د. محمد صالح المسفر
تنعقد اليوم قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في دولة الكويت الشقيقة، في ظروف خليجية وعربية في غاية الخطورة، وعلى ذلك فاني يا أصحاب الجلالة والسمو استأذنكم في أن أصارحكم بالأزمات التي رافقت مسيرة المجلس وكان بإمكان الآباء المؤسسون تجنب الوقوع في براثن تلك الأزمات أصارحكم بما لكم وما عليكم من وجهة نظر مواطن، واعلم حق العلم بان حديثي هذا إليكم سيغضب البعض من رجالكم وقد يستعدونكم على مواطن من مواطنيكم يدين لكم بالولاء، والانتماء إلى هذه الأرض الخيرة، وقد يفسر بعض من رجالكم ما أقول كتفسير قارئة الكف على قارعة الطريق، لكني اعترف باني لست منتميا إلى أي حزب أو جماعة أو حركة سياسية قط فأرجوكم أن تنظروا إلى قولي على انه حرص مني على مستقبل هذه المنطقة 'الخليج العربي' وحريص على عزة امتنا العربية.
بعد هذه المقدمة التي كان لا بد منها انتقل بكم إلى التذكير بان مقدمة بيان التأسيس عام 1981 كانت تشدد على التعاون في مجال المال والتجارة والتعليم والثقافة والصحة والإعلام والسياحة وتجاهلت القضية الأمنية ولكل صاحب رأي عليه أن يستنتج لماذا اسقط بند الأمن من وثيقة التأسيس، إلا أن تصريحات المسؤولين كانت تشير إلى أن امن هذه المنطقة هي مسؤولية شعب وقيادات دول الخليج العربية ثم انقلبتم على ذلك العهد.
المواطن كان يترقب انجازات جوهرية للمجلس في كل المجالات التي أتينا على ذكرها، ومن هنا أقول عند إشهار هذا التجمع استعرت الحرب العراقية الإيرانية وبكل أسف انزلقت أقدام بعض دول هذا التجمع إلى أتون الحرب تمويلا وإعلاما وتحريضا بدلا من التهدئة والتوسط والعمل على حل النزاع بين الجارين بالطرق السلمية. نتيجة لذلك استدعيت أساطيل الدول الغربية وأمريكا لحماية ناقلات النفط عبر الخليج من جراء تلك الحرب، وبتكاليف عالية في اعتقادي تحملتها دول المجلس، اشتعلت في البحر الأحمر حرب الألغام واستدعيت الدول الغربية لحماية مياهه علمان بان البحر الأحمر يشكل بحيرة عربية.
وضعت الحرب العراقية الإيرانية أوزارها عام 1988 ولم نهتم بالشأن العراقي وما لحق به من دمار وخسائر مادية ومعنوية وكان في معظمها من اجل حماية الخليج العربي من آثار الثورة الإيرانية في حينه، بل أمعن البعض في إلحاق الضرر بالعراق الشقيق رغم جراحه النازفة. في ظل تلك الظروف ارتكبت القيادة السياسية العراقية خطأ تاريخيا فادحا بإدخال قواتها المسلحة لاحتلال الكويت من شماله حتى جنوبه، وكان الأولى والأعظم انجازا لدول مجلس التعاون الخليجي الإسراع لامتصاص الصدمة ومعالجة الأمر رغم مرارته بحكمة عقلاء قادة المجلس وإقناع القيادة السياسية العراقية بالانسحاب الفوري وعودة الأمور إلى نصابها بتقديم تعهد للعراق بأخذ كل مظالمه في الاعتبار والإسراع لحلها، وبكل أسف غاب العقل وحلت الحمية ( .... ) محله، فكانت الكارثة باستدعاء جحافل قوى الاستكبار العالمي تعاونها جيوش جرارة من أكثر من عشرين دولة. تحملت دول المجلس تكاليف مالية وبيئية وسياسية لا سابق لها في التاريخ الإنساني وكان بامكاننا اعفاء العراق من ما قدر في حينه بعشرة مليار دولار ورفضنا ودفعنا ما قدر باكثر من 500 مليار دولار او اكثر وما زلنا ندفع حتى آخر دولار في خزائننا.
استجابة لرغبة إدارة أمريكية يمينية متطرفة وعقلية ثأرية في بعض دول المجلس فرض حصار على العراق دام أكثر من 13 عاما راح ضحيته قرابة المليونين نسمة من شعب العراق وساهمت دول المجلس إلى جانب دول عربية أخرى في ذلك الحصار وكان بإمكان العقل الخليجي تجنب تلك المهلكة ولم يعد الأمر سرا على احد أن لدول إقليم الخليج العربي يدا أطول في تسهيل احتلال العراق وتدمير مؤسساته التاريخية ونهب ثرواته وتفتيت وحدته.
اليوم وانتم في الكويت في دورتكم الثلاثين ما هي حصيلة تلك المواقف التي أتيت على ذكرها أعلاه، اتساع دائرة ما يعرف 'بتنظيم القاعدة' الذي يهدد استقرار هذه الأنظمة، انتشار ظاهرة التطرف الديني، وشكلت الطائفية نسيجا عنكبوتيا في الإقليم يصعب احتواؤه، واختل النسق الأمني رغم كل الاحتياطات، وعادت الخلافات الحدودية تطل برأسها من جديد، واشتعلت مداخل البحر الأحمر بما يعرف بحرب القراصنة، وأصبح البحر الأحمر مجالا حيويا للعسكرية البحرية الإسرائيلية الى جانب امتلاكها اضخم ترسانة نووية عسكرية في المنطقة وانتم تنظرون، وايران تجاهد للتحليق في معراج الدول النووية المحيطة بالمنطقة (الهند، الباكستان، واسرائيل) وطورت اسلحتها البحرية والبرية والجوية والصاروخية وانتم اكثرمنها قوة واوفر مالا وبشرا، وانتشرت الحواجز الإسمنتية في شوارع كبرى المدن الخليجية كموانع أمنية، وانتقلت عدوى بناء الجدر الأمنية من إسرائيل إلى دول المجلس فأصبح البعض يجد لبناء الجدر حول الحدود، وانتقلت المواجهة من العراق إلى اليمن وانزلق القرار السعودي إلى اتون تلك الحرب الدائرة بين النظام الحاكم في صنعاء ومعارضيه، واخشى أن يكون قرار الانزلاق السعودي في أتون هذه الحرب مبنيا على معلومات وهمية كما كانت المعلومات عن العراق انه سائر بجيشه لاحتلال منابع النفط في السعودية وانه يملك أسلحة دمار شامل لا احد يستطيع مواجهتها.
مذكرة التأسيس تقول بالتعاون في مجال المال والتجارة ، وواجهت هذه الدول أزمات وخسائر مالية كبيرة في النصف الثاني من التسعينات القرن الماضي نظرا للاستثمارات والودائع في خارج الوطن العربي وحاقت بنا كارثة اقتصادية ومالية في ذلك الزمان، ولم نتعظ وكارثة اخرى حلت شبيهة بالماضية عام 2008 وما زالت آثارها باقية، وأضف إلى ذلك ما حل بإمارة دبي والتي هي على جدول أعمالكم وما برحتم مختلفين في مجال المال والتجارة، في مجال التعليم إننا نسير إلى الهاوية والضياع بتسييد اللغة الانكليزية على لغتنا العربية في مناهج التعليم وعقودنا مع العالم الخارجي يقول توماس مكولاي (مهندس التعليم لشعوب المستعمرات): 'لا أظن أننا سنقهر هذه 'الأمة' ما لم نكسر عظام عمودها الفقري التي هي لغته، وثقافته، وتراثه الروحي 'إنكم بصمتكم عن ما يجري في مجال التعليم تحت شعار التحديث والتطوير وحاجة سوق العمل تساهمون في كسر عمودنا الفقري بصمتكم الرهيب'.
النتيجة: لا تكونوا سلبيين في شأن السودان والصومال، ساندوا قطر في جهودها هناك، فهما مشاطئان للبحر الأحمر غربا، وتأنوا في الشأن اليمني حتى تكون بين أيديكم وثائق حقيقة وأدلة دامغة ليس عن طريق الاعتراف القسري بان هناك دولا مشتركة في الصراع اليمني اليمني، واعتبروا مما حدث في العراق الشقيق، أنقذوا غزة والضفة من فساد السلطة واستسلامها للمشروع الصهيوني، شدوا من أزر الشعب العراقي في مقاومة الاحتلال وعملائه تكفيرا عن ما سلف. حقا لقد حقق المجلس تحت قياداتكم انجازات لا احتاج إلى ذكرها لأنها مشاهدة بالعين المجردة ولكننا نحن الشعب نطمح ونطمع في المزيد
بعد هذه المقدمة التي كان لا بد منها انتقل بكم إلى التذكير بان مقدمة بيان التأسيس عام 1981 كانت تشدد على التعاون في مجال المال والتجارة والتعليم والثقافة والصحة والإعلام والسياحة وتجاهلت القضية الأمنية ولكل صاحب رأي عليه أن يستنتج لماذا اسقط بند الأمن من وثيقة التأسيس، إلا أن تصريحات المسؤولين كانت تشير إلى أن امن هذه المنطقة هي مسؤولية شعب وقيادات دول الخليج العربية ثم انقلبتم على ذلك العهد.
المواطن كان يترقب انجازات جوهرية للمجلس في كل المجالات التي أتينا على ذكرها، ومن هنا أقول عند إشهار هذا التجمع استعرت الحرب العراقية الإيرانية وبكل أسف انزلقت أقدام بعض دول هذا التجمع إلى أتون الحرب تمويلا وإعلاما وتحريضا بدلا من التهدئة والتوسط والعمل على حل النزاع بين الجارين بالطرق السلمية. نتيجة لذلك استدعيت أساطيل الدول الغربية وأمريكا لحماية ناقلات النفط عبر الخليج من جراء تلك الحرب، وبتكاليف عالية في اعتقادي تحملتها دول المجلس، اشتعلت في البحر الأحمر حرب الألغام واستدعيت الدول الغربية لحماية مياهه علمان بان البحر الأحمر يشكل بحيرة عربية.
وضعت الحرب العراقية الإيرانية أوزارها عام 1988 ولم نهتم بالشأن العراقي وما لحق به من دمار وخسائر مادية ومعنوية وكان في معظمها من اجل حماية الخليج العربي من آثار الثورة الإيرانية في حينه، بل أمعن البعض في إلحاق الضرر بالعراق الشقيق رغم جراحه النازفة. في ظل تلك الظروف ارتكبت القيادة السياسية العراقية خطأ تاريخيا فادحا بإدخال قواتها المسلحة لاحتلال الكويت من شماله حتى جنوبه، وكان الأولى والأعظم انجازا لدول مجلس التعاون الخليجي الإسراع لامتصاص الصدمة ومعالجة الأمر رغم مرارته بحكمة عقلاء قادة المجلس وإقناع القيادة السياسية العراقية بالانسحاب الفوري وعودة الأمور إلى نصابها بتقديم تعهد للعراق بأخذ كل مظالمه في الاعتبار والإسراع لحلها، وبكل أسف غاب العقل وحلت الحمية ( .... ) محله، فكانت الكارثة باستدعاء جحافل قوى الاستكبار العالمي تعاونها جيوش جرارة من أكثر من عشرين دولة. تحملت دول المجلس تكاليف مالية وبيئية وسياسية لا سابق لها في التاريخ الإنساني وكان بامكاننا اعفاء العراق من ما قدر في حينه بعشرة مليار دولار ورفضنا ودفعنا ما قدر باكثر من 500 مليار دولار او اكثر وما زلنا ندفع حتى آخر دولار في خزائننا.
استجابة لرغبة إدارة أمريكية يمينية متطرفة وعقلية ثأرية في بعض دول المجلس فرض حصار على العراق دام أكثر من 13 عاما راح ضحيته قرابة المليونين نسمة من شعب العراق وساهمت دول المجلس إلى جانب دول عربية أخرى في ذلك الحصار وكان بإمكان العقل الخليجي تجنب تلك المهلكة ولم يعد الأمر سرا على احد أن لدول إقليم الخليج العربي يدا أطول في تسهيل احتلال العراق وتدمير مؤسساته التاريخية ونهب ثرواته وتفتيت وحدته.
اليوم وانتم في الكويت في دورتكم الثلاثين ما هي حصيلة تلك المواقف التي أتيت على ذكرها أعلاه، اتساع دائرة ما يعرف 'بتنظيم القاعدة' الذي يهدد استقرار هذه الأنظمة، انتشار ظاهرة التطرف الديني، وشكلت الطائفية نسيجا عنكبوتيا في الإقليم يصعب احتواؤه، واختل النسق الأمني رغم كل الاحتياطات، وعادت الخلافات الحدودية تطل برأسها من جديد، واشتعلت مداخل البحر الأحمر بما يعرف بحرب القراصنة، وأصبح البحر الأحمر مجالا حيويا للعسكرية البحرية الإسرائيلية الى جانب امتلاكها اضخم ترسانة نووية عسكرية في المنطقة وانتم تنظرون، وايران تجاهد للتحليق في معراج الدول النووية المحيطة بالمنطقة (الهند، الباكستان، واسرائيل) وطورت اسلحتها البحرية والبرية والجوية والصاروخية وانتم اكثرمنها قوة واوفر مالا وبشرا، وانتشرت الحواجز الإسمنتية في شوارع كبرى المدن الخليجية كموانع أمنية، وانتقلت عدوى بناء الجدر الأمنية من إسرائيل إلى دول المجلس فأصبح البعض يجد لبناء الجدر حول الحدود، وانتقلت المواجهة من العراق إلى اليمن وانزلق القرار السعودي إلى اتون تلك الحرب الدائرة بين النظام الحاكم في صنعاء ومعارضيه، واخشى أن يكون قرار الانزلاق السعودي في أتون هذه الحرب مبنيا على معلومات وهمية كما كانت المعلومات عن العراق انه سائر بجيشه لاحتلال منابع النفط في السعودية وانه يملك أسلحة دمار شامل لا احد يستطيع مواجهتها.
مذكرة التأسيس تقول بالتعاون في مجال المال والتجارة ، وواجهت هذه الدول أزمات وخسائر مالية كبيرة في النصف الثاني من التسعينات القرن الماضي نظرا للاستثمارات والودائع في خارج الوطن العربي وحاقت بنا كارثة اقتصادية ومالية في ذلك الزمان، ولم نتعظ وكارثة اخرى حلت شبيهة بالماضية عام 2008 وما زالت آثارها باقية، وأضف إلى ذلك ما حل بإمارة دبي والتي هي على جدول أعمالكم وما برحتم مختلفين في مجال المال والتجارة، في مجال التعليم إننا نسير إلى الهاوية والضياع بتسييد اللغة الانكليزية على لغتنا العربية في مناهج التعليم وعقودنا مع العالم الخارجي يقول توماس مكولاي (مهندس التعليم لشعوب المستعمرات): 'لا أظن أننا سنقهر هذه 'الأمة' ما لم نكسر عظام عمودها الفقري التي هي لغته، وثقافته، وتراثه الروحي 'إنكم بصمتكم عن ما يجري في مجال التعليم تحت شعار التحديث والتطوير وحاجة سوق العمل تساهمون في كسر عمودنا الفقري بصمتكم الرهيب'.
النتيجة: لا تكونوا سلبيين في شأن السودان والصومال، ساندوا قطر في جهودها هناك، فهما مشاطئان للبحر الأحمر غربا، وتأنوا في الشأن اليمني حتى تكون بين أيديكم وثائق حقيقة وأدلة دامغة ليس عن طريق الاعتراف القسري بان هناك دولا مشتركة في الصراع اليمني اليمني، واعتبروا مما حدث في العراق الشقيق، أنقذوا غزة والضفة من فساد السلطة واستسلامها للمشروع الصهيوني، شدوا من أزر الشعب العراقي في مقاومة الاحتلال وعملائه تكفيرا عن ما سلف. حقا لقد حقق المجلس تحت قياداتكم انجازات لا احتاج إلى ذكرها لأنها مشاهدة بالعين المجردة ولكننا نحن الشعب نطمح ونطمع في المزيد
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر