أبو عمار وذكرى الاستقلال
من المساعدات والخيمة الى المقاومة والدولة
بقلم الكاتب /عزام الحملاوي
يحتفل الشعب الفلسطيني في 15 نوفمبر من كل عام بعيد الاستقلال ,عيد الحرية والكرامة, بعد مرحلة نضال سطر خلالها تاريخه بالعطاء والدم, ويتذكر شعبنا في هذا اليوم الشهيد البطل أبو عمار مفجر الثورة وقائدها, بطل قصة الاستقلال الوطني, حيث انتزع حق شعبه في الحياة الحرة الكريمة, والاعتراف بهويته ودولته المستقلة,رغم كل المشاكل والصعاب التي واجهته, ودافع عن مكتسبات هذا الشعب, وحّوله من شعب يسكن في خيام ومخيمات ينتظر المساعدات الى شعب مقاوم صاحب وطن محتل وقضية, وناضل مع فصائل م.ت.ف بكل شجاعة من اجل عروبة فلسطين وقرارها المستقل, ورفض التفريط والمساومة بأي حق من حقوق الشعب الفلسطيني, لذلك يتطلع الفلسطينيون في يوم الاستقلال الى المستقبل بتفاؤل وثقة رغم كل المعاناة, وهم أكثر اعتزازا بما أنجزوا بقدراتهم المحدودة وعزيمتهم الصلبة .في مثل هذا اليوم, فى15 نوفمبر عام 1988 أعلن الشهيد أبو عمار من الجزائر وثيقة الاستقلال, والتي جاءت نتيجة لصمود شعبنا المناضل, وتعبيرا عن إرادته في داخل الوطن وخارجه في نيل استقلاله من خلال نضاله, وخاصة في الانتفاضة الأولى التي بهرت العالم كله وجعلته يعترف بان هذا الشعب يستحق دولة, ولهذا جاءت الوثيقة تعبير عن الإرادة الدولية أيضا وبهذا استطاع أبو عمار توحيد الموقف العربي والدولي حول الحقوق الفلسطينية لأول مرة .لقد جاءت وثيقة الاستقلال كنبراس يضئ الطريق حتى دحر الاحتلال ,وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف . لقد كان إعلانها بالإجماع محطة بارزة في تاريخ النضال الوطني الفلسطيني, والتي كانت وستظل نهجا ودستورا لنا لأنها تضمنت الثوابت الفلسطينية وساعدت وسرعت في إقامة السلطة الوطنية, والتي تعتبر نواة الدولة المستقلة, ولأن العالم بدأ يقتنع بأنه لإسلام ولا استقرار في منطقة الشرق الأوسط دون دولة فلسطينية, لذلك عندما أعلن الشهيد أبو عمار عن قيام الدولة, اعترف بها أكثر من 120 دولة خلال 24 ساعة . لقد اعتمدت وثيقة الاستقلال النظام السياسي الفلسطيني الذي يقوم على الديمقراطية, والتعددية, وتداول السلطة والحريات, والمساواة بين الرجل والمرأة, وأكدت على قيام الدولة الفلسطينية في الضفة وغزة وعاصمتها القدس الشريف حتى يتمكن شعبنا من تقرير مصيره على أرضه, واستند إعلان الوثيقة على:
1- الحق التاريخي والقانوني للشعب الفلسطيني في وطنه فلسطين .
2- قرار الأمم المتحدة الصادر عن الجمعية العامة 181 لعام 1947 ( قرار التقسيم ), وقرار مجلس الأمن الدولي 242 لعام ,1967 وقرار رقم 338 لعام 1973
3- تضحيات الشعب الفلسطيني دفاعا عن حرية واستقلال وطنه, وعرف هذا القرار بمبادرة السلام الفلسطينية تنفيذا لإرادة قيادة الانتفاضة الفلسطينية0
لقد ناضل الشهيد الراحل ياسر عرفات ومعه قادة الفصائل الفلسطينية وأعلنوا الوثيقة من اجل شعب تعرض وطنه للاحتلال,وحرم من الاستقلال, ونصت على أن تكون فلسطين ديمقراطية لجميع الفلسطينيين, يطورون فيها هويتهم المدنية والثقافية, ويتمتعون بالمساواة الكاملة في الحقوق, وتصان فيها معتقداتهم الدينية والسياسية في ظل برلمان ديمقراطي, يقوم على أساس حرية الرأي, وتعدد الأحزاب, والعدل الاجتماعي, والمساواة وعدم التمييزفى الحقوق العامة ,وبين الرجل والمرأة في ظل دستور يؤمن بسيادة القانون والقضاء المستقل, وكذلك ان تكون فلسطين جزءا لا يتجزأ من الأمة العربية, وتلتزم بميثاق جامعة الدول العربية ,وتعمل مع جميع دول العالم على تحقيق السلام الدائم القائم على العدل 0 ورغم مرور زمن طويل على صدور الوثيقة الا ان فلسطين لاتزال محتلة, ولم تقم دولة فلسطين رغم كل المبادرات السياسية الأجنبية و العربية ,وبقيت وثيقة الاستقلال الوطني دون ان يتحقق اىشيء منها, وبقى شعب فلسطين تحت الاحتلال, وتراجعت القضية محليا وعربيا ودوليا, ولم تستطع م.ت.ف انجاز مبادرة السلام الفلسطينية في فلسطين الصغرى (الضفة وغزة ) وذلك نتيجة للخلافات بين حركتي فتح وحماس, وتراجع نهج المقاومة, والمراوغة العربية والإسلامية لأهل فلسطين والتعنت الاسرائيلى, وعدم تحرك الرباعية وأميركا,لذلك لم يمنح الفلسطينيين سوى حكم ذاتي تمثل باتفاقية أوسلو عام 1993 واتفاقية القاهرة عام 1994, وإنشاء السلطة الوطنية التي لم تصل الى مصاف دولة . ان انجاز الاستقلال يتطلب إنهاء الخلاف, وتوحيد الكلمة, والابتعاد عن الأنانية والتعصب ألفصائلي ,واعتبار وثيقة الاستقلال وثيقة الوحدة في ظل الانقسام, والتي لا بد من التمسك وإعادة العمل بها,وانضواء الجميع تحت مؤسسات م.ت.ف . ان الانقلاب الذي حدث في غزة عمل على تمزيق وحدة الشعب وعدم تحقيق الأهداف الوطنية, لذلك فان تحقيق هذه الأهداف من عودة اللاجئين, وقيام الدولة الفلسطيني المستقلة وعاصمتها القدس كما أعلنتها وثيقة الاستقلال, لا يتحقق الا بمزيد من الوحدة, ورص الصفوف, ونكران الذات, والالتزام بشرعية م.ت0ف0
من المساعدات والخيمة الى المقاومة والدولة
بقلم الكاتب /عزام الحملاوي
يحتفل الشعب الفلسطيني في 15 نوفمبر من كل عام بعيد الاستقلال ,عيد الحرية والكرامة, بعد مرحلة نضال سطر خلالها تاريخه بالعطاء والدم, ويتذكر شعبنا في هذا اليوم الشهيد البطل أبو عمار مفجر الثورة وقائدها, بطل قصة الاستقلال الوطني, حيث انتزع حق شعبه في الحياة الحرة الكريمة, والاعتراف بهويته ودولته المستقلة,رغم كل المشاكل والصعاب التي واجهته, ودافع عن مكتسبات هذا الشعب, وحّوله من شعب يسكن في خيام ومخيمات ينتظر المساعدات الى شعب مقاوم صاحب وطن محتل وقضية, وناضل مع فصائل م.ت.ف بكل شجاعة من اجل عروبة فلسطين وقرارها المستقل, ورفض التفريط والمساومة بأي حق من حقوق الشعب الفلسطيني, لذلك يتطلع الفلسطينيون في يوم الاستقلال الى المستقبل بتفاؤل وثقة رغم كل المعاناة, وهم أكثر اعتزازا بما أنجزوا بقدراتهم المحدودة وعزيمتهم الصلبة .في مثل هذا اليوم, فى15 نوفمبر عام 1988 أعلن الشهيد أبو عمار من الجزائر وثيقة الاستقلال, والتي جاءت نتيجة لصمود شعبنا المناضل, وتعبيرا عن إرادته في داخل الوطن وخارجه في نيل استقلاله من خلال نضاله, وخاصة في الانتفاضة الأولى التي بهرت العالم كله وجعلته يعترف بان هذا الشعب يستحق دولة, ولهذا جاءت الوثيقة تعبير عن الإرادة الدولية أيضا وبهذا استطاع أبو عمار توحيد الموقف العربي والدولي حول الحقوق الفلسطينية لأول مرة .لقد جاءت وثيقة الاستقلال كنبراس يضئ الطريق حتى دحر الاحتلال ,وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف . لقد كان إعلانها بالإجماع محطة بارزة في تاريخ النضال الوطني الفلسطيني, والتي كانت وستظل نهجا ودستورا لنا لأنها تضمنت الثوابت الفلسطينية وساعدت وسرعت في إقامة السلطة الوطنية, والتي تعتبر نواة الدولة المستقلة, ولأن العالم بدأ يقتنع بأنه لإسلام ولا استقرار في منطقة الشرق الأوسط دون دولة فلسطينية, لذلك عندما أعلن الشهيد أبو عمار عن قيام الدولة, اعترف بها أكثر من 120 دولة خلال 24 ساعة . لقد اعتمدت وثيقة الاستقلال النظام السياسي الفلسطيني الذي يقوم على الديمقراطية, والتعددية, وتداول السلطة والحريات, والمساواة بين الرجل والمرأة, وأكدت على قيام الدولة الفلسطينية في الضفة وغزة وعاصمتها القدس الشريف حتى يتمكن شعبنا من تقرير مصيره على أرضه, واستند إعلان الوثيقة على:
1- الحق التاريخي والقانوني للشعب الفلسطيني في وطنه فلسطين .
2- قرار الأمم المتحدة الصادر عن الجمعية العامة 181 لعام 1947 ( قرار التقسيم ), وقرار مجلس الأمن الدولي 242 لعام ,1967 وقرار رقم 338 لعام 1973
3- تضحيات الشعب الفلسطيني دفاعا عن حرية واستقلال وطنه, وعرف هذا القرار بمبادرة السلام الفلسطينية تنفيذا لإرادة قيادة الانتفاضة الفلسطينية0
لقد ناضل الشهيد الراحل ياسر عرفات ومعه قادة الفصائل الفلسطينية وأعلنوا الوثيقة من اجل شعب تعرض وطنه للاحتلال,وحرم من الاستقلال, ونصت على أن تكون فلسطين ديمقراطية لجميع الفلسطينيين, يطورون فيها هويتهم المدنية والثقافية, ويتمتعون بالمساواة الكاملة في الحقوق, وتصان فيها معتقداتهم الدينية والسياسية في ظل برلمان ديمقراطي, يقوم على أساس حرية الرأي, وتعدد الأحزاب, والعدل الاجتماعي, والمساواة وعدم التمييزفى الحقوق العامة ,وبين الرجل والمرأة في ظل دستور يؤمن بسيادة القانون والقضاء المستقل, وكذلك ان تكون فلسطين جزءا لا يتجزأ من الأمة العربية, وتلتزم بميثاق جامعة الدول العربية ,وتعمل مع جميع دول العالم على تحقيق السلام الدائم القائم على العدل 0 ورغم مرور زمن طويل على صدور الوثيقة الا ان فلسطين لاتزال محتلة, ولم تقم دولة فلسطين رغم كل المبادرات السياسية الأجنبية و العربية ,وبقيت وثيقة الاستقلال الوطني دون ان يتحقق اىشيء منها, وبقى شعب فلسطين تحت الاحتلال, وتراجعت القضية محليا وعربيا ودوليا, ولم تستطع م.ت.ف انجاز مبادرة السلام الفلسطينية في فلسطين الصغرى (الضفة وغزة ) وذلك نتيجة للخلافات بين حركتي فتح وحماس, وتراجع نهج المقاومة, والمراوغة العربية والإسلامية لأهل فلسطين والتعنت الاسرائيلى, وعدم تحرك الرباعية وأميركا,لذلك لم يمنح الفلسطينيين سوى حكم ذاتي تمثل باتفاقية أوسلو عام 1993 واتفاقية القاهرة عام 1994, وإنشاء السلطة الوطنية التي لم تصل الى مصاف دولة . ان انجاز الاستقلال يتطلب إنهاء الخلاف, وتوحيد الكلمة, والابتعاد عن الأنانية والتعصب ألفصائلي ,واعتبار وثيقة الاستقلال وثيقة الوحدة في ظل الانقسام, والتي لا بد من التمسك وإعادة العمل بها,وانضواء الجميع تحت مؤسسات م.ت.ف . ان الانقلاب الذي حدث في غزة عمل على تمزيق وحدة الشعب وعدم تحقيق الأهداف الوطنية, لذلك فان تحقيق هذه الأهداف من عودة اللاجئين, وقيام الدولة الفلسطيني المستقلة وعاصمتها القدس كما أعلنتها وثيقة الاستقلال, لا يتحقق الا بمزيد من الوحدة, ورص الصفوف, ونكران الذات, والالتزام بشرعية م.ت0ف0
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر