بقلم: فايز أبو شرخ
أطنان من الحلويات أدخلتها حركة حماس إلى قطاع غزة عبر الأنفاق والكثير من ورشات الجلتنة والتبكيت لهذه الحلويات من فئة الكيلو في كل مظروف، وكان العمل مركزاً في جميع مناطق القطاع، حيث قامت الحركة بطرق جميع الأبواب في قطاع غزة غير مستثنية أي بيت أو فصيل من أجل طي صفحة الماضي الأليم ونتائج الأحداث الدامية التي مرت على شعبنا وعلى رأي المثل " اللقم بتضيع النقم".
لا ينكر أحد أن عملية التواصل الاجتماعي تعتبر من أهم عوامل الألفة والمحبة والتضامن.. ولكن هنا السؤال الأهم الذي ينتاب كل مواطن فلسطيني والأكثر إيلاماً هم أبناء الضفة والقطاع الذين عانوا ودفعوا فاتورة حساب هذا الانقسام وهذا الاحتراب البشع الذي لم يستفيد منه سوى أعداء شعبنا السؤال هو " هل توزيع الحلويات وطرق كل بيت فلسطيني من قبل رجال حماس قادرة على ردم الهوة التي حدثت بين حركتي فتح وحماس ؟! وإذا لم يكن ذلك كفيلاً بإزالة هذا التراكم المؤلم من الحقد ولم يكن قادراً على إصلاح ما أفسده الدهر فما هو الدور الملقى على حركة حماس أولاً وفتح ثانياً من أجل عودة الوئام واستعادة الوحدة ؟، خاصة أن شعبنا الفلسطيني يعيش حالة من تفتيت النسيج المجتمعي اثر الانقسام بين حركتي فتح وحماس.
إن شعبنا الفلسطيني ليس بحاجة إلى حلوى ولا لتفرد حركتي فتح وحماس، إنهما تسعيان لتعزيز عملية التجاذب واستقطاب عواطف الناس من هذا أو ذاك، ومن يمتلك إمكانيات أكثر تكون رشوته أكبر.
إن شعبنا الفلسطيني بحاجة إلى مصالحة حقيقية مبنية على أساس إنهاء وإزالة كل مبررات الانقسام التي ما زالت تتكئ عليه حركتي فتح وحماس، فسلاح المقاومة انحرف عن هدفه الرئيسي وهو مقاومة الاحتلال وتحول لعامل ترهيب وتخويف لأبناء شعبنا، فضلاً عن مصالح البعض في فرض أكبر مساحة ممكنة من عوامل الاثراء والاتجار والاستغلال، فأصحاب المصالح باتوا يمتلكون كل شئ تحت سمع ومرأى وحماية حكومة الأمر الواقع في رام الله ما جعلهم يكرسون السياسات الهابطة على غرار فضيحة تأجيل التصويت على تقرير غولدستون كما حدث من محاولات ياسر عبدربه أمين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة تمرير ما لم يتم الاتفاق عليه في اجماع التنفيذية الأخير والذي تم رفضه وتكذيبه من قبل أعضاء في اللجنة التنفيذية على رأسهم نائب الأمين العام للجبهة الشعبية وعضو التنفيذية عبد الرحيم ملوح .
أما على صعيد حركة حماس فحدث ولا حرج حيث باتت ضحايا الأنفاق تعادل إذا لم تكن أكبر من شهداء المقاومة في الفترة الأخيرة. ناهيكم عن الملاحقات والممنوعات ومصادرة حق الفصائل من القيام بفعالياتها الوطنية كما ترتأي.. فهي الحاكم الناهي وهي التي تقرر.
إن هذا يدعونا للتأكيد على أنه ليس هكذا تتم مصالحة الجماهير يا حماس ...!! خاصة وأن المقدمات الطيبة تصنع نتائج طيبة .. ولكن حركة حماس غلبها الاستئثار والتفرد في كل شئ ولا تريد للفصائل ما تتمناه لنفسها.. ودليل على ذلك أنها لا يحلو لها أن ترى غيرها يزين ساحة الكتيبة بغير اللون الأخضر، فقد منعت الشعب الفلسطيني من الاحتفال بذكرى استشهاد الشهيد أبو عمار، كما أنها تعاطت مع ردات الفعل النائية عن سلوكيات حكومة الأمر الواقع.. كما أنها منعت أعضاء فتح من الاشتراك في مؤتمرهم ولقد تجلى أخيراُ منع الجبهة الشعبية من احياء ذكرى انطلاقتها في ساحة الكتيبة، بعد أن أخذت الموافقة من رئيس وزراء الحكومة المقالة اسماعيل هنية وما تم التأكيد عليه على لسان وزير داخلية حركة حماس فتحي حماد.
ورغم ذلك فإن الجبهة الشعبية برفاقها وأنصارها وجماهير شعبنا ستجعل من ميدان ملعب فلسطين وشوارعها المحيطة كالبيدر المكسو بالحنون والاقحوان وليصب الرفاق وجموع الجماهير جهودهم كلها صوب التحشيد والعمل والمشاركة بكل فعالية ممكنة.
إن انطلاقة الجبهة الـ 42 انطلاقة الجبهاويين.. كل الجبهاويين أينما وجدوا وأينما حلوا .. ولا صوت يعلو على صوت الجبهة .. لا صوت يعلو على صوت الضمير .. صوت الحقيقة الجبهاوية .. فيا كل الفقراء ويا كل المحرومين ويا كل المقهورين ويا كل الرافضين لكل عوامل ودواعي الانقسام ونتائجه المدمرة أيها المطالبين لترشيد عمل الأنفاق وضحاياها.. ندعوكم لإطلاق صرخة بصوت واحد يوم السبت 12/12/2009 للمشاركة في مهرجان الوحدة وإنهاء الانقسام .. مهرجان الانتصار.. وحين يزول الانقسام بلا رجعة سنخرج سوياً يا حماس موحدين.. شابكي الأيادي .. متعانقين.. منتصرين لدماء الشهداء وللجرحى وللأسرى والثكالى واليتامى... مرددين بضرورة إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة... داعين الحركتين للاستجابة لهذه الصرخات للعودة للصف الوطني واستعادة الوحدة عندها يكون اعتذاركما مقبولاً لدى جماهير شعبنا.
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
» مبارزة شعرية .......
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
» أتثائب... عبلة درويش
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918