ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

ملتقى أجراس العودة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملتقى أجراس العودة

سياسي، ثقافي ، اجتماعي، إخباري


    ديمقراطية فلسطينية أم تجاوزات متبادلة؟

    كتائب ابو علي
    كتائب ابو علي
    مشرف مجلة اجراس العودة الثقافية مكتبة اجراس العودة الثقافية


    ذكر الميزان جنسيتك : فلسطينية
    اعلام الدول : ديمقراطية فلسطينية أم تجاوزات متبادلة؟ Palestine_a-01
    نقاط : 511
    السٌّمعَة : 2
    تاريخ التسجيل : 04/03/2009

    ديمقراطية فلسطينية أم تجاوزات متبادلة؟ Empty ديمقراطية فلسطينية أم تجاوزات متبادلة؟

    مُساهمة من طرف كتائب ابو علي الإثنين 27 أبريل 2009, 1:37 pm

    جاء خريف 1948 كئيباً على جماعات اللاجئين في قطاع غزة، والصورة التي ما زالت عالقة في الذاكرة، تتكون من الخيام المنتشرة على الكثبان الرملية جنوب حي الرمال في مدينة غزة، والتي أصبحت تحمل اسم «كامب حلزون». وكانت مدينة الخيام هذه تحوي نوعين من الخيام التي توزعها هيئات الإغاثة الدولية، في المرحلة التي سبقت تشكيل «وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين»، والتي أصبحت تعرف باسمها المختصر الـ(أونروا) UNRWA, وكان النوع الثاني يسمى «الكوخ» وكانت تمنح للعائلات كثيرة العدد.

    وكان كامب حلزون «أزيل فيما بعد» يفتقر إلى مياه الشرب الجارية، والى مجاري الصرف الصحي، ولنتصور عناء المرأة الفلسطينية شديدة الحياء.

    عاش اللاجئون أيامهم الأولى في الخيام وكأنهم في معسكر كشفي، فلم يدر بخلدهم انهم غادروا مدنهم وقراهم لآخر مرة. فعلى الصعيد الشعبي لم يكن اللاجئون على دراية بالواقع العسكري والسياسي الذي اخذ يتشكل من حولهم، فعاشوا على الأوهام التي تبثها البلاغات العسكرية العربية الكاذبة، ومن الشائعات التي انطلقت بعد تشكيل «لجنة التوثيق الدولية» والتي بدأت اجتماعاتها في لوزان «سويسرا»، إن اليهود «حيث إن اسم إسرائيل لم يكن قد شاع» منهمكون في إزالة الأسلاك الشائكة من حول المناطق العربية المحتلة (فكوا التيل) لتسهيل عودة المهاجرين (ولم يكن اسم اللاجئين قد شاع هو الآخر) إلى ديارهم، واستمرت هذه اللعبة المخادعة ما بين آذار 1949، وأيلول من نفس السنة.

    بعد مجيء الـ(أونروا)، بدأت تتحول مخيمات المهاجرين إلى معسكرات للاجئين الفلسطينيين، حيث نقل المهاجرون من كامب ديفيد في غزة، إلى ما أصبح يعرف بمعسكر الشاطئ، وأقيم معسكر آخر للاجئين في جباليا، بعد أن ضاق معسكر الشاطئ بساكنيه.

    أصيب المهاجرون الفلسطينيون بخيبة أمل كبيرة عند نقلهم إلى معسكرات اللاجئين، فقد كانت الخيمة على ما في الحياة فيها من عناء، توحي للمهاجرين بأن إقامتهم مؤقتة، ولذلك انتقلوا على مضض إلى المنازل الصغيرة الثابتة في معسكرات اللاجئين، لأنها أوحت لهم بأن الإقامة أصبحت ثابتة، وان العودة سلما أو حربا، ليس بتلك السهولة.

    يزيد عدد رعايا وكالة الغوث (الـ(أونروا)) اليوم عن أربعة ملايين لاجئ فلسطيني، وتصنف الـ(أونروا) ومعها «الأمم المتحدة» من قبل زعماء إسرائيل، في دائرة الأعداء، وتتعرض الحكومة الأميركية إلى هجوم متواصل من الدوائر الصهيونية والمحافظين الجدد، بسبب الدعم السنوي الذي تقدمه للـ(أونروا) لأن هذه الدوائر تعتبر أن الـ(أونروا) والحكومة الأميركية تشتركان في إدامة «قضية اللاجئين الفلسطينيين» حية أمام أنظار المجتمع الدولي، فقد كانت معسكرات اللاجئين إجابة قائمة وحية، عندما حاولت غولدا مئير إنكار وجود الشعب الفلسطيني.

    والذي نخشاه في الوطن البديل ليس الإقامة المؤقتة فيه، بل الروح الوطنية الفلسطينية التي حملها الفلسطيني في عقله وقلبه أينما حلّ أو ارتحل، والمكابدة التي تعانيها هذه الروح، بيئات جديدة ومتغيرة، هذه المكابدة التي تبدو في صور مختلفة، بسبب العوامل التي تختلف تبعا للاختلاف بين البيئات في مجالات الثقافة والسياسة والاقتصاد.

    لعل أقسى ألازمات التي واجهها الفلسطينيون كانت في الدول الشقيقة، بسبب الأنانية والتمييز ضدهم، المنبعثة من مخلفات العقلية القبلية، وقد استثمرت سياسة منع «توطين اللاجئين الفلسطينيين» في الأقطار العربية، استثمارا بغيضا، من قبل الأشقاء العرب، وسوف نعرض صورا من الواقع الحي.

    فنبدأ بصدمة في القلب، ثم ننتقل إلى الأطراف، قد لا يعي الكثيرون من الفلسطينيين وغير الفلسطينيين، إن الأراضي الفلسطينية قد تحولت إلى «وطن بديل» فان مجموع التنظيمات الفلسطينية المسلحة، والمتحالفة مع قوى خارجية بلا استثناء، لا تتجاوز في مجموعها «1٪)، واحدا من مائة من مجموع الشعب الفلسطيني الذي تصادر إرادته، وتحتكر القرار السياسي دونه، لصالح أجندات خارجية لا تتفق مع مصالحه، إذن فلا حرية ولا ديمقراطية في الأراضي الفلسطينية، وإنما هو تمزق بين القوى التي تغوي بالمالي وتهدد بالبنادق.

    قبل الالتفات إلى الآخرين، نريد أن ننظر إلى أنفسنا في المرآة، ونتابع النقد الذاتي لأنفسنا بموضوعية، في محاولة دؤوبة لتطوير أدائنا وتنمية قدراتنا، فالعقل السياسي الفلسطيني الشائع هذه الأيام، يخلط بين النظام الديمقراطي الذي دأبه الاستقرار، وبين التوازن الفئوي بين الجماعات السياسية المختلفة، التي تستبدل الولاء الوطني بالولاءات الفئوية، والتي ترجع في جذورها إلى عقلية قبلية لا تحترم السلطة الوطنية العامة والجامعة، وتتعايش على قاعدة التجاوزات المتبادلة، القائمة على توازن القوى في غياب القانون.

    نريد أن نركز عيوننا على عيوننا، في المرآة كذلك، في مكاشفة مع الذات، لنرى أننا كمواطنين وكشعب، لا نلتزم بالقانون ولا نراعي آداب السلوك في الأراضي الفلسطينية، والمزري أن مثل هذه الأعمال الشائنة، تحولت إلى مفاخر، يتصور المنحرفون بين أبناء شعبنا أنها ترفع مراكزهم الاجتماعية، مع أن هؤلاء وأشباههم، عندما يقيمون ويعملون في الدول العربية، فان الحرص على مصادر رزقهم، يدفعهم في كثير من الأحيان إلى التنازل عن كثير من حقوقهم، وليس فقط الامتناع عن اغتصاب حقوق غيرهم.
    كتائب ابو علي
    كتائب ابو علي
    مشرف مجلة اجراس العودة الثقافية مكتبة اجراس العودة الثقافية


    ذكر الميزان جنسيتك : فلسطينية
    اعلام الدول : ديمقراطية فلسطينية أم تجاوزات متبادلة؟ Palestine_a-01
    نقاط : 511
    السٌّمعَة : 2
    تاريخ التسجيل : 04/03/2009

    ديمقراطية فلسطينية أم تجاوزات متبادلة؟ Empty رد: ديمقراطية فلسطينية أم تجاوزات متبادلة؟

    مُساهمة من طرف كتائب ابو علي الإثنين 27 أبريل 2009, 1:37 pm

    نعود الآن إلى المنّ والأذى في ديار الأشقاء، والى الرحب والسعة في ديار الغرباء، وفي الحالين لم يكن هناك ما هو شرّ كله، أو ما هو خير كله، في مسألة الوطن البديل في حالته المؤقتة.

    كان لمصر على الصعيد العربي، دور متميز في التنمية البشرية الفلسطينية، فمعظم الذين نزحوا إلى قطاع غزة 1948 جاءوا من مناطق ريفية تعمل في الزراعة وتعيش عليها، وقد أدى نشر التعليم في قطاع غزة، وفتح أبواب الجامعات المصرية أمام الطلاب الفلسطينيين لأبناء قطاع غزة، وكفالتهم ماليا بالمنح التي تقدمها كل من الحكومة المصرية ووكالة الغوث الدولية الـ(أونروا) للطلاب، كل ذلك أدى إلى تأهيل المئات ثم الآلاف منهم لمهن عالية، في الطب والهندسة ومختلف التخصصات التي فتحت لهم مجال العمل في دول عربية، غنية وحديثة التكوين، مما ساعد على رفع المستوى الاجتماعي لأسرهم في قطاع غزة والضفة الغربية.

    أما الجانب السلبي في هذه الظاهرة، فهو أن تعليم الفلسطينيين اتجه إلى سد حاجة المجتمعات العربية سعيا وراء سوق العمل، فأكثروا من الطب والهندسة.

    إن الأوطان العربية البديلة التي رحبت بالفلسطينيين، طلابا ومهنيين، كلاجئين فلسطينيين غير مسيسين، بدأت تضيق ذرعا بهم عندما بعث الفلسطينيون كثوار وساسة منذ ستينات القرن الماضي.

    وتحولوا إلى قضايا أمنية في الأوطان العربية البديلة، فأخذت الحرب النفسية تستهدفهم على أنهم خطر يهدد الرخاء والاستقرار.

    تحت ضغط الحاجة، خضع الفلسطينيون للضغوط في الأقطار العربية المختلفة، فتقربوا إلى الحكام، خشية ملاحقتهم بالتعبير عن المزيد من الولاء لهم، وهكذا تفتت الفلسطينيون وانقسموا وتخاصموا كانعكاس لا حيلة لهم فيه، للحالة التي وصلت إليها العلاقات العربية ـ العربية، وذاقوا مرّ العذاب عند تبدل الأنظمة وخاصة في مصر بعد عبد الناصر وفي العراق بعد صدام حسين.

    أما الرحب والسعة في ديار الغرباء، فإنها تأتي كثمار للديمقراطية الحقيقية التي تسود في تلك المجتمعات، فان الفلسطيني يستطيع أن ينتقد ويصب لعنته على حكام لندن وواشنطن في عقر داهم، دون أن يمنعه احد من ممارسة هذا الحق ما دام لا يقتل ولا يدمر.

    وفي المقابل، هل سمع احد منكم بفلسطيني واحد يستطيع أن يقف أمام مقر حاكم عربي، لا لينتقده، بل ليهتف بحياته؟

    إن الأنصار في هذا الزمن العربي الكالح، يتواجدون في أيسلندا، والسويد، وكندا، واستراليا، وربما بعيداً في أطراف موريتانيا واليمن، حتى لا نظلم أحداً.

    هل يستطيع احد أن يدلنا على المساحة التي يستطيع الفلسطينيون أن يتحركوا فيها داخل الدائرة العربية؟

    إنها خصوصية الاضطراب الفلسطيني في انه لا حل له، ما دامت الحياة السياسية العربية على هذا المستوى من الهبوط.

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 20 مايو 2024, 5:07 pm