يظن بعض البسطاء أن
مشكلتهم يمكن أن تحل لو أعلنت الجهات الفلسطينية التي تدعو للوفاق موقفها
من فتح و حماس! ولايدرك هؤلاء ان ذلك الانحياز وان كان مرضيا لنزعاتهم
الفصائلية القبلية الضيقة فانه لايفيد. ولن يحل المشكلة أن نقول اليوم أن
حماس قد أخطأت بالانقلاب أو أن فتح كانت السبب فيه ولكن المهم الآن - وقبل
فوات الأوان - أن يدرك الجميع مهما كانت ولاءاتهم ومصالحهم الفئوية أو
الشخصية أن الكل ذاهب بالانقسام إلى الجحيم.
الوطن الفلسطيني أصبح
رهينة الانقسام مثله مثل حمل صغير تتنافس على حمايته حماس وفتح- وبينما
ينشغل كلاهما بالهياج والمنافسة ( والحماية!!)، يغرس أسد متوحش-اسرائيل-
أنيابه في لحم الحمل الصغير متلذذاً بالغنيمة.
وليت المشكلة تقف
عند حماس وفتح، فالحاصل أن فلسطين نفسها جزء من منطقة كلها على كف عفريت
وليس غزة أو الضفة فقط، فهناك التوتر بين إيران وإسرائيل وعدد من الدول
العربية وهو التوتر الذي بدأ يتسرب إلى اليمن. وهناك استقطاب بين سوريا
وقطر وإيران أمام السعودية ومصر والأردن خفت حدته في لبنان فنجح في تشكيل
حكومة وحدة وطنية لا يعلم أحد كم ستعيش.
مصر قامت بدور الراعي
للمصالحة لكنها تعيش وضعا صعبا فهي من ناحية تحاول أن تقوم بدورها العربي
والإسلامي باعتبارها البلد الأكبر، و عليها ضغوط هائلة دولية وأمريكية
بالذات، ثم لديها اتفاقات مع إسرائيل (كامب ديفيد) ومستحقاتها وهناك جماعة
الأخوان المسلمين (بما لها من علاقة مع حماس) بقوة تتزايد..وجائت قصة
الجدار الفولاذي لتعقد الامور . نحن نعرف ان مصر تريد فتح معبر رفح وقال
الوزيرعمر سليمان لوفد لجنة الوفاق في اجتماعه بهم في القاهرة مؤخرا انه
سيتم فتحه خلال ايام اذا تصالح الفلسطينيون.
هناك اسرائيل المتطرفة
والقوية والضاربة بعرض الحائط قيم العدالة والقانون الدولية تهدد وتقتل
معتمدة على تأييد أمريكا وسكوت أوروبا.
حركة فتح في ازمة
باتجاهاتها الوطنية المقاومة واتجاهات أخرى تؤمن بالتفاوض ومازالت تعاني
بعض أجنحتها من الصدمة العصبية التي نتجت عن الهزيمة والإهانة في غزة
ومنهم من يخاف على الامتيازات التي جاء له بها الانقسام، وحماس في ازمة
بين قياداتها الوحدوية والانفصالية والاتجاهات السياسية بين الحكم
والمقاومه بين براجماتي أو متعصب، وهناك قيادة في الداخل وأخرى في الخارج
والخوف من العودة الى زمن فرقة الموت.
هناك من يعتقد - وأنا كذلك -
أنه لا بد من تطبيع العلاقة بين دمشق والقاهرة حتى يحدث تصالح بين حماس
وفتح وحتى يتم تنفيذ أية اتفاقات. وهناك من يؤمن بأن اميركا اصدرت الاوامر
وان إيران أصدرت عكسها.
الشعب في غزة مهموم وخائف من حرب إسرائيلية جديدة، والفقر، والحاجة، والحصار.
الوطن
انقسم والقضية في طريق الضياع برغم الإدعاءات بالوطنية في كل جانب، ماذا
يهم الوطن اليوم من الادعاء بالمقاومة إذا كانت المقاومة ليست جزأ من
مشروعا وطنيا واحدا..؟ وماذا يهم الوطن اليوم من الادعاء بأن مفاوضات
السلام هي الحل ولا نرى سوى الانحدار والمهانة.
فالحقيقة الواضحة
أن الكل يبدو وكأنه يجتهد في خدمة الهدف الإسرائيلي في الاستيطان والحصار
وتهويد القدس لأن كلا المعسكرين قد نسى - أو تناسى- هذه القضايا لصالح
التشديد على الانقسام ومصلحة الفصيل.
ويبدو أن انشغال "حماس" و"فتح" عن فلسطين بالسلطة الوهمية قد يصل بنا وبهما الى خيار الانتحار الجماعي.
فإسرائيل
ماضية في خطتها وفتح وحماس ماضون بقسمة الوطن ليسهل على إسرائيل الحصار
والدمار والتحضير لحرب جديدة على غزة لتدفعنا تجاه صحراء سيناء وهي ماضية
في تصفية المقاومة واستيطان الضفة وتحويلها إلى كانتونات ترتبط بالأردن.
وبهذا السيناريو البسيط يتم تصفية القضية الفلسطينية ولن يجدي نفعاً ذلك السؤال الذي أطلقه أحد السذج عن الموقف من حماس أو فتح..!
وتحضرني
قصة الملك سليمان حين كان عليه أن يحكم بين امرأتين تدعي كل منهما أمومة
رضيع فأصدر الملك حكمه بقطع الطفل إلى نصفين، فما كان من احداهن إلا أن
انتفضت صائحة "دعوه لها ولا تقتلوه".. فأيقن الملك سليمان حينئذٍ بانها
الأم الحقيقية ... فأين أمنا الحقيقيه لتأخذ ابنها؟.
مشكلتهم يمكن أن تحل لو أعلنت الجهات الفلسطينية التي تدعو للوفاق موقفها
من فتح و حماس! ولايدرك هؤلاء ان ذلك الانحياز وان كان مرضيا لنزعاتهم
الفصائلية القبلية الضيقة فانه لايفيد. ولن يحل المشكلة أن نقول اليوم أن
حماس قد أخطأت بالانقلاب أو أن فتح كانت السبب فيه ولكن المهم الآن - وقبل
فوات الأوان - أن يدرك الجميع مهما كانت ولاءاتهم ومصالحهم الفئوية أو
الشخصية أن الكل ذاهب بالانقسام إلى الجحيم.
الوطن الفلسطيني أصبح
رهينة الانقسام مثله مثل حمل صغير تتنافس على حمايته حماس وفتح- وبينما
ينشغل كلاهما بالهياج والمنافسة ( والحماية!!)، يغرس أسد متوحش-اسرائيل-
أنيابه في لحم الحمل الصغير متلذذاً بالغنيمة.
وليت المشكلة تقف
عند حماس وفتح، فالحاصل أن فلسطين نفسها جزء من منطقة كلها على كف عفريت
وليس غزة أو الضفة فقط، فهناك التوتر بين إيران وإسرائيل وعدد من الدول
العربية وهو التوتر الذي بدأ يتسرب إلى اليمن. وهناك استقطاب بين سوريا
وقطر وإيران أمام السعودية ومصر والأردن خفت حدته في لبنان فنجح في تشكيل
حكومة وحدة وطنية لا يعلم أحد كم ستعيش.
مصر قامت بدور الراعي
للمصالحة لكنها تعيش وضعا صعبا فهي من ناحية تحاول أن تقوم بدورها العربي
والإسلامي باعتبارها البلد الأكبر، و عليها ضغوط هائلة دولية وأمريكية
بالذات، ثم لديها اتفاقات مع إسرائيل (كامب ديفيد) ومستحقاتها وهناك جماعة
الأخوان المسلمين (بما لها من علاقة مع حماس) بقوة تتزايد..وجائت قصة
الجدار الفولاذي لتعقد الامور . نحن نعرف ان مصر تريد فتح معبر رفح وقال
الوزيرعمر سليمان لوفد لجنة الوفاق في اجتماعه بهم في القاهرة مؤخرا انه
سيتم فتحه خلال ايام اذا تصالح الفلسطينيون.
هناك اسرائيل المتطرفة
والقوية والضاربة بعرض الحائط قيم العدالة والقانون الدولية تهدد وتقتل
معتمدة على تأييد أمريكا وسكوت أوروبا.
حركة فتح في ازمة
باتجاهاتها الوطنية المقاومة واتجاهات أخرى تؤمن بالتفاوض ومازالت تعاني
بعض أجنحتها من الصدمة العصبية التي نتجت عن الهزيمة والإهانة في غزة
ومنهم من يخاف على الامتيازات التي جاء له بها الانقسام، وحماس في ازمة
بين قياداتها الوحدوية والانفصالية والاتجاهات السياسية بين الحكم
والمقاومه بين براجماتي أو متعصب، وهناك قيادة في الداخل وأخرى في الخارج
والخوف من العودة الى زمن فرقة الموت.
هناك من يعتقد - وأنا كذلك -
أنه لا بد من تطبيع العلاقة بين دمشق والقاهرة حتى يحدث تصالح بين حماس
وفتح وحتى يتم تنفيذ أية اتفاقات. وهناك من يؤمن بأن اميركا اصدرت الاوامر
وان إيران أصدرت عكسها.
الشعب في غزة مهموم وخائف من حرب إسرائيلية جديدة، والفقر، والحاجة، والحصار.
الوطن
انقسم والقضية في طريق الضياع برغم الإدعاءات بالوطنية في كل جانب، ماذا
يهم الوطن اليوم من الادعاء بالمقاومة إذا كانت المقاومة ليست جزأ من
مشروعا وطنيا واحدا..؟ وماذا يهم الوطن اليوم من الادعاء بأن مفاوضات
السلام هي الحل ولا نرى سوى الانحدار والمهانة.
فالحقيقة الواضحة
أن الكل يبدو وكأنه يجتهد في خدمة الهدف الإسرائيلي في الاستيطان والحصار
وتهويد القدس لأن كلا المعسكرين قد نسى - أو تناسى- هذه القضايا لصالح
التشديد على الانقسام ومصلحة الفصيل.
ويبدو أن انشغال "حماس" و"فتح" عن فلسطين بالسلطة الوهمية قد يصل بنا وبهما الى خيار الانتحار الجماعي.
فإسرائيل
ماضية في خطتها وفتح وحماس ماضون بقسمة الوطن ليسهل على إسرائيل الحصار
والدمار والتحضير لحرب جديدة على غزة لتدفعنا تجاه صحراء سيناء وهي ماضية
في تصفية المقاومة واستيطان الضفة وتحويلها إلى كانتونات ترتبط بالأردن.
وبهذا السيناريو البسيط يتم تصفية القضية الفلسطينية ولن يجدي نفعاً ذلك السؤال الذي أطلقه أحد السذج عن الموقف من حماس أو فتح..!
وتحضرني
قصة الملك سليمان حين كان عليه أن يحكم بين امرأتين تدعي كل منهما أمومة
رضيع فأصدر الملك حكمه بقطع الطفل إلى نصفين، فما كان من احداهن إلا أن
انتفضت صائحة "دعوه لها ولا تقتلوه".. فأيقن الملك سليمان حينئذٍ بانها
الأم الحقيقية ... فأين أمنا الحقيقيه لتأخذ ابنها؟.
د.اياد السراج
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر