الفنان التشكيلي الفلسطيني (سمير محمد ظاهر) من مواليد مخيم جباليا 1960، ينتمي للجيل الخامس في الحركة الفنية التشكيلية الفلسطينية، حاصل على العديد من الدورات التشكيلية التخصصية، لاسيما التصوير بأنواعه التقنية، يعمل رساما في دائرة التثقيف الصحي بالقطاع، مشارك في العديد من المعارض الجماعية داخل فلسطين وخارجها.
لوحاته مشدودة على الدوام لذاكرة المكان الفلسطيني بجميع أطيافه الطبقية ومكوناته البيئية والاجتماعية الحاضنة، والممتدة بامتداد الوطن الفلسطيني وجغرافيته المفتوحة على متواليات الزمن المتعاقب، وأروقة التاريخ الحافلة بالأوابد والمعالم الحضارية وبحركة الشعب العربي الفلسطيني الملتصق بالأرض والمقاومة والعمل. له فيها من كل فصل وجودي واجتماعي محطة سرد بصري وتذكار، يُعطي للمواطنة الفلسطينية حقها الوصفي في العديد من أعماله.
تارة نراه يمجد الأرض والفلاحين في مصوراته، ويبرز مفاتن الطبيعة الفلسطينية الخلوية على طريقته التصويرية الخاصة، وتارة أُخرى يدون مشاهدَ للأسواق المحلية الفلسطينية والمعالم الخدمية اليومية الطافحة بحركة الناس وتبيان سبل تعاملهم اليومي، وفي كثير من الأحوال تبرز الجانب التراثي في ألبستهم ومعتقداتهم وطقوسهم الاجتماعية من حزن وفرح وسواه. ترسم معالم صورة فريدة لمجتمع فلسطيني فريد أيضا. يُضمنها في مشاهد متنوعة، ومستلهمة من حصاد حقول القمح التي يُبرز فيها مشاركة الذكر والأنثى في هذه المعادلة التكاملية.
وكذلك الأمر بالنسبة لصناعة الخبز المنزلي في الموقد المسمى (الفرنية)، التي تجد لها في لوحاته فسحة طيبة لتأليف بصري، وأعمال تصويرية مكشوفة على يوميات انتفاضات شعبنا العربي الفلسطيني المتعددة، المتناسلة من ما عُرف باسم (ثورة الحجارة) وتصوير بصري لأطفالها الأبطال الرجال، و المسجد الأقصى على وجه التحديد، تستعير شخوصاً من الذاكرة الوطنية الفلسطينية الأطفال (فارس عودة، محمد الدرة) وسواهم، ومن رماة الحجارة بعضاً من ملامح الأمل ورمزية الإصرار على التحدي وخوض المعركة مع العدو الصهيوني الغاصب.
لوحاته متناسلة من الاتجاهات الواقعية التعبيرية، تجوب أحضان القصيدة البصرية بملونات مستعارة من دائرة الألوان الرئيسة في شقَّيها (الأساسي والمحايد)، يُدرجها الفنان في تقاسيم بصرية مشمولة بخبرة وحرفية متصاعدة ما بين مرحلة تعبيرية وأخرى، وتدل على مقدرته الذاتية في تطويع أدواته ومناهل أفكاره ورؤاه البصرية في معادلة لونية متجانسة، في حدتها اللونية وحساسيتها المرئية في عين المتلقي وعقله، وأشبه بباقة مؤتلفة من تدريجات الأحمر والأصفر والأزرق، ومتممات الأسود وفضاء الأبيض.
البنية التشكيلية لعموم لوحاته، متوالدة من الاتجاهات المدرسية التعبيرية، يصوغها الفنان في مراحل تقنية متعاقبة، منذ ولادة الفكرة ولمعتها في مناطق وعيه الذاتي، ولحظته الانفعالية بالحدث والرغبة الجامحة لرسم مكنونات النفس والهوى الشخصي وتصويره ، واندماجها الطوعي في الهم الفلسطيني ويومياته المقاومة، تستقوي في مفرداتها وعناصرها البينية المؤتلفة من واقع المخيمات والمدن الفلسطينية المقاومة، تستحضر الشعب العربي الفلسطيني بجميع فئاته، من الأطفال واليافعين والشباب والنساء والرجال والشيوخ.
فيها استعارة رمزية ودلاله بصرية موحية ومعبرة عن وحدة الشعب، ووحدة المقاومة الشعبية الفلسطينية العارمة التي كانت (انتفاضة الحجارة والأقصى) أبهى صورها، تسرد قصص البطولة والمواجهة والفداء، مؤتلفة في مجاميع بشرية ككتل شكلية مرصوفة في مقدمات اللوحات، وخلفياتها المشرعة على زرقة السماء وزخرفة الأبنية والمعالم والتاريخية الحضارية الحاضنة في مستويات الرؤية البصرية المتعددة، تُشير إلى خصوصية الفنان في رؤيته البصرية وطريقته في معالجته التقنية لمفرداته وعناصره المتداعية فوق سطوح خاماته.
بيت المقدس وأكناف بيت المقدس هي الأكثر تواجداً في لوحاته، تارة يضمنها مفهوم الثورة المتجلية برمزية الحصان الجامح والثائر، في مقدمة اللوحة ، والمسجد الأقصى وقبة الصخرة والكعبة المشرفة في خلفيتها المرئية في عمق اللوحة، محمولة بتناص بصري لقدسية الأمكنة في الذاكرة العربية والإسلامية، وطبيعة العلاقة الجدلية للوجود والمعتقد والمتجلية بسورة الإسراء في القرآن الكريم. وتورية مقصودة لطبيعة المعركة مع جبهة الأعداء وأهمية المسجد الأقصى ومكانته في ذاكرة الفلسطينيين ومناطق وجودهم ووعيهم، مصحوبة بيوميات انتفاضة الأقصى وتجلياتها الكفاحية في كثير من الأحوال. صور بصرية تُمجد المقاومة والفلسطيني بأن معاً، وتؤكد على جدلية حرب الوجود والبقاء مع هذا العدو الصهيوني البغيض.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر