قال لي سائق ستيني، كان في
زمانه قبضايا: أنه إذا ما ذهب للعمل داخل الخط الأخضر في"إسرائيل", خلع
عقله الترللّي ولبس العقل غير الترللّي,زاعما أنهم هناك يشغّلون عقولهم
غير الترللية, ويحسبون لكل أمر حسابه , ويقلّبون المسائل على وجوهها, وإذا
ما حزبهم أمر, أعملوا فيه عقولهم ومعاولهم الفكرية حتى يجدوا له
مخرجا..فهم يدركون أن عقلهم ليس ترمّايا يسير على سكة ثابتة, أو مجرد"
ترلّي باص "يسير في الشارع وذراعه متصل بسلك الكهرباء,ولذلك تراهم يغيرون
مواقفهم وتكتيكاتهم كما نغير نحن قمصاننا وأحذيتنا ولا تعجزهم الحيلة,ولا
تنقصهم الوسيلة لتحقيق مآرهم,أما ثوابتهم فيحافظون عليها, ويحرصون عليها
حرصهم على حد قات عيونهم ،فهم لا ينرفسون مثلنا,ولا يتشاجرون ، لأن
القانون، والقانون وحده هو مايحكم سلوكهم, ويصوّب أعمالهم.قلت فما بال
محرقة غزة الأخيرة, وسيء الذكر والطلّة
أفيغدور ليبرمان الذي ما
فتيء يهددنا ب" الجوريّة "الحمراء،ويتوعدنا ب"الويل" ليل نهار؟؟قال أنا
أتحدث عن علاقاتهم البينية, لاعن علاقتهم بنا.. وليبرمان _على أية حال_
رجل أحمق ,لمّا يدجن بعد, وهو فوق ذلك حديث عهد بالسياسة,لذا ترى أن سلوكه
لا يزال محكوما بعقلية المافيا..قلت :أتعني أن عقله ترللّي ؟ قال
:نعم..قلت: فأنت من المؤمنين إذا أن هناك عقلا ترللّيا وآخر غير ترللّي؟
قال نعم.. قلت فما هي مواصفات هذا العقل الترللّي,وآليات تشغيله,وماكنزمات
عمله ومحدداته. ومتى يسود هذا العقل , ومتي يخبو,وكيف يضمحل تأثيره؟؟
قال
:عندما يستبد العقل , ويستند إلي غطرسة القوة وحدها ,وترى أن لا رأي إلا
رأيك وتضع روحك في منخريك , وتسبق قبضتك إرادة عقلك, فأنت حيئذ صاحب عقل
ترللي, قلت وكيف سيكون حالنا إذا ما أصبنا بنزلة برد وانتابتنا حالة من
العطس المتواصل ؟ ضحك صاحبي ملء شقيه وقال ربنا يستر.
من يتامل أحوالنا
يجد أن هذا العقل "الترللي" , هو ما يسود حياتنا ويتحكم في سلوكنا هذه
الأيام, وهو ما جرنا إلى الواقع الأليم الذي نكتوي بناره, ونعيش تفاصيله
بكل مرارة وسأم وضجر وضمور, فالتعصب الأعمى هو سيد مواقفنا, والفوضى واللا
نظام هو ديدن حياتنا, والتطاول على الاخرين, بحق و بدون حق هو محور
حياتنا, والسباب والشتائم والألفاظ النابية تملأ فضاءنا وهواءنا, والدردشة
واللاوعي هي ملاذنا , يستوي في ذلك المتعلمون وغير المتعلمين,والسوقة
وبائعي الفجل سواء بسواء.. تسأل بائع الفواكه: ب "كم" الكيلو ياعم؟ فيجيبك
بكذا, والويل لك إذا ما ساومته على بضاعته, أو مضيت دون أن تشتري منه
شيئا, عند ذلك يصوب لك عينين ناريتين ويده على السكين , أو على "عيار
الاثنين كيلو" وفي أحسن الأحوال يتبعك بوابل من السباب والشتائم, وأنصحك
في هذه الحالة أن تضع أعصابك في ثلاجة, وتمضي إلى حال سبيلك, دون أن ترفع
راحة يدك إلى مستوى وجهك, وتقلبها في الهواء للدلالة على عقله"الترللي "!
,عند ذلك سوف تكون مثله تماما_ بلا فواكه بلا بطيخ_ فيكفي أن تعود إلى
عيالك سالماً معافى!
قال لي احدهم أنه بعد أن استقل سيارة أجرة ذات صباح, ناول السائق قطعة نقدية
أم
الشيقلين الحديثة, وانتظر أن يردّ له السائق نص شيقل عملاً بالتسعيرة, إلا
أن السائق " طنش " وانشغل بالرد على هاتفه النقال, تاركا جهاز
الترانزستور, يغنى على "ويلاه", ولمّا قطعت السيارة أكثر من نصف الطريق ,
طلب صاحبنا من السائق أن يرد له النصف شيقل المتبقي,فادعى السائق أنه لا
يملك أنصافا ولا أرباعاً , فطلب من السائق ان ينزله من السيارة محتجاً,
فما كان من السائق إلا إن توقف فجأة, وأمر الراكب بسرعة مغادرة السيارة,
بعد أن ألقمه شيقليه, مع رزمة من الشتائم.. فضحك الراكب الذي كاد أن يبلغ
غايته, وأخذ ينظر إلى السيارة" السكودا البيضاء" , وهي تنطلق كالسهم في
الشارع العريض وإلى مقودها الأنيق ينحني سائق بشاربين وهاتف نقال وعقل
ترللّي!
موسى ابو كرش
زمانه قبضايا: أنه إذا ما ذهب للعمل داخل الخط الأخضر في"إسرائيل", خلع
عقله الترللّي ولبس العقل غير الترللّي,زاعما أنهم هناك يشغّلون عقولهم
غير الترللية, ويحسبون لكل أمر حسابه , ويقلّبون المسائل على وجوهها, وإذا
ما حزبهم أمر, أعملوا فيه عقولهم ومعاولهم الفكرية حتى يجدوا له
مخرجا..فهم يدركون أن عقلهم ليس ترمّايا يسير على سكة ثابتة, أو مجرد"
ترلّي باص "يسير في الشارع وذراعه متصل بسلك الكهرباء,ولذلك تراهم يغيرون
مواقفهم وتكتيكاتهم كما نغير نحن قمصاننا وأحذيتنا ولا تعجزهم الحيلة,ولا
تنقصهم الوسيلة لتحقيق مآرهم,أما ثوابتهم فيحافظون عليها, ويحرصون عليها
حرصهم على حد قات عيونهم ،فهم لا ينرفسون مثلنا,ولا يتشاجرون ، لأن
القانون، والقانون وحده هو مايحكم سلوكهم, ويصوّب أعمالهم.قلت فما بال
محرقة غزة الأخيرة, وسيء الذكر والطلّة
أفيغدور ليبرمان الذي ما
فتيء يهددنا ب" الجوريّة "الحمراء،ويتوعدنا ب"الويل" ليل نهار؟؟قال أنا
أتحدث عن علاقاتهم البينية, لاعن علاقتهم بنا.. وليبرمان _على أية حال_
رجل أحمق ,لمّا يدجن بعد, وهو فوق ذلك حديث عهد بالسياسة,لذا ترى أن سلوكه
لا يزال محكوما بعقلية المافيا..قلت :أتعني أن عقله ترللّي ؟ قال
:نعم..قلت: فأنت من المؤمنين إذا أن هناك عقلا ترللّيا وآخر غير ترللّي؟
قال نعم.. قلت فما هي مواصفات هذا العقل الترللّي,وآليات تشغيله,وماكنزمات
عمله ومحدداته. ومتى يسود هذا العقل , ومتي يخبو,وكيف يضمحل تأثيره؟؟
قال
:عندما يستبد العقل , ويستند إلي غطرسة القوة وحدها ,وترى أن لا رأي إلا
رأيك وتضع روحك في منخريك , وتسبق قبضتك إرادة عقلك, فأنت حيئذ صاحب عقل
ترللي, قلت وكيف سيكون حالنا إذا ما أصبنا بنزلة برد وانتابتنا حالة من
العطس المتواصل ؟ ضحك صاحبي ملء شقيه وقال ربنا يستر.
من يتامل أحوالنا
يجد أن هذا العقل "الترللي" , هو ما يسود حياتنا ويتحكم في سلوكنا هذه
الأيام, وهو ما جرنا إلى الواقع الأليم الذي نكتوي بناره, ونعيش تفاصيله
بكل مرارة وسأم وضجر وضمور, فالتعصب الأعمى هو سيد مواقفنا, والفوضى واللا
نظام هو ديدن حياتنا, والتطاول على الاخرين, بحق و بدون حق هو محور
حياتنا, والسباب والشتائم والألفاظ النابية تملأ فضاءنا وهواءنا, والدردشة
واللاوعي هي ملاذنا , يستوي في ذلك المتعلمون وغير المتعلمين,والسوقة
وبائعي الفجل سواء بسواء.. تسأل بائع الفواكه: ب "كم" الكيلو ياعم؟ فيجيبك
بكذا, والويل لك إذا ما ساومته على بضاعته, أو مضيت دون أن تشتري منه
شيئا, عند ذلك يصوب لك عينين ناريتين ويده على السكين , أو على "عيار
الاثنين كيلو" وفي أحسن الأحوال يتبعك بوابل من السباب والشتائم, وأنصحك
في هذه الحالة أن تضع أعصابك في ثلاجة, وتمضي إلى حال سبيلك, دون أن ترفع
راحة يدك إلى مستوى وجهك, وتقلبها في الهواء للدلالة على عقله"الترللي "!
,عند ذلك سوف تكون مثله تماما_ بلا فواكه بلا بطيخ_ فيكفي أن تعود إلى
عيالك سالماً معافى!
قال لي احدهم أنه بعد أن استقل سيارة أجرة ذات صباح, ناول السائق قطعة نقدية
أم
الشيقلين الحديثة, وانتظر أن يردّ له السائق نص شيقل عملاً بالتسعيرة, إلا
أن السائق " طنش " وانشغل بالرد على هاتفه النقال, تاركا جهاز
الترانزستور, يغنى على "ويلاه", ولمّا قطعت السيارة أكثر من نصف الطريق ,
طلب صاحبنا من السائق أن يرد له النصف شيقل المتبقي,فادعى السائق أنه لا
يملك أنصافا ولا أرباعاً , فطلب من السائق ان ينزله من السيارة محتجاً,
فما كان من السائق إلا إن توقف فجأة, وأمر الراكب بسرعة مغادرة السيارة,
بعد أن ألقمه شيقليه, مع رزمة من الشتائم.. فضحك الراكب الذي كاد أن يبلغ
غايته, وأخذ ينظر إلى السيارة" السكودا البيضاء" , وهي تنطلق كالسهم في
الشارع العريض وإلى مقودها الأنيق ينحني سائق بشاربين وهاتف نقال وعقل
ترللّي!
موسى ابو كرش
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر