ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

ملتقى أجراس العودة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملتقى أجراس العودة

سياسي، ثقافي ، اجتماعي، إخباري


2 مشترك

    العودة الي سمسم

    ابو غربة
    ابو غربة
    مشرف مجلة اجراس العودة الثقافية مكتبة اجراس العودة الثقافية


    ذكر الجدي جنسيتك : جزائرية
    اعلام الدول : العودة الي سمسم Algeria_a-01
    نقاط : 913
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 10/03/2009

    العودة الي سمسم Empty العودة الي سمسم

    مُساهمة من طرف ابو غربة الأحد 05 أبريل 2009, 12:10 pm

    لاجئون من منطقة الرملة والطيبة يعودون كل أسبوعين-ثلاثة أسابيع إلى قريتهم سمسم (شمالي سديروت) التي هُجروا منها عام 1948

    * القرية أصبحت مرتعاً لأبقار كيبوتس أور هنير الذي يقع في جهتها الجنوبية

    * السكان ينوون تنظيف المقبرة والحفاظ عليها

    * خمسة دونمات في طرف مقبرة القرية كانت تستعملها عائلة الطوري لدفن موتاها

    * من ذبح نعمة؟ من قتل الفتى الأعمى؟ وكيف قتل من ذهب لقطف حبات التين؟

    * أخبار النقب زارت المنطقة برفقة سكان القرية وعادت بهذا التقرير

    تقرير: محمد يونس
    عندما وقفتُ على حافة البئر العميقة في قرية سمسم، المبنية بشكلٍ دائري، لم أتمكن من رؤية قعرها. وقد اقتنعتُ بعجزي عن رؤيته فيما كان 'أبو ذياب' يشهد بصوته الجهوري إن قعرها يتواجد على بعد 83 متراً.
    العودة الي سمسم 6348731218038151


    على مقربةٍ من البئر، بقيت قطعة كبيرة من الباطون، فيها قضبان حديدية ناتئة، كانت تستعمل مقعداً للمضخة التي كانت تنقل المياه من هذه البئر إلى حوضٍ يقع على بعد أمتار قليلة إلى الجهة الغربية، حيث يمتلىء هذا الحوض (أو البتيّة بلغة السكان) ويمكن حينها للماء أن يُستخدم لشرب الناس أو لسقي المواشي، فيما لا تزال ماسورتان من الحديد بارزتان في وسط الحوض كانتا تستخدمان لسكب الماء منه. وعلى جداره الجنوبي، قطعة من الطين تشهد بأحرفها العربية الواضحة أنه 'سبيل'، بالإضافة إلى كلمات الصلاة والسلام على سيدنا محمد.
    العودة الي سمسم 3625801218038172 على مقربةٍ من البتية، يقع البيت الذي عاش فيه أبو ذياب منذ ولادته عام 1939 وحتى هجرته عام 1948. يقف أبو ذياب، وسط البيت ويقول لي: أنا أقف في الليوان، وهنا في طرف البيت كانت أمي تقف وتنادي 'هيه يا ولد..' فأسمعها وأعود بالغنم.. فالبيت يقع على تلة تسمى شافة عواد، وفي أسفلها مرجٌ فسيح.





    أبو ذياب وسط بيته الذي عاش فيه حتى عام 1948
    العودة الي سمسم 7269631218037966


    وأبو ذياب، اسمه أحمد عابد، يسكن اليوم في منطقةٍ بين الطيبة وقلنسوة في المثلث، وهو من عائلة عابد التي كانت تملك حسب أقواله نصف أرض سمسم.

    يعترف أبو ذياب لنا أنه عندما كان يخرج لرعي المواشي في أطراف القرية، كان كثيراً ما ينسى بعضها، وكان الرعيان يضطرون لإعادتها إلى بيته. كان صغيراً في السنّ حينها، وكل ما عاشه في هذه القرية لم يكن سوى تسع إلى عشر سنوات منذ مولده فيها وحتى رحيله (أو ترحيله).. لكنّ ذاكرته لم تخنه أبداً.. فهو يذكر أسماء الأودية والتلال وقطع الأرض بشكلٍ منقطع النظير، هنا وادي الهرابة، وهنا وادي الشيخ، وهنا عين أم رزق، وهناك الشوار،.. وهنا بيت فلان وبيت علان... وكأنه يرسم بعينيه ملامح القرية من جديد.

    أبقار الكيبوتس


    من الأرجنتين في أمريكا الجنوبية، قدم سكان كيبوتس 'أور هنير' الذي يقع جنوبي القرية. الكيبوتس نفسه يقع على أنقاض قرية نِجد، وبين الكيبوتس وبين سمسم كانت تقع مدرسة عامرة بطلابها تخدم سمسم والقرى المجاورة.
    أبقار الكيبوتس ترتع داخل سياج يضم معظم المعالم التاريخية في سمسم، البيوت والمقبرة والمسجد. من يتوقع من الأبقار أن تحترم قدسية القبور؟ لا أحد.. فهي تصول وتجول في أراضي القرية، تترك روثها على القبور وحولها، لكنها أبداً لا تخرج من السياج، الذي تقف على حافته لافتةٌ نصبتها سلطة الحدائق والمحميات الطبيعية، تشير إلى أن المنطقة محمية طبيعية.
    العودة الي سمسم 1887851218038060


    المفتشون الذين رأونا سألوا: هل أحد منكم صياد؟. أجابهم الجميع بالنفي. لم يكن أحد ممن شاركوا في هذه الزيارة مسلحاً، سوى بالذكريات الحزينة. الصيد الوحيد الذي يمكن أن يكون في هذه الزيارة هو اصطياد الذكريات والحكايات التي نُسجت على جدران سمسم وبين زقاقاتها القديمة. هنا وهناك بين الأنقاض، تقع عيناك على قطعةٍ من الحديد، هذه طورية من الحديد.. إنها عريضة وتدلّ على أن من كان يحملها كان يتمتع بالنشاط والقوة، وهذه مهدّة من الحديد، ثقيلة للغاية، كانت تستعمل لتقطيع الأحجار.

    معالم القرية
    كانت مساحة القرية 1800 دونم، والسياج المذكور يقع على جزءٍ منها فقط. معظم الأراضي كانت مطوّبة، وقد قام الإنجليز عام 1944 بالمكوث في القرية وقاموا بحصر الأراضي وتسجيلها. هذا بالإضافة إلى مساحة شاسعة، ربما كانت ثلث مساحة القرية، كانت تعتبر أرضاً أميرية، مشاعاً لا يدعي أحد أنه يمتلكها.
    العودة الي سمسم 7599191218038082


    وصلنا إلى بئرٍ أخرى غير تلك التي رأيناها في شافة عواد، وهي تقع بين بيوت القرية، شرقي المسجد والخلوة. شجرة الزيتون الكبيرة لا تزال في موضعها، تحتضن أنقاض المسجد.. وأنقاض الخلوة التي كانت تُخزن فيها الطبول والأعلام الصوفية.
    العودة الي سمسم 2180831218038128
    أنقاض المسجد
    يشير أبو ذياب إلى حفر في الأرض، ربما كان عمقها أربعة أمتار، كل واحدةٍ تسمى مطمورة، وكانت تُخزن فيها الغلال من العدس والبقوليات لكي تستخدم في الزراعة في الموسم القادم.


    وعند مقام عرفج، هذا القبر الطويل الذي يقع بالقرب من شجرة السدر، تقع مقبرة كبيرة.. كانت تستخدم لدفن الموتى من
    ابو غربة
    ابو غربة
    مشرف مجلة اجراس العودة الثقافية مكتبة اجراس العودة الثقافية


    ذكر الجدي جنسيتك : جزائرية
    اعلام الدول : العودة الي سمسم Algeria_a-01
    نقاط : 913
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 10/03/2009

    العودة الي سمسم Empty رد: العودة الي سمسم

    مُساهمة من طرف ابو غربة الأحد 05 أبريل 2009, 12:12 pm

    القرية.
    مقام عرفج
    العودة الي سمسم 9078121218038039


    في طرف المقبرة قبور على مساحة نحو خمس دونمات، كانت القرية قد خصصتها لعائلة الطوري من أجل دفن موتاها. وكان أبناء عائلة الطوري يأتون من منطقة كحلة (شرقي رهط اليوم) لدفن الموتى، ربما إيماناً منهم بقدسية التربة.
    عند قبر جدّه
    العودة الي سمسم 707201218038104


    عند قبر جدّه إبراهيم يقف أبو ذياب، بينما لا يظهر من القبر سوى حجران هما نُصبا القبر. وعلى مقربةٍ منه يقع قبر محمود، أحد إخوة 'أبو ذياب'، والذي تقف أشجار الصبر عنده، تتدلى ثمارها ويسطع لونها الأحمر، رغم أننا في شهر أيلول.. لا يقطفها سكان سمسم منذ عام 1948. لكن 'أبو ذياب' له أمنية واحدة، أن يتم تحرير المقبرة وتنظيفها، لكي يتمكن الناس من زيارتها بكرامة، وربما بعد عمرٍ طويل أن يُدفن فيها قريباً من أخيه ومن جدّه.. أما قبر والده فهو في غزة حيث توفي لاجئاً ما بين النكبة والنكسة.

    أجداد وأحفاد
    من العائلات التي كانت تسكن القرية، عائلة فرج الله. تشرد أبناء هذه العائلة مثلما تشرد كل السكان، وسكن كثير منهم في مخيم جباليا. فمدينة غزة تقع على مقربةٍ من المكان، على مسافة تقدر بتسعة عشر كيلومتر.
    العودة الي سمسم 4994791218037991


    أحد أبناء هذه العائلة هو الحاج رمضان فرج الله المولود عام 1932، والذي ترك القرية وهو في السادسة عشرة من عمره. يعود الحاج رمضان كل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع إلى قريته سمسم، مع أبنائه وأحفاده. تماماً كالحاج أحمد عابد (أبو ذياب) الذي جاء مع حفيده.

    يسكن الحاج رمضان في مدينة الرملة، ويبلغ أفراد العائلة هناك نحو عشرين شخصاً هم تعداد أسرته وأسرة أخيه.

    كانت هجرته عام 1948 مع أهالي القرية من سمسم إلى مخيم جباليا القريب.. فقد كان الجميع يعتقدون أنها شدّة وتزول. تزوج هناك من زوجته الأولى، لاجئة من يافا وتسكن في مخيم الشاطىء. مكث في قطاع غزة حتى عام 1967، وفي عام 1970 تزوج زوجةً ثانية هي ابنة عمته من عائلة أبو لبن في الرملة، وبفضل ذلك تمكن من الحصول على إمكانية لم الشمل والبقاء في الرملة. ولم تكن هذه هي علاقة النسب الأولى بين عائلتي أبو لبن وفرج الله، بل كان هناك نسب قديم عندما كان السكان يعيشون كلٌّ منهم في قريته الأصلية.. عائلة فرج الله في سمسم، وعائلة أبو لبن في قرية زكريا.
    وسيم، آلاء، أحمد فرج الله، ليليان - من أهل القرية الأصليين
    العودة الي سمسم 3380951218038015


    وُلد أحمد، ابن الحاج رمضان من زوجته الأولى، في قطاع غزة عام 1961. وهو يسكن اليوم مع والده في مدينة الرملة ويعمل في كهرباء البيوت. مهنته مدّ الأسلاك بين نقاط الكهرباء، لكن هوايته هي مد جسور التواصل بين مدينة الرملة وبين قريته سمسم. يأتي أحمد مع والده، ومع أبنائه لزيارة القرية.. كانت المرة الأولى التي جاء فيها لزيارة سمسم في الثمانينيات، أما الآن فهو يقدّر عدد الزيارات بخمسين زيارة. اليوم المفضل للزيارة هو يوم السبت، وهو عطلة أسبوعية، يأتي مع أقربائه من الرملة ويمكثون في القرية 5-6 ساعات، وربما يبقون أحياناً حتى العاشرة ليلاً.. معهم من الطعام والشراب ما يكفي، معهم الكراسي والفرشات العربية، وهي كافيةٌ لأن تجعل من الزيارة متعةً حقيقية، لا يمكن لمن لم يجربها أن يذوق نكهتها الخاصة.

    يقول أحمد: نأتي بالأولاد ونريهم أراضينا، فربما يعودون في المستقبل.. ربما ترجع البلاد ويعطونا قطعةً صغيرة. ابنته آلاء طالبة الصف السادس، وليليان ابنة الصف الرابع، تؤكدان أن القرية جميلة لكنهما لا تمتلكان تفسيراً لماذا لا يسمح لهم اليهود بالعودة إلى هذه القرية. أما وسيم ابن الصف السادس والذي جاء مع عمه أحمد، فيؤكد أنه لو خُيّر بين البقاء في الرملة أو أن يبني بيته في سمسم لاختار الثانية.
    ابو غربة
    ابو غربة
    مشرف مجلة اجراس العودة الثقافية مكتبة اجراس العودة الثقافية


    ذكر الجدي جنسيتك : جزائرية
    اعلام الدول : العودة الي سمسم Algeria_a-01
    نقاط : 913
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 10/03/2009

    العودة الي سمسم Empty رد: العودة الي سمسم

    مُساهمة من طرف ابو غربة الأحد 05 أبريل 2009, 12:13 pm

    مدرسة القرية


    يقول محمد محمد شرّاب في كتابه 'معجم بلدان فلسطين' إنه في عام 1945 كان تعداد سكان القرية 1250 نسمة، وفيها جامع أنشأه 'الفقير أعليان' سنة 1191 هجرية، وأنه ربما كان إماماً ومدرّساً في الجامع حيث دُفن في ساحته هو وأولاده وأحفاده. أسست مدرستها عام 1943م وكانت قرية سمسم وقرية نجد المجاورة تدفعان أجرة اثنين من المعلمين.

    أمام هذه المعلومات التي تحويها الكتب، ليس لك إلا أن تعود للكتب التي لا تزال تمشي على الأرض... طلبنا من الحاج رمضان فرج الله 'أبو لطفي' أن يحدثنا عن المدرسة فقال: إنه تعلم في مدرسة سمسم الأميرية، حيث كانت أربعة صفوف في المدرسة من الأول حتى الرابع، يجلس جميع الطلاب في غرفة واحدة لكنهم مقسمون حسب الصفوف، فيما يقوم الشيخ رشيد غندور (وهو من سكان يبنه) بتدريس الأطفال. وفي عام 1947، قبل عامٍ واحد من النكبة، جاء معلم من قرية نِجد وقام بتدريس طلاب الصف الأول.

    أما الحاج أحمد عابد 'أبو ذياب' فقد تعلم هو الآخر حتى الصف الرابع. ويقول إن المدرسة كانت تعمل حسب النظام الإنجليزي، المرحلة الأولى هي من الأول حتى الرابع، ثم تأتي مرحلة الصفين الخامس والسادس والسابع، أما الصف الثامن فيسمى الأول ثانوي، وهناك التاسع وهو الثاني ثانوي، ثم بعد ذلك ينتهي تعليم المدارس. وقد كان في مدرسة سمسم حسبما يروي أبو ذياب تعليم حتى الصف السابع.

    ذبحوا نعمة بالسكين



    يروي لنا أبو لطفي، الأيام الأخيرة من حياة سمسم، وهو لا يزال يذكر الأسماء جيداً:

    كنّا بندرس الحبّ، أجو اليهود من الشقّة الغربية والشقة الشمالية.. لما أجا الخبر للناس الموجودين في البلد شردوا. كل البلد نزلت في الوادي الصغير وظلت تمشي باتجاه الوادي الكبير (وادي الحسي). ظل في البلد بنت من جماعتنا، قتلوها، ذبحوها بالسكين، اسمها نعمة، بنت عبد الله الحمدة.

    يواصل أبو لطفي: وكان شاب عاجز (أعمى) عمره 14 سنة، قتلوه، ودفنوه في صليبة الحب وولعوا فيه، وواحد ختيار عبد الهادي أبو سعده قتلوه، وفي واحد حسن درويش ظربوه بالبلطة في ثمه ورموه في البير... كثار....

    عندما يقول أبو لطفي 'كثار' يقصد أن العصابات اليهودية قتلت الكثيرين في المجازر التي قامت بها في سمسم... ويواصل حديثه معنا:

    إلي إبن عم، وهو ينقّي في تينات.. رجع يلقط التين في الليل ثار فيه لغم، دِريَت العيلة وراحوا أخذوا حمارة علشان يجيبوه عليها، راحوا أربعة. الأول بيستانهم والثلاثة ماتوا بلغم ثاني حطوه اليهود عند الجثة، الثلاثة هم حسن سليمان صالح والعبد محمد عبد الهادي وشحادة قطّش.. أما الرابع صالح محمد صالح فتوفي في حادث آخر.

    ويكمل أبو لطفي نهاية القصة، بأن الناس لجأوا أخيراً إلى الصليب الأحمر من أجل إعادة الجثث، فيما كان أهالي القرية لا يزالون في جباليا في انتظارهم.

    ويؤكد أن الناس كانوا في السنوات الأولى من النزوح يعودون إلى قريتهم متسللين، يبحثون عن بعض الثمار التي تركوها في حقولهم لعلهم يبيعونها ويعتاشون منها، ويخففون عن أنفسهم قساوة اللجوء. لكن هذا التسلل كان يكلفهم أرواحهم، تماماً كما يصف أبو لطفي ذلك بقوله: 'تقريباً كل يوم الناس ترمي حالها على الهلاك'.

    سقطت يافا في السادس عشر من أيار عام 1948. ويقول أبو لطفي إن سمسم سقطت بعد ذلك بيومٍ واحد.

    قرية برير تقع شرقي سمسم.. وقد سقطت قبل سمسم بيومٍ واحد. كان أهالي برير يزرعون البنادورة، وكانت البنادورة حمراء. يقول أبو لطفي إن محمد ابن عمه ذهب إلى برير لإحضار البنادورة، وأخذ معه حمارته. عادت الحمارة وهي تتأرجح وقد تلقت سبع رصاصات. أما محمد، الذي كان يلقب بلقب 'الديش' فقد تم إحضاره وهو 'مقطَّع خالص'!! ليس بالرصاص فقط، بل بالسكين.

    يجلس أبو ذياب بجانبنا، ويؤكد على حصول هذه المجازر، ويضيف: عيسى ناصر نزلوا عليه بلقّط فقّوس.. طخّوه.. وبالسنجة ظربوه.
    العودة الي سمسم 2402901218037940
    الطريق الأصلية التي تربط سمسم بقرية دير سنيد (ياد مردخاي اليوم)

    بارودة لكل ألف نفر


    يروي الحاج رمضان فرج الله (أبو لطفي) عن الرعب الذي شاع في قلوب الناس قبل الهجرة. كان هناك من العرب من ينقل أخبار المجازر في دير ياسين وغيرها، ويصف أبو لطفي هؤلاء العرب بأنهم 'طابور خامس' كانوا يخدمون اليهود بدعايتهم.

    وعندما سألناه: لو عادت عجلة الزمان إلى الوراء هل كان سيهرب من القرية؟ فاعترف بشكلٍ قاطع إنه كان سيبقى، وأن الرحيل كان خطأً وجريمةً وجهلاً. ويقول إنه حتى لو قام اليهود بارتكاب مجازر، فربما كان سيبقى طفل أو طفلين تنمو القرية من أصلابهما من جديد.

    ويحدثنا أن الجيش المصري كان يوزع الأسلحة على البلدان حسب حجمها، بارودة واحدة لكل ألف نفر تقريباً، قرية سمسم أخذت 8 بواريد، وبرير أخذت أربع بواريد. وهي بالطبع كمية غير كافية. كان الناس يبيعون الذهب من أجل شراء السلاح، 'كان مشط الفشك 25 قرش فلسطيني.. ونُصّ الحمولة معهاش قرش.. البارودة 100 ليرة.. وفي ناس باعوا ذهب واشتروا سلاح'.

    مستوطنة 'جفارعام' أقيمت قبل النكبة، شمالي قرية سمسم. ويروي لنا أبو لطفي أن عصابات 'الأرغون' كانت تأتي منها وتصنع المجازر. ويؤكد أن الإنجليز عندما غادروا المنطقة تركوا سلاحهم وأعطوه لليهود.

    'أنا برعى البقر جنب القبنية، وأنا قاعد برعى في جيّة حوالي 45-50 عسكري إنجليزي، ومرقوا ودخلوا في القبنية، هالحين غابت الشمس وروّحت في البقر. ثاني يوم سرحت مع الحلال، طلعوا الإنجليز خلوا السلاح للقبنية. لما بتدخل عليهم بسّ هاي المرة 45 بارودة، كيف بدنا نحارب اليهود؟'!!.

    الحديد أخذوه لخط بارليف


    يقول أبو لطفي إن زيارته الأولى لقرية سمسم كانت عام 1972.. كانت القرية مهدومة في ذلك الوقت. كانت بيوت القرية تستخدم في بنائها جسور حديدية تسمى الدوامر، والواحدة منها 'دامر'، يبدو أنها كانت في الماضي جزءاً من سكة الحديد العثمانية. يقول أبو لطفي إن اليهود عندما بنوا خط بارليف في سيناء كانوا بحاجة للحديد، فكانوا يهدمون البيوت ويأخذون الحديد.. وهناك بيت لم يكن الحديد مستخدماً في بنائه فبقي سالماً نوعاً ما.

    ويضيف: بعدها إلتقيت أنا وأبو ذياب، وكل سبت أو سبتين نزور القرية.

    أقرباء لعشيرة العقبي


    في زيارتنا إلى سمسم كنا برفقة نوري العقبي، رئيس جمعية مؤازرة وحماية حقوق البدو. جاء ليطلع على أحوال المقبرة وليفحص كيف يمكنه مساعدة الناس في تنظيف المقبرة وربما السماح لهم بتنظيفها وتسييجها وإبعاد الأبقار عنها.

    الرواية التي رواها أبو لطفي وأبو ذياب، أكدتا أن هناك وشائج قربى بينهما وبين نوري العقبي. وينقلان روايةً عن أن أول من أسس القرية كان رجلاً يسمى الصوار، والذي كبرت عائلته وأصبحت هي المالكة الأساس في القرية. ذات يومٍ جاء اثنان من عشيرة العقبي، فرج الله وأخوه عودة الله، وكانا يرعيان الأغنام. جاءا إلى عائلة الصوار وتزوجا وصارا يعملان في القرية. فرج الله خلّف تسعة أشخاص، أما عودة الله فلم يقل الراويان كم كانت ذريته.

    في أحد أيام العيد وقعت حادثة في القرية، بقي في أعقابها نفر قليل من الصوار، وأصبحت فيها الغالبية لعائلة رحيّم وهو من سلالة عودة الله وفرج الله. عائلة زيد وعابد هي من سلالة عودة الله، أما فرج الله فقد خرجت من أصلابه عائلات الصنجات والعواوده وفرج الله والمجادلة.

    من عائلة عابد التقينا في هذه الرحلة بالحاج أحمد عابد (أبو ذياب)، ومن عائلة فرج الله إلتقينا بالحاج رمضان فرج الله (أبو لطفي).. تجمعهما كل سبتٍ أو سبتين زيارة مشتركة إلى قرية سمسم، يستنشقان هواءها، ويراجعان معاً سيرة القرية... يعلِّمان الأحفاد دروساً عمليةً في الانتماء وحب الوطن.
    ذكرى
    ذكرى
    مشرف مجلة اجراس العودة الثقافية مكتبة اجراس العودة الثقافية


    انثى الثور نقاط : 115
    السٌّمعَة : 3
    تاريخ التسجيل : 26/02/2009

    العودة الي سمسم Empty رد: العودة الي سمسم

    مُساهمة من طرف ذكرى الإثنين 06 أبريل 2009, 11:12 pm

    مشكور على المعلومات
    والعودة حق كالشمس

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 17 مايو 2024, 7:17 am