الحاج
عبدالله حميد ابن قرية عين الزيتون:
يا ابني.. إيماننا بالعودة كبير.. وإن لم أرجع أنا سيرجع
أولادي
لقرية عين الزيتون قصة، وتاريخ
قد لا يعرفه الكثيرون، تاريخ مؤلم مليء بالدم والدموع، هو جزء من تاريخ المأساة
الدامية التي لا تزال تتكرر ولا يزال يقع شعبنا الفلسطيني تحت وطأتها، ولكن بأشكال
متنوعة.
للوقوف على قصة هذه القرية منذ
بداياتها ولمعرفة جذورها كان لنا هذا اللقاء مع الحاج عبد الله خالد حميد ابن هذه
القرية وأحد الذين عايشوا تفاصيل قصتها، دون أن يخطر على باله أنه سيستقرّ في يوم
من الأيام في مخيم العائدين بمدينة حماة بعيداً عن الدار والكرم والبيدر، ودون أن
يفكر ولو لمرة واحدة بأنه سيحرم من الاستمتاع بماء عينها العذب الرقراق. حدد لي
الحاج عبد الله حميد موقع قريته على خارطة فلسطين بإشارة من إصبع سبابة يده اليمنى،
حاملاً باليد اليسرى صورة قديمة لبقايا منزل عائلته لا يزال يحتفظ بها في دكانه بعد
أن نفض عنها القليل من ذرات الغبار وبحنان لا أبالغ إذ وصفته بحنان أم على رضيعها
قائلاً لي: هذا هو بيتنا فقد طلبت من أحد أقاربي الذين بقوا في فلسطين أن يصوره لي.
ثم تابع الحاج حميد: «أنا من مواليد عام 1933 وقريتي عين الزيتون تتبع لمدينة صفد،
وأقرب القرى علينا كانت قرية بيريا التي تربطنا بها علاقة الدم والدموع الناتجة من
المجازر التي قامت بها العصابات الصهيونية ضدنا، ويمرّ من القرية واديان مشهوران
هما وادي الليمون ووادي الطواحين، ويوجد فيها شارع رئيسي يربط القرية بصفد وبطبريا
ويصل إلى قرية الجاعونة ومنها يتفرع إلى الخالصة متجهاً إلى الشام وهذه الطرق كلها
معبدة، والطرق التي في القرية كلها طرق وعرة وترابية.
وأذكر أننا كنا ندفع قرشين للباص حتى يوصلنا لصفد ومنها كنا نروح إذا بدنا على
طبريا أو عكا وحتى حيفا.
الحمايل ومضافاتها
ويضيف الحاج حميد أن عين الزيتون كانت مقسمة لحارات، مثل حارة الحمامدة وحارة
الشعابنة، وكانت الحارات على أسماء الحمايل.
حمولة الحمامدة وهي نفسها حمولة دار حميد وهي أكبر حمولة، ونحن أصلنا محيميد وصاروا
يقولون لنا حميد، وحمولة الشعابنة وحمولة خطاب إضافة إلى بعض العائلات الصغيرة مثل
بيت سعيد وبيت إدريس وبيت حسون وبيت حازم، والمختار كان إبراهيم عبد الرحمن خطاب
أبو حسين، وطبعاًً كانت البلد فيها مضافة المختار ومضافة في بيت الشعبي ومضافة لدار
خطاب ومضافة لبيت حميد، هذه هي المضافات الموجودة في عين الزيتون، والضيف الذي يأتي
من القرى المجاورة ينزل في هذه المضافات.
المدرسة والجامع
كان في القرية مدرسة واحدة، في البداية كانت المدرسة حتى الصف الرابع، ثم وسّعوها
وصارت حتى الصف السابع والثامن، وهي تقع جنوب البلد من جهة صفد، وقد درست فيها حتى
الصف الرابع، وكانت للإناث والذكور، وعلى زماني كان في المدرسة 36 طالباً وأربع
بنات وتضم أربعة صفوف. وقد استأجر أهل القرية المدرسة في البداية من عمي أبو أنيس
وعندما عمروا مدرسة نقلوا الصفوف إليها.
ولقد عمّرها أهل البلد، ثم تولّت إدارتها سلطة الانتداب البريطاني، أحضرت إليها
معلماً اسمه مصباح خليفة من صفد، ثم أتى معلم من دار النحوي من صفد، ولما وسّعوا
المدرسة أحضروا معلماً ثالثاً اسمه إسماعيل سري.
وكان في القرية جامع يقع على الشارع الرئيسي، وكان مبنياً فوقه مخازن وتحته ماء
جارية عذبة، وأمامه ساحة كبيرة وكان الذين يأتون من صفد يصلّون فيه، وكذلك الخارجون
من القرية إلى القرى المجاورة، يعني كان خط وصل. ويتسع لأكثر من 100 مصلٍّ. وكانت
تقام فيه كل الصلوات، حتى أن أستاذ الصف الأول كان يأخذ الطلاب ليصلّوا الظهر في
الجامع.
الثورة الكبرى
يصمت الحاج حميد للحظات ثم يتابع، كنا نعيش في القرية حياة بسيطة ومتواضعة نزرع
ونحصد ويساعد بعضنا الآخر، ونتكافل في ما بيننا، ويقف كل منا إلى جانب الآخر في
السراء والضراء، إلى أن جاء «العكاريت» يقصد الإنكليز فانفجرت ثورة 1936، هذه
الثورة التي عمت أرجاء فلسطين في محاولة من أبناء الشعب الفلسطيني للاعتراض على
تحيّز الإنكليز للصهاينة وتنديداً بالمعاملة القاسية والصعبة التي كان يعاملنا بها
الإنكليز.
وقد شارك أهل القرية في ثورة 1936، فالقادر على حمل السلاح كان يحمله، وكانوا
يشكلون جمعيات مع بعضهم، وكان المسؤول عليهم عبد الله الأصبح وهذا جاعوني ومعروف
بقيادته. وفي البداية كان هناك ثلاثة أشخاص أو أربعة من قريتنا، شكّلوا مجموعة معه
«وكانوا وين ما بِروح يروحوا معه، وجرت معارك على مخافر البريطانيين وعلى
المستعمرات واستشهد عدد من أولاد البلد وتصاوب آخرون».
وعن ظلم بريطانيا سرد لي الحاج حميد قصة عمه الذي حكم بالإعدام، فقال: قامت
بريطانيا بتطويق البلد قبل الفجر، وهذه سنة 1944، وجاء التفتيش واعتقلوا فؤاد خطاب
والباقين، وكان عمي بينهم، وذلك بتهمة حيازتهم مسدساً، وأخذوهم وأصدروا عليهم حكم
الإعدام، وخففوه إلى المؤبد، وبقي عمي في السجن حوالى 7 سنوات، وعند انتهاء الحرب
البريطانية مع ألمانيا قامت بريطانية بإخراج المساجين.
في النكبة
وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بدأ اليهود يعملون لتطبيق وعد بلفور، وعندما
بدأت بريطانيا بالانسحاب كانوا يسلمون مراكزهم وأسلحتهم إلى اليهود وهي بكامل
جاهزيتها، وكانت بريطانيا تعطي للعرب بعض الأسلحة الخفيفة، والذين حاربوا مع
الإنكليز من العرب جابوهم وأعطوهم تعويض ولباس شتوي وصيفي وربيعي وخريفي، وأعطوا
اليهود السلاح الكامل، وحتى جواسيس بريطانيا نفوهم وقتلوهم ورموهم في الروشة بلبنان.
وعما حدث في قرية عين الزيتون بشكل خاص يقول الحاج:
عندما علقنا مع اليهود في معركة صفد، دخل يهودي على القرية وما بعرف شو حكى فقتله
أهل القرية ونشبت بعدها معركة بيننا وبينهم، وصار اليهود يهاجمونا في عين الزيتون،
وكانوا يأتون في الليل يهاجمونا بالسلاح ونحن صامدين، وكان موجوداً في القرية 80
قطعة سلاح وكلها أمشاط، ونتيجة للصمود بعث اليهود قوه كبيرة إلى قرية عين الزيتون،
200 عسكري تقريباً، ونزلوا إلى بلدنا وعملوا مجزرة في البلد.
وعن تفاصيل المجزرة يقول الحاج حميد: حدثت المجزرة في بداية شهر أيار (مايو)، فقد
هاجمت البلد قوة كبيرة من الصهاينة جمعوا بعضهم من المستعمرات اليهودية، وقاموا
بالهجوم على القرية ونزلوا علينا من سفح الجبل، وكانوا بكامل سلاحهم، وعندما دخلوا
عين الزيتون كانوا كل اثنين حاملين صندوق متفجرات وذخيرة ونسفوا البلد بكاملها وما
خلّوا فيها شيء، والذي مات من أهل البلد مات، والذين بقوا أخذوهم أسرى، أخذوا حوالى
37 واحد، وأنا كنت من الذين أسروهم في البداية أخذونا وحطونا في بيت وعندما انتهت
المجزرة طلعونا واكتفوا بأسر 37 واحد فقط، وما حدا عرف عنهم خبر، ونحن خرجنا من
قرية عين الزيتون في 9 أيار (مايو)، وأذكر إني كنت ماشي مع أهلي وحامل إخوتي،
وذهبنا إلى وادي الطواحين، ومن ثم إلى قرية ميرون، ونمنا فيها ليلة، وجاءت السيارات
وأخذونا إلى بنت جبيل، وبقينا فيها ليلة ووضعونا في مدرسة ولم يقدموا لنا شيئاً،
وكان اللي معه مصاري يشتري ويأكل، ورجع والدي إلى البلد، وقام بإخراج بعض المواشي
والدوابّ وجاب بعض الأغراض البسيطة، وقال إن البلد مدمرة بالكامل. ومن ثم ذهبنا إلى
زحلة، ولقينا شخص من أهالي زحلة اسمه عبد الله، وأخذني أنا وأهلي إلى منزله، وقام
بضيافتنا وذهبنا إلى بيروت، وبقينا ليلة ثم جاءت السيارات، وقالوا نحن سوف نأخذكم
إلى حمص، وفي الطريق نزلنا في حماة وبقينا في حماة إلى الآن.
وأخيرا اختتمت اللقاء بالحاج حميد ببعض الأسئلة فقلت له:
حاج بعد رحلة العذاب هذه إذا قالوا لك ارجع إلى عين الزيتون ترجع؟ فقال نعم أرجع
براسي والواحد منا ما بنبسط إلا في وطنه لأنو وطنوا عرضه.
- حاج هل لديك أمل بالعودة؟ قال أكيد وإذا مارجعت أنا برجعوا أولادي.
- هل تحكي لأولادك عن فلسطين وأيام فلسطين؟ نعم دائماً بتحدث عنها وعن أيامنا فيها.
- وإذا قالوا لك نعطيك تعويض عن أرضك في عين الزيتون فهل تقبل؟ لا ما أقبل سوى
العودة إلى أرضي وعلى عين الزيتون بالذات.
عبدالله حميد ابن قرية عين الزيتون:
يا ابني.. إيماننا بالعودة كبير.. وإن لم أرجع أنا سيرجع
أولادي
أحمد حسين/ دمشق |
|
لقرية عين الزيتون قصة، وتاريخ
قد لا يعرفه الكثيرون، تاريخ مؤلم مليء بالدم والدموع، هو جزء من تاريخ المأساة
الدامية التي لا تزال تتكرر ولا يزال يقع شعبنا الفلسطيني تحت وطأتها، ولكن بأشكال
متنوعة.
للوقوف على قصة هذه القرية منذ
بداياتها ولمعرفة جذورها كان لنا هذا اللقاء مع الحاج عبد الله خالد حميد ابن هذه
القرية وأحد الذين عايشوا تفاصيل قصتها، دون أن يخطر على باله أنه سيستقرّ في يوم
من الأيام في مخيم العائدين بمدينة حماة بعيداً عن الدار والكرم والبيدر، ودون أن
يفكر ولو لمرة واحدة بأنه سيحرم من الاستمتاع بماء عينها العذب الرقراق. حدد لي
الحاج عبد الله حميد موقع قريته على خارطة فلسطين بإشارة من إصبع سبابة يده اليمنى،
حاملاً باليد اليسرى صورة قديمة لبقايا منزل عائلته لا يزال يحتفظ بها في دكانه بعد
أن نفض عنها القليل من ذرات الغبار وبحنان لا أبالغ إذ وصفته بحنان أم على رضيعها
قائلاً لي: هذا هو بيتنا فقد طلبت من أحد أقاربي الذين بقوا في فلسطين أن يصوره لي.
ثم تابع الحاج حميد: «أنا من مواليد عام 1933 وقريتي عين الزيتون تتبع لمدينة صفد،
وأقرب القرى علينا كانت قرية بيريا التي تربطنا بها علاقة الدم والدموع الناتجة من
المجازر التي قامت بها العصابات الصهيونية ضدنا، ويمرّ من القرية واديان مشهوران
هما وادي الليمون ووادي الطواحين، ويوجد فيها شارع رئيسي يربط القرية بصفد وبطبريا
ويصل إلى قرية الجاعونة ومنها يتفرع إلى الخالصة متجهاً إلى الشام وهذه الطرق كلها
معبدة، والطرق التي في القرية كلها طرق وعرة وترابية.
وأذكر أننا كنا ندفع قرشين للباص حتى يوصلنا لصفد ومنها كنا نروح إذا بدنا على
طبريا أو عكا وحتى حيفا.
الحمايل ومضافاتها
ويضيف الحاج حميد أن عين الزيتون كانت مقسمة لحارات، مثل حارة الحمامدة وحارة
الشعابنة، وكانت الحارات على أسماء الحمايل.
حمولة الحمامدة وهي نفسها حمولة دار حميد وهي أكبر حمولة، ونحن أصلنا محيميد وصاروا
يقولون لنا حميد، وحمولة الشعابنة وحمولة خطاب إضافة إلى بعض العائلات الصغيرة مثل
بيت سعيد وبيت إدريس وبيت حسون وبيت حازم، والمختار كان إبراهيم عبد الرحمن خطاب
أبو حسين، وطبعاًً كانت البلد فيها مضافة المختار ومضافة في بيت الشعبي ومضافة لدار
خطاب ومضافة لبيت حميد، هذه هي المضافات الموجودة في عين الزيتون، والضيف الذي يأتي
من القرى المجاورة ينزل في هذه المضافات.
المدرسة والجامع
كان في القرية مدرسة واحدة، في البداية كانت المدرسة حتى الصف الرابع، ثم وسّعوها
وصارت حتى الصف السابع والثامن، وهي تقع جنوب البلد من جهة صفد، وقد درست فيها حتى
الصف الرابع، وكانت للإناث والذكور، وعلى زماني كان في المدرسة 36 طالباً وأربع
بنات وتضم أربعة صفوف. وقد استأجر أهل القرية المدرسة في البداية من عمي أبو أنيس
وعندما عمروا مدرسة نقلوا الصفوف إليها.
ولقد عمّرها أهل البلد، ثم تولّت إدارتها سلطة الانتداب البريطاني، أحضرت إليها
معلماً اسمه مصباح خليفة من صفد، ثم أتى معلم من دار النحوي من صفد، ولما وسّعوا
المدرسة أحضروا معلماً ثالثاً اسمه إسماعيل سري.
وكان في القرية جامع يقع على الشارع الرئيسي، وكان مبنياً فوقه مخازن وتحته ماء
جارية عذبة، وأمامه ساحة كبيرة وكان الذين يأتون من صفد يصلّون فيه، وكذلك الخارجون
من القرية إلى القرى المجاورة، يعني كان خط وصل. ويتسع لأكثر من 100 مصلٍّ. وكانت
تقام فيه كل الصلوات، حتى أن أستاذ الصف الأول كان يأخذ الطلاب ليصلّوا الظهر في
الجامع.
الثورة الكبرى
يصمت الحاج حميد للحظات ثم يتابع، كنا نعيش في القرية حياة بسيطة ومتواضعة نزرع
ونحصد ويساعد بعضنا الآخر، ونتكافل في ما بيننا، ويقف كل منا إلى جانب الآخر في
السراء والضراء، إلى أن جاء «العكاريت» يقصد الإنكليز فانفجرت ثورة 1936، هذه
الثورة التي عمت أرجاء فلسطين في محاولة من أبناء الشعب الفلسطيني للاعتراض على
تحيّز الإنكليز للصهاينة وتنديداً بالمعاملة القاسية والصعبة التي كان يعاملنا بها
الإنكليز.
وقد شارك أهل القرية في ثورة 1936، فالقادر على حمل السلاح كان يحمله، وكانوا
يشكلون جمعيات مع بعضهم، وكان المسؤول عليهم عبد الله الأصبح وهذا جاعوني ومعروف
بقيادته. وفي البداية كان هناك ثلاثة أشخاص أو أربعة من قريتنا، شكّلوا مجموعة معه
«وكانوا وين ما بِروح يروحوا معه، وجرت معارك على مخافر البريطانيين وعلى
المستعمرات واستشهد عدد من أولاد البلد وتصاوب آخرون».
وعن ظلم بريطانيا سرد لي الحاج حميد قصة عمه الذي حكم بالإعدام، فقال: قامت
بريطانيا بتطويق البلد قبل الفجر، وهذه سنة 1944، وجاء التفتيش واعتقلوا فؤاد خطاب
والباقين، وكان عمي بينهم، وذلك بتهمة حيازتهم مسدساً، وأخذوهم وأصدروا عليهم حكم
الإعدام، وخففوه إلى المؤبد، وبقي عمي في السجن حوالى 7 سنوات، وعند انتهاء الحرب
البريطانية مع ألمانيا قامت بريطانية بإخراج المساجين.
في النكبة
وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بدأ اليهود يعملون لتطبيق وعد بلفور، وعندما
بدأت بريطانيا بالانسحاب كانوا يسلمون مراكزهم وأسلحتهم إلى اليهود وهي بكامل
جاهزيتها، وكانت بريطانيا تعطي للعرب بعض الأسلحة الخفيفة، والذين حاربوا مع
الإنكليز من العرب جابوهم وأعطوهم تعويض ولباس شتوي وصيفي وربيعي وخريفي، وأعطوا
اليهود السلاح الكامل، وحتى جواسيس بريطانيا نفوهم وقتلوهم ورموهم في الروشة بلبنان.
وعما حدث في قرية عين الزيتون بشكل خاص يقول الحاج:
عندما علقنا مع اليهود في معركة صفد، دخل يهودي على القرية وما بعرف شو حكى فقتله
أهل القرية ونشبت بعدها معركة بيننا وبينهم، وصار اليهود يهاجمونا في عين الزيتون،
وكانوا يأتون في الليل يهاجمونا بالسلاح ونحن صامدين، وكان موجوداً في القرية 80
قطعة سلاح وكلها أمشاط، ونتيجة للصمود بعث اليهود قوه كبيرة إلى قرية عين الزيتون،
200 عسكري تقريباً، ونزلوا إلى بلدنا وعملوا مجزرة في البلد.
وعن تفاصيل المجزرة يقول الحاج حميد: حدثت المجزرة في بداية شهر أيار (مايو)، فقد
هاجمت البلد قوة كبيرة من الصهاينة جمعوا بعضهم من المستعمرات اليهودية، وقاموا
بالهجوم على القرية ونزلوا علينا من سفح الجبل، وكانوا بكامل سلاحهم، وعندما دخلوا
عين الزيتون كانوا كل اثنين حاملين صندوق متفجرات وذخيرة ونسفوا البلد بكاملها وما
خلّوا فيها شيء، والذي مات من أهل البلد مات، والذين بقوا أخذوهم أسرى، أخذوا حوالى
37 واحد، وأنا كنت من الذين أسروهم في البداية أخذونا وحطونا في بيت وعندما انتهت
المجزرة طلعونا واكتفوا بأسر 37 واحد فقط، وما حدا عرف عنهم خبر، ونحن خرجنا من
قرية عين الزيتون في 9 أيار (مايو)، وأذكر إني كنت ماشي مع أهلي وحامل إخوتي،
وذهبنا إلى وادي الطواحين، ومن ثم إلى قرية ميرون، ونمنا فيها ليلة، وجاءت السيارات
وأخذونا إلى بنت جبيل، وبقينا فيها ليلة ووضعونا في مدرسة ولم يقدموا لنا شيئاً،
وكان اللي معه مصاري يشتري ويأكل، ورجع والدي إلى البلد، وقام بإخراج بعض المواشي
والدوابّ وجاب بعض الأغراض البسيطة، وقال إن البلد مدمرة بالكامل. ومن ثم ذهبنا إلى
زحلة، ولقينا شخص من أهالي زحلة اسمه عبد الله، وأخذني أنا وأهلي إلى منزله، وقام
بضيافتنا وذهبنا إلى بيروت، وبقينا ليلة ثم جاءت السيارات، وقالوا نحن سوف نأخذكم
إلى حمص، وفي الطريق نزلنا في حماة وبقينا في حماة إلى الآن.
وأخيرا اختتمت اللقاء بالحاج حميد ببعض الأسئلة فقلت له:
حاج بعد رحلة العذاب هذه إذا قالوا لك ارجع إلى عين الزيتون ترجع؟ فقال نعم أرجع
براسي والواحد منا ما بنبسط إلا في وطنه لأنو وطنوا عرضه.
- حاج هل لديك أمل بالعودة؟ قال أكيد وإذا مارجعت أنا برجعوا أولادي.
- هل تحكي لأولادك عن فلسطين وأيام فلسطين؟ نعم دائماً بتحدث عنها وعن أيامنا فيها.
- وإذا قالوا لك نعطيك تعويض عن أرضك في عين الزيتون فهل تقبل؟ لا ما أقبل سوى
العودة إلى أرضي وعلى عين الزيتون بالذات.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر