نسمع الكثير عن "البلاء"، ويصبح الحديث في "البلاء" وعنه أكثر، عندما تمر الشعوب أو مناطق ما في هذا الكون بكوارث معينة، سواء كانت طبيعية أو من صنع الإنسان، ونتفنن في هذه المنطقة من العالم في طرق الدعاء والتوسل، ونبتهل إلى العلي القدير أن يكف عنا البلاء وألا يجعلنا عرضة له، ونطلب منه أيضا ألا نكون من ضحاياه، هذه الدعوات قد تصل إلى السماء وقد لا تصل، ومن الواضح أن هنالك في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الكثير من " البلاوي" والمصائب التي ابتلي فيها الناس في هذه الأرض "المقدسة"، والتي قد يكون الاحتلال احد ابرز مظاهرها.
من جنوب الضفة الغربية الممتد من حاجز "الكونتينر" إلى أقصى "خربة" في منطقة الظاهرية جنوب الخليل، استطاعت إسرائيل أن تحشر الناس بطريقة مهينة وممنهجة ولا إنسانية، - مئات الآلاف من البشر- ،بحيث لا يستطيعن مواطن أن يعبر هذه المنطقة إلى وسط وشمال الضفة الغربية، إلا من خلال مسلك واحد وحيد، يتمثل في معبر اللعنة المسمى " الكونتينر"، هذا المسلك الذي لا ادري كيف استطاعت أن تبتدعه دولة الاغتصاب، والذي هو في الأصل طريق شبه عسكري، كثير التعرج والمنعطفات الخطيرة، لا يصلح للاستخدام المدني، وقد كان حتى فترة قريبة لا يتسع لسيارتين إذا ما التقيتا فيه، ولا زال يشكل خطورة عالية خاصة على سيارات الشحن والسيارات الثقيلة الأخرى لشدة انحداره في الاتجاهين، ومن الواضح أن إسرائيل جعلت من الخيارات الفلسطينية في هذا المجال محدودية عالية جدا، لا بل معدومة، حيث لا مجال لإيجاد مسلك آخر، إلا بشق طريق يذهب باتجاه البحر الميت و أريحا من منطقة شرق العبيدية، والعودة من هناك إلى رام الله، وهذا غير ممكن، لأسباب كثيرة على أي حال ليس هي مجال البحث.
منذ حوالي الشهر، يضطر الذين ابتلاهم العلي القدير من أهالي جنوب الضفة للعمل أو السفر إلى رام الله يوميا أو أسبوعيا، إلى سلوك مسرب معين بعد حاجز الكونتينر بسبب الأعمال القائمة في الطريق إلى رام الله والممتد من الكونتينر إلى العيزرية، تلك الطريق التي يعرف تفاصيلها كل واحد من هؤلاء.
التحويلة التي تم توجيه الناس إلى سلوكها هكذا بشكل مفاجئ، تمر عبر ابوديس بشوارعها الضيقة والمزدحمة والمليئة بالمطبات الاصطناعية العالية، التي يبدو أن من صممها أراد "الانتقام" من البشر والسيارات، أكثر من رغبته في الحفاظ على أرواح الناس كما توحي فكرة المطبات. والحقيقة أن الأمر "يهون" فيما لو بقي متوقفا على موضوع المطبات، وضيق الشوارع والأزقة في أبو ديس.
إن من ابتلي بالسفر إلى رام الله من اجل العمل من أمثالي في هذه المدينة المكتظة، يشعر كم هي المنطقة الممتدة من حاجز "الكونتينر" مرورا بالسواحرة وأبو ديس إلى دوار المستوطنة الكريهة "معاليه ادوميم – بالمناسبة العمل مستمر في البناء في المستوطنة على عكس ما يروج له نتانياهو من كذب وتزوير، ويمكن رؤية ذلك بشكل يومي خلال الذهاب والإياب إلى رام الله-" ، يشعر ان هذه المنطقة لا علاقة لها بالقانون الذي نسمع حديثا متكررا عنه وفي كافة المناسبات.
هذه المنطقة تفتقر إلى كل شيء، حيث ما ان تبدأ بالدخول إليها حتى تشعر بأنها منطقة "فلتان" من كل الأنواع، سيارات من جميع الأشكال والألوان - لكن الغالب فورد ابيض- التي يمكن معرفة انها غير قانونية وغير مرخصة، وسواق يجوبون الشوارع بدون أدنى حدود اللياقة أو الامتثال لقوانين المرور، اختناقات مرورية بشكل "مقزز" بسبب سائق ارعن هنا،- معظم سواق هذه المركبات صغار السن- أو مركبة "مركونة" بشكل غير مناسب في هذا الزقاق المسمى شارع، لان صاحبها يسكن في المنزل المجاور أو المقابل، برغم علمه ان هذا الشارع أصبح الممر الوحيد الواصل بين جنوب الضفة ووسطها وتحول إلى شارع كثيف الحركة وان وقوف سيارته بهذا الشكل مؤذ ومعيق للآخرين، سيارات تسير بعكس اتجاه السير، وسيارات ممنوعة أحيانا من سلوك شوارع معينة. ان بإمكان سائق " ارعن" واحد ان يؤخر آلاف الناس ومئات السيارات خلفه غير آبه بهم، لأنه لا يريد ان يتحرك، أو لأنه يقف بشكل خاطئ، ولأن أحدا لا يستطيع وفي كثير من الحالات لا يجرؤ على الطلب منه ان يقوم بإزاحة سيارته.
ما يجري في تلك المنطقة التي من الواضح ان لا سيطرة لأحد عليها، حيث لا ترى فيها دوريات للشرطة الفلسطينية ولا الإسرائيلية، برغم رؤية بعض "جيبات" حرس الحدود الإسرائيلية بين فينة وأخرى، يجعل المسائل كثيرة الحرج والتعقيد، خاصة وان جميع الممارسات التي تجري فيها تدلل على ان أي إحساس بالمسؤولية معدوم لدى الكثير من هؤلاء الذين "يمتطون" السيارات القديمة ومنتهية "الصلاحية"، انها منطقة بدون شك - No- man's- land أو على الأصح
-No law's land
التحويلة التي تم تحويل خطوط السير إليها هكذا بدون سابق إنذار، والتي سوف تستمر حتى 26 أيار القادم – هذا على الأقل التاريخ المعلن-، تتسبب في تأخير "الناس" في أفضل الأحوال نصف ساعة على الأقل، - طبعا هذا عدا عن التأخير على حاجز "الكونتينر" الذي ينتصب عليه مجموعة من جنود الاحتلال، الذين يتميزون بروح عالية من العداء وعدم الاكتراث والسادية وبالتأكيد الكراهية لكل ما عربي أو فلسطيني-، وأنت إذا ما استطعت الانتقال إلى الشارع الرئيسي في العيزرية الواصل إلى دوار المستوطنة الكريهة معاليه ادوميم، فانك تصطدم من جديد بنفس الممارسات التي كانت في أبو ديس،هذا الشارع – في العيزرية-الذي لا يزيد امتداده أو طوله بكثير عن الألف من الأمتار، إلا انه يتسم بالحفر والقذارة غير المسبوقة والفوضى العارمة، وما ان تبدأ في السفر به حتى يبدأ وجع القلب الذي اعتقد بان كل من يسافر عبره يشعر بهذا. وبعد أن تنجح في التخلص منه يمكنك ان تسير على الطريق السريع – الحديث الجميل والسلس- الذي وجد في الأصل لخدمة شذاذ الآفاق من المستوطنين، وعند ذاك يمكن ان تعرف أي نظام عنصري وأي احتلال أنت ترزح تحته، دولة عنصرية من الطراز الأول.
البلاء عندما يكون بلاء من الله أو من الطبيعة أو من الاحتلال، ربما يكون مقبولا، أو يمكن تجاوزه، سواء بالضحك على الذات أو بإيجاد الحجج والذرائع، ويمكن القول عند ذاك " لا حول ولا قوة إلا بالله" أما ان تكون أنت صاحب البلاء، وأنت من تصنعه بيديك، فهذه هي المصيبة، لا اعتقد بأن أحدا، من يكون، يجبر الناس على ممارسات سيئة، وإذا كان الاحتلال يمنع الشرطة الفلسطينية من الوصول إلى أبو ديس، فان هذا الاحتلال لا يجبر الناس على عدم سلوك المسلك الجيد في قيادتهم للسيارة أو التصرف بنوع من الأخلاق والذوق الرفيع، الاحتلال لعنة والاحتلال بلاء والاحتلال كارثة، لكن الاحتلال ليس هو الشماعة التي يمكن ان نظل نضع عليها ممارستنا وبلاؤنا وكوارثنا وقلة ذوق بعضنا وعدم التزام ابسط قواعد الأخلاق.
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
من جنوب الضفة الغربية الممتد من حاجز "الكونتينر" إلى أقصى "خربة" في منطقة الظاهرية جنوب الخليل، استطاعت إسرائيل أن تحشر الناس بطريقة مهينة وممنهجة ولا إنسانية، - مئات الآلاف من البشر- ،بحيث لا يستطيعن مواطن أن يعبر هذه المنطقة إلى وسط وشمال الضفة الغربية، إلا من خلال مسلك واحد وحيد، يتمثل في معبر اللعنة المسمى " الكونتينر"، هذا المسلك الذي لا ادري كيف استطاعت أن تبتدعه دولة الاغتصاب، والذي هو في الأصل طريق شبه عسكري، كثير التعرج والمنعطفات الخطيرة، لا يصلح للاستخدام المدني، وقد كان حتى فترة قريبة لا يتسع لسيارتين إذا ما التقيتا فيه، ولا زال يشكل خطورة عالية خاصة على سيارات الشحن والسيارات الثقيلة الأخرى لشدة انحداره في الاتجاهين، ومن الواضح أن إسرائيل جعلت من الخيارات الفلسطينية في هذا المجال محدودية عالية جدا، لا بل معدومة، حيث لا مجال لإيجاد مسلك آخر، إلا بشق طريق يذهب باتجاه البحر الميت و أريحا من منطقة شرق العبيدية، والعودة من هناك إلى رام الله، وهذا غير ممكن، لأسباب كثيرة على أي حال ليس هي مجال البحث.
منذ حوالي الشهر، يضطر الذين ابتلاهم العلي القدير من أهالي جنوب الضفة للعمل أو السفر إلى رام الله يوميا أو أسبوعيا، إلى سلوك مسرب معين بعد حاجز الكونتينر بسبب الأعمال القائمة في الطريق إلى رام الله والممتد من الكونتينر إلى العيزرية، تلك الطريق التي يعرف تفاصيلها كل واحد من هؤلاء.
التحويلة التي تم توجيه الناس إلى سلوكها هكذا بشكل مفاجئ، تمر عبر ابوديس بشوارعها الضيقة والمزدحمة والمليئة بالمطبات الاصطناعية العالية، التي يبدو أن من صممها أراد "الانتقام" من البشر والسيارات، أكثر من رغبته في الحفاظ على أرواح الناس كما توحي فكرة المطبات. والحقيقة أن الأمر "يهون" فيما لو بقي متوقفا على موضوع المطبات، وضيق الشوارع والأزقة في أبو ديس.
إن من ابتلي بالسفر إلى رام الله من اجل العمل من أمثالي في هذه المدينة المكتظة، يشعر كم هي المنطقة الممتدة من حاجز "الكونتينر" مرورا بالسواحرة وأبو ديس إلى دوار المستوطنة الكريهة "معاليه ادوميم – بالمناسبة العمل مستمر في البناء في المستوطنة على عكس ما يروج له نتانياهو من كذب وتزوير، ويمكن رؤية ذلك بشكل يومي خلال الذهاب والإياب إلى رام الله-" ، يشعر ان هذه المنطقة لا علاقة لها بالقانون الذي نسمع حديثا متكررا عنه وفي كافة المناسبات.
هذه المنطقة تفتقر إلى كل شيء، حيث ما ان تبدأ بالدخول إليها حتى تشعر بأنها منطقة "فلتان" من كل الأنواع، سيارات من جميع الأشكال والألوان - لكن الغالب فورد ابيض- التي يمكن معرفة انها غير قانونية وغير مرخصة، وسواق يجوبون الشوارع بدون أدنى حدود اللياقة أو الامتثال لقوانين المرور، اختناقات مرورية بشكل "مقزز" بسبب سائق ارعن هنا،- معظم سواق هذه المركبات صغار السن- أو مركبة "مركونة" بشكل غير مناسب في هذا الزقاق المسمى شارع، لان صاحبها يسكن في المنزل المجاور أو المقابل، برغم علمه ان هذا الشارع أصبح الممر الوحيد الواصل بين جنوب الضفة ووسطها وتحول إلى شارع كثيف الحركة وان وقوف سيارته بهذا الشكل مؤذ ومعيق للآخرين، سيارات تسير بعكس اتجاه السير، وسيارات ممنوعة أحيانا من سلوك شوارع معينة. ان بإمكان سائق " ارعن" واحد ان يؤخر آلاف الناس ومئات السيارات خلفه غير آبه بهم، لأنه لا يريد ان يتحرك، أو لأنه يقف بشكل خاطئ، ولأن أحدا لا يستطيع وفي كثير من الحالات لا يجرؤ على الطلب منه ان يقوم بإزاحة سيارته.
ما يجري في تلك المنطقة التي من الواضح ان لا سيطرة لأحد عليها، حيث لا ترى فيها دوريات للشرطة الفلسطينية ولا الإسرائيلية، برغم رؤية بعض "جيبات" حرس الحدود الإسرائيلية بين فينة وأخرى، يجعل المسائل كثيرة الحرج والتعقيد، خاصة وان جميع الممارسات التي تجري فيها تدلل على ان أي إحساس بالمسؤولية معدوم لدى الكثير من هؤلاء الذين "يمتطون" السيارات القديمة ومنتهية "الصلاحية"، انها منطقة بدون شك - No- man's- land أو على الأصح
-No law's land
التحويلة التي تم تحويل خطوط السير إليها هكذا بدون سابق إنذار، والتي سوف تستمر حتى 26 أيار القادم – هذا على الأقل التاريخ المعلن-، تتسبب في تأخير "الناس" في أفضل الأحوال نصف ساعة على الأقل، - طبعا هذا عدا عن التأخير على حاجز "الكونتينر" الذي ينتصب عليه مجموعة من جنود الاحتلال، الذين يتميزون بروح عالية من العداء وعدم الاكتراث والسادية وبالتأكيد الكراهية لكل ما عربي أو فلسطيني-، وأنت إذا ما استطعت الانتقال إلى الشارع الرئيسي في العيزرية الواصل إلى دوار المستوطنة الكريهة معاليه ادوميم، فانك تصطدم من جديد بنفس الممارسات التي كانت في أبو ديس،هذا الشارع – في العيزرية-الذي لا يزيد امتداده أو طوله بكثير عن الألف من الأمتار، إلا انه يتسم بالحفر والقذارة غير المسبوقة والفوضى العارمة، وما ان تبدأ في السفر به حتى يبدأ وجع القلب الذي اعتقد بان كل من يسافر عبره يشعر بهذا. وبعد أن تنجح في التخلص منه يمكنك ان تسير على الطريق السريع – الحديث الجميل والسلس- الذي وجد في الأصل لخدمة شذاذ الآفاق من المستوطنين، وعند ذاك يمكن ان تعرف أي نظام عنصري وأي احتلال أنت ترزح تحته، دولة عنصرية من الطراز الأول.
البلاء عندما يكون بلاء من الله أو من الطبيعة أو من الاحتلال، ربما يكون مقبولا، أو يمكن تجاوزه، سواء بالضحك على الذات أو بإيجاد الحجج والذرائع، ويمكن القول عند ذاك " لا حول ولا قوة إلا بالله" أما ان تكون أنت صاحب البلاء، وأنت من تصنعه بيديك، فهذه هي المصيبة، لا اعتقد بأن أحدا، من يكون، يجبر الناس على ممارسات سيئة، وإذا كان الاحتلال يمنع الشرطة الفلسطينية من الوصول إلى أبو ديس، فان هذا الاحتلال لا يجبر الناس على عدم سلوك المسلك الجيد في قيادتهم للسيارة أو التصرف بنوع من الأخلاق والذوق الرفيع، الاحتلال لعنة والاحتلال بلاء والاحتلال كارثة، لكن الاحتلال ليس هو الشماعة التي يمكن ان نظل نضع عليها ممارستنا وبلاؤنا وكوارثنا وقلة ذوق بعضنا وعدم التزام ابسط قواعد الأخلاق.
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر