كاتب بالأهرام: حماس تستجدي للحصول على اعتراف دولي وهي المسؤولة عن إفشال المصالحة
اتهم الكاتب الصحفي عبده مباشر، في مقال نشرته جريدة 'الأهرام' المصرية في عددها الصادر اليوم، حركة حماس بسعيها الجاد للحفاظ على إمارتها في غزة ولو كان ذلك على حساب القضية الفلسطينية.
واعتبر الكاتب مباشر، في مقاله الذي جاء تحت عنوان'حماس..' أن كل الاستفزازات والاعتداءات التي تقوم بها حماس بحق مصر تسعى من خلالها بأن تصبح شريكا في صناعة القرار فيما يتعلق بالقضية أو أن تكون سياسة مصر متوافقة مع ما تراه حماس ومحققة لأطماعها وطموحاتها.
ولفت إلى أنه طوال السنوات الماضية، وبالرغم من كل ما جرى من حماس واصلت مصر بذل جهودها من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية، مضيفا:.ومثل هذه المصالحة لو تحققت ستكون طريقا لانهاء الحصار الاسرائيلي على قطاع غزة وانقشاع المحنة التي يعيشها الفلسطينيون من جراء الحصار والحرب.
وقال: إن هذه المجموعة الصغيرة المحدودة القوة والتأثير (حماس) تتطلع وتعمل من أجل تأميم السياسة والقرار المصري، وان لم يتحقق لها ذلك فإنها ومن معها يستمرون في محاولات زعزعة الاستقرار وإثارة الفوضى، والضغط على أعصاب الجماعة السياسية المسؤولة.
واتهم حماس برفض المصالحة، بقوله: كان واضحا أن حماس ترفض التوصل إلى هذه النتيجة وتضع العراقيل امام كل تقدم يتحقق. وفي نفس الوقت لا تريد أن تصل إلى قرار يتعلق بانتخابات تشريعية ورئاسية في الضفة والقطاع، وبكل السبل اكدت حماس انها تتمسك بالسلطة في امارة غزة الاسلامية حتى لو تحقق ذلك على حساب القضية الفلسطينية أو سكان القطاع.
وتابع: هنا وأمام الانقسام الفلسطيني الذي وصل إلى حد الاقتتال لا يمكن للعالم أن يقدم الكثير طالما أن اصحاب القضية أعجز من أن يعملوا لمصلحة قضيتهم، وبخاصة إذا ما استمر الانقسام بهذه الصورة المأساوية، واستمرت حماس في تمسكها بالامارة الاسلامية حتى ولو على انقاض كل شيء من القضية إلى الناس، وإذا ما واصل الاسرائيليون قضم ما تبقي من الضفة والقدس قطعة قطعة فلن يكون هناك شئ يمكن التفاوض عليه.
وتطرق إلى مساعي حماس للحصول على اعتراف بها على الصعيد الدولي، وكيف أنها في سبيل تحقيق هذا الهدف اتفقت مع اسرائيل خلال لقاءات مع مسؤولين من أهل القمة في سويسرا بصفة خاصة على منع اطلاق الصواريخ من القطاع باتجاه أهداف اسرائيلية، ووقف كل عمليات المقاومة.
وأضاف: لقد اعترفت اسرائيل أخيرا أن عدد العمليات التي تعرضت لها خلال عام2009 أقل من تلك التي تمت خلال عام2008.
وأوضح أنه لتحقيق منع إطلاق الصواريخ ومهاجمة الأهداف الإسرائيلية، قامت حماس بفرض رقابة على باقي المنظمات الموجودة في غزة أي 'أنها عملت كقوة حراسة لصالح اسرائيل'.
وقال الكاتب: ما هو أهم أنها عرضت على اسرائيل توقيع اتفاق هدنة طويلة الأجل أو التوصل إلى اتفاق سلام تقدم فيه تنازلات أكثر من تلك التي يمكن أن تقدمها منظمة فتح أو منظمة التحرير، وأكد قادة حماس لاسرائيل أنهم الاقدر على توقيع اتفاق سلام ووضعه موضع التنفيذ والحد من قدرة المعارضين أيا تكن قوتهم على عرقلته.
وأضاف: كما استجدى قادة المنظمة الولايات المتحدة الاعتراف بهم، وقالوا إنهم الطريق لحماية المصالح الأميركية والغربية في المنطقة، وهم الجسر إلى القوي الراديكإلية مثل إيران وسوريا وحزب الله الذي يمكن أن يقود إلى تهدئة الأوضاع في المنطقة، أما محنة الحصار فقد كان واضحا لهم ولكل القوى التي تساندهم أن معبر رفح هو الطريق إلى المعابر الاسرائيلية.
وفيما يلي النص الحرفي للمقال:-
حماس.. وأمن مصر
بقلم :عبده مباشر
لجأت عصابة حماس إلى شق طريق إلى مصر عبر نهر من الدماء وسلسلة من محاولات اختراق الحدود بالقوة وبخطط معدة سلفا، ولم تتورع عن الاستهانة بسيادة مصر منذ استولت على السلطة في قطاع غزة.
سواء بالاجتراء على حفر مئات الانفاق عبر خط الحدود، أو بالاشتراك في عمليات ارهابية ضد اهداف مصرية في سيناء.
وبحكمة وسعة صدر تعاملت القيادة المصرية مع هذا الامر. وفي الوقت نفسه تعاملت بصبر مع قوى المعارضة التي انتصرت لحماس خاصة الإخوان المسلمون.
والقضية باختصار أن المنظمة المعزولة دوليا وإقليميا والمحاصرة في قطاع غزة اسرائيليا تبحث عن اعتراف بها لترسيخ وجودها، وعن طريق للخروج من حالة الحصار الخانق الذي تفرضه اسرائيل منذ الاستيلاء على السلطة بالقوة.
وعلى طريق البحث عن اعتراف اتفقت مع اسرائيل خلال لقاءات مع مسؤولين من أهل القمة في سويسرا بصفة خاصة على منع اطلاق الصواريخ من القطاع باتجاه أهداف اسرائيلية، ووقف كل عمليات المقاومة.
وقد اعترفت اسرائيل أخيرا أن عدد العمليات التي تعرضت لها خلال عام2009 أقل من تلك التي تمت خلال عام2008.
ولتحقيق مثل هذه النتيجة قامت حماس بفرض رقابة على باقي المنظمات الموجودة في غزة أي أنها عملت كقوة حراسة لصالح اسرائيل. وما هو أهم أنها عرضت على اسرائيل توقيع اتفاق هدنة طويلة الأجل أو التوصل إلى اتفاق سلام تقدم فيه تنازلات أكثر من تلك التي يمكن أن تقدمها منظمة فتح أو منظمة التحرير، وأكد قادة حماس لاسرائيل أنهم الاقدر على توقيع اتفاق سلام ووضعه موضع التنفيذ والحد من قدرة المعارضين أيا تكن قوتهم على عرقلته.
كما استجدى قادة المنظمة الولايات المتحدة الاعتراف بهم، وقالوا إنهم الطريق لحماية المصالح الأمريكية والغربية في المنطقة، وهم الجسر إلى القوي الراديكإلية مثل إيران وسوريا وحزب الله الذي يمكن أن يقود إلى تهدئة الأوضاع في المنطقة. أما محنة الحصار فقد كان واضحا لهم ولكل القوى التي تساندهم أن معبر رفح هو الطريق إلى المعابر الاسرائيلية.
وبدأت حملة الهجوم الاعلامي المنسقة على مصر ابتداء من عام2007، وتصاعدت طوال عامي2008 و2009. وبكل ما في الجعبة من قدرة على التطاول وتزييف الحقائق اتهموا مصر بالاشتراك مع اسرائيل في فرض الحصار على غزة.
وطوال الفترة نفسها أقدمت حماس على اختراق الحدود المصرية عدة مرات، وقتلت أعدادا من القائمين على حمايتها عمدا وكان الهدف واضحا السيطرة على معبر رفح ومنطقة الانفاق من الجانبين اي اقتطاع جزء من السيادة المصرية على أرضها.
ومازالت هذه القوى تهاجم مصر بكل ما تملكه من أسإليب الغزو والاختراق والقتل والتهريب من جانب حماس، والتظاهر والاشتباك مع الشرطة، وتحريض وإثارة الرأي العام المصري.
وتقوم به جماعة الاخوان المسلمون ومن تحالف معها من قوي المعارضة وتتحمل قناة الجزيرة ومعها قناة المنار نصيبا كبيرا من مسئولية إثارة الرأي العام المصري والعربي، بالاضافة إلى باقي وسائل الإعلام الإيرانية والسورية وتلك التابعة لحزب الله.
ويتطور العمل ويصل الاجتراء إلى مدي غير مسبوق عندما يقوم حزب الله بانشاء خلايا داخل مصر مهمتها الارهاب واغتيال عدد من المسئولين وتهريب السلاح إلى مصر ومنها إلى غزة هذه الشبكة الدولية اعترف بوجودها رئيس حزب الله وان تبجح واعلن انها لمساندة المقاومة الفلسطينية، استباح مصر وهدد أمنها بمثل هذا المبرر الخائب. كل هذه الاعمال استهدفت بها حماس والقوى التي تدعمها السيطرة على القرار المصري.
وبصورة أخرى أرادت حماس أن تصبح شريكا في صناعة القرار فيما يتعلق بالقضية أو أن تكون سياسة مصر متوافقة مع ما تراه حماس ومحققة لأطماعها وطموحاتها.
أي أن هذه المجموعة الصغيرة المحدودة القوة والتأثير تتطلع وتعمل من أجل تأميم السياسة والقرار المصري، وان لم يتحقق لها ذلك فإنها ومن معها يستمرون في محاولات زعزعة الاستقرار وإثارة الفوضى، والضغط على أعصاب الجماعة السياسية المسؤولة.
وطوال هذه السنوات وبالرغم من كل ما جري من حماس واصلت مصر بذل جهودها من أجل تحقيق المصالحة بين منظمتي فتح وحماس. ومثل هذه المصالحة لو تحققت ستكون طريقا لانهاء الحصار الاسرائيلي على قطاع غزة وانقشاع المحنة التي يعيشها الفلسطينيون من جراء الحصار والحرب.
وكان واضحا أن حماس ترفض التوصل إلى هذه النتيجة وتضع العراقيل امام كل تقدم يتحقق. وفي نفس الوقت لا تريد أن تصل إلى قرار يتعلق بانتخابات تشريعية ورئاسية في الضفة والقطاع.
وبكل السبل اكدت حماس انها تتمسك بالسلطة في امارة غزة الاسلامية حتي لو تحقق ذلك على حساب القضية الفلسطينية أو سكان القطاع. وهنا وأمام الانقسام الفلسطيني الذي وصل إلى حد الاقتتال لا يمكن للعالم أن يقدم الكثير طالما أن اصحاب القضية اعجز من ان يعملوا لمصلحة قضيتهم.
وإذا ما استمر الانقسام بهذه الصورة المأساوية، واستمرت حماس في تمسكها بالامارة الاسلامية حتي ولو على انقاض كل شيء من القضية إلى الناس، وإذا ما واصل الاسرائيليون قضم ما تبقي من الضفة والقدس قطعة قطعة فلن يكون هناك شئ يمكن التفاوض عليه.
وإذا كانت القوى الاسلامية تراهن على المستقبل الذي يمكن أن يحمل في طياته متغيرا جذريا خاصة إذا ماتمكنت القوى الاسلامية المتشددة من الوثوب على قمة السلطة في معظم دول العالمين العربي والاسلامي فإننا نقول لهم ان المستقبل هو ابن للحاضر، وليس في الحاضر ما يشير إلى مثل هذا المستقبل. ان ما هو موجود ليس اكثر من قوي متشددة وارهابية تخوض في بحار الدم والخراب وتنشر الفوضي وعدم الاستقرار.
وإذا ما استعاد الجميع صورة العالم خلال العقود الأربعة الأخيرة من القرن الماضي سيتذكرون أن الاتحاد السوفيتي ودول الكتلة الشرقية عمدوا إلى نشر الفوضي والارهاب في العالم وتمكنت احزاب شيوعية كثيرة من الوصول إلى قمة السلطة في عدد من دول افريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.
وبعد عقود من الارهاب الشيوعي انتهي الامر بانهيار امبراطورية الشر وبالقضاء على كل المنظمات الارهابية الشيوعية في العالم. وأيا يكن الارهاب الذي يرفع شعارات اسلامية فلن يكون مصيره أفضل من مصير الارهاب الشيوعي.
وفيما يتعلق بحماس التي اختارت طريق الدم للضغط على مصر والاعتداء على سيادتها للتأثير على قرارها فان الامر يتطلب قرارات جذرية لحماية مصر من هذا العبث وردع كل المتطلعين لتهديد أمن مصر وقتل حماة حدودها. أما الغضب المصري تجاه حماس بصفة خاصة والقضية الفلسطينية بصفة عامة فلن يرضيه أقل من استكمال المنشآت التي تحمي حدود مصر وجعلها مقبرة لكل من يقترب منها.
اتهم الكاتب الصحفي عبده مباشر، في مقال نشرته جريدة 'الأهرام' المصرية في عددها الصادر اليوم، حركة حماس بسعيها الجاد للحفاظ على إمارتها في غزة ولو كان ذلك على حساب القضية الفلسطينية.
واعتبر الكاتب مباشر، في مقاله الذي جاء تحت عنوان'حماس..' أن كل الاستفزازات والاعتداءات التي تقوم بها حماس بحق مصر تسعى من خلالها بأن تصبح شريكا في صناعة القرار فيما يتعلق بالقضية أو أن تكون سياسة مصر متوافقة مع ما تراه حماس ومحققة لأطماعها وطموحاتها.
ولفت إلى أنه طوال السنوات الماضية، وبالرغم من كل ما جرى من حماس واصلت مصر بذل جهودها من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية، مضيفا:.ومثل هذه المصالحة لو تحققت ستكون طريقا لانهاء الحصار الاسرائيلي على قطاع غزة وانقشاع المحنة التي يعيشها الفلسطينيون من جراء الحصار والحرب.
وقال: إن هذه المجموعة الصغيرة المحدودة القوة والتأثير (حماس) تتطلع وتعمل من أجل تأميم السياسة والقرار المصري، وان لم يتحقق لها ذلك فإنها ومن معها يستمرون في محاولات زعزعة الاستقرار وإثارة الفوضى، والضغط على أعصاب الجماعة السياسية المسؤولة.
واتهم حماس برفض المصالحة، بقوله: كان واضحا أن حماس ترفض التوصل إلى هذه النتيجة وتضع العراقيل امام كل تقدم يتحقق. وفي نفس الوقت لا تريد أن تصل إلى قرار يتعلق بانتخابات تشريعية ورئاسية في الضفة والقطاع، وبكل السبل اكدت حماس انها تتمسك بالسلطة في امارة غزة الاسلامية حتى لو تحقق ذلك على حساب القضية الفلسطينية أو سكان القطاع.
وتابع: هنا وأمام الانقسام الفلسطيني الذي وصل إلى حد الاقتتال لا يمكن للعالم أن يقدم الكثير طالما أن اصحاب القضية أعجز من أن يعملوا لمصلحة قضيتهم، وبخاصة إذا ما استمر الانقسام بهذه الصورة المأساوية، واستمرت حماس في تمسكها بالامارة الاسلامية حتى ولو على انقاض كل شيء من القضية إلى الناس، وإذا ما واصل الاسرائيليون قضم ما تبقي من الضفة والقدس قطعة قطعة فلن يكون هناك شئ يمكن التفاوض عليه.
وتطرق إلى مساعي حماس للحصول على اعتراف بها على الصعيد الدولي، وكيف أنها في سبيل تحقيق هذا الهدف اتفقت مع اسرائيل خلال لقاءات مع مسؤولين من أهل القمة في سويسرا بصفة خاصة على منع اطلاق الصواريخ من القطاع باتجاه أهداف اسرائيلية، ووقف كل عمليات المقاومة.
وأضاف: لقد اعترفت اسرائيل أخيرا أن عدد العمليات التي تعرضت لها خلال عام2009 أقل من تلك التي تمت خلال عام2008.
وأوضح أنه لتحقيق منع إطلاق الصواريخ ومهاجمة الأهداف الإسرائيلية، قامت حماس بفرض رقابة على باقي المنظمات الموجودة في غزة أي 'أنها عملت كقوة حراسة لصالح اسرائيل'.
وقال الكاتب: ما هو أهم أنها عرضت على اسرائيل توقيع اتفاق هدنة طويلة الأجل أو التوصل إلى اتفاق سلام تقدم فيه تنازلات أكثر من تلك التي يمكن أن تقدمها منظمة فتح أو منظمة التحرير، وأكد قادة حماس لاسرائيل أنهم الاقدر على توقيع اتفاق سلام ووضعه موضع التنفيذ والحد من قدرة المعارضين أيا تكن قوتهم على عرقلته.
وأضاف: كما استجدى قادة المنظمة الولايات المتحدة الاعتراف بهم، وقالوا إنهم الطريق لحماية المصالح الأميركية والغربية في المنطقة، وهم الجسر إلى القوي الراديكإلية مثل إيران وسوريا وحزب الله الذي يمكن أن يقود إلى تهدئة الأوضاع في المنطقة، أما محنة الحصار فقد كان واضحا لهم ولكل القوى التي تساندهم أن معبر رفح هو الطريق إلى المعابر الاسرائيلية.
وفيما يلي النص الحرفي للمقال:-
حماس.. وأمن مصر
بقلم :عبده مباشر
لجأت عصابة حماس إلى شق طريق إلى مصر عبر نهر من الدماء وسلسلة من محاولات اختراق الحدود بالقوة وبخطط معدة سلفا، ولم تتورع عن الاستهانة بسيادة مصر منذ استولت على السلطة في قطاع غزة.
سواء بالاجتراء على حفر مئات الانفاق عبر خط الحدود، أو بالاشتراك في عمليات ارهابية ضد اهداف مصرية في سيناء.
وبحكمة وسعة صدر تعاملت القيادة المصرية مع هذا الامر. وفي الوقت نفسه تعاملت بصبر مع قوى المعارضة التي انتصرت لحماس خاصة الإخوان المسلمون.
والقضية باختصار أن المنظمة المعزولة دوليا وإقليميا والمحاصرة في قطاع غزة اسرائيليا تبحث عن اعتراف بها لترسيخ وجودها، وعن طريق للخروج من حالة الحصار الخانق الذي تفرضه اسرائيل منذ الاستيلاء على السلطة بالقوة.
وعلى طريق البحث عن اعتراف اتفقت مع اسرائيل خلال لقاءات مع مسؤولين من أهل القمة في سويسرا بصفة خاصة على منع اطلاق الصواريخ من القطاع باتجاه أهداف اسرائيلية، ووقف كل عمليات المقاومة.
وقد اعترفت اسرائيل أخيرا أن عدد العمليات التي تعرضت لها خلال عام2009 أقل من تلك التي تمت خلال عام2008.
ولتحقيق مثل هذه النتيجة قامت حماس بفرض رقابة على باقي المنظمات الموجودة في غزة أي أنها عملت كقوة حراسة لصالح اسرائيل. وما هو أهم أنها عرضت على اسرائيل توقيع اتفاق هدنة طويلة الأجل أو التوصل إلى اتفاق سلام تقدم فيه تنازلات أكثر من تلك التي يمكن أن تقدمها منظمة فتح أو منظمة التحرير، وأكد قادة حماس لاسرائيل أنهم الاقدر على توقيع اتفاق سلام ووضعه موضع التنفيذ والحد من قدرة المعارضين أيا تكن قوتهم على عرقلته.
كما استجدى قادة المنظمة الولايات المتحدة الاعتراف بهم، وقالوا إنهم الطريق لحماية المصالح الأمريكية والغربية في المنطقة، وهم الجسر إلى القوي الراديكإلية مثل إيران وسوريا وحزب الله الذي يمكن أن يقود إلى تهدئة الأوضاع في المنطقة. أما محنة الحصار فقد كان واضحا لهم ولكل القوى التي تساندهم أن معبر رفح هو الطريق إلى المعابر الاسرائيلية.
وبدأت حملة الهجوم الاعلامي المنسقة على مصر ابتداء من عام2007، وتصاعدت طوال عامي2008 و2009. وبكل ما في الجعبة من قدرة على التطاول وتزييف الحقائق اتهموا مصر بالاشتراك مع اسرائيل في فرض الحصار على غزة.
وطوال الفترة نفسها أقدمت حماس على اختراق الحدود المصرية عدة مرات، وقتلت أعدادا من القائمين على حمايتها عمدا وكان الهدف واضحا السيطرة على معبر رفح ومنطقة الانفاق من الجانبين اي اقتطاع جزء من السيادة المصرية على أرضها.
ومازالت هذه القوى تهاجم مصر بكل ما تملكه من أسإليب الغزو والاختراق والقتل والتهريب من جانب حماس، والتظاهر والاشتباك مع الشرطة، وتحريض وإثارة الرأي العام المصري.
وتقوم به جماعة الاخوان المسلمون ومن تحالف معها من قوي المعارضة وتتحمل قناة الجزيرة ومعها قناة المنار نصيبا كبيرا من مسئولية إثارة الرأي العام المصري والعربي، بالاضافة إلى باقي وسائل الإعلام الإيرانية والسورية وتلك التابعة لحزب الله.
ويتطور العمل ويصل الاجتراء إلى مدي غير مسبوق عندما يقوم حزب الله بانشاء خلايا داخل مصر مهمتها الارهاب واغتيال عدد من المسئولين وتهريب السلاح إلى مصر ومنها إلى غزة هذه الشبكة الدولية اعترف بوجودها رئيس حزب الله وان تبجح واعلن انها لمساندة المقاومة الفلسطينية، استباح مصر وهدد أمنها بمثل هذا المبرر الخائب. كل هذه الاعمال استهدفت بها حماس والقوى التي تدعمها السيطرة على القرار المصري.
وبصورة أخرى أرادت حماس أن تصبح شريكا في صناعة القرار فيما يتعلق بالقضية أو أن تكون سياسة مصر متوافقة مع ما تراه حماس ومحققة لأطماعها وطموحاتها.
أي أن هذه المجموعة الصغيرة المحدودة القوة والتأثير تتطلع وتعمل من أجل تأميم السياسة والقرار المصري، وان لم يتحقق لها ذلك فإنها ومن معها يستمرون في محاولات زعزعة الاستقرار وإثارة الفوضى، والضغط على أعصاب الجماعة السياسية المسؤولة.
وطوال هذه السنوات وبالرغم من كل ما جري من حماس واصلت مصر بذل جهودها من أجل تحقيق المصالحة بين منظمتي فتح وحماس. ومثل هذه المصالحة لو تحققت ستكون طريقا لانهاء الحصار الاسرائيلي على قطاع غزة وانقشاع المحنة التي يعيشها الفلسطينيون من جراء الحصار والحرب.
وكان واضحا أن حماس ترفض التوصل إلى هذه النتيجة وتضع العراقيل امام كل تقدم يتحقق. وفي نفس الوقت لا تريد أن تصل إلى قرار يتعلق بانتخابات تشريعية ورئاسية في الضفة والقطاع.
وبكل السبل اكدت حماس انها تتمسك بالسلطة في امارة غزة الاسلامية حتي لو تحقق ذلك على حساب القضية الفلسطينية أو سكان القطاع. وهنا وأمام الانقسام الفلسطيني الذي وصل إلى حد الاقتتال لا يمكن للعالم أن يقدم الكثير طالما أن اصحاب القضية اعجز من ان يعملوا لمصلحة قضيتهم.
وإذا ما استمر الانقسام بهذه الصورة المأساوية، واستمرت حماس في تمسكها بالامارة الاسلامية حتي ولو على انقاض كل شيء من القضية إلى الناس، وإذا ما واصل الاسرائيليون قضم ما تبقي من الضفة والقدس قطعة قطعة فلن يكون هناك شئ يمكن التفاوض عليه.
وإذا كانت القوى الاسلامية تراهن على المستقبل الذي يمكن أن يحمل في طياته متغيرا جذريا خاصة إذا ماتمكنت القوى الاسلامية المتشددة من الوثوب على قمة السلطة في معظم دول العالمين العربي والاسلامي فإننا نقول لهم ان المستقبل هو ابن للحاضر، وليس في الحاضر ما يشير إلى مثل هذا المستقبل. ان ما هو موجود ليس اكثر من قوي متشددة وارهابية تخوض في بحار الدم والخراب وتنشر الفوضي وعدم الاستقرار.
وإذا ما استعاد الجميع صورة العالم خلال العقود الأربعة الأخيرة من القرن الماضي سيتذكرون أن الاتحاد السوفيتي ودول الكتلة الشرقية عمدوا إلى نشر الفوضي والارهاب في العالم وتمكنت احزاب شيوعية كثيرة من الوصول إلى قمة السلطة في عدد من دول افريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.
وبعد عقود من الارهاب الشيوعي انتهي الامر بانهيار امبراطورية الشر وبالقضاء على كل المنظمات الارهابية الشيوعية في العالم. وأيا يكن الارهاب الذي يرفع شعارات اسلامية فلن يكون مصيره أفضل من مصير الارهاب الشيوعي.
وفيما يتعلق بحماس التي اختارت طريق الدم للضغط على مصر والاعتداء على سيادتها للتأثير على قرارها فان الامر يتطلب قرارات جذرية لحماية مصر من هذا العبث وردع كل المتطلعين لتهديد أمن مصر وقتل حماة حدودها. أما الغضب المصري تجاه حماس بصفة خاصة والقضية الفلسطينية بصفة عامة فلن يرضيه أقل من استكمال المنشآت التي تحمي حدود مصر وجعلها مقبرة لكل من يقترب منها.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر