وأنت تتجه صوب دارفور تتخيل – حسب ما يبثه الاعلام الغربي – أنك ذاهب الى الجحيم ، حيث العرب يبيدون الأفارقة ، تماما كما حصل في المستعمرات البريطانية السابقة عندما أقدم الأبيض الغازي على ابادة صاحب الأرض الهندي الأحمر وحل محله 0
انطلقت بنا احدى الطائرات التى تعمل على الخطوط الداخلية من مطار الخرطوم ترافقها طائرتان عسكريتان وما هي الا ساعة ونصف حتى هبطت في مطار الفاشر الدولي وهي عاصمة ولاية شمال دارفور ، وكانت درجة الحرارة آنذاك 25 مئوية 0
كانت الطائرة تقل أعضاء في وفود المانحين العرب ، وقد استقبلنا أهالي الفاشر مواطنين ونازحين بطريقة تعبر عن واقع الحال المعاش وكان استقبالا رسميا وشعبيا ، حيث اصطف كافة المسؤولين في حكومة الفاشر على أرض المطار ، وصافحونا واحدا تلو الآخر والابتسامة لا تفارق ثغورهم 0
كان مطار الفاشر يعج بطائرات الأمم المتحدة وطائرات تخص المنظمات الغربية العاملة هناك ، وبعض الطائرات التى تعود للحكومة السودانية .
تحركنا من المطار في حافلات متعددة الأشكال والأحجام ترافقنا قوات امنية سودانية كانت حريصة على عدم توقف أي حافلة ونزول أي كان منها ، الأمر الذي أربكنا كاعلاميين لأننا لم نتمكن من الاحتكاك بالنازحين ا0
المشهد برمته في مدينة الفاشر يعج بالمؤشرات الجيو-سياسية فما ان خرجنا من المطارحتى واجهتنا حامية الفاشر ، ومقر قيادة القوات الأفريقية ومستشفى ومقر المساعدات الألمانية ومصانع الطوب التى تعمل فيها النساء رغم صعوبة هذا النوع من العمل لكننا عرفنا فيما بعد أن طاقة المرأة الدارفورية تصلح لكل عمل مهما كان شاقا فهي ليست ككل النساء 0
واضافة الى هذا المشهد ، كانت قطعان الأبقار والماشية تجوب الصحراء القاحلة ، ما ذكرنا بسبب الصراع المعلن وهو بين الرعاة والمزارعين ، كان مشهدا قاسيا بامتياز اناس بائسون ومواشي جائعة وصحراء قاحلة 0
تابعنا سيرنا المدعم بقوات الأمن السودانية و مررنا على ماسورة مياة انفجرت وتم اصلاحها وشاهدنا رجالا يركبون الجمال ، ورجلين او ثلاثة يركبون الجياد ظننا هم من الجنجويد ، لكننا اكتشفنا أن هؤلاء ليسوا موجودين على أرض الصراع أو على الأقل بصورة مرئية
، وتأكدنا أن الجانب الرسمي السوداني لا يحبذ الحديث أو السؤال عنهم 0
ما زلنا في أحياء مدينة الفاشر حيث سوق المواشي ، وكما هو معروف فان لحوم دارفور تعد من أطيب أنواع اللحوم ، ناهيك عن أسعار المواشي الرخيصة ، واشتهارها بصناعة الجلود ، وكان هناك أيضا شاحنات محملة بالبضائع من الخرطوم الى شمال درافور 0
مررنا بجانب مسجد خاتم الأنبياء ، وهو بيت من الطوب ، وعندما دخلنا حي الثورة شمال و يجاوره حي الثورة جنوب ، وتتكون البيوت بمجملها من طوب بدائي وبيوت القطيات المصنوعة من القصب وكلها آيلة للسقوط شانها شان المدارس التى مررنا بها وتأسست عام 1975 وكذلك مقر اليونسيف0
تابعنا سيرنا ومررنا ببحيرة الفاشر التى تتكون مما تجود به السماء على الفاشر في فصل الشتاء و دخلنا سوق الفاشر الكبير الذي يضم بنوكا وشركات طيران ومكاتب دولية ، وكانت المنطقة ترابية تعج بحركة سيارات مهولة ، لم تستو فيها المعادلة ، اذ أن السيارات حديثة والشوارع ترابية0
خرجنا من مدينة الفاشر العاصمة لندخل معسكرا للنازحين ، وكانت بيوته من القطيات المصنوعة من القصب ، وكل بيت له ( حديقة ) صحراوية مسيجة بالبوص وحجم هذه الغرف اما 4×4 أو 4× 3 أو 3×3 أو 3×5 مترا مربعا 0
كانت الصورة في المعسكر تعج بلون واحد وهوالبوؤس فالنازحون ينظرون الينا بنظرات تعجز كل قواميس اللغات عن تفسيرها مع أن كل شىء واضح شاهدناهم يعبئون جالوناتهم بالمياه الملوثة ، ومع هذا كان الأطفال يرحبون بنا ن وكانت اعيننا ترصد واقع الحال المرير ، حيث الحمامات المنفصلة عن القطيات القصبية وهي حفر امتصاصية وبعد معسكر الفاشر ، دخلنا معسكر أبوجا الذي يضم بيوت البوصيه وشاهدنا مقرات بعض المنظمات الدولية التى توزع الغذاء كما شاهدنا آبار مياة بدا من منظرها أنها تعج بالتلوث ، وكان رفيقنا الصحراوي نبات يطلق عليه اسم " العشر " وهو نبات متطفل ورقه عريض وثمره كبير لكنه لا يؤكل ، بل يستخدم علاجا لبعض الأمراض الناجمة عن الرطوبة كالروماتيزم 0
كان طريقنا صحراويا طويلا موحشا رغم الحراك و كان أشبه ما يكون بطريق تحقيق السلام في السودان ، ذلك أنه ومثلما تكالبت افرازات الطبيعة على دارفور من جفاف وحرمان فان الأعداء والمتربصين تكالبوا على السودان لتقسيمه ومنعه من احياء طريق حرير ثاني 0
صحراء قاحلة لا يجاورها سوى نبات العشر البري 0 وأطفال المدارس يصطفون على جانبي الطريق الترابي ، وتسمي الفاشر بفاشر السلطان نسبة الى السلطان علي دينار الذي يعد من أشهر قادة الثورة المهدية التي قادها أحمد المهدي ضد الانجليز ومن أحفاده الصادق المعدي امام الأنصار وزعيم حزب الأمة ، دخلنا مقر الأمانة العاصمة لحكومة الفاشر وكان جمع غفير من المواطنين والنازحين في استقبالنا 0
كان تلاميذ وتلميذات المدارس يحملون يافطات تدين قيام منظمة فرنسية بخطف أطفال دارفور ، وكانوا يهتفون :" نحن الأطفال مستقبل الأمة ، لا لاختطاف الأطفال ، خطف الأطفال عمل اجرامي ندينه ، لا للحرب نعم للسلام "
رحب بنا والي شمال دارفور بكلمة موجزة جاء فيها أن : هذا التجمع يمثل النازحين جاؤوا لاستقبالكم ، وأن الأطفال يمثلون أطفال دارفور. وأشاد بدعم العرب لدارفور متعهدا باعادتها الى سيرتها الأولى0
ورحبت بنا فتاة تمثل طفال دارفور وتحدثت عن الأطفال واوضاعهم البائسة ، وأضافت بحرقة : اتركونا نعيش أعزاء0000 لاتبكي يادارفور 000 الله موجود ونحن موجودون "
وتحدث ممثل العمد في المعسكرات العمدة آدم عبد الله عن واقع الحال في دارفور عموما في المعسكرات بوجه خاص ، كما تحدث عثمان حسن صالح ممثل الشباب في المعسكرات عن أوضاعهم ومعاناتهم مؤكدا الرغبة القوية في العودة الطوعية التى بدأت مؤخرا بمساعدة الجمعيات الخيرية ، موضحا أن 4200 نازحا عادوا مؤخرا 0
وقال أن دارفور بحاجة الى مدارس ورياض أطفال وآبار مياه نقية وخدمات طبية ، مضيفا أن امكانيات الولاية لا تكفي " ونطلب من العرب التعاون مع حكومة شمال درافور "0
ومن جهته بين ممثل العائدين الى قراهم الحاجة الماسة كذلك الى المياه والعليم والخدمات الطبية والمدارس والمساجد والقرى النموذجية ، وبدوها دغدغت وزيرة التعاون الدولي في الحكومة المصرية رئيسة الوفد الدكتورة فايزة أبو النجا مشاعر الدارفوريين البؤساء بقولها :" لن تكونوا وحدكم 00 نعدكم بزيادة الدعم ."، ووعدت باسم العرب بتقديم كل دعم لدارفور " تبعها على نفس الوتيرة وزير الهلال الأحمر السوري 0 لفت انتباهي شعار النازحين الذي يقول :" الدار لما دارك أرنب يأكل عيالك ) 0 وعندما سألت عن معنى هذا الشعار تبين أنه يعني ( عندما تكون غريبا ، فان الأرنب الضعيف يجرؤ عليك0
غادرنا دار الولاية الى دار الوالي وكانت تبعد كيلو مترا واحدا ومساحتها شاسعة وفيها نحو عشرة غزلان ظباء 0
استقبلنا الأهالي استقبالا حافلا وكان المواطنون والنازحون يرقصون ويغنون والنساء يرقصن ويزغردن وكأننا في عرس ، وبالفعل كا ن اهالي دارفور يتصورن أن مجىء العرب اليهم انما يشبه العرس ، وربما كانت فرحة الدارفوريات مضاعفة حين رأين امراة عربية بيضاء تقود الوفد العربي الى دارفور 0 وبينما كنت منشدها في هذا الجو الاحتفالي اقترب أحدهم عرف عن نفسه بانه الفاتح عبد العزيز عبد النبي ، وقال لي بنبرة تحدي : أعطيك جائزة ان قلت لي من هو العربي ومن هو الأفريقي هنا ! فقلت له وكيف لي أن أفرق كلكم نفس السحنة ! فسر مما سمع وقال أنا أفريقي لكنني لا أختلف عن العربي فكلنا دارفوريون سودانيون والصراع هنا ليس أفريقيا عربيا 0
أهالي دارفور فقراء ، لكنهم كرماء فالوالي عثمان محمد يوسف كان أولم للوفد الكبير بما لذ وطاب من الأطعمة وفي مقدمتها العصيدة المكونة من الصلصة والدخن ، وكذلك اللحوم بكافة
اشكالها وطرق طهوها والحلويات ، وفي نهاية المطاف قام الوالي بتقديم هدايا رمزية لرؤساء الوفود عبارة عن أحذية ومشغولات يدوية من القش ، وغادرنا دون أن نسمع رصاصة واحدة أو نرى قتيلا واحدا او احدا من الجنجويد، وكأن دارفور بالفعل بدأت تعود الى سيرتها الأولى !!
ملحوظة : هذه الرحلة تمت قبل عام.
انطلقت بنا احدى الطائرات التى تعمل على الخطوط الداخلية من مطار الخرطوم ترافقها طائرتان عسكريتان وما هي الا ساعة ونصف حتى هبطت في مطار الفاشر الدولي وهي عاصمة ولاية شمال دارفور ، وكانت درجة الحرارة آنذاك 25 مئوية 0
كانت الطائرة تقل أعضاء في وفود المانحين العرب ، وقد استقبلنا أهالي الفاشر مواطنين ونازحين بطريقة تعبر عن واقع الحال المعاش وكان استقبالا رسميا وشعبيا ، حيث اصطف كافة المسؤولين في حكومة الفاشر على أرض المطار ، وصافحونا واحدا تلو الآخر والابتسامة لا تفارق ثغورهم 0
كان مطار الفاشر يعج بطائرات الأمم المتحدة وطائرات تخص المنظمات الغربية العاملة هناك ، وبعض الطائرات التى تعود للحكومة السودانية .
تحركنا من المطار في حافلات متعددة الأشكال والأحجام ترافقنا قوات امنية سودانية كانت حريصة على عدم توقف أي حافلة ونزول أي كان منها ، الأمر الذي أربكنا كاعلاميين لأننا لم نتمكن من الاحتكاك بالنازحين ا0
المشهد برمته في مدينة الفاشر يعج بالمؤشرات الجيو-سياسية فما ان خرجنا من المطارحتى واجهتنا حامية الفاشر ، ومقر قيادة القوات الأفريقية ومستشفى ومقر المساعدات الألمانية ومصانع الطوب التى تعمل فيها النساء رغم صعوبة هذا النوع من العمل لكننا عرفنا فيما بعد أن طاقة المرأة الدارفورية تصلح لكل عمل مهما كان شاقا فهي ليست ككل النساء 0
واضافة الى هذا المشهد ، كانت قطعان الأبقار والماشية تجوب الصحراء القاحلة ، ما ذكرنا بسبب الصراع المعلن وهو بين الرعاة والمزارعين ، كان مشهدا قاسيا بامتياز اناس بائسون ومواشي جائعة وصحراء قاحلة 0
تابعنا سيرنا المدعم بقوات الأمن السودانية و مررنا على ماسورة مياة انفجرت وتم اصلاحها وشاهدنا رجالا يركبون الجمال ، ورجلين او ثلاثة يركبون الجياد ظننا هم من الجنجويد ، لكننا اكتشفنا أن هؤلاء ليسوا موجودين على أرض الصراع أو على الأقل بصورة مرئية
، وتأكدنا أن الجانب الرسمي السوداني لا يحبذ الحديث أو السؤال عنهم 0
ما زلنا في أحياء مدينة الفاشر حيث سوق المواشي ، وكما هو معروف فان لحوم دارفور تعد من أطيب أنواع اللحوم ، ناهيك عن أسعار المواشي الرخيصة ، واشتهارها بصناعة الجلود ، وكان هناك أيضا شاحنات محملة بالبضائع من الخرطوم الى شمال درافور 0
مررنا بجانب مسجد خاتم الأنبياء ، وهو بيت من الطوب ، وعندما دخلنا حي الثورة شمال و يجاوره حي الثورة جنوب ، وتتكون البيوت بمجملها من طوب بدائي وبيوت القطيات المصنوعة من القصب وكلها آيلة للسقوط شانها شان المدارس التى مررنا بها وتأسست عام 1975 وكذلك مقر اليونسيف0
تابعنا سيرنا ومررنا ببحيرة الفاشر التى تتكون مما تجود به السماء على الفاشر في فصل الشتاء و دخلنا سوق الفاشر الكبير الذي يضم بنوكا وشركات طيران ومكاتب دولية ، وكانت المنطقة ترابية تعج بحركة سيارات مهولة ، لم تستو فيها المعادلة ، اذ أن السيارات حديثة والشوارع ترابية0
خرجنا من مدينة الفاشر العاصمة لندخل معسكرا للنازحين ، وكانت بيوته من القطيات المصنوعة من القصب ، وكل بيت له ( حديقة ) صحراوية مسيجة بالبوص وحجم هذه الغرف اما 4×4 أو 4× 3 أو 3×3 أو 3×5 مترا مربعا 0
كانت الصورة في المعسكر تعج بلون واحد وهوالبوؤس فالنازحون ينظرون الينا بنظرات تعجز كل قواميس اللغات عن تفسيرها مع أن كل شىء واضح شاهدناهم يعبئون جالوناتهم بالمياه الملوثة ، ومع هذا كان الأطفال يرحبون بنا ن وكانت اعيننا ترصد واقع الحال المرير ، حيث الحمامات المنفصلة عن القطيات القصبية وهي حفر امتصاصية وبعد معسكر الفاشر ، دخلنا معسكر أبوجا الذي يضم بيوت البوصيه وشاهدنا مقرات بعض المنظمات الدولية التى توزع الغذاء كما شاهدنا آبار مياة بدا من منظرها أنها تعج بالتلوث ، وكان رفيقنا الصحراوي نبات يطلق عليه اسم " العشر " وهو نبات متطفل ورقه عريض وثمره كبير لكنه لا يؤكل ، بل يستخدم علاجا لبعض الأمراض الناجمة عن الرطوبة كالروماتيزم 0
كان طريقنا صحراويا طويلا موحشا رغم الحراك و كان أشبه ما يكون بطريق تحقيق السلام في السودان ، ذلك أنه ومثلما تكالبت افرازات الطبيعة على دارفور من جفاف وحرمان فان الأعداء والمتربصين تكالبوا على السودان لتقسيمه ومنعه من احياء طريق حرير ثاني 0
صحراء قاحلة لا يجاورها سوى نبات العشر البري 0 وأطفال المدارس يصطفون على جانبي الطريق الترابي ، وتسمي الفاشر بفاشر السلطان نسبة الى السلطان علي دينار الذي يعد من أشهر قادة الثورة المهدية التي قادها أحمد المهدي ضد الانجليز ومن أحفاده الصادق المعدي امام الأنصار وزعيم حزب الأمة ، دخلنا مقر الأمانة العاصمة لحكومة الفاشر وكان جمع غفير من المواطنين والنازحين في استقبالنا 0
كان تلاميذ وتلميذات المدارس يحملون يافطات تدين قيام منظمة فرنسية بخطف أطفال دارفور ، وكانوا يهتفون :" نحن الأطفال مستقبل الأمة ، لا لاختطاف الأطفال ، خطف الأطفال عمل اجرامي ندينه ، لا للحرب نعم للسلام "
رحب بنا والي شمال دارفور بكلمة موجزة جاء فيها أن : هذا التجمع يمثل النازحين جاؤوا لاستقبالكم ، وأن الأطفال يمثلون أطفال دارفور. وأشاد بدعم العرب لدارفور متعهدا باعادتها الى سيرتها الأولى0
ورحبت بنا فتاة تمثل طفال دارفور وتحدثت عن الأطفال واوضاعهم البائسة ، وأضافت بحرقة : اتركونا نعيش أعزاء0000 لاتبكي يادارفور 000 الله موجود ونحن موجودون "
وتحدث ممثل العمد في المعسكرات العمدة آدم عبد الله عن واقع الحال في دارفور عموما في المعسكرات بوجه خاص ، كما تحدث عثمان حسن صالح ممثل الشباب في المعسكرات عن أوضاعهم ومعاناتهم مؤكدا الرغبة القوية في العودة الطوعية التى بدأت مؤخرا بمساعدة الجمعيات الخيرية ، موضحا أن 4200 نازحا عادوا مؤخرا 0
وقال أن دارفور بحاجة الى مدارس ورياض أطفال وآبار مياه نقية وخدمات طبية ، مضيفا أن امكانيات الولاية لا تكفي " ونطلب من العرب التعاون مع حكومة شمال درافور "0
ومن جهته بين ممثل العائدين الى قراهم الحاجة الماسة كذلك الى المياه والعليم والخدمات الطبية والمدارس والمساجد والقرى النموذجية ، وبدوها دغدغت وزيرة التعاون الدولي في الحكومة المصرية رئيسة الوفد الدكتورة فايزة أبو النجا مشاعر الدارفوريين البؤساء بقولها :" لن تكونوا وحدكم 00 نعدكم بزيادة الدعم ."، ووعدت باسم العرب بتقديم كل دعم لدارفور " تبعها على نفس الوتيرة وزير الهلال الأحمر السوري 0 لفت انتباهي شعار النازحين الذي يقول :" الدار لما دارك أرنب يأكل عيالك ) 0 وعندما سألت عن معنى هذا الشعار تبين أنه يعني ( عندما تكون غريبا ، فان الأرنب الضعيف يجرؤ عليك0
غادرنا دار الولاية الى دار الوالي وكانت تبعد كيلو مترا واحدا ومساحتها شاسعة وفيها نحو عشرة غزلان ظباء 0
استقبلنا الأهالي استقبالا حافلا وكان المواطنون والنازحون يرقصون ويغنون والنساء يرقصن ويزغردن وكأننا في عرس ، وبالفعل كا ن اهالي دارفور يتصورن أن مجىء العرب اليهم انما يشبه العرس ، وربما كانت فرحة الدارفوريات مضاعفة حين رأين امراة عربية بيضاء تقود الوفد العربي الى دارفور 0 وبينما كنت منشدها في هذا الجو الاحتفالي اقترب أحدهم عرف عن نفسه بانه الفاتح عبد العزيز عبد النبي ، وقال لي بنبرة تحدي : أعطيك جائزة ان قلت لي من هو العربي ومن هو الأفريقي هنا ! فقلت له وكيف لي أن أفرق كلكم نفس السحنة ! فسر مما سمع وقال أنا أفريقي لكنني لا أختلف عن العربي فكلنا دارفوريون سودانيون والصراع هنا ليس أفريقيا عربيا 0
أهالي دارفور فقراء ، لكنهم كرماء فالوالي عثمان محمد يوسف كان أولم للوفد الكبير بما لذ وطاب من الأطعمة وفي مقدمتها العصيدة المكونة من الصلصة والدخن ، وكذلك اللحوم بكافة
اشكالها وطرق طهوها والحلويات ، وفي نهاية المطاف قام الوالي بتقديم هدايا رمزية لرؤساء الوفود عبارة عن أحذية ومشغولات يدوية من القش ، وغادرنا دون أن نسمع رصاصة واحدة أو نرى قتيلا واحدا او احدا من الجنجويد، وكأن دارفور بالفعل بدأت تعود الى سيرتها الأولى !!
ملحوظة : هذه الرحلة تمت قبل عام.
دارفور – أسعد العزوني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر