اقتصاد
السوق يخنق الـمواطن، ويجعل منه عبداً لقوت يومه، ويشلّ تفكيره الذي
يقتصر، في معظمه، على الـمصروفات وقضاء ساعات في إعداد موازنة الشهر
الـمقبل!!.
في رام الله والبيرة، أسعار، لا نبالغ إذا قلنا، إنّها أعلى من مثيلاتها
في عواصم عالـمية، مثل باريس ولندن ونيويورك وبروكسل... وخاصة أسعار
الـمطاعم والـمقاهي!!.
ساندويش الفلافل في رام الله يُباع بأربعة أو خمسة شواكل، وفي الخليل
بشيكل أو شيكل ونصف الشيكل؟!.. وسعر ساندويش الشاورما في رام الله والبيرة
يتراوح بين 10 ــ 15 شيكلاً، وفي جنين من 5 ــ 6 شواكل، أما تناول وجبة
متواضعة في مطعم يحمل اسمُه شهرةً ــ لا نعرف كيف حصل عليها ــ فإنه يكلّف
ما يزيد على 150 شيكلاً للفرد!!.
في رام الله، مطلوبٌ منك التفكير طويلاً قبل الجلوس في مقهى يحمل اسماً
أجنبياً، أو غريباً، فالأسعار أكثر من خيالية... فنجان القهوة يتراوح سعره
بين 10 ــ 15 شيكلاً دون ضريبة الخدمة... وعصير البرتقال 20 ــ 25 شيكلاً،
وهكذا..!! وإذا رغبتَ في جلسة طويلة مع ثلاثة أصدقاء، مثلاً، فإنّك مضطر
إلى دفع ما يزيد على 100 شيكل. هل هذه الأسعار حقيقية؟ وكيف تتم عملية
التسعير، وما هو هامش الربح لـمعظم التجار؟!!!.
في العاصمة "الـمؤقتة"، كما يسمّونها (أي رام الله والبيرة)، نعيش في صراع
البقاء. الكلّ يحاول نهش لحم الكل. حتى أجرة السيارات، لا يلتزم بها كثير
من مكاتب السيارات العمومية، والعدّادات التي فرضتها وزارة الـمواصلات لا
تعمل في معظم السيارات... والتسعيرة تضاعفت من 8 أو 10 شواكل داخل البلد،
إلى 15 أو 20 شيكلاً، حسب شطارة السائق، وسذاجة الـمواطن..!!
أسعار اللحوم هي الأعلى، ربما، في العالـم... وقد يكون السبب؛ أننا لسنا
منتجين للّحوم، وإنما مستوردون لها، حتى إنتاجنا الـمحلّي، يعتمد على
الأعلاف الـمستوردة من الخارج!!.
في ظل هذا الواقع الـمأساوي لاقتصادِ سوقٍ لا يرحم، ولأسعارٍ غير مراقبَة،
ولارتفاعٍ شبه خيالي في معظم السلع الـمستهلَكة، ماذا يعمل الـمواطن؟!!
الـموظّف مضطر للبحث عن عمل آخر.. معلّم في الصباح وعامل في محطة محروقات
أو عامل تنظيف في مؤسسة مساءً.. من أجل أن "يدبّر أموره"..!! والطلبة
ليذهبوا إلى جهنّم!!.. ونحن، هنا، لا نلوم الـمعلِّم، لأنه يحفر في الصخر
من أجل لقمة العيش..!!
أستاذ جامعي.. طبيب عام.. كلّ منهما يبحث عمّا يمكن عمله لزيادة دَخْله،
وليصل للحدّ الأدنى الذي يواجه به متطلبات الـمعيشة.. أمّا إذا كان
محامياً، فلا ضير أن يخلع العباءة السوداء، بعد الظهر، من أجل وظيفة
استقبال أو سائق على سيارة أجرة في منطقة من الأفضل أن لا يعرفه فيها
أحد..!!
الـمشكلة الحقيقية، أن التجّار ومقدّمي الخدمات، بكافة أشكالها، وخاصة
السياحية، لا يقبلون بهامش ربحٍ معقول، بل بأرباح مضاعَفة.. يتسابقون مع
الزمن من أجل تحقيق رأسمال، ليُضافوا إلى قائمة أصحاب رؤوس الأموال..!!!
في رام الله والبيرة، أسعار الشقق تصل إلى ضعف مثيلاتها في شمال وجنوب الضفة..!!
في ظل هذا الواقع، فإنّ مجتمع (العاصمة الـمؤقتة)، الخليط من فئات مختلفة،
يبدو كمجتمع هلامي أقلّ صلابة... ليست بينه روابط حقيقية... مجتمع أقرب
إلى الشرذمة منه إلى مفهوم البناء الـمتكامل!.
في رام الله والبيرة، ازدحام مروري، يبلغ أوجه ظهيرة يوم كل خميس، ويستمر
حتى ساعات الـمساء، لتعرف أن كثيراً من سكان هذه الـمنطقة يتركونها؛ لأنهم
وجدوا أنفسهم مضطرين للعيش فيها، دون أن يقبلوا بواقعها..!! وخلال عودتهم،
صباح الأحد، يحضرون مُؤنَ الأسبوع من مدنهم وبلداتهم، في الشمال والجنوب!!.
هل من قرار لرفع مشنقة الأسعار "الباريسية" عن الـموظف البسيط والعامل،
ليعيشا في أدنى حدود العيش الكريم... أم إنّ روحنا الـمجتمعية أصبحت
خاوية... وقدّمنا مصالحنا الفردية الذاتية وأرباحنا الـمادية على كل شيء،
حتى الوطن؟!!!.
السوق يخنق الـمواطن، ويجعل منه عبداً لقوت يومه، ويشلّ تفكيره الذي
يقتصر، في معظمه، على الـمصروفات وقضاء ساعات في إعداد موازنة الشهر
الـمقبل!!.
في رام الله والبيرة، أسعار، لا نبالغ إذا قلنا، إنّها أعلى من مثيلاتها
في عواصم عالـمية، مثل باريس ولندن ونيويورك وبروكسل... وخاصة أسعار
الـمطاعم والـمقاهي!!.
ساندويش الفلافل في رام الله يُباع بأربعة أو خمسة شواكل، وفي الخليل
بشيكل أو شيكل ونصف الشيكل؟!.. وسعر ساندويش الشاورما في رام الله والبيرة
يتراوح بين 10 ــ 15 شيكلاً، وفي جنين من 5 ــ 6 شواكل، أما تناول وجبة
متواضعة في مطعم يحمل اسمُه شهرةً ــ لا نعرف كيف حصل عليها ــ فإنه يكلّف
ما يزيد على 150 شيكلاً للفرد!!.
في رام الله، مطلوبٌ منك التفكير طويلاً قبل الجلوس في مقهى يحمل اسماً
أجنبياً، أو غريباً، فالأسعار أكثر من خيالية... فنجان القهوة يتراوح سعره
بين 10 ــ 15 شيكلاً دون ضريبة الخدمة... وعصير البرتقال 20 ــ 25 شيكلاً،
وهكذا..!! وإذا رغبتَ في جلسة طويلة مع ثلاثة أصدقاء، مثلاً، فإنّك مضطر
إلى دفع ما يزيد على 100 شيكل. هل هذه الأسعار حقيقية؟ وكيف تتم عملية
التسعير، وما هو هامش الربح لـمعظم التجار؟!!!.
في العاصمة "الـمؤقتة"، كما يسمّونها (أي رام الله والبيرة)، نعيش في صراع
البقاء. الكلّ يحاول نهش لحم الكل. حتى أجرة السيارات، لا يلتزم بها كثير
من مكاتب السيارات العمومية، والعدّادات التي فرضتها وزارة الـمواصلات لا
تعمل في معظم السيارات... والتسعيرة تضاعفت من 8 أو 10 شواكل داخل البلد،
إلى 15 أو 20 شيكلاً، حسب شطارة السائق، وسذاجة الـمواطن..!!
أسعار اللحوم هي الأعلى، ربما، في العالـم... وقد يكون السبب؛ أننا لسنا
منتجين للّحوم، وإنما مستوردون لها، حتى إنتاجنا الـمحلّي، يعتمد على
الأعلاف الـمستوردة من الخارج!!.
في ظل هذا الواقع الـمأساوي لاقتصادِ سوقٍ لا يرحم، ولأسعارٍ غير مراقبَة،
ولارتفاعٍ شبه خيالي في معظم السلع الـمستهلَكة، ماذا يعمل الـمواطن؟!!
الـموظّف مضطر للبحث عن عمل آخر.. معلّم في الصباح وعامل في محطة محروقات
أو عامل تنظيف في مؤسسة مساءً.. من أجل أن "يدبّر أموره"..!! والطلبة
ليذهبوا إلى جهنّم!!.. ونحن، هنا، لا نلوم الـمعلِّم، لأنه يحفر في الصخر
من أجل لقمة العيش..!!
أستاذ جامعي.. طبيب عام.. كلّ منهما يبحث عمّا يمكن عمله لزيادة دَخْله،
وليصل للحدّ الأدنى الذي يواجه به متطلبات الـمعيشة.. أمّا إذا كان
محامياً، فلا ضير أن يخلع العباءة السوداء، بعد الظهر، من أجل وظيفة
استقبال أو سائق على سيارة أجرة في منطقة من الأفضل أن لا يعرفه فيها
أحد..!!
الـمشكلة الحقيقية، أن التجّار ومقدّمي الخدمات، بكافة أشكالها، وخاصة
السياحية، لا يقبلون بهامش ربحٍ معقول، بل بأرباح مضاعَفة.. يتسابقون مع
الزمن من أجل تحقيق رأسمال، ليُضافوا إلى قائمة أصحاب رؤوس الأموال..!!!
في رام الله والبيرة، أسعار الشقق تصل إلى ضعف مثيلاتها في شمال وجنوب الضفة..!!
في ظل هذا الواقع، فإنّ مجتمع (العاصمة الـمؤقتة)، الخليط من فئات مختلفة،
يبدو كمجتمع هلامي أقلّ صلابة... ليست بينه روابط حقيقية... مجتمع أقرب
إلى الشرذمة منه إلى مفهوم البناء الـمتكامل!.
في رام الله والبيرة، ازدحام مروري، يبلغ أوجه ظهيرة يوم كل خميس، ويستمر
حتى ساعات الـمساء، لتعرف أن كثيراً من سكان هذه الـمنطقة يتركونها؛ لأنهم
وجدوا أنفسهم مضطرين للعيش فيها، دون أن يقبلوا بواقعها..!! وخلال عودتهم،
صباح الأحد، يحضرون مُؤنَ الأسبوع من مدنهم وبلداتهم، في الشمال والجنوب!!.
هل من قرار لرفع مشنقة الأسعار "الباريسية" عن الـموظف البسيط والعامل،
ليعيشا في أدنى حدود العيش الكريم... أم إنّ روحنا الـمجتمعية أصبحت
خاوية... وقدّمنا مصالحنا الفردية الذاتية وأرباحنا الـمادية على كل شيء،
حتى الوطن؟!!!.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر