فجر العرض الاخير لفلم 'بيت لحم المدينة الصغيرة' الذي انتجته شركة اثينوغرافيك ميديا الامريكية والذي يركز على النضال اللاعنفي عبر متابعة ثلاثة شخصيات احدهما اسرائيلي والاخرين فلسطيني مسلم وفلسطيني مسيحي نقاشا واسعا بعد عرضه امام مئات الشخصيات الوطنية والدينية والاعلامية في قاعة فندق الانتركونتننتال بمدينة بيت لحم في ساعة متاخرة من مساء امس .
واختلفت الآراء حول الفيلم لكن الحاضرين اجمعوا حول اهمية توجيه هذا الفلم الى المجتمع الغربي خصوصا الامريكي بهدف اطلاعه على الصورة الحقيقية للصراع في منطقة الشرق الاوسط .
ورأى جونوثان كتاب رئيس مجلس ادارة هولي لاند ترست التي تعمل على تعزيز مفاهيم اللاعنف والديمقراطية وحقوق الانسان، في الفيلم انجازا كبيرا يساعد الفلسطينيين على رواية قصتهم بهدف التأثير على الراي العام العالمي والامريكي .
واكد كتاب ان الفلم موجه بالاساس لمجموعة غربية وامريكية وبالتالي فان الوصول اليها يحتاج الى جهة من الطرف الاخر وهنا المقصود الاسرائيلي والتركيز على الابعاد الانسانية للمساهمة في ادراك المجتمع الغربي والامريكي بشكل خاص.
اما الاعلامي يعقوب شاهين فقال: ان الفلم غيب كثيرا من المعاناة الفلسطينية وسعيهم من قيادة وشعب من اجل السلام كما غيب ايضا المارسات الاسرائيلية التي قتلت وتقتل السلام ومن قبلها الشهيد الراحل ابو عمار كما قتلت شريكه الراحل رابين.
اما القيادي الفلسطيني في حركة فتح والوزير السابق صلاح التعمري فقد راى في الفلم انجازا رغم وجود بعض الثغرات فيه ، مشددا انه من المهم بمكان عرض الفيلم في البلدان الغربية والولايات المتحدة الامريكية لكنه قد لا يصلح هنا في منطقتنا بسبب سعي الفصائل وظروفها لمقاومة الاحتلال بوسائل اخرى حيث يحتاج تعليم الافراد على ممارسة مفاهيم اللاعنف وقتا اكبر من تعليمهم على البندقية .
كما اشار التعمري الى ان الفصائل الفلسطينية والشعب الفلسطيني ناضل بالوسائل السلمية في مراحل مختلفة ففي عام 1936 استخدم الفلسطينيون العصيان وفي لبنان كذلك، وهذه قضايا مهمة لم ياخذها الفلم بالحسبان، مؤكدا انه يشكل محاولة فلسطينية تستحق الاحترام لانه يحاول التوجه للراي العام الغربي.
اما بل اكسللر مدير الشركة المنتجة للفلم الذي رحب بالضيوف باسمه وباسم كافة العاملين بالفلم على مر السنوات الثلاث الاخيرة، فقد أكد أنه يتحدث باسم منتج الفلم جيم هانن حيث يعكس الفيلم انسانية شخصياته، لان تعزيز فكرة اللاعنف تشكل املا في تحقيق السلام الذي تحتاجه هذه المنطقة .
وعبر اكسلر عن امله في ان يكون الفلم اداة للتفاهم بين شعوب هذه المنطقة عبر سعيه لتعزيز مفاهيم الانسانية التي حاول الفلم التركيز عليها من شخصياته الثلاث، مشيرا الى ان الفلم سيتم عرضه في مختلف الجامعات والمؤسسات الامريكية بهدف جعلها تدرك حقيقة الواقع الفلسطيني والاسرائيلي .
وشكر مدير ايثنوغرافيك الامريكية كافة الحضور من رسميين ورجال دين وإعلاميين على حضورهم ومناقشتهم للفلم، مؤكدا ان ذلك يعني تحقيق الفلم لنتائج مرضية لانه شكل نوعا من انواع النقاش حول موضوعه.
وفي تفاصيل الفيلم الذي يوثق حياة كل من الشابين الفلسطينين الناشطين في مجال المقاومة اللاعنفية سامي عوض واحمد العزة الفلسطينيان وجونوثان شابيرا الطيار الاسرائيلي الذي رفض الخدمة في سلاح الجو الاسرائيلي اظهر الفلم تفاصيل واسعة من الصراع الفلسطيني منذ اللحزة الاولى للصراع وحتى يومنا هذا .
وفي تفاصيل الحياة الفلسطينية منذ النكبة وحتى يومنا هذا تناوب الفلسطينيات العزة وعوض سرد كثير من الوقائع التي يعايشها الشعب الفلسطيني بدء من تهجير عائلاتهما من القرى الفلسطينية عام 1948 وما عايشته هذه العائلات نتيجة التهجير والترحيل ، ومن ثم تعرض افرادها للقتل على ايدي القوات الاسرائيلية كما حصل مع جد سامي عوض وكيفية تاثير ذلك على حياته وحياة عائلته .
كما تحدث عوض في الفلم عن تاريخ الحضارة العربية المسيحية في الارض المقدسة ودورها في المقاومة بعد الاحتلال الاسرائيلي فيما تحدث العزة عن واقع اللاجئين الفلسطينين في مخيمات اللجوء وما تعرضوا له على مر السنوات منذ الايام الاولى للنكية وحتى يومنا هذا حيث تعايش قتلا وتدميرا اسرائيليا متواصلا
واوضح عوض خلال حديثه بالفلم ان الفصائل الفلسطينية ناضلت ضد الاحتلال الاسرائيلي بكافة الوسائل وعلى راسها المقاومة اللاعنفية خصوصا في الانتفاضة الاولى التي احرجت اسرائيل وحققت نتائج كثيرة ايجابية بالنسبة للفلسطينيين خصوصا مما دفع اسرائيل لابعاد عم الدكتور مبارك عوض الذي اتخذ من المقاومة اللاعنفية سبيلا للاحتلال .
واكد على خطورة هذا الشكل من النضال على اسرائيل مما دفعه بغير قصد للسعي من اجل خلق بيئة واجواء تساهم في تعزيز مفاهيم المقاومة السلمية .
كما اشار العزة في الفلم الى ما تعرض له الشعب الفلسطيني من احباط من عملية السلام لانه خسر اكثر مما ربح منها خصوصا بعد اغتيال رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق اسحاق رابين ، حيث عمدت قوى اليمين الى قتل رابين الذي اراد التقدم بعملية السلام ادراكا منه لاهميتها بالنسبة للدولة العبرية .
واضاف ان عملية السلام شهدت تدهورا كبيرا بعد عملية الاغتيال خصوصا في مجالات مصادرة الاراضي وبناء المستوطنات والحصار مما اوصل المنطقة الى الانتفاضة الثانية
وبحسب تفاصيل الفلم ايضا التي تطرقت للحياة الانسانية لعوض والعزة فقد ركزت التفاصيل على معاناة الشابين الانسانية خلال الاجتياحات والتوغلات ، حيث تعرضا لصور كثيرة من المعاناة تمثلت بقصف المنازل والقتل والحصار لبيت لحم وما رافقها من معاناة لهما شخصيا مثل قصف منزل العزة ومعاناة سامي الشخصية خلال الاجتياح عندما انجبت زوجته ابنته الاولى وما رافق ذلك من معاناة حيث كانت بيت لحم تخضع لللاجتياح والحصار ومنع التجول وكيف اثر ذلك عليها
وتطرق الفلم الى محاولة استفادة شخصياته الثلاث من مفاهيم مارتن لوثر كينع والمهماتا غاندي وهي مفاهيم المساواة والعدالة والسعي من اجل الحرية رغم كافة الصعاب بالطرق والوسائل السلمية ومحاولة تطبيق ذلك على الصراع العربي الاسرائيلي .
اما شحصية الاسرائيلي في فيلم بيت لحم المدينة الصغيرة ، فاشار الى تاريخ وجود عائلته في هذه البلاد بعد الحرب العالمية الثانية وقدومها من هناك وكيفية سعيها الى اقامة دولة اسرائيل ومن ثم مراحل تطورها عبر السنوات وصولا الى عمل ابيه كطيار في سلاح الجو الاسرائيلي ومن ثم انتظامه واخوته في صفوف الجيش الاسرائيلي وسعيه وشغفه لمحاربة الفلسطينيين في البداية خصوصا ابان الانتفاضة الاولى . ثم انضمامه الى وحدات المظليين بهدف محاربة الفلسطينيين والعرب وتعييرها بعد التقائه بفلسطينيين في واحة السلام .
كما اشار الى مراحل التحاقة بسلاح الطيران خصوصا في الانتفاضة الحالية وتغيير وجهة نظره خصوصا بعد استشهاد عشرات الاطفال عند قصف منزل القيادي الحمساوي صلاح شحادة في غزة واثر ذلك على نفسيته وهو الامر الذي ولد فيه رغبة برفض الخدمة في الجيش الاسرائيلي وسعيه بعد ذلك لرفض االحدمة والانصياع للاوامر العسكرية ليصبح بعدها اكثر طيار اسرائيلي رافض ببخدمة مما اعطاه شهرة في المجتمع الاسرائيلي ليحوله الى متضامن ورافض للعنف الاسرائيلي الذي يمارس ضد الفلسطينين من قبل اسرائيل .
كما حاولت شخصيات الفيلم التركيز على المعاني الانسانية السامية في اللاعنف وهي التضخية والمساواة والعدالة والحرية بهدف الوصول الى قواسم مشتركة من اجل كسر معاني الخوف قبل كسر الحصار والجدار لانه عندما يتم كسر الخوف في داخل الانسان فان باقي الامور ستكون سهلة عليه مما سيسهل عليه مقاومة الظلم الذي تعايشه المنطقة .
وتختتم الشخصيات الثلاث للفيلم حديثها عن الواقع الماساوي الذي وصلت اليه المنطقة بالاشارة الى ان الفرقاء في المنطقة سيصلون الى حقيقة مفادها ان انهاء الوضع الحالي يستلزم جرأة ومواقف قوية تتمثل بمحاربة الظلم والقهر الذي يتعرض له الفلسطينيون.
ويؤكد عوض على ان الاسرائيليون سيقومون بازالة الجدار لانهم سيدركون ان الجدار لن يوفر لهم الامن بقدر اعطاء جيرانهم الفلسطينيون حقوقهم وليس فصلهم في كنتونات معزولة. اما الاسرائيلي شابيرا فاكد على ان الاسرائيليين عليهم ان يتعلموا من الدروس التي مروا بها على مر السنوات ابنداء مما تعرضوا له في المحرقة النازية انتهاءا بواقعهم الحالي ، حيث يتحتم عليهم الاستفادة من هذه الدروس وان لا يسكتوا على الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون.
ويرى العزة ان تمسك الفلسطينين بحقوقهم وعلى راسها العودة وايمانهم بها يشكل اساسا لهم للوصول الى هذه الحقوق دون عدم الخوف من محاورة الاخر والتاكيد على هذه الحقوق .
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر