جولة الحوار الفلسطينية التي عقدت في القاهرة الأسبوع الماضي كانت مختلفة في الشكل فقط عن جولات الحوار السابقة، مع تباين نسبى وبسيط في المضمون، علما أن الحكم على الجوهر يفترض أن يكون مؤجلاً إلى حين اتضاح نتيجة الحوار في نهاية مارس آذار الحالي.
إذا ما قارنا جولة الحوار الأخيرة بجولات الحوار السابقة , وخاصة تلك التي عقدت في القاهرة أوائل تشرين ثاني نوفمبر القادم وعجزت القيادة المصرية آنذاك عن جمع المتحاورين إلى مائدة واحدة , يمكن أن نستنتج متغيرين أساسيين فى الشكل أيضاً أولهما استحالة التئام اى لقاء موسع دون عقد لقاءات ثنائية بين حماس وفتح تضع الخطوط العريضة أو اليات الحوار واطره الإجرائية ويتمثل الثاني بانتهاء الوساطة المصرية الحصرية في الملف الفلسطيني مع احتفاظ القاهرة بالدور الرئيس دون التفرد التام طبعا , بالنسبة للمتغير الأول ومنذ أحداث حزيران يونيو المؤسفة والمأساوية رفضت حركة فتح عقد أي حوار ثنائى مع حماس وأصرت على التحاور بشكل جماعي , موقف عبّر عن الصدمة بعد احداث حزيران كما عن الرغبة في الاستقواء ببعض الفصائل الصغيرة- التى انهت دورها التاريخى- في مواجهة حماس وهو ما تم التعبير بضرورة حوار حماس مع وفد موحد من منظمة التحرير , فتح غيرت موقفها استناداً إلى عاملين مهمين ومنطقيين حرب غزة وصمود اهلها فى مواجهة الة الحرب وتحول المزاج الشعبى الفلسطينى لصالح حماس والمقاومة خاصة فى الضفة الغربية , لذلك لم يكن غربياً أن يعقد اللقاء الأولي بين حماس وفتح في القاهرة اثر حرب غزة، أما العامل الآخر فيتمثل بالانتخابات الإسرائيلية التي كرست انتصار اليمين المتطرف واستحالة التقدم في العملية التفاوضية لذلك أيضاً كان طبيعياً أن يعقد اللقاء الثاني الرفيع المستوى بين الحركتين بعد الانتخابات بأيام، اللقاءات الثنائية كسرت جبل الجليد وحاجز عدم الثقة ولو بشكل نسبى ووضعت الأسس الإجرائية لحوار القاهرة ما ازاح بشكل تلقائي الورقة المصرية التي كانت سبباً في عدم انعقاد جولة الحوار الواسعة التي كانت مقررة أوائل تشرين ثاني نوفمبر الماضي.
هذا ينقلنا مباشرة إلى المتغير الثاني الذي ساهم في انعقاد جولة الحوار الحالية ويتمثل بانتهاء الدور المصري الحصري في الملف الفلسطيني الأمر الذي تم التعبير عنه بسحب أو تجاهل الورقة المصرية وكذلك بإشراف مصري عربى مشترك على الحوار عبر لجنة التسيير أو لجنة التوجيه التي يفترض أن تمثل مرجعية عليا للمتحاورين تتدخل عند الضرورة وتتشكل من مصر والجامعة العربية .
رغم التغيرات السابقة إلا أن الحوار بات مختلفاً في الشكل فقط أما المضمون فيستند الى عمل اللجان حيث يكمن الشيطان بل الشياطين في التفاصيل المعقدة والمتداخلة , غير أن ثمة قناعتين مركزيتين تولدتا عند حماس وفتح ويفترض أن تدفعا باتجاه التفاؤل برؤية نتائج إيجابية ومثمرة , قناعة فتحاوية بعد حرب غزة والانتخابات الاسرائيلية مفادها أن من العبث والسذاجة المراهنة على خيار المفاوضات مع إسرائيل في ظل حكومة نتنياهو ليبرمان يشاى المتطرفة القادمة , وبالتالي لا داعي ولا حاجة لتكرار الخطأ أو المراهنة السابقة بتقديم المفاوضات وعملية التسوية على الوحدة الوطنية وترتيب البيت الداخلى، أما القناعة الحمساوية فتتمثل باستحالة فتح معبر رفح شريان الحياة لقطاع غزة واستحالة الشروع في اعادة اعمار جادة وعملية فى غياب المصالحة و تشكيل حكومة وحدة وطنية اى كان شكلها , حماس تفهم كذلك انها بحاجة إلى التهدئة داخلياً وخارجياً لاستثمار أو تكريس المكاسب السياسية التي نتجت عن حرب غزة. فى جميع الاحوال تبدو الامور مبشرة حتى الان غير ان من المبكر توقع النتائج النهائية رغم ضرورة الامل بان تستند الى المصلحة الوطنية الجامعة و تنفيذ خارطة الطريق التى رسمتها وثيقة الوفاق الوطنى لحل المشاكل الداخلية والتفرغ للتناقض والمعركة الاهم مع اسرائيل التى ما فتئت تزداد تطرفا وعنصرية.
لكاتب: ماجد عزام *
إذا ما قارنا جولة الحوار الأخيرة بجولات الحوار السابقة , وخاصة تلك التي عقدت في القاهرة أوائل تشرين ثاني نوفمبر القادم وعجزت القيادة المصرية آنذاك عن جمع المتحاورين إلى مائدة واحدة , يمكن أن نستنتج متغيرين أساسيين فى الشكل أيضاً أولهما استحالة التئام اى لقاء موسع دون عقد لقاءات ثنائية بين حماس وفتح تضع الخطوط العريضة أو اليات الحوار واطره الإجرائية ويتمثل الثاني بانتهاء الوساطة المصرية الحصرية في الملف الفلسطيني مع احتفاظ القاهرة بالدور الرئيس دون التفرد التام طبعا , بالنسبة للمتغير الأول ومنذ أحداث حزيران يونيو المؤسفة والمأساوية رفضت حركة فتح عقد أي حوار ثنائى مع حماس وأصرت على التحاور بشكل جماعي , موقف عبّر عن الصدمة بعد احداث حزيران كما عن الرغبة في الاستقواء ببعض الفصائل الصغيرة- التى انهت دورها التاريخى- في مواجهة حماس وهو ما تم التعبير بضرورة حوار حماس مع وفد موحد من منظمة التحرير , فتح غيرت موقفها استناداً إلى عاملين مهمين ومنطقيين حرب غزة وصمود اهلها فى مواجهة الة الحرب وتحول المزاج الشعبى الفلسطينى لصالح حماس والمقاومة خاصة فى الضفة الغربية , لذلك لم يكن غربياً أن يعقد اللقاء الأولي بين حماس وفتح في القاهرة اثر حرب غزة، أما العامل الآخر فيتمثل بالانتخابات الإسرائيلية التي كرست انتصار اليمين المتطرف واستحالة التقدم في العملية التفاوضية لذلك أيضاً كان طبيعياً أن يعقد اللقاء الثاني الرفيع المستوى بين الحركتين بعد الانتخابات بأيام، اللقاءات الثنائية كسرت جبل الجليد وحاجز عدم الثقة ولو بشكل نسبى ووضعت الأسس الإجرائية لحوار القاهرة ما ازاح بشكل تلقائي الورقة المصرية التي كانت سبباً في عدم انعقاد جولة الحوار الواسعة التي كانت مقررة أوائل تشرين ثاني نوفمبر الماضي.
هذا ينقلنا مباشرة إلى المتغير الثاني الذي ساهم في انعقاد جولة الحوار الحالية ويتمثل بانتهاء الدور المصري الحصري في الملف الفلسطيني الأمر الذي تم التعبير عنه بسحب أو تجاهل الورقة المصرية وكذلك بإشراف مصري عربى مشترك على الحوار عبر لجنة التسيير أو لجنة التوجيه التي يفترض أن تمثل مرجعية عليا للمتحاورين تتدخل عند الضرورة وتتشكل من مصر والجامعة العربية .
رغم التغيرات السابقة إلا أن الحوار بات مختلفاً في الشكل فقط أما المضمون فيستند الى عمل اللجان حيث يكمن الشيطان بل الشياطين في التفاصيل المعقدة والمتداخلة , غير أن ثمة قناعتين مركزيتين تولدتا عند حماس وفتح ويفترض أن تدفعا باتجاه التفاؤل برؤية نتائج إيجابية ومثمرة , قناعة فتحاوية بعد حرب غزة والانتخابات الاسرائيلية مفادها أن من العبث والسذاجة المراهنة على خيار المفاوضات مع إسرائيل في ظل حكومة نتنياهو ليبرمان يشاى المتطرفة القادمة , وبالتالي لا داعي ولا حاجة لتكرار الخطأ أو المراهنة السابقة بتقديم المفاوضات وعملية التسوية على الوحدة الوطنية وترتيب البيت الداخلى، أما القناعة الحمساوية فتتمثل باستحالة فتح معبر رفح شريان الحياة لقطاع غزة واستحالة الشروع في اعادة اعمار جادة وعملية فى غياب المصالحة و تشكيل حكومة وحدة وطنية اى كان شكلها , حماس تفهم كذلك انها بحاجة إلى التهدئة داخلياً وخارجياً لاستثمار أو تكريس المكاسب السياسية التي نتجت عن حرب غزة. فى جميع الاحوال تبدو الامور مبشرة حتى الان غير ان من المبكر توقع النتائج النهائية رغم ضرورة الامل بان تستند الى المصلحة الوطنية الجامعة و تنفيذ خارطة الطريق التى رسمتها وثيقة الوفاق الوطنى لحل المشاكل الداخلية والتفرغ للتناقض والمعركة الاهم مع اسرائيل التى ما فتئت تزداد تطرفا وعنصرية.
لكاتب: ماجد عزام *
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر