* صلاح منصور / أبو السوس - شيكاغو (الولايات المتحدة الأمريكية)
بعد الكثير من البحث على شبكة الانترنت، وجدتُ أن الإسرائيليين يقدمون أكثرَ الإجاباتِ صراحةًً لهذا السؤال، خاصةً الزعماء الإسرائيليين الذين يتسابقون على قمع الفلسطينيين. قبل عدة سنوات قرأت ما كتبه موشي ديان (وزير دفاع إسرائيلي سابق) تأبيناً لصديقٍ له قتله فلسطينيٌّ في أحد الكيبوتسات الموجودة في جنوب إسرائيل عام 1955:
صور نادرة لقرية الفالوجة المغتصبة (محافظة غزة) أُخذت بعد الاحتلال الصهيوني مباشرةً في آذار-1949، وتظهر مدرسة القرية في خلفية الصورة
بعد الكثير من البحث على شبكة الانترنت، وجدتُ أن الإسرائيليين يقدمون أكثرَ الإجاباتِ صراحةًً لهذا السؤال، خاصةً الزعماء الإسرائيليين الذين يتسابقون على قمع الفلسطينيين. قبل عدة سنوات قرأت ما كتبه موشي ديان (وزير دفاع إسرائيلي سابق) تأبيناً لصديقٍ له قتله فلسطينيٌّ في أحد الكيبوتسات الموجودة في جنوب إسرائيل عام 1955:
'في هذا اليوم يجب علينا أن لا نوجه أصابع الاتهام للقتلة. أنا أقول: ما هي أعذارنا لمُسببات هذه الكراهية الشرسة ضدّنا؟ لقد مضت ثماني سنين وهم في مخيمات غزة وأمام أعينهم نفلح أراضيهم التي سكنها أجدادهم. علينا أن نطلب دم هذا الإسرائيلي ليس من العرب الذين قتلوه ولكن من أنفسنا..... اليوم يجب أن يكون يوم الحساب: نحن جيلٌ من المستوطنين، ومن دون الخوذة الفولاذية والمدفع، لن نكون قادرين على زرع شجرة أو بناء منزل.... دعونا لا نخشى الكراهية التي تستهلك حياة مئات الآلاف من العرب الفلسطينيين الموجودين حولنا والذين ينتظرون لحظة الانتقام.' (الجدار الحديدي، صفحة 101).
وبطريقة مماثلة أجاب وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك عندما سُئل سؤالاً مُشابهاً:
'لو كنتُ فلسطينياً في سن الرشد، لوجدت أنه من المنطقي في نهاية المطاف الانضمام لإحدى المنظمات الإرهابية'. (مقابلة مع جدعون ليفي في آذار 1998).
يؤمن الأمريكيون إيماناً قاطعاً بحق الدفاع عن النفس، وهذا بالنسبة لهم حق مقدس ونصّه واضحٌ في الدستور. فكأمريكي أعيش في شيكاغو يحق لي الدفاع عن بيتي وعائلتي حتى ولو أدى ذلك إلى جرح أو قتل المعتدي. لكن هذا الحق يسقط إذا دافعت عن بيتي المغتصب في فلسطين مما يجعلني 'إرهابياً' بنظر الكثيرين في العالم الغربي. هنا تجب الإشارة إلى أنه عندما يقوم الفلسطينيون في غزةَ الصمود بقصف جنوب إسرائيل بالصواريخ، فإنهم يقصفون قراهم ومدنهم التي اغتصبها يهودٌ هاجروا حديثاً بسبب معاداة أوروبا للسامية أو بسبب المحرقة النازية التي حلت بيهود أوروبا.
بعد قراءتي السيرة الذاتية للكثير من الزعماء الإسرائيليين وجدتُ أن هناك الكثير من التعاطف والتفهم المُستتر لتجربة الشعب الفلسطيني. هذا التفهم دليلٌ بأن هذا الصراع ليس فقط صراع استعماري على الأرض الفلسطينية، وإنما هو أيضاً صراعٌ على الهوية المرتبطة بالأرض. فمُعظم الإسرائيليين واليهود يعلمون في قرارة أنفسهم أن الرواية الصهيونية هي رواية كاذبة، ولكن لأن وجود إسرائيل كان مشروطاً باغتصاب الحقوق الوطنية والمدنية للشعب الفلسطيني، وجد الكثير من قادتهم أنه من الضروري الاستمرار بشكلٍ ممنهج ومتواصل في حرمان الفلسطينيين من حقوقهم الوطنية. فشعور الإسرائيليين بانعدام الأمان يتزايد كلما يتشبث الفلسطينيون بهويتهم، خاصةً من خلال مقاومة الاحتلال الإسرائيلي وتمسكهم بحق العودة. فترسيخ الفلسطينيين لهويتهم المرتبطة بالأرض المغتصبة هو أكبر خطر على المخطط الصهيوني لأنه يقول للصهيوني إن هذا الصراع صراع أجيال ولن يُحسم بمعركة أو اثنتين.
فرحتنا فقط بعودتنا إن شاء الله.
صور نادرة لقرية الفالوجة المغتصبة (محافظة غزة) أُخذت بعد الاحتلال الصهيوني مباشرةً في آذار-1949، وتظهر مدرسة القرية في خلفية الصورة
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
» مبارزة شعرية .......
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
» أتثائب... عبلة درويش
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918