قصة حقيقية لوالد شهيدين
محمد كساب شراب ( ابو ابسل)
بقلم /سليم على شراب
هذه قصة حقيقة اسردها عليكم بقلمي ودموعي الغزيرة التي انسابت وان اكتبها زملائي الكتاب والقراء لتعطوني رأيكم فيها بكل صراحة وهى قصة ابن عمى الأستاذ محمد كساب شراب ( أبو أبسل)
كان منذ صغره مكافحا ومتفوقا بعلمه وعمله, حصل على شهادته الجامعية من مصر , تزوج من ابنة عمه و انتقل للعمل في دولة الإمارات العربية المتحدة عمل هناك لسنوات طويلة ,بعد ذلك انتقل ليعمل بالمملكة العربية السعودية, مع شركات مختلفة ,ومع قدوم السلطة الوطنية أرسل زوجته وأولاده إلى خان يونس,للالتحاق بمدارس القطاع وكانوا جميعا متفوقين ومن الأوائل وظل يعمل وحيدا في السعودية لعدة سنوات من اجل أن يصفى كل أعماله ثم عاد لوطنه الذي غاب عنه سنوات طويلة , محروما من حنان أمه الصابرة التي علمته وربته تربية صالحة بعد وفاة أبيه هوو إخوانه الآخرين اللذين حصلوا كلهم على شهادات جامعية عالية وكانوا ناجحين بااعمالهم تحية لهذه الأم العظيمة.
وعاد للوطن ومعه رصيدا كبيرا من المال جمعه بكده وعرقه طيلة غربته بالخارج , بعد أن ساهم في البناء والعمران في البلاد التي عمل بها
عاد ليستثمر هذا المال في مشاريع لصالح أبناء وطنه و أولاده اللذين كبروا وتخرجوا من جامعات غزه , ففكر في شراء قطعة ارض , بجوار حدود ارض الثمانية وأربعين (48) بمدينة خان يونس, تسمى بأرض الفخاري والعمور, وبالفعل وبهمة الرجال وهو صاحب خبرة سابقة في مجال إقامة المشاريع الناجحة , نجح في الحصول على قطعة الأرض ,وزرعها بأشجار الزيتون والحمضيات واللوزيات المتنوعة , وعمل مزرعة نموذجية للدواجن الأولى من نوعها بقطاع غزه, وعمل منحل للعسل , كان مطلوبا للخارج لجودته العالية.
وشاء القدر أن يصاب بمرض أقعده تماما , توقف جسمه عن الحركة , وأصبح مشلولا بالكامل , ونقله أخيه الصغير إبراهيم الملقب (أبو خليل)وهو من الشباب المناضلين اللذين قضوا سنوات طويلة في زنازين الاحتلال فوقف بجانب أخيه( أبا أبسل) وقام بنقله لمستشفيات داخلية وخارجية , لينفخ الله في صوره من جديد ,ويعود يمشى ولكن ببطى , بعد أن كان مشلولا تماما, وتدب الحياة من جديد لأبى أبسل ويواصل أعماله الناجحة يساعده أولاده ,حتى قامت الحرب اللعينة على قطاع غزه, وبالتحديد يوم الجمعة الموافق 16/1/2009م , يوم لا ينساه أبو أبسل من ذاكرته .
الحرب مشتعلة والقصف مستمر لكل مناطق القطاع بما فيها المنطقة التي يعيش فيها وظن انه مطمئنا لان نقطة المراقبة الاسرائلية تعرفه وتعرف أبنائه في كل تحركاتهم حتى السيارة التي كان يتنقل بها هو وأولاده
وعندما اشتد العصف للمنطقة الحدودية رحل لبيت العائلة بخان يونس حفاظا على حياته وحياة أسرته.
وفى لحظة توقف الحرب لعدة ساعات , قال لأولاده أريد أن اذهب للمزرعة , لأطمئن على الطيور والحيوانات ومزروعاته المتنوعة ورغم إصراره أن يذهب لوحده إلا أن أولاده , صمموا أن يذهبوا معه لمساعدته لان صحته لاتساعده ليعمل ويشرف على كل هذه المشاريع الكبيرة, وذهبا معا ولم يعرف أن هناك قوات خاصة تحصنت في الطريق الذي يسلكه,لاصطياد المقاومين اللذين يطلقون الصواريخ والقذائف على المستوطنات الاسرائلية المجاورة, وعندما اقترب منهم أطلقوا عليه وعلى أولاده رصاصات الغدر أصيب بيده وأصيب ابنه الصغيرابراهيم الذي سمى باسم عمه في الساق أسفل الركبة, في حين أصيب ابنه الكبير مهندس الكمبيوتركساب إصابة مباشرة في الصدر أدت لوفاته على الفور, لم تسمح هذه القوات الاسرائلية , لسيارات الإسعاف وحتى سيارات الصليب الأحمر من الاقتراب من مكان الحادث رغم المناشدات والصيحات التي كان يرسلها أبو أبسل عبر الإذاعات المحلية ولاحياة لمن تنادى , ظل ابنه إبراهيم يعانى من النزيف وهو بكامل وعيه , حتى منتصف الليل شديد البرودة, توقف عن الأنين, هنا صمت الوالد وقال إنا لله وإنا إليه راجعون وهو ينظر لأولاده الشهيدين بحصرة ولوعه, ونسى إصابته وبقى ينزف طيلة الليل وأولاده في حضنه , حتى ظهر اليو م الثاني , بعد أن انسحبت القوات الخاصة من المنطقة ,وصلت أخيرا سيارة الإسعاف ولكن بعد استشهاد المهندس كساب والشاب الجامعي ابراهيم, وبقى الوالد والوالدة يعانيان من صدمة فراق ولديهما ,
وخرج الوالد عن صمته يردد بهذه الكلمات الأسى .. الحزن .. المرارة ..الإحساس بالقهر.. الهوان هو مايشعر به حتى اللحظة
قالوا له الدواء النسيان والصبر, جرب وحاول وفشل ولم يستطع
وترك وحيدا لم يواسيه سوى أقاربه وأصدقائه , لم يسال عنه اى مسئول من اى طرف كان , وكانت الطامة الكبرى التي صدمته هو وزوجته عندما سمعا بمكرمة خادم الحرمين الملك عبد الله بن العزيز بالسماح لكل عوائل شهداء حرب غزة لأداه فريضة الحج لهذا العام , واسمهما لم يكونا ضمن هذه العوائل , انه قتل جديد لهم وحزن جديد.
سؤال أوجهه لكل المسئولين أينما كانوا من المسئول عن حجب اسمي أبو أبسل وزوجته من قائمة الحجاج لهذا العام؟!!!
سؤال بحاجة لجواب .. فهل من جواب؟؟
محمد كساب شراب ( ابو ابسل)
بقلم /سليم على شراب
هذه قصة حقيقة اسردها عليكم بقلمي ودموعي الغزيرة التي انسابت وان اكتبها زملائي الكتاب والقراء لتعطوني رأيكم فيها بكل صراحة وهى قصة ابن عمى الأستاذ محمد كساب شراب ( أبو أبسل)
كان منذ صغره مكافحا ومتفوقا بعلمه وعمله, حصل على شهادته الجامعية من مصر , تزوج من ابنة عمه و انتقل للعمل في دولة الإمارات العربية المتحدة عمل هناك لسنوات طويلة ,بعد ذلك انتقل ليعمل بالمملكة العربية السعودية, مع شركات مختلفة ,ومع قدوم السلطة الوطنية أرسل زوجته وأولاده إلى خان يونس,للالتحاق بمدارس القطاع وكانوا جميعا متفوقين ومن الأوائل وظل يعمل وحيدا في السعودية لعدة سنوات من اجل أن يصفى كل أعماله ثم عاد لوطنه الذي غاب عنه سنوات طويلة , محروما من حنان أمه الصابرة التي علمته وربته تربية صالحة بعد وفاة أبيه هوو إخوانه الآخرين اللذين حصلوا كلهم على شهادات جامعية عالية وكانوا ناجحين بااعمالهم تحية لهذه الأم العظيمة.
وعاد للوطن ومعه رصيدا كبيرا من المال جمعه بكده وعرقه طيلة غربته بالخارج , بعد أن ساهم في البناء والعمران في البلاد التي عمل بها
عاد ليستثمر هذا المال في مشاريع لصالح أبناء وطنه و أولاده اللذين كبروا وتخرجوا من جامعات غزه , ففكر في شراء قطعة ارض , بجوار حدود ارض الثمانية وأربعين (48) بمدينة خان يونس, تسمى بأرض الفخاري والعمور, وبالفعل وبهمة الرجال وهو صاحب خبرة سابقة في مجال إقامة المشاريع الناجحة , نجح في الحصول على قطعة الأرض ,وزرعها بأشجار الزيتون والحمضيات واللوزيات المتنوعة , وعمل مزرعة نموذجية للدواجن الأولى من نوعها بقطاع غزه, وعمل منحل للعسل , كان مطلوبا للخارج لجودته العالية.
وشاء القدر أن يصاب بمرض أقعده تماما , توقف جسمه عن الحركة , وأصبح مشلولا بالكامل , ونقله أخيه الصغير إبراهيم الملقب (أبو خليل)وهو من الشباب المناضلين اللذين قضوا سنوات طويلة في زنازين الاحتلال فوقف بجانب أخيه( أبا أبسل) وقام بنقله لمستشفيات داخلية وخارجية , لينفخ الله في صوره من جديد ,ويعود يمشى ولكن ببطى , بعد أن كان مشلولا تماما, وتدب الحياة من جديد لأبى أبسل ويواصل أعماله الناجحة يساعده أولاده ,حتى قامت الحرب اللعينة على قطاع غزه, وبالتحديد يوم الجمعة الموافق 16/1/2009م , يوم لا ينساه أبو أبسل من ذاكرته .
الحرب مشتعلة والقصف مستمر لكل مناطق القطاع بما فيها المنطقة التي يعيش فيها وظن انه مطمئنا لان نقطة المراقبة الاسرائلية تعرفه وتعرف أبنائه في كل تحركاتهم حتى السيارة التي كان يتنقل بها هو وأولاده
وعندما اشتد العصف للمنطقة الحدودية رحل لبيت العائلة بخان يونس حفاظا على حياته وحياة أسرته.
وفى لحظة توقف الحرب لعدة ساعات , قال لأولاده أريد أن اذهب للمزرعة , لأطمئن على الطيور والحيوانات ومزروعاته المتنوعة ورغم إصراره أن يذهب لوحده إلا أن أولاده , صمموا أن يذهبوا معه لمساعدته لان صحته لاتساعده ليعمل ويشرف على كل هذه المشاريع الكبيرة, وذهبا معا ولم يعرف أن هناك قوات خاصة تحصنت في الطريق الذي يسلكه,لاصطياد المقاومين اللذين يطلقون الصواريخ والقذائف على المستوطنات الاسرائلية المجاورة, وعندما اقترب منهم أطلقوا عليه وعلى أولاده رصاصات الغدر أصيب بيده وأصيب ابنه الصغيرابراهيم الذي سمى باسم عمه في الساق أسفل الركبة, في حين أصيب ابنه الكبير مهندس الكمبيوتركساب إصابة مباشرة في الصدر أدت لوفاته على الفور, لم تسمح هذه القوات الاسرائلية , لسيارات الإسعاف وحتى سيارات الصليب الأحمر من الاقتراب من مكان الحادث رغم المناشدات والصيحات التي كان يرسلها أبو أبسل عبر الإذاعات المحلية ولاحياة لمن تنادى , ظل ابنه إبراهيم يعانى من النزيف وهو بكامل وعيه , حتى منتصف الليل شديد البرودة, توقف عن الأنين, هنا صمت الوالد وقال إنا لله وإنا إليه راجعون وهو ينظر لأولاده الشهيدين بحصرة ولوعه, ونسى إصابته وبقى ينزف طيلة الليل وأولاده في حضنه , حتى ظهر اليو م الثاني , بعد أن انسحبت القوات الخاصة من المنطقة ,وصلت أخيرا سيارة الإسعاف ولكن بعد استشهاد المهندس كساب والشاب الجامعي ابراهيم, وبقى الوالد والوالدة يعانيان من صدمة فراق ولديهما ,
وخرج الوالد عن صمته يردد بهذه الكلمات الأسى .. الحزن .. المرارة ..الإحساس بالقهر.. الهوان هو مايشعر به حتى اللحظة
قالوا له الدواء النسيان والصبر, جرب وحاول وفشل ولم يستطع
وترك وحيدا لم يواسيه سوى أقاربه وأصدقائه , لم يسال عنه اى مسئول من اى طرف كان , وكانت الطامة الكبرى التي صدمته هو وزوجته عندما سمعا بمكرمة خادم الحرمين الملك عبد الله بن العزيز بالسماح لكل عوائل شهداء حرب غزة لأداه فريضة الحج لهذا العام , واسمهما لم يكونا ضمن هذه العوائل , انه قتل جديد لهم وحزن جديد.
سؤال أوجهه لكل المسئولين أينما كانوا من المسئول عن حجب اسمي أبو أبسل وزوجته من قائمة الحجاج لهذا العام؟!!!
سؤال بحاجة لجواب .. فهل من جواب؟؟
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر