تزين مدينة الخبز باسمها، البحر صار بعيدا والمسيح لا زال تحت المطر يقاوم
الاختناق على الصليب، كلام نبوي جريح ، رسائل أخرى الى ما وراء الحرب،
وأمام الكنيسة تسكن نجمة في البراهين تحافظ على مسافة بين الموت والصلاة.
في
ساحة المهد أضئنا شجرة الميلاد ، ترانيم حزينة في الضوء الأزرق ، سماء
بعيدة، رائحة مدينة مشبعة بالحصار وبأعشاب كنعانية قديمة تدلك على أن
الموت هو فلاحة من نوع آخر ، وأن الآيات هي أصوات قمر مذبوح في الأعلى.
في
ساحة المهد قلت لبيت لحم شكرا، بدأنا هنا وعدنا هنا، نتوسع قليلا في
النشيد، ونتكاثر قليلا في الجنازات، وليس غيرنا من يطعم طير الكنائس، وليس
غيرنا من يقرع الأجراس في هذا الليل، ويعرف أن سماء بيت لحم لا زالت عذراء
عذراء.
في ساحة المهد نظر الحجيج الى الداخل، طفل في المغارة، وقمر
متشنج على الأرض الحجرية الباردة، شبابيك مفتوحة على القديم والجديد، و
نسأل كيف استطاع جيش الاحتلال إلقاء القبض على المسيح واعتقاله وصلبه
وتجفيف الحليب، وعندنا ما يكفي من الخيول والأساطير والتألق في التاريخ؟
منذ
فجر التاريخ حوكم المسيح كمجرم سياسي، شكل خطرا على الأسطورة والضلال، فتم
جلده بالسوط، وكلل بالشوك ثم حمل صليبه على درب الجلجلة، وعلق بالمسامير
وصلب أمام زمن مفتوح حتى اختنق.
ومنذ ذلك الوقت ظلت بيت لحم تبكي،
تخاف على أولادها، وصار شجر الزيتون رمزا للتوحد بين الجسد و زيت الروح،
فأبى أن ينطفئ ورقه في أي خريف، ليظل أخضر يتحدى الجفاف.
ومنذ ذلك
الوقت شيدت السجون والمعسكرات وانتشرت في حياتنا، لها أسماء تشبه
التوابيت، ولها فينا سنين طويلة من أعمارنا، حتى طفح الملح في الحلوق،
وصار الجلاد عبدا للباب الحديدي، وشبحا متكررا في زمن المؤبد، دون أن يدري
أن المسيح حقا قام، وأفرط في تحويل حالة الحرب الى حالة حب ومسرة.
في
هذه المدينة الواقفة على تلة، المطلة على بحرين وجها لوجه مع الماء والقدس
وخطى الأنبياء، المحمية من كل إنس وجن، المستيقظة منذ ألفي عام، أضئنا
شجرة الميلاد، ومشت الروح في الشوارع والحارات، وأبعد الى حيث يعلن الوقت
أن أرض السلام ليست سجنا للغموض، ولا جسدا للعابرين في الخرافات.
في هذه المدينة رحل الشاعر البيتجالي ( بنايوت زيدان ) قبل أن يضيء شجرة الميلاد وهو يصرخ في البراري: إحمل فأسك واتبعني.
ورحل الشاعر الأسير ابن مخيم الدهيشة محمد أبو لبن مختبئا داخل سجنه في نشيد عسقلان وهو يصرخ: أطرق الباب أطرق الباب.
ورحل
الكاتب القدير ابن بيت ساحور يعقوب الأطرش متعثرا بمرضه خلال سفره بين
المهد وحقل الرعاة، وهو يهتف بصوته الميكرفوني: هنا القدس، هنا القدس.
ورحل
فارس الكنيسة الأب إبراهيم عياد بعد أن أضاء الذاكرة الفلسطينية بالوحدة
بين الكنيسة والجامع وهو يدافع عن حق شعب في حماية مصيره من الانقسام
والنسيان.
ورحل الفنان المتصوف عدنان الزبيدي محمولا على ألوان ريشته مبتسما كلما نزل الحصان من اللوحة متحديا مشروع الموت السياسي.
كل
الأنظار تتجه الآن الى المهد، تفوح من أركانه صلاة خائفة، ضوء الشموع تشير
الى فاجعة حدثت هنا على البلاط المقدس، بعد أن وصل الاحتلال الى البتول،
وحاصر الخشوع بالرصاص أربعين يوما بردا وجوعا وظلاما وموتا.
من أين
سيمر المتعبدون الى المدينة؟ من بين 22 مستوطنة إسرائيلية يقطنها أكثر من
75 ألف مستوطن، أم من 20 طريقا التفافيا وحاجزا عسكريا، أم من فتحات جدار
يمتد على مسافة 50 كم ، يغلق المدينة من جهاتها الأربع ويحاصر الناس في
جيوب متباعدة، لا الكلام يصل ولا نداء الصلاة ولا فجر الحقول.
أيها
العالم أضيء معنا شجرة الميلاد حتى نتمكن من رؤية دمنا المنعوف في الزمان
والمكان، وننشر سلامنا الإنساني على أرضنا وهي تغسل جرحها التاريخي بماء
الينابيع وبضوء عسل الشهداء، وبحنين أسرى ومبعدين يتوجون الألم بالأمل في
رحلة الغياب.
أيها العالم أضيء معنا شجرة الميلاد، وامنع المجنزرة
أن تجلس تحتها مرة أخرى، اجعل الطريق الى بيت لحم كالطريق الى الله، واسعة
مفتوحة بلا سياج أو طائرات أو غارات.
أيها العالم أضيء معنا شجرة
الميلاد، ضع حدا لمن يسعون الى تفريغ الصلاة من لغتها وعدالتها، فقد مشى
المسيح طويلا على درب الآلام لبلوغ السلام الحقيقي العادل الذي يوفر له
وللآخرين شروط الحياة الإنسانية المتكافئة ولا نريد الآن أن يقتل المسيح
من جديد ، في تراجيديا القرن الواحد والعشرين، قرن الديمقراطية والعولمة
والسلام.
عيسى قراقعالاختناق على الصليب، كلام نبوي جريح ، رسائل أخرى الى ما وراء الحرب،
وأمام الكنيسة تسكن نجمة في البراهين تحافظ على مسافة بين الموت والصلاة.
في
ساحة المهد أضئنا شجرة الميلاد ، ترانيم حزينة في الضوء الأزرق ، سماء
بعيدة، رائحة مدينة مشبعة بالحصار وبأعشاب كنعانية قديمة تدلك على أن
الموت هو فلاحة من نوع آخر ، وأن الآيات هي أصوات قمر مذبوح في الأعلى.
في
ساحة المهد قلت لبيت لحم شكرا، بدأنا هنا وعدنا هنا، نتوسع قليلا في
النشيد، ونتكاثر قليلا في الجنازات، وليس غيرنا من يطعم طير الكنائس، وليس
غيرنا من يقرع الأجراس في هذا الليل، ويعرف أن سماء بيت لحم لا زالت عذراء
عذراء.
في ساحة المهد نظر الحجيج الى الداخل، طفل في المغارة، وقمر
متشنج على الأرض الحجرية الباردة، شبابيك مفتوحة على القديم والجديد، و
نسأل كيف استطاع جيش الاحتلال إلقاء القبض على المسيح واعتقاله وصلبه
وتجفيف الحليب، وعندنا ما يكفي من الخيول والأساطير والتألق في التاريخ؟
منذ
فجر التاريخ حوكم المسيح كمجرم سياسي، شكل خطرا على الأسطورة والضلال، فتم
جلده بالسوط، وكلل بالشوك ثم حمل صليبه على درب الجلجلة، وعلق بالمسامير
وصلب أمام زمن مفتوح حتى اختنق.
ومنذ ذلك الوقت ظلت بيت لحم تبكي،
تخاف على أولادها، وصار شجر الزيتون رمزا للتوحد بين الجسد و زيت الروح،
فأبى أن ينطفئ ورقه في أي خريف، ليظل أخضر يتحدى الجفاف.
ومنذ ذلك
الوقت شيدت السجون والمعسكرات وانتشرت في حياتنا، لها أسماء تشبه
التوابيت، ولها فينا سنين طويلة من أعمارنا، حتى طفح الملح في الحلوق،
وصار الجلاد عبدا للباب الحديدي، وشبحا متكررا في زمن المؤبد، دون أن يدري
أن المسيح حقا قام، وأفرط في تحويل حالة الحرب الى حالة حب ومسرة.
في
هذه المدينة الواقفة على تلة، المطلة على بحرين وجها لوجه مع الماء والقدس
وخطى الأنبياء، المحمية من كل إنس وجن، المستيقظة منذ ألفي عام، أضئنا
شجرة الميلاد، ومشت الروح في الشوارع والحارات، وأبعد الى حيث يعلن الوقت
أن أرض السلام ليست سجنا للغموض، ولا جسدا للعابرين في الخرافات.
في هذه المدينة رحل الشاعر البيتجالي ( بنايوت زيدان ) قبل أن يضيء شجرة الميلاد وهو يصرخ في البراري: إحمل فأسك واتبعني.
ورحل الشاعر الأسير ابن مخيم الدهيشة محمد أبو لبن مختبئا داخل سجنه في نشيد عسقلان وهو يصرخ: أطرق الباب أطرق الباب.
ورحل
الكاتب القدير ابن بيت ساحور يعقوب الأطرش متعثرا بمرضه خلال سفره بين
المهد وحقل الرعاة، وهو يهتف بصوته الميكرفوني: هنا القدس، هنا القدس.
ورحل
فارس الكنيسة الأب إبراهيم عياد بعد أن أضاء الذاكرة الفلسطينية بالوحدة
بين الكنيسة والجامع وهو يدافع عن حق شعب في حماية مصيره من الانقسام
والنسيان.
ورحل الفنان المتصوف عدنان الزبيدي محمولا على ألوان ريشته مبتسما كلما نزل الحصان من اللوحة متحديا مشروع الموت السياسي.
كل
الأنظار تتجه الآن الى المهد، تفوح من أركانه صلاة خائفة، ضوء الشموع تشير
الى فاجعة حدثت هنا على البلاط المقدس، بعد أن وصل الاحتلال الى البتول،
وحاصر الخشوع بالرصاص أربعين يوما بردا وجوعا وظلاما وموتا.
من أين
سيمر المتعبدون الى المدينة؟ من بين 22 مستوطنة إسرائيلية يقطنها أكثر من
75 ألف مستوطن، أم من 20 طريقا التفافيا وحاجزا عسكريا، أم من فتحات جدار
يمتد على مسافة 50 كم ، يغلق المدينة من جهاتها الأربع ويحاصر الناس في
جيوب متباعدة، لا الكلام يصل ولا نداء الصلاة ولا فجر الحقول.
أيها
العالم أضيء معنا شجرة الميلاد حتى نتمكن من رؤية دمنا المنعوف في الزمان
والمكان، وننشر سلامنا الإنساني على أرضنا وهي تغسل جرحها التاريخي بماء
الينابيع وبضوء عسل الشهداء، وبحنين أسرى ومبعدين يتوجون الألم بالأمل في
رحلة الغياب.
أيها العالم أضيء معنا شجرة الميلاد، وامنع المجنزرة
أن تجلس تحتها مرة أخرى، اجعل الطريق الى بيت لحم كالطريق الى الله، واسعة
مفتوحة بلا سياج أو طائرات أو غارات.
أيها العالم أضيء معنا شجرة
الميلاد، ضع حدا لمن يسعون الى تفريغ الصلاة من لغتها وعدالتها، فقد مشى
المسيح طويلا على درب الآلام لبلوغ السلام الحقيقي العادل الذي يوفر له
وللآخرين شروط الحياة الإنسانية المتكافئة ولا نريد الآن أن يقتل المسيح
من جديد ، في تراجيديا القرن الواحد والعشرين، قرن الديمقراطية والعولمة
والسلام.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر