لاجئون من منطقة الرملة والطيبة يعودون كل أسبوعين-ثلاثة أسابيع إلى قريتهم سمسم (شمالي سديروت) التي هُجروا منها عام 1948
* القرية أصبحت مرتعاً لأبقار كيبوتس أور هنير الذي يقع في جهتها الجنوبية
* السكان ينوون تنظيف المقبرة والحفاظ عليها
* خمسة دونمات في طرف مقبرة القرية كانت تستعملها عائلة الطوري لدفن موتاها
* من ذبح نعمة؟ من قتل الفتى الأعمى؟ وكيف قتل من ذهب لقطف حبات التين؟
* أخبار النقب زارت المنطقة برفقة سكان القرية وعادت بهذا التقرير
على مقربةٍ من البئر، بقيت قطعة كبيرة من الباطون، فيها قضبان حديدية ناتئة، كانت تستعمل مقعداً للمضخة التي كانت تنقل المياه من هذه البئر إلى حوضٍ يقع على بعد أمتار قليلة إلى الجهة الغربية، حيث يمتلىء هذا الحوض (أو البتيّة بلغة السكان) ويمكن حينها للماء أن يُستخدم لشرب الناس أو لسقي المواشي، فيما لا تزال ماسورتان من الحديد بارزتان في وسط الحوض كانتا تستخدمان لسكب الماء منه. وعلى جداره الجنوبي، قطعة من الطين تشهد بأحرفها العربية الواضحة أنه 'سبيل'، بالإضافة إلى كلمات الصلاة والسلام على سيدنا محمد.
وأبو ذياب، اسمه أحمد عابد، يسكن اليوم في منطقةٍ بين الطيبة وقلنسوة في المثلث، وهو من عائلة عابد التي كانت تملك حسب أقواله نصف أرض سمسم.
يعترف أبو ذياب لنا أنه عندما كان يخرج لرعي المواشي في أطراف القرية، كان كثيراً ما ينسى بعضها، وكان الرعيان يضطرون لإعادتها إلى بيته. كان صغيراً في السنّ حينها، وكل ما عاشه في هذه القرية لم يكن سوى تسع إلى عشر سنوات منذ مولده فيها وحتى رحيله (أو ترحيله).. لكنّ ذاكرته لم تخنه أبداً.. فهو يذكر أسماء الأودية والتلال وقطع الأرض بشكلٍ منقطع النظير، هنا وادي الهرابة، وهنا وادي الشيخ، وهنا عين أم رزق، وهناك الشوار،.. وهنا بيت فلان وبيت علان... وكأنه يرسم بعينيه ملامح القرية من جديد.
من الأرجنتين في أمريكا الجنوبية، قدم سكان كيبوتس 'أور هنير' الذي يقع جنوبي القرية. الكيبوتس نفسه يقع على أنقاض قرية نِجد، وبين الكيبوتس وبين سمسم كانت تقع مدرسة عامرة بطلابها تخدم سمسم والقرى المجاورة.
أبقار الكيبوتس ترتع داخل سياج يضم معظم المعالم التاريخية في سمسم، البيوت والمقبرة والمسجد. من يتوقع من الأبقار أن تحترم قدسية القبور؟ لا أحد.. فهي تصول وتجول في أراضي القرية، تترك روثها على القبور وحولها، لكنها أبداً لا تخرج من السياج، الذي تقف على حافته لافتةٌ نصبتها سلطة الحدائق والمحميات الطبيعية، تشير إلى أن المنطقة محمية طبيعية.
المفتشون الذين رأونا سألوا: هل أحد منكم صياد؟. أجابهم الجميع بالنفي. لم يكن أحد ممن شاركوا في هذه الزيارة مسلحاً، سوى بالذكريات الحزينة. الصيد الوحيد الذي يمكن أن يكون في هذه الزيارة هو اصطياد الذكريات والحكايات التي نُسجت على جدران سمسم وبين زقاقاتها القديمة. هنا وهناك بين الأنقاض، تقع عيناك على قطعةٍ من الحديد، هذه طورية من الحديد.. إنها عريضة وتدلّ على أن من كان يحملها كان يتمتع بالنشاط والقوة، وهذه مهدّة من الحديد، ثقيلة للغاية، كانت تستعمل لتقطيع الأحجار.
وصلنا إلى بئرٍ أخرى غير تلك التي رأيناها في شافة عواد، وهي تقع بين بيوت القرية، شرقي المسجد والخلوة. شجرة الزيتون الكبيرة لا تزال في موضعها، تحتضن أنقاض المسجد.. وأنقاض الخلوة التي كانت تُخزن فيها الطبول والأعلام الصوفية.
أنقاض المسجديشير أبو ذياب إلى حفر في الأرض، ربما كان عمقها أربعة أمتار، كل واحدةٍ تسمى مطمورة، وكانت تُخزن فيها الغلال من العدس والبقوليات لكي تستخدم في الزراعة في الموسم القادم.
وعند مقام عرفج، هذا القبر الطويل الذي يقع بالقرب من شجرة السدر، تقع مقبرة كبيرة.. كانت تستخدم لدفن الموتى من
* القرية أصبحت مرتعاً لأبقار كيبوتس أور هنير الذي يقع في جهتها الجنوبية
* السكان ينوون تنظيف المقبرة والحفاظ عليها
* خمسة دونمات في طرف مقبرة القرية كانت تستعملها عائلة الطوري لدفن موتاها
* من ذبح نعمة؟ من قتل الفتى الأعمى؟ وكيف قتل من ذهب لقطف حبات التين؟
* أخبار النقب زارت المنطقة برفقة سكان القرية وعادت بهذا التقرير
تقرير: محمد يونس
عندما وقفتُ على حافة البئر العميقة في قرية سمسم، المبنية بشكلٍ دائري، لم أتمكن من رؤية قعرها. وقد اقتنعتُ بعجزي عن رؤيته فيما كان 'أبو ذياب' يشهد بصوته الجهوري إن قعرها يتواجد على بعد 83 متراً.على مقربةٍ من البئر، بقيت قطعة كبيرة من الباطون، فيها قضبان حديدية ناتئة، كانت تستعمل مقعداً للمضخة التي كانت تنقل المياه من هذه البئر إلى حوضٍ يقع على بعد أمتار قليلة إلى الجهة الغربية، حيث يمتلىء هذا الحوض (أو البتيّة بلغة السكان) ويمكن حينها للماء أن يُستخدم لشرب الناس أو لسقي المواشي، فيما لا تزال ماسورتان من الحديد بارزتان في وسط الحوض كانتا تستخدمان لسكب الماء منه. وعلى جداره الجنوبي، قطعة من الطين تشهد بأحرفها العربية الواضحة أنه 'سبيل'، بالإضافة إلى كلمات الصلاة والسلام على سيدنا محمد.
على مقربةٍ من البتية، يقع البيت الذي عاش فيه أبو ذياب منذ ولادته عام 1939 وحتى هجرته عام 1948. يقف أبو ذياب، وسط البيت ويقول لي: أنا أقف في الليوان، وهنا في طرف البيت كانت أمي تقف وتنادي 'هيه يا ولد..' فأسمعها وأعود بالغنم.. فالبيت يقع على تلة تسمى شافة عواد، وفي أسفلها مرجٌ فسيح.
أبو ذياب وسط بيته الذي عاش فيه حتى عام 1948
وأبو ذياب، اسمه أحمد عابد، يسكن اليوم في منطقةٍ بين الطيبة وقلنسوة في المثلث، وهو من عائلة عابد التي كانت تملك حسب أقواله نصف أرض سمسم.
يعترف أبو ذياب لنا أنه عندما كان يخرج لرعي المواشي في أطراف القرية، كان كثيراً ما ينسى بعضها، وكان الرعيان يضطرون لإعادتها إلى بيته. كان صغيراً في السنّ حينها، وكل ما عاشه في هذه القرية لم يكن سوى تسع إلى عشر سنوات منذ مولده فيها وحتى رحيله (أو ترحيله).. لكنّ ذاكرته لم تخنه أبداً.. فهو يذكر أسماء الأودية والتلال وقطع الأرض بشكلٍ منقطع النظير، هنا وادي الهرابة، وهنا وادي الشيخ، وهنا عين أم رزق، وهناك الشوار،.. وهنا بيت فلان وبيت علان... وكأنه يرسم بعينيه ملامح القرية من جديد.
أبقار الكيبوتس
من الأرجنتين في أمريكا الجنوبية، قدم سكان كيبوتس 'أور هنير' الذي يقع جنوبي القرية. الكيبوتس نفسه يقع على أنقاض قرية نِجد، وبين الكيبوتس وبين سمسم كانت تقع مدرسة عامرة بطلابها تخدم سمسم والقرى المجاورة.
أبقار الكيبوتس ترتع داخل سياج يضم معظم المعالم التاريخية في سمسم، البيوت والمقبرة والمسجد. من يتوقع من الأبقار أن تحترم قدسية القبور؟ لا أحد.. فهي تصول وتجول في أراضي القرية، تترك روثها على القبور وحولها، لكنها أبداً لا تخرج من السياج، الذي تقف على حافته لافتةٌ نصبتها سلطة الحدائق والمحميات الطبيعية، تشير إلى أن المنطقة محمية طبيعية.
المفتشون الذين رأونا سألوا: هل أحد منكم صياد؟. أجابهم الجميع بالنفي. لم يكن أحد ممن شاركوا في هذه الزيارة مسلحاً، سوى بالذكريات الحزينة. الصيد الوحيد الذي يمكن أن يكون في هذه الزيارة هو اصطياد الذكريات والحكايات التي نُسجت على جدران سمسم وبين زقاقاتها القديمة. هنا وهناك بين الأنقاض، تقع عيناك على قطعةٍ من الحديد، هذه طورية من الحديد.. إنها عريضة وتدلّ على أن من كان يحملها كان يتمتع بالنشاط والقوة، وهذه مهدّة من الحديد، ثقيلة للغاية، كانت تستعمل لتقطيع الأحجار.
معالم القرية
كانت مساحة القرية 1800 دونم، والسياج المذكور يقع على جزءٍ منها فقط. معظم الأراضي كانت مطوّبة، وقد قام الإنجليز عام 1944 بالمكوث في القرية وقاموا بحصر الأراضي وتسجيلها. هذا بالإضافة إلى مساحة شاسعة، ربما كانت ثلث مساحة القرية، كانت تعتبر أرضاً أميرية، مشاعاً لا يدعي أحد أنه يمتلكها.وصلنا إلى بئرٍ أخرى غير تلك التي رأيناها في شافة عواد، وهي تقع بين بيوت القرية، شرقي المسجد والخلوة. شجرة الزيتون الكبيرة لا تزال في موضعها، تحتضن أنقاض المسجد.. وأنقاض الخلوة التي كانت تُخزن فيها الطبول والأعلام الصوفية.
أنقاض المسجد
وعند مقام عرفج، هذا القبر الطويل الذي يقع بالقرب من شجرة السدر، تقع مقبرة كبيرة.. كانت تستخدم لدفن الموتى من
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر