لقد كسبت اسرائيل الجولة ألأولى من المفاوضات قبل أن تبدأ ، بتوظيفها جيدا
مسألة ألاستيطان الذى تقيمه على ألأرض الفلسطينية التى يفترض أن تقام
عليها الدولة الفلسطينية والتى يشكل قيامها محور العملية التفاوضية كلها ،
وألأمر الذى يدعو للدهشة وألأستغراب ان تطالب اسرائيل بتطبيع للعلاقات مع
الدول العربية فى كافة المجالات ، وهذا اذا ما تم قبل اقرار السلام وتنفيذ
استحقاقاته يكون ليس فقط اعترافا باسرائيل ، ولكن التسليم بها كسلطة
احتلال واقرار بشرعية كل ما قامت به من اجراءات وتغيير لمعالم ألأرض
الفلسطينية من تهويد ومصادرة للأرض .
واذا كان الحال بالنسبة لملف
الاستيطان وموقف اسرائيل منه ، فماذا سيكون ألأمر بالنسبة للقضايا ألأخرى
وخصوصا قضية اللاجئيين , أعتقد ان موقف اسرائيل من هذه المسألة يكشف
النقاب عن مسارات التفاوض حول القضايا النهائية التى باتت محسومة
أسرائيليا على ما يبدو مقابل وقف الاستيطان وقيام الدولة اللادولة على ما
تبقى من أرض فلسطينية ستقل فى جميع ألأحوال عن عشرين فى المائة من المساحة
الكلية لفلسطين , وأقل من المساحة التى اقرها قرار الأمم المتحده رقم 181
الذى بموجبه قامت اسرائيل كدولة . وهذا فى حد ذاته يعتبر تنازلا فلسطينيا
ينمحترم ان يكون له ثمنا سياسيا كبيرا .
لا شك أن العلاقة بين
السلام والتطبيع تثير جدلا عقيما وسفسطائيا تماما مثل العلاقة بين الدجاجة
والبيضة وأيهما أولا . نفس العلاقة تثار بين السلام والتطبيع وأيهما أولا
؟ لا خلاف فى قيام علاقات عادية بين اسرائيل والدول العربية مثل اى منظومة
علاقات بين الدول ، ولكن هذا فى الظروف العادية التى تقوم فيها العلاقات
بين الدول التى لا تتنازع فيما بينها على قضايا أحتلال او توسع ، أو فرض
ألأمر الواقع ، بعدها تتدخل العلاقات بين الدول فى علاقات اعتيادية ، لكن
فى الحالة العربية ألأسرائيلية ألأمر الواقع والنموذج مختلفان ، والدول
العربية قدمت بادرة حسن نوايا فى مبادرتها التى تبنتها أكثر من قمة عربية
،باستعدادها الدخول فى علاقات عادية مع اسرائيل فى حال فعلا قبلت اسرائيل
بوجودها فى المنطقة العربية كدولة عادية وليست كدولة احتلال ، وبالتالى
هذا هو الشرط ألأول لتطبيع العلاقات أن تحول وتغير اسرائيل من منهجها
ألأحتلالى التوسعى ، لأنه لا يعقل أن تقوم علاقات عادية بين الدول العربية
واسرائيل ما زالت تحتل أرضا عربية ، وترفض قيام الدولة الفلسطينة ، وترفض
حتى التفاوض بشأن القضايا التى ترتبت على قيام المشكلة الفلسطينية ، هذا
على الرغم من أن الفلسطينين والعرب عامة قد أبدوا مرونة كبيرة فى شان
تسوية هذه القضايا وخصوصا قضية اللاجئيين التى تثير تخوف اسرائيل .
وألأمر
الثانى المهم فى تطبيع العلاقات هو ضرورة قيام الدولة الفلسطينية أولا ،
فكيف يمكن تصور قيام علاقات عادية بين الفلسطينيين مع عدم قدرتهم على
ممارسة سلطتهم وسيادتهم على أرضهم ، والا العلاقات ستكون علاقات احتلال
وتبعية ، وهذا يتعارض مع مفهوم تطبيع العلاقات ، فالسلام يفترض أن أحد أهم
نتائجه وتداعياته قيام العلاقات العادية والتطبيع بالمقابل ترسيخ لعملية
السلام وديمومتها ، والهدف هنا ليس فقط قيام هذه العلاقات او مكافأة طرف
دون ألأخر بل هو بداية جاده وحقيقة لتسوية واقتلاع جذور وأسباب الصراع
العربى ألأسرائيلى ـ وأطارا مستقبليا لتسوية كل القضايا العالقة والخلافية
، لذلك ينمحترم ان ينظر الى تطبيع العلاقات باعتبارها اداة ووسيلة لحل
الصراع وللقضايا التى قد يصعب تصور حلها فى المرحلة ألأولى من التسوية.
والنقطة ألأخرى أن المسألة ليست متعلقة بحسن النوايا التى يمكن أن تبديها
الدول العربية التى لم تنتظر تسوية الصراع بل أقدمت دول عربية كثيرة
بافتتاح ممثليات اسرائيلية فى عواصمها ، بل حتى لو تتبعنا الخطاب السياسى
وألأعلامى العربى لم يكن رافضا لاسرائيل بل كان خطاب سلام وتطبيع اكثر منه
خطاب صراع وعدوان ، على عكس اسرائيل تماما التى استمرت فى سياساتها
التصعيدية ، وسياسة فرض الحصار والحرب على غزة ، وسياسة مصادرة ألأراضى
وتهويد القدس وكل الأرض الفلسطينية ، بل ان الخطاب السياسيى والاعلامى
ألأسرائيلى خطاب رافض للسلام وقيام الدولة الفلسطينية وما تصريحات ليبرمان
وزير الخارجية ألأسرائيلى وحتى نيتناياهو الرافضة لوقف كامل للاستيطان
دليل قاطع على أن مدركات السلام لدى اسرائيل لم تنضج بعد ، وما زالت
أسرئيل مأسورة لأفكارها التقليدية ولرؤيتها للسلام الذى يقوم على ألأمن
والتوسع وضم ألأرض الفلسطينية والعربية ، وليس قيام علاقات عادية وتطبيع ،
فالتطبيع فى ظل هذه المدركات والمفاهيم يفقد مغزاه ومضمونه السياسيى
ويتحول الى شكل من أشكال فرض العلاقات بالقوة .
أذن الخطوة
ألأولى فى تطبيع العلاقات هى باتجاه السلام ذاته ، وهذا يحتاج الى تغيير
فى المفاهيم والمدركات ، وهنا البعد ألأخر المهم فى تطبيع العلاقات ،فليس
المهم أتخاذ القرارات السياسية وتوقيع أتفاقات على ورق جامد ، وليس فى
علاقات الساسة ولقاءاتهم ومقابلاتهم ،بل التطبيع الحقيقى والفعلى هو تطبيع
الشعوب ، وهذا يحتاج ألى تغيير فى منظومة القيم التى يحملها كل طرف أزاء
ألأخر ، وحتى نصل الى هذه المرحلة لا بد من أزالة وتغيير كل القيم التى
أرتبطت بالصراع من مقاومة مسلحة ، ومن لجوء للقوة والحرب كوسيلة لفرض رؤى
سياسية وليس علاقات متكافئة ، والخطوة ألأولى فى هذا الطريق الطويل هو فى
أنهاء ألأحتلال والتخلى عن قيم العنف والكراهية ونبذ الأخرين وثقافتهم .
وأخيرا التطبيع يحتاج الى بيئة سياسية وثقافية ومجتمعية وقيمية وسيكولوجية
تقوم على أحترام الشعوب وثقافها وحضارتها وهويتها .
مسألة ألاستيطان الذى تقيمه على ألأرض الفلسطينية التى يفترض أن تقام
عليها الدولة الفلسطينية والتى يشكل قيامها محور العملية التفاوضية كلها ،
وألأمر الذى يدعو للدهشة وألأستغراب ان تطالب اسرائيل بتطبيع للعلاقات مع
الدول العربية فى كافة المجالات ، وهذا اذا ما تم قبل اقرار السلام وتنفيذ
استحقاقاته يكون ليس فقط اعترافا باسرائيل ، ولكن التسليم بها كسلطة
احتلال واقرار بشرعية كل ما قامت به من اجراءات وتغيير لمعالم ألأرض
الفلسطينية من تهويد ومصادرة للأرض .
واذا كان الحال بالنسبة لملف
الاستيطان وموقف اسرائيل منه ، فماذا سيكون ألأمر بالنسبة للقضايا ألأخرى
وخصوصا قضية اللاجئيين , أعتقد ان موقف اسرائيل من هذه المسألة يكشف
النقاب عن مسارات التفاوض حول القضايا النهائية التى باتت محسومة
أسرائيليا على ما يبدو مقابل وقف الاستيطان وقيام الدولة اللادولة على ما
تبقى من أرض فلسطينية ستقل فى جميع ألأحوال عن عشرين فى المائة من المساحة
الكلية لفلسطين , وأقل من المساحة التى اقرها قرار الأمم المتحده رقم 181
الذى بموجبه قامت اسرائيل كدولة . وهذا فى حد ذاته يعتبر تنازلا فلسطينيا
ينمحترم ان يكون له ثمنا سياسيا كبيرا .
لا شك أن العلاقة بين
السلام والتطبيع تثير جدلا عقيما وسفسطائيا تماما مثل العلاقة بين الدجاجة
والبيضة وأيهما أولا . نفس العلاقة تثار بين السلام والتطبيع وأيهما أولا
؟ لا خلاف فى قيام علاقات عادية بين اسرائيل والدول العربية مثل اى منظومة
علاقات بين الدول ، ولكن هذا فى الظروف العادية التى تقوم فيها العلاقات
بين الدول التى لا تتنازع فيما بينها على قضايا أحتلال او توسع ، أو فرض
ألأمر الواقع ، بعدها تتدخل العلاقات بين الدول فى علاقات اعتيادية ، لكن
فى الحالة العربية ألأسرائيلية ألأمر الواقع والنموذج مختلفان ، والدول
العربية قدمت بادرة حسن نوايا فى مبادرتها التى تبنتها أكثر من قمة عربية
،باستعدادها الدخول فى علاقات عادية مع اسرائيل فى حال فعلا قبلت اسرائيل
بوجودها فى المنطقة العربية كدولة عادية وليست كدولة احتلال ، وبالتالى
هذا هو الشرط ألأول لتطبيع العلاقات أن تحول وتغير اسرائيل من منهجها
ألأحتلالى التوسعى ، لأنه لا يعقل أن تقوم علاقات عادية بين الدول العربية
واسرائيل ما زالت تحتل أرضا عربية ، وترفض قيام الدولة الفلسطينة ، وترفض
حتى التفاوض بشأن القضايا التى ترتبت على قيام المشكلة الفلسطينية ، هذا
على الرغم من أن الفلسطينين والعرب عامة قد أبدوا مرونة كبيرة فى شان
تسوية هذه القضايا وخصوصا قضية اللاجئيين التى تثير تخوف اسرائيل .
وألأمر
الثانى المهم فى تطبيع العلاقات هو ضرورة قيام الدولة الفلسطينية أولا ،
فكيف يمكن تصور قيام علاقات عادية بين الفلسطينيين مع عدم قدرتهم على
ممارسة سلطتهم وسيادتهم على أرضهم ، والا العلاقات ستكون علاقات احتلال
وتبعية ، وهذا يتعارض مع مفهوم تطبيع العلاقات ، فالسلام يفترض أن أحد أهم
نتائجه وتداعياته قيام العلاقات العادية والتطبيع بالمقابل ترسيخ لعملية
السلام وديمومتها ، والهدف هنا ليس فقط قيام هذه العلاقات او مكافأة طرف
دون ألأخر بل هو بداية جاده وحقيقة لتسوية واقتلاع جذور وأسباب الصراع
العربى ألأسرائيلى ـ وأطارا مستقبليا لتسوية كل القضايا العالقة والخلافية
، لذلك ينمحترم ان ينظر الى تطبيع العلاقات باعتبارها اداة ووسيلة لحل
الصراع وللقضايا التى قد يصعب تصور حلها فى المرحلة ألأولى من التسوية.
والنقطة ألأخرى أن المسألة ليست متعلقة بحسن النوايا التى يمكن أن تبديها
الدول العربية التى لم تنتظر تسوية الصراع بل أقدمت دول عربية كثيرة
بافتتاح ممثليات اسرائيلية فى عواصمها ، بل حتى لو تتبعنا الخطاب السياسى
وألأعلامى العربى لم يكن رافضا لاسرائيل بل كان خطاب سلام وتطبيع اكثر منه
خطاب صراع وعدوان ، على عكس اسرائيل تماما التى استمرت فى سياساتها
التصعيدية ، وسياسة فرض الحصار والحرب على غزة ، وسياسة مصادرة ألأراضى
وتهويد القدس وكل الأرض الفلسطينية ، بل ان الخطاب السياسيى والاعلامى
ألأسرائيلى خطاب رافض للسلام وقيام الدولة الفلسطينية وما تصريحات ليبرمان
وزير الخارجية ألأسرائيلى وحتى نيتناياهو الرافضة لوقف كامل للاستيطان
دليل قاطع على أن مدركات السلام لدى اسرائيل لم تنضج بعد ، وما زالت
أسرئيل مأسورة لأفكارها التقليدية ولرؤيتها للسلام الذى يقوم على ألأمن
والتوسع وضم ألأرض الفلسطينية والعربية ، وليس قيام علاقات عادية وتطبيع ،
فالتطبيع فى ظل هذه المدركات والمفاهيم يفقد مغزاه ومضمونه السياسيى
ويتحول الى شكل من أشكال فرض العلاقات بالقوة .
أذن الخطوة
ألأولى فى تطبيع العلاقات هى باتجاه السلام ذاته ، وهذا يحتاج الى تغيير
فى المفاهيم والمدركات ، وهنا البعد ألأخر المهم فى تطبيع العلاقات ،فليس
المهم أتخاذ القرارات السياسية وتوقيع أتفاقات على ورق جامد ، وليس فى
علاقات الساسة ولقاءاتهم ومقابلاتهم ،بل التطبيع الحقيقى والفعلى هو تطبيع
الشعوب ، وهذا يحتاج ألى تغيير فى منظومة القيم التى يحملها كل طرف أزاء
ألأخر ، وحتى نصل الى هذه المرحلة لا بد من أزالة وتغيير كل القيم التى
أرتبطت بالصراع من مقاومة مسلحة ، ومن لجوء للقوة والحرب كوسيلة لفرض رؤى
سياسية وليس علاقات متكافئة ، والخطوة ألأولى فى هذا الطريق الطويل هو فى
أنهاء ألأحتلال والتخلى عن قيم العنف والكراهية ونبذ الأخرين وثقافتهم .
وأخيرا التطبيع يحتاج الى بيئة سياسية وثقافية ومجتمعية وقيمية وسيكولوجية
تقوم على أحترام الشعوب وثقافها وحضارتها وهويتها .
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر