الفنان التشكيلي الفلسطيني (مازن رمضان أبو مرق) من مواليد غزة عام 1969، خضع لمجموع من الدورات التخصصية في ميادين الفنون التشكيلية والخط العربي. صقلت مواهبه الفطرية، وساعدته في تلمس طريقه الفنِّي التشكيلي، والتعبير الحسي والانفعالي عن مضامين الوطن ومفاهيم المقاومة والسلام، وسواها من مدلولات التعبير الوطني والقومي العربي والإسلامي عن طريق الفن، وإنتاج لوحات تصويرية شديدة الالتصاق بنضال الشعب العربي الفلسطيني ومدينة القدس على وجه التحديد. هو فنان نشط ومُشارك في كثير من المعارض الجماعية داخل فلسطين وخارجها، ويمتهن فن الخط العربي حرفةً ومسربَ تعبير عن هواية أصيلة.
لوحاته التصويرية الملونة غارقة في الهم الفلسطيني على طريقته التعبيرية الخاصة، يجود فيها ومن خلالها بما يعتمل في صدره ومساحة وجدانه، من صفحات المواجهة المستمرة مع قوات الاحتلال الصهيوني، مُحملة بجرعة وافية من الألم والأمل بالنصر، ومكحلة بحزمة انفعالية صارخة في متن النصوص المسرودة، تُنبئ عن تجليات الهوى الذاتي، ونبض الوجدان وحقيقة الانتماء، بتعبيرية مفتوحة على مقامات الفن وتجلياته الشخصية، المشبعة بتقاسيم النزعات الفردية، المنفعلة بالحدث والشخوص، صادقة في موهبتا وأوصافها الشكلية ومضامينها المتصلة بالوطن الفلسطيني والشعب وثورته المباركة.
تستحضر التاريخ العربي والإسلامي في صوره المسرودة، الرائعة في حقيقتها وخلفياتها الوجودية والإيمانية، واستذكار لملامح الانتصارات الكبرى المسطرة في التاريخ العربي الإسلامي، بدءاً بفتوحات النبي الأعظم (محمد صلوات الله عليه) وخلفاءه الراشدين، مروراً ببوابة تحرير القدس ورايات النصر المنثورة في موقعة حطين، وخيول المجد العالي التي سطرها الناصر صلاح الدين، وصولاً لانتفاضات شعبنا العربي الفلسطيني المستمرة في فلسطين منذ نحو قرن من الزمن، والأقصى على وجه التخصيص.
تدخل اللوحات مدارات الثورة الفلسطينية المعاصرة، وتُقدم مقولات السلام التي غدت تراثاً لمرحلة نضالية مارقة، مفعمة بمزية المعاني والمضامين المرفوعة في حقبة سياسية عابرة، أعقبت حرب تشرين عام 1973، كشعارات حاضرة في تاريخ القضية الفلسطينية والمعبرة عن مفهوم العرب الأحادي للسلام، والجامعة لمدلول الحمامة وغصن الزيتون، والتغني في أمجاد تلك الأزمنة كنوع من التعويض الجمالي عن حالة انفعالية أيضاً، لشعارات أمست مُتحَفِيَّة محنَّطة، ومن مقتنيات الفكر السياسي الفلسطيني البائد الذي أكل الزمن عليه وشرب كحلقة غائبة وغير فاعلة، دخلنا في دروبها المظلمة متاهات الضياع، وحصار غزة أكبر الأدلة على عقم تلك السياسات.
الاتجاهات التعبيرية والرمزية بالفن هي الثوب التقني التي تدثرت فيها عموم اللوحات، والتي لا تخلو من مسحة سريالية، موشاة بترانيم تجريدية مشهودة بالخلفيات، وحملت بذلك لوحاته أنفاس التعبيرية الرمزية التجريبية المتكئة على المواضيع والمقولات الجاهزة، والباحثة عن منفذ جمالي وتقني وإيجاد فسحة ما من الخصوصية الشكلية والتفرد التقني، وتوصيل مضامين الأفكار المرجوة لجمهور الفن والتلقي.
لوحاته غير معنية بالمدارس الفنية الأكاديمية، واللمسات المدروسة للمفردات والعناصر المرسومة، بل يحلو لها التجريب، داخل أسوار الرمز الشكلي المجازي، واستعارة جمل ونصوص تشكيلية من جعبة طيور الحمام، ومدينة القدس ومسجد قبة الصخرة خصوصاً، ورمزية الحصان (الثورة) ورايات العلم الفلسطيني، والكوفية المرقطة، والشخوص الآدمية من قادة ومقاومين، مرهونة بتداخلات الخطوط والمساحات الملونة في جميع الاتجاهات، ترسم معالم تصويرية مشهودة لكثافة العناصر والشخوص.
مسجد قبة الصخرة هو القاسم المشترك ما بين جميع لوحاته، يحتل مكانه الطبيعي في متن اللوحات متصدراً بؤرة المركزية المنظورة، تنشد إليه جميع العناصر والمكونات الشكلية الأخرى، مكانه السردي في وسط اللوحات، تشع من ملونات قبته الصفراء حرارة التأليف اللوني، كمساحة شكلية متوهجة مؤلفة نقطة البروز والتوازن والثقل اللوني ما بين مجموع الملونات المتدرجة، والمتناسلة من واحة الألوان الرئيسة الأساسية منها والمحايدة. وجود المسجد له رمزيته المعروفة، ومكانته المقدسة الدالة على رحلة الإسراء والمعراج من جهة، ومكانة بيت المقدس في ذاكرة العرب المسيحيين والمسلمين ووجدانهم .
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر