة، وتتمثل بالمدارس والمستشفيات وناهيك عن بعض الانجازات التي شهدتها مدينة خليل الرحمن والقدس، ويتألف الرباط المنصوري من ساحة المدخل التي تقود إلى القاعة الرئيسة شرقاً( جمعية الجالية الأفريقية) المتكئة على أعمدة رخامية، وساحة داخلية واسعة إلى جهة الغرب، محاطة بالعديد من الحجر تشكل إحداها المقبرة التي يرقد فيها جثمان السيدة فاطمة بنت معاوية.
وخُصص الرباطان، لإيواء الحجاج المسلمين الوافدين إلى القدس الشريف، بهدف "تقديس حجتهم" التي قاموا بها إلى مكة المكرمة، وذلك بهدف اكتساب لقب ( حج مقدسي) الذي يوفر لحاملهُ مكانة رفيعة في المجتمع الديني، هذا بالإضافة إلى إيواء الرباطين للفقراء وذوي العوز، من أبناء المسلمين الذين لا يقدرون على تأمين مأوى لهم في القدس لصعوبة أوضاعهم الاقتصادية، ويكون ذلك عن طريق تمويل سكان الرباطين وصرف النفقات عليهم.
وشكلت عوائد بعض ممتلكات الأوقاف مصدراً أساسياً لذلك، ويضاف إليها ما يتبرع به أبناء المسلمين الأثرياء، واستمر هذان الرباطان في تأدية هذا المهمة الإنسانية حتى الفترة العثمانية ( 1516م-1918م)، فيما كان الرباطان يأويان الأفارقة المقدسيين الذين أطلق عليهم اسم (المجاورين) لمجاورتهم المسجد الأقصى المبارك، وآنذاك عملوا على حراسة الأماكن المقدسة وبخاصة تلك التي كانت تعرف باسم الدور والمنازل والأروقة المنتشرة حول الجهتين الشرقية والغربية للمسجد الأقصى المبارك، كما أنهم في فترة من الفترات قد حازوا على مفاتيحه.
وفي أواخر العهد العثماني في فلسطين عشية اشتداد موجات المعارضة للحكم العثماني للبلاد، وتشير الكتابات التاريخية أنه ولغاية عام 1914م، كان المكانان يستخدمان كسجون، حيث أطلق على الرباط المنصوري ( حبس الرباط) فقد خصص للسجناء الذين حكموا أحكاماً مؤبدة أو أحكاماً عالية، أما الرباط البصيري الذي سمي ( حبس الدم)، فقد خصص للسجناء الذين حكموا بالإعدام ومن هنا ارتبطت التسمية بحبس الدم.
تاريخ الجالية الأفريقية
وعن تاريخ الجالية الإفريقية التي تقع جمعيتها في الرباط المنصوري قال المرشد السياحي علي جده في حديث خاص لـ" موقع مدينة القدس"، "الجالية الأفريقية هم الأفارقة الذين أتوا للأراضي الفلسطينية .. فهناك وجود واضح ملحوظ لأولئك الأفارقة في مخيم طولكرم حيث يشكلون نسبة ما يقارب 70% من سكان المنطقة، وفي جنوب غزة وخاصة في خان يونس في منطقة حارة الغرارة يشكلون 70%تقريباً، ولكن من المدهش أنهم عند سؤالهم عن أصلهم لا يعرفون الإجابة."
أما الأفارقة في القدس وخاصة الجيل الأول والثاني فهم يمتازون بأنهم يحددون أصولهم فقد جاء أجدادهم إلى القدس نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وجاءوا من أربعة دول: "السلامات، نيجيريا، السودان، السنغال"، وتحديداً من ثماني قبائل وهي:" السلامات، البرنو، التكروري، الفيراوي، الحوس، البرجو، والكلمبو، والفلاته".
أسباب قدومهم إلى القدس....
كثير منهم أتوا من بلاد الحجاز بعد أداء فريضة الحج، على اعتبار أن القدس ثالث الأماكن المقدسة عند كافة المسلمين، ولاعتقادهم أن يوم القيامة سيكون في مدينة القدس، لذا فهم أرادوا أن يكونوا أول من يروا وجه ربهم.
ومجموعة من الجالية الأفريقية جاءت لمدينة القدس بعد حرب 1948، حيث عبروا بقدومهم عن رغبتهم بالدفاع عن الأماكن التاريخية والمقدسة في مدينة القدس بما فيها المسجد الأقصى المبارك.
التعداد السكاني لأبناء الجالية الأفريقية في البلدة القديمة....
التعداد السكاني للجالية الإفريقية يقارب حوالي 240 إلى 250 مواطن، إذ أن الحديث يدور عما يقارب 40 عائلة.
وأشار علي جده إلى: " أن هذا العدد تضاءل بسبب نزوح عدد كبير من أفراد الجالية، وذلك بعد حرب عام 1967، وذلك لكون المعيل الأساسي للعائلة كان يعيش خارج البلاد وتحديداً بالأردن".
وقال: "كثير من الجالية الأفريقية القاطنة في البلدة القديمة تمنع من السفر إلى الأردن لأسباب أمنية، وهم محرومين من الحصول على الجواز الأردني"..
وأوضح: "أن بعض سكان الجالية الأفريقية ترك مسكناهم في البلدة القديمة، وعملوا على إيجاد سكن خارج أسوار البلدة القديمة بسبب ضيق السكن، فالمساحة بقيت على ما هي عليه بينما التعداد السكاني في تزايد مستمر".
الوضع الاقتصادي والاجتماعي للجالية...
قال الأستاذ علي جده: "إن طبيعة الأوضاع التي يعيشها الأفارقة المقدسيين، لا تختلف عن أوضاع الشعب الفلسطيني المتدهورة اقتصادياً بسبب الاغلاقات والحواجز وبناء جدار الفصل العنصري وفصل القدس عن أحياءها وقراها المجاورة.
وأِوضح أن الظروف الاقتصادية انعكست على الشباب والشابات الأفارقة مما اضطرهم لمغادرة مقاعد الدراسة بهدف البحث عن فرص عمل، ولقد انعكس هذا سلباً على المستوي العلمي لدي أبناء الجالية، فإذا ما علمنا أن نسبة من تلقوا التعليم الجامعي لا تتجاوز 1% وحتى أن الكثير منهم لم يصلوا المرحلة الثانوية.
في سابقة خطيرة جداً لم تحدث منذ عام 1967 بعد احتلال شرقي مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، قام خلالها أفراد من الشرطة ظهر يوم الثلاثاء (18-
بتحطيم أحد أقفال باب "الناظر" أو باب "المجلس" في المسجد الأقصى المبارك.من ناحيته أشار رئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري إلى ما جرى أنه خطوة استباقية هدفها إحكام شرطة الاحتلال سيطرتها على المسجد الأقصى المبارك .
وقال الشيخ عكرمة صبري: "سلطات الاحتلال الآن تخطو الخطوة تلو الأخرى من أجل السيطرة الكاملة على إدارة المسجد الأقصى".
مؤكداً أن أبواب المسجد الأقصى هي تحت إدارة الأوقاف وحراس المسجد الأقصى، ولا يحق لشرطة الاحتلال أن تتدخل بهذه الأبواب فهي جزء من المسجد الأقصى.
باب "الحبس" الذي تعرض للاعتداء له تسميات عدة ومنها الناظر أو المجلس و يقع في (الجدار الغربي) أي في الجهة الغربية لساحة المسجد الأقصى المبارك. يمر زائرو المسجد الأقصى المبارك عبر المدخل الرئيسي لباب "الحبس" بعمارتين قديمتين، تواجه إحداهما الأخرى، ويفصل بينهما شارع علاء الدين البصيري، الذي فقد بصره خلال إحدى المهام السرية لحساب الظاهر بيبرس عام 1262، وعرف آنذاك بورعه وتقواه وزهده، إضافة إلى إنجازاته المتعددة على صعيد النهضة العمرانية في ذاك الوقت المتمثلة بصحن المسجد الأقصى المبارك، وشبكة المياه فيه وبعض المباني قرب المسجد الإبراهيمي في الخليل والمدينة المنورة.
يتقدم الباب من الجهة الشرقية دركاه مربعة تقع ضمن امتداد الرواق الغربي، وتغطيها قبة مرفوعة على ثلاث صفوف من المقرنصات، مرفوعة على مثلثات كروية من المقرنصات ويتوسط القبة زخرفة على شكل مقرنص يتدلى من وسطها، أما فتحة الباب فهي عبارة عن مستطيل ضخم ارتفاعه ما يقارب أربعة ونصف المتر وعرضه مترين ويعلو هذه الفتحة المستطيلة قوس مدور تعلوه زخرفة على شكل رواق صغير، وتنفصل مساحة الدركاه عن بقية الرواق بأقواس مدببة، ترتفع مساطب الرواق عن أرضية الدركاه بثلاث درجات وتنخفض هذه الأرضية درجة عن ساحة المسجد الأقصى، المبلطة، وعلى الدعامة التي تقع على عقد المدخل المدبب والعقد المجاور له من عقود الرواق نقش حجري تحيط به زخرفة بنائية، ويبين النقش تاريخ البناء والخليفة الذي تم تجديد الباب في عهده، وعلى طرفي القبة من الداخل طاقات مربعة متقابلة لوضع سقالات البناء الخشبية، أما من الواجهة الغربية فيعلو الباب شريط كتابي من النحاس، ويتقدم الباب قنطرة مغطاة بقبو متقاطع يؤدي إلى طريق الواد، وفي الجهة الجنوبية من القنطرة مدخل يؤدي بوساطة درج حجري إلى الزاوية الوقائية، ومكانها المدخل الذي يليه مقابل الدكان وتسمي بدار( البديري) أما الآن تسكنها عائلة (البشيتي)، ومن الجدير بالذكر أن معاوية بن أبي سفيان عندما حضر إلى القدس من أجل مبايعته في الخلافة نزل في هذه الدار لذا يطلق عليها اسم (دار معاوية)، وفي الجهة الشمالية مدخل (للمدرسة المنجكية)، التي هي اليوم (المجلس الإسلامي الأعلى).
وقد استنكرت دائرة الأوقاف الإسلامية ما قامت به شرطة الاحتلال من اعتداء على باب الناظر في محاولة سافرة للاستيلاء على مفاتيحه كما فعلت مع باب المغاربة في العام 1967، وأكد رئيس مجلس الأوقاف الشيخ عبد العظيم سلهب أن ما جرى يعد اعتداء على المسجد الأقصى وحق المسلمين وإدارة الأوقاف الإسلامية في سيادتها وإدارتها للمسجد.
وأكد مدير الدائرة الشيخ عزام الخطيب أن ما قامت به الشرطة يعتبر عملاً خطيراً يمس حرمة المسجد الأقصى المبارك ولا يوجد أي مبرر له.
وقال "هو سابقة خطيرة لم تحصل في المسجد الأقصى من قبل إلا بالاستيلاء على مفتاح باب المغاربة في عام 1967 ".
وعندما نتحدث عن باب الناظر لابد لنا أن نتحدث عن رباط البصيري هذا الرباط الذي أنشأهُ الأمير علاء الدين أيدوغدي البصير ناظر "الحرمين الشريفين" وهو يتكون من أربعة أجزاء رئيسية هي:" الساحة الرئيسية التي تقود إلى العديد من الحجر الصغيرة المنتشرة على أطراف المبنى من جهات الشرق والشمال والجنوب ( الغرب وليس الجنوب)، وغرفة كبيرة من الجهة الجنوبية الشرقية، وغرفة كبيرة من الجهة الجنوبية الآن ( جامع علاء الدين البصيري)
أما الرباط الثاني وهو المنصوري... فقد أمر ببناءه السلطان المنصور قلاوون عام 1282م، ويشار إلى أن أكثر الانجازات العمرانية كانت في عهده وشهدتها مصر وبخاصة مدينة القاهرة، وتتمثل بالمدارس والمستشفيات وناهيك عن بعض الانجازات التي شهدتها مدينة خليل الرحمن والقدس، ويتألف الرباط المنصوري من ساحة المدخل التي تقود إلى القاعة الرئيسة شرقاً( جمعية الجالية الأفريقية) المتكئة على أعمدة رخامية، وساحة داخلية واسعة إلى جهة الغرب، محاطة بالعديد من الحجر تشكل إحداها المقبرة التي يرقد فيها جثمان السيدة فاطمة بنت معاوية.
وخُصص الرباطان، لإيواء الحجاج المسلمين الوافدين إلى القدس الشريف، بهدف "تقديس حجتهم" التي قاموا بها إلى مكة المكرمة، وذلك بهدف اكتساب لقب ( حج مقدسي) الذي يوفر لحاملهُ مكانة رفيعة في المجتمع الديني، هذا بالإضافة إلى إيواء الرباطين للفقراء وذوي العوز، من أبناء المسلمين الذين لا يقدرون على تأمين مأوى لهم في القدس لصعوبة أوضاعهم الاقتصادية، ويكون ذلك عن طريق تمويل سكان الرباطين وصرف النفقات عليهم.
وشكلت عوائد بعض ممتلكات الأوقاف مصدراً أساسياً لذلك، ويضاف إليها ما يتبرع به أبناء المسلمين الأثرياء، واستمر هذان الرباطان في تأدية هذا المهمة الإنسانية حتى الفترة العثمانية ( 1516م-1918م)، فيما كان الرباطان يأويان الأفارقة المقدسيين الذين أطلق عليهم اسم (المجاورين) لمجاورتهم المسجد الأقصى المبارك، وآنذاك عملوا على حراسة الأماكن المقدسة وبخاصة تلك التي كانت تعرف باسم الدور والمنازل والأروقة المنتشرة حول الجهتين الشرقية والغربية للمسجد الأقصى المبارك، كما أنهم في فترة من الفترات قد حازوا على مفاتيحه.
وفي أواخر العهد العثماني في فلسطين عشية اشتداد موجات المعارضة للحكم العثماني للبلاد، وتشير الكتابات التاريخية أنه ولغاية عام 1914م، كان المكانان يستخدمان كسجون، حيث أطلق على الرباط المنصوري ( حبس الرباط) فقد خصص للسجناء الذين حكموا أحكاماً مؤبدة أو أحكاماً عالية، أما الرباط البصيري الذي سمي ( حبس الدم)، فقد خصص للسجناء الذين حكموا بالإعدام ومن هنا ارتبطت التسمية بحبس الدم.
تاريخ الجالية الأفريقية
وعن تاريخ الجالية الإفريقية التي تقع جمعيتها في الرباط المنصوري قال المرشد السياحي علي جده في حديث خاص لـ" موقع مدينة القدس"، "الجالية الأفريقية هم الأفارقة الذين أتوا للأراضي الفلسطينية .. فهناك وجود واضح ملحوظ لأولئك الأفارقة في مخيم طولكرم حيث يشكلون نسبة ما يقارب 70% من سكان المنطقة، وفي جنوب غزة وخاصة في خان يونس في منطقة حارة الغرارة يشكلون 70%تقريباً، ولكن من المدهش أنهم عند سؤالهم عن أصلهم لا يعرفون الإجابة."
أما الأفارقة في القدس وخاصة الجيل الأول والثاني فهم يمتازون بأنهم يحددون أصولهم فقد جاء أجدادهم إلى القدس نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وجاءوا من أربعة دول: "السلامات، نيجيريا، السودان، السنغال"، وتحديداً من ثماني قبائل وهي:" السلامات، البرنو، التكروري، الفيراوي، الحوس، البرجو، والكلمبو، والفلاته".
أسباب قدومهم إلى القدس....
كثير منهم أتوا من بلاد الحجاز بعد أداء فريضة الحج، على اعتبار أن القدس ثالث الأماكن المقدسة عند كافة المسلمين، ولاعتقادهم أن يوم القيامة سيكون في مدينة القدس، لذا فهم أرادوا أن يكونوا أول من يروا وجه ربهم.
ومجموعة من الجالية الأفريقية جاءت لمدينة القدس بعد حرب 1948، حيث عبروا بقدومهم عن رغبتهم بالدفاع عن الأماكن التاريخية والمقدسة في مدينة القدس بما فيها المسجد الأقصى المبارك.
التعداد السكاني لأبناء الجالية الأفريقية في البلدة القديمة....
التعداد السكاني للجالية الإفريقية يقارب حوالي 240 إلى 250 مواطن، إذ أن الحديث يدور عما يقارب 40 عائلة.
وأشار علي جده إلى: " أن هذا العدد تضاءل بسبب نزوح عدد كبير من أفراد الجالية، وذلك بعد حرب عام 1967، وذلك لكون المعيل الأساسي للعائلة كان يعيش خارج البلاد وتحديداً بالأردن".
وقال: "كثير من الجالية الأفريقية القاطنة في البلدة القديمة تمنع من السفر إلى الأردن لأسباب أمنية، وهم محرومين من الحصول على الجواز الأردني"..
وأوضح: "أن بعض سكان الجالية الأفريقية ترك مسكناهم في البلدة القديمة، وعملوا على إيجاد سكن خارج أسوار البلدة القديمة بسبب ضيق السكن، فالمساحة بقيت على ما هي عليه بينما التعداد السكاني في تزايد مستمر".
الوضع الاقتصادي والاجتماعي للجالية...
قال الأستاذ علي جده: "إن طبيعة الأوضاع التي يعيشها الأفارقة المقدسيين، لا تختلف عن أوضاع الشعب الفلسطيني المتدهورة اقتصادياً بسبب الاغلاقات والحواجز وبناء جدار الفصل العنصري وفصل القدس عن أحياءها وقراها المجاورة.
وأِوضح أن الظروف الاقتصادية انعكست على الشباب والشابات الأفارقة مما اضطرهم لمغادرة مقاعد الدراسة بهدف البحث عن فرص عمل، ولقد انعكس هذا سلباً على المستوي العلمي لدي أبناء الجالية، فإذا ما علمنا أن نسبة من تلقوا التعليم الجامعي لا تتجاوز 1% وحتى أن الكثير منهم لم يصلوا المرحلة الثانوية.
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
» مبارزة شعرية .......
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
» أتثائب... عبلة درويش
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918