خسائر الانفاق في غزة تصل الى 500 مليون دولار والعشرات حققوا ثراء فاحشا من تجارتها

ويروي
جوناثان فيرزيغر مراسل صحيفة "انترناشونال هيرالد تربيون" حكاية سيدة تدعى
نبيله الغبن التي رهنت سيارتها ومجوهراتها بعد مشاهدة احد الانفاق العام
الماضي واستثمرت مبلغ 12 ألف دولار في شبكة من الانفاق التي تقوم بتوريد
السلع المهربة من مصر.
وهي
واحدة من اصل 4 آلاف غزي دفعوا اموالا نقدية الى وسطاء والى أصحاب الانفاق
خلال العام 2008 في وقت تستمر فيه اسرائيل باقفال المعابر امام السلع
المتجهة في غزة. ولم تلبث الطائرات المقاتلة الاسرائيلية ان قصفت الانفاق
قبل العدوان الاسرائيلي الذي استغرق 22 يوما منذ اواخر كانون الاول
(ديسمبر) العام الماضي وخلال ذلك العدوان وكانت النتيجة ان انهارت
الاستثمارات.
وتقول
الصحيفة الاميركية ان المستثمرين الذين خسروا حوالي 500 مليون دولار
يريدون من "حماس" ان ترد عليهم اموالهم. ويقول وزير الاقتصاد في الحكومة
المقالة زياد الظاظا ان حوالي 200 شخص احتجزوا على خلفية استثمارات
الانفاق. وقد اطلق سراح الكثيرين منهم. وتعرض "حماس" دفع ما قيمة 16.5 في
المائة من قيمة الاستثمارات مستخدمة اموالا استردتها من ايهاب الكرد، وهو
اكثر اصحاب الانفاق ثراء.
ويقول
مدير معهد الدراسات الفلسطينية عمر شعبان: "لدى مقارنة الاقتصاد الاميركي
مع اقتصادنا وعندما تدرك الى اي مدى اصبحنا نعتمد على الانفاق، فانني اؤكد
ان فضيحتنا اكبر من فضيحة مادوف"، مشيرا الى المصرفي النيويوركي بيرنارد
مادوف الذي خسر 65 بليون دولار.
والحقيقة
هي ان الانفاق حفرت في البدء تحت الحدود المصرية بهدف تهريب السلاح من مصر
عندما كانت اسرائيل تحتل القطاع قبل الانسحاب منه العام 2005. وقد اغلقت
مصر واسرائيل مناطق العبور الحدودية في حزيران (يونيو) 2007 بعد ان انشقت
"حماس" عن ترتيبات المشاركة في الحكم مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود
عباس. وامسكت بزمام السلطة بعد ان تغلبت على الوجود "الفتحاوي" في غزة.
وتنقل
الصحيفة الاميركية عن نبيله الغبن (43 عاما) انها تُحمل "حماس" المسؤولية
لتشجيعها الاخرين على الاستثمار. وتقول: "ان الامام قال لنا اننا لن نندم
على المشاركة في هذه الاعمال المباركة. وكان هذا يتكرر في المساجد المنشرة
في انحاء غزة".
وقال
عمر شعبان: "يمكنك ان ترى علامات الاستياء لان الاف العائلات فقدت
اموالها". فقد كانت تكلفة حفر خندق وتشغيله بعمق 15 مترا تقريبا وطول 75
مترا تصل الى 100 ألف دولار، حسب ما ذكره شعبان.
ولما
كانت ابواب العبور الاسرائيلية قد اوصدت وحجبت تدفق السلع الى "حماس" بعد
تولي "حماس" السلطة العام 2007، بدأ اصحاب الانفاق يسعون وراء التمويل
لبناء المزيد من الانفاق. وبترخيص من "حماس" قاموا بهذا العمل. وقال اربعة
من اصحاب الانفاق اذين اعتذروا عن الكشف عن هوياتهم انهم دفعوا 11 ألف
شيكل (950ر2 دولارا) لـ"حماس" مقابل الحصول على ترخيص بعملية الحفر.
وحسب
قول المستثمرين نبيله الغبن ومحمد شراب وشادي قيشاوي كانت عملية التمويل
تتم بحيث يحصل المستثمر على ارباح بنسبة 10 في المائة عن امواله. وقال
شعبان ان الريع يأتي من ارباح التهريب ومن الاستثمارات الجديدة.
وقال
وزير الاقتصاد الظاظا ان "حماس" القت القبض على الكرد بتهمة التزوير
و"الاستيلاء على اموال من الشعب الفلسطيني". واضاف ان الكرد كان لولب
عملية الاستثمار في الانفاق عن طريق وسطاء يلتقون بالزبائن المحتملين في
المقاهي وملاعب كرة القدم والمساجد. وقد صودرت منه حوالي 10 ملايين دولار.
وقد اطلق سراح الكرد منذئذ، ولم يكشف زعزع عن مزيد من التفصيلات ولم يشرح
الاسباب وراء ذلك.