في صباح كل ثلاثاء تزدحم السوق بالناس، وهي عبارة عن مساحة من الارض المسطحة تقع تحديدا في جنوب القطاع، بجوار احد الطرق الرئيسة في المدينة، مئات من السيارات الخردة المستهلكة تتراص بجوار بعضها البعض شاحنات ايضا ودراجات بخارية، يلفت النظر هنا ماركات السيارات القديمة،في هذا الجانب من السوق تقف سيارة "فولكس فاجن" المانية الصنع بجوار سيارة "مرسيدس بنز 190" تشقق زجاجها الامامي، في الجهة المقابلة تقف سيارة" بيجو" وبجوراها سيارة "رينو" تآكلت حوافها بفعل الصدأ،غير بعيد من هنا كان هناك تجمع من الناس يلتف حول حول سيارة" اودي 50" حمراء اللون، يقف بجوارها احدهم يعرضها للبيع وقد امسك بمكبر للصوت يتحدث عن مميزات السيارة، وقد بدأ للتو مزادا للراغبين في الشراء، بالف دينار اردني بدأ المزاد وتصاعد الى 1150 ثم الى 1200 وانتهي ب 1450 دينارا، عندئذ ادار البائع محرك السيارة لتجربتها وكان كل شيء علي مايرام.
سوق السيارات المستعملة في قطاع غزة، الهبت خيال المحرر الصحفي الالماني "كليمانز فيرنكوت" فكتب تقريرا تحدث فيه للصحافة الالمانية عن عجائب الاسعار في هذه السوق، اسعار خيالية تفوق التخيل لسيارات قديمة مستهلكة انتهى عمرها الافتراضي منذ زمن، لكن حاجة الناس والحصار المفروض على القطاع وعدم دخول اي سيارات اليه، فجر ارتفاع الاسعار على هذا النحو غير المعقول، حتي ان سيارة قديمة ماركة" اودي" الالمانية يصل سعرها في هذه السوق الى عشرين الف دولار، وهو سعر باهظ جدا مقارنة بحالة السيارة نفسها في المانيا ان وجدت اصلا وهو لايتعدى المئة دولار.
قبل الانتقال الى مكان آخر من السوق كان احد تجار السوق يقف فخورا بجوار سيارة ماركة " اودي 80" انتجت في عام 1984 يعرضها للبيع،هو تاجر سيارت جديد انضم للسوق حديثا، اتجه الى تجارة السيارات بعد ان فقد وظيفته كسائق سابق في مقر الامم المتحدة العاملة في القطاع ويطمع ان توفر له هذه التجارة عائدا يكفل له حياة كريمة هو واولاده.
يأتي الناس الى السوق من مختلف ارجاء القطاع اما للبيع او الشراء، فسنوات الحصار المضروبة على كل منافذ غزة قبل 3 سنوات رفعت اسعار تللك السيارات القديمة بشكل جنوني،في وقت بقي عدد السيارات المستخدمة في القطاع والمقدرة بحوالى 50.000 سيارة ثابتا لايزيد منذ فرض الحصار، اذ ان اسرائيل لاتسمح بدخول اي سيارات الى القطاع او حتى قطع الغيار للسيارات القديمة المستخدمة فيه.
يقول مصطفى احد التجار في السوق، قبل سنوات الحصار كانت سيارات" التاكسي" تأتي لنا من داخل اسرائيل كنا نشتريها احيانا من المستوطنات الاسرائيلية، اما السيارات الملاكي او الخاصة فكانت تاتي لنا من اوروبا وتحديدا من المانيا، فالسيارات الالمانية مرغوبة بشدة من اهالي القطاع، اما الان وبعد الحصار فقد توقفت حركة تجارة السيارات وانتقالها الي داخل القطاع بشكل كامل، واصبح من غير الممكن حتى اقتراب السيارات من منطقة الحدود او الشريط الساحلي ففي الحال تقوم اسرائيل بقصفها. لقد اجبر الحصار الناس على الذهاب الى هذه السوق والبحث عن احتياجاتهم من السيارات المتهالكة ويدفعون فيها اسعارا خيالية.
التجول في السوق يعطي فكرة عن احوال القطاع المتردية في ظل الحصار القائم، عند الاقتراب من محمد الذي يقف بجوار سيارة ماركة " سكودا" فانه يقول انه يعرضها للبيع بعشرة آلاف دولار وقد انتجت قبل 11 عاما، الا ان ظروفه في الاحتياج الى المال أصبحت تحتم عليه بيعها خاصة وانه اصبح عاطلا عن العمل منذ بدء الحصار على القطاع فقد كان يعمل من قبل في اسرائيل اما الان فانه لايستطيع ذلك ولا حتى الاقتراب من الحدود، ويتلفت حوله خوفا وهو يقول ان حكومة حركة حماس تتحمل جزءا من هذه المشكلة فمنذ ان اصبحت عاطلا تردت اوضاعي بشكل كبير حتى انني لااجد سبيلا الان الا بيع سيارتي.
السوق فيها بعض الطفرات الايجابية، فهناك سيارات قديمة ترجع الى عشرين عاما مضت وما زالت تعمل بشكل جيد، يقول: ابو كامل وهو يجلس خلف عجلة القيادة في سيارة مصقولة بدقة بالغة ماركة " اودي 80" ان ماركات السيارات الالمانية في القطاع تحظى بسمعة كبيرة وسيارتي بحالة جيدة ولم تستخدم ولا مرة واحدة كسيارة اجرة ابو كمال يريد 20 الف دولار ثمنا للسيارة ويقول:لهذا السبب اعرضها للبيع بسعر كبير.
وضع القطاع في ظل الحصار يبدو فريدا، ان 50% من الوظائف في غزة قد تم فقدها، خاصة بعد ان شنت اسرائيل حربها المدمرة علي القطاع، واصبح كثيرون عاطلين عن العمل، لذلك لجأ الكثيرون من اصحاب السيارات للعمل عليها كسيارات اجرة لزيادة الدخل او من اجل العمل.
يعتمد وضع سوق السيارات في غزة على الوضع السياسي،وكغيره من سلع فان الحصار قد تسبب في رفع كل شيء وعندما تضرب الطائرات الاسرائيلية الانفاق على حدود رفح المصرية،فان الاسعار ترتفع في اليوم التالي بشكل غير معقول، كذلك فعندما تسربت انباء عن اقتراب توقيع صفقة مع الاسرائيليين يتم بمقتضاها تبادل الاسرى،فان هذه الانباء اوقفت العمل في سوق السيارات بالكامل املا في حدوث انفراجة قد تغير من اسعار السوق.
منذ ان شنت اسرائيل حربا شاملة على القطاع واعقبتها بحصار تام،فان وضع السوق اصبح في حالة فوضي شاملة، ووفق مايراه تجار السيارات في السوق فإن وضع السوق مترد للغاية وليس هناك في الافق اي بارقة امل لاصلاح تجارة السيارات فيه. يقول احمد ميكانيكي سيارات انه يعمل هو واخوه في هذه المهنة منذ 34 سنة وهما متخصصان في اصلاح سيارات "الفولكس فاجن" ويضيف ان حركة التجارة في السوق تتوقف على امور السياسة وعندما يرفع الحصار سوف تفتح المعابر وستعود الصناعة والتجارة الي مسارها الصحيح وسوف تنتعش السوق من جديد،ويقول: انه يتم تهريب الكثير من قطع غيار السيارت من الانفاق وكلها من الصين او ماركات مجهولة،وللاسف تصنيعها رديء للغاية لان اسرائيل تحظر استيراد قطع الغيار وهو امر يسبب هنا مشكلة اذ ان الناس يقومون باصلاح سياراتهم علي مدار السنة وهو امر مكلف.
سوق السيارات المستعملة في قطاع غزة، الهبت خيال المحرر الصحفي الالماني "كليمانز فيرنكوت" فكتب تقريرا تحدث فيه للصحافة الالمانية عن عجائب الاسعار في هذه السوق، اسعار خيالية تفوق التخيل لسيارات قديمة مستهلكة انتهى عمرها الافتراضي منذ زمن، لكن حاجة الناس والحصار المفروض على القطاع وعدم دخول اي سيارات اليه، فجر ارتفاع الاسعار على هذا النحو غير المعقول، حتي ان سيارة قديمة ماركة" اودي" الالمانية يصل سعرها في هذه السوق الى عشرين الف دولار، وهو سعر باهظ جدا مقارنة بحالة السيارة نفسها في المانيا ان وجدت اصلا وهو لايتعدى المئة دولار.
قبل الانتقال الى مكان آخر من السوق كان احد تجار السوق يقف فخورا بجوار سيارة ماركة " اودي 80" انتجت في عام 1984 يعرضها للبيع،هو تاجر سيارت جديد انضم للسوق حديثا، اتجه الى تجارة السيارات بعد ان فقد وظيفته كسائق سابق في مقر الامم المتحدة العاملة في القطاع ويطمع ان توفر له هذه التجارة عائدا يكفل له حياة كريمة هو واولاده.
يأتي الناس الى السوق من مختلف ارجاء القطاع اما للبيع او الشراء، فسنوات الحصار المضروبة على كل منافذ غزة قبل 3 سنوات رفعت اسعار تللك السيارات القديمة بشكل جنوني،في وقت بقي عدد السيارات المستخدمة في القطاع والمقدرة بحوالى 50.000 سيارة ثابتا لايزيد منذ فرض الحصار، اذ ان اسرائيل لاتسمح بدخول اي سيارات الى القطاع او حتى قطع الغيار للسيارات القديمة المستخدمة فيه.
يقول مصطفى احد التجار في السوق، قبل سنوات الحصار كانت سيارات" التاكسي" تأتي لنا من داخل اسرائيل كنا نشتريها احيانا من المستوطنات الاسرائيلية، اما السيارات الملاكي او الخاصة فكانت تاتي لنا من اوروبا وتحديدا من المانيا، فالسيارات الالمانية مرغوبة بشدة من اهالي القطاع، اما الان وبعد الحصار فقد توقفت حركة تجارة السيارات وانتقالها الي داخل القطاع بشكل كامل، واصبح من غير الممكن حتى اقتراب السيارات من منطقة الحدود او الشريط الساحلي ففي الحال تقوم اسرائيل بقصفها. لقد اجبر الحصار الناس على الذهاب الى هذه السوق والبحث عن احتياجاتهم من السيارات المتهالكة ويدفعون فيها اسعارا خيالية.
التجول في السوق يعطي فكرة عن احوال القطاع المتردية في ظل الحصار القائم، عند الاقتراب من محمد الذي يقف بجوار سيارة ماركة " سكودا" فانه يقول انه يعرضها للبيع بعشرة آلاف دولار وقد انتجت قبل 11 عاما، الا ان ظروفه في الاحتياج الى المال أصبحت تحتم عليه بيعها خاصة وانه اصبح عاطلا عن العمل منذ بدء الحصار على القطاع فقد كان يعمل من قبل في اسرائيل اما الان فانه لايستطيع ذلك ولا حتى الاقتراب من الحدود، ويتلفت حوله خوفا وهو يقول ان حكومة حركة حماس تتحمل جزءا من هذه المشكلة فمنذ ان اصبحت عاطلا تردت اوضاعي بشكل كبير حتى انني لااجد سبيلا الان الا بيع سيارتي.
السوق فيها بعض الطفرات الايجابية، فهناك سيارات قديمة ترجع الى عشرين عاما مضت وما زالت تعمل بشكل جيد، يقول: ابو كامل وهو يجلس خلف عجلة القيادة في سيارة مصقولة بدقة بالغة ماركة " اودي 80" ان ماركات السيارات الالمانية في القطاع تحظى بسمعة كبيرة وسيارتي بحالة جيدة ولم تستخدم ولا مرة واحدة كسيارة اجرة ابو كمال يريد 20 الف دولار ثمنا للسيارة ويقول:لهذا السبب اعرضها للبيع بسعر كبير.
وضع القطاع في ظل الحصار يبدو فريدا، ان 50% من الوظائف في غزة قد تم فقدها، خاصة بعد ان شنت اسرائيل حربها المدمرة علي القطاع، واصبح كثيرون عاطلين عن العمل، لذلك لجأ الكثيرون من اصحاب السيارات للعمل عليها كسيارات اجرة لزيادة الدخل او من اجل العمل.
يعتمد وضع سوق السيارات في غزة على الوضع السياسي،وكغيره من سلع فان الحصار قد تسبب في رفع كل شيء وعندما تضرب الطائرات الاسرائيلية الانفاق على حدود رفح المصرية،فان الاسعار ترتفع في اليوم التالي بشكل غير معقول، كذلك فعندما تسربت انباء عن اقتراب توقيع صفقة مع الاسرائيليين يتم بمقتضاها تبادل الاسرى،فان هذه الانباء اوقفت العمل في سوق السيارات بالكامل املا في حدوث انفراجة قد تغير من اسعار السوق.
منذ ان شنت اسرائيل حربا شاملة على القطاع واعقبتها بحصار تام،فان وضع السوق اصبح في حالة فوضي شاملة، ووفق مايراه تجار السيارات في السوق فإن وضع السوق مترد للغاية وليس هناك في الافق اي بارقة امل لاصلاح تجارة السيارات فيه. يقول احمد ميكانيكي سيارات انه يعمل هو واخوه في هذه المهنة منذ 34 سنة وهما متخصصان في اصلاح سيارات "الفولكس فاجن" ويضيف ان حركة التجارة في السوق تتوقف على امور السياسة وعندما يرفع الحصار سوف تفتح المعابر وستعود الصناعة والتجارة الي مسارها الصحيح وسوف تنتعش السوق من جديد،ويقول: انه يتم تهريب الكثير من قطع غيار السيارت من الانفاق وكلها من الصين او ماركات مجهولة،وللاسف تصنيعها رديء للغاية لان اسرائيل تحظر استيراد قطع الغيار وهو امر يسبب هنا مشكلة اذ ان الناس يقومون باصلاح سياراتهم علي مدار السنة وهو امر مكلف.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر