الطوبيا والأسرة لك أجراس العودة

الطوبيا والاسرة

الاسرة ليست هى الخلية الاساسية للمجتمع كما تعلن بعض الدساتير القديمة, (علي الاقل يجب ان ناجذ هذه المقولة بشيء من الحذر)
فالاسرة والمجتمع متنافران ذلك لان المبدا الرابط في الاسرة هو الحب والعاطفة وفي المجتمع هو المصلحة او العقل او كلاهما ومعا, وكل درجة تطور في المجتمع يقابلها حيف الاسرة بنفس الدرجة فاذا تم تطبيق المبدا الاجتماعي بكل نتائجه –اى وصل الى وضع الطوبيا – تلاشت الاسرة, فالاسرة باعتبارها حاضنة العلاقات الرومانسية والشخصية الحميمة في تعارض مع جميع مبادئ الطوبيا .. تضيق دائرة الاسرة حتى اصبح الاجتماع في علاقة زواجية مستحيلا من الناجمة العملية وفي النهاية لا بيقى سوى الفرد وحده مع علاقة سائبة بالجنس الاخر ..هدا الانحلال يتوقف الزواج ..
في هذا المناخ يصبح حمل الاطفال متحررا من اى عاطفة لانه مجرد وظيفة او شكل اشكال الانتاج..
في مجتمعات الطوبيا تتحول جميع اساسيات الوجود النساني من اجتماعية ومادية معنوية من الاسرة الى المجتمع..تقول داعية تحرير المراة الفرنسية (سيمون دى بوافوار : ستظل المراة مستعبدة حتي يتم القضاء علي خرافة الاسرة وخرافة الامومة والغريزة الابوية) ولا تقضى الحضارة الغربية علي الاسرة فقط من الناحية النظرية, وانما تفعل ذلك في الواقع ايضا . فقد كان الرجل اول من هجر الاسرة ثم تبعته المراة واخيرا الاطفال. ونستطيع ان نتتبع القضاء علي الاسرة في كثير من الجوانب..
فعدد حالات الزواج في تقهقر مستمر مع تزايد في نسبة حالات الطلاق, وتزايد في عدد النساء العاملات وزيادة مطردة في عدد المواليد غير الشرعيين, وزيادة مستمرة في عدد الاسر التى تقوم علي احد الوالدين فقط هي الام .. اخ.
وفي استبيانات فرنسة مع طالبات المدارس اصبحت الرغية في الزواج ترد في اخر القائمة, بينما تحتل الرغبة في الاستقلال الحياة السائبة المركز الاول .
ونشر معهد استكهولم للبحوث الاجتماعية نتائج مسح اجراه سنة 1972م نعرف منه ان النساء اللائى يذهبن الي دور الدعارة في اكثر الحالات نساء ميسورات الحال, وانما اصبحن مدمنات للدعارة فقط لاهن يستعذبن هذا الاسلوب من اساليب الحياة السائبة.
والنتيحة انتشار للطلاق وانفصام عرى الاسر وهروب الاطفال من البيوت .. وفي الاوضاع المتردية يجد المسنون انفسهم في اسوا حال .. فهذه الحضارة العقلانية تفصل العالم علي مقاس الشباب واهوائهم ومزاحهم.
غابت الام من البيت وتخلت عن واجبها التربوى فهي تلد فقط, اما التربية فتتولاها الحضانة التي لا تربي انسانا بل تنشئ عضوا في المجتمع .. تصمم مواطنا يسكن الطوبيا.
فبدلا من التربية والتنشئة الانسانية نواجه عملية تكنولوجية كاننا بازاء انتاج دواجن.
وترتفع علي راس هذه المجتمعات العبارة الماركسية الشهيرة كما وردت في كتاب (راس المال): ان الاطفال من كلا الجنسين يجب حمايتهما من الابوين!..فلا غرابة في هذه الاجواء ان تنهار نسبة المواليد حتى تصل المجتمعات الغربية الي درجة الصفر في النمو, وتزداد اعداد المرضى بامراض عقلية .. ويحدث هذا في اكثر بلاد الدنيا غنى وصحة!..

المجتمع والجماعة

وفى الحديث عن الاسرة اشار عزت بيجوفيتش الى ان الاسرة والمجتمع متنافران وقد يؤخد من هدا انه يرفض المجتمع كما يعتقده
الاخرون
وليس هدا بصحيح انما اراد ان يوضح لنا ان هذا المصطلح الغربي للمجتمعات الانسانية ينطوي على كيان مادي تقوم فيه العلاقات على اساس مادي وتبادلها فلا وجود
للروابط الاسرية او العاطفة فالمجتمع من هده الناحية ضرورة حياة وهدا هو المصطلح المادي
اما المصطلح الاسلامي للتجمعات الانسانية هو الجماعة التى تقوم العلاقات فيها على الاخوة فادا كان المجتمع يمثل من الناحية (البرانية )للتجمعات البشرية فان الجماعة
تمثل الناحية (الجوانية )الجوهرية لهده التجمعات ,لانها تحتضن روح الانسان ومشاعره وهويته الحقيقية 00وفى هدا يقول بيجوفيتش :يجب ان نفرق بين المجتمع الدي هو مجموعة (برانية)
من الأفراد تجمعوا على أساس من المصلحة وبين الجماعة التى هي مجموعة (جوانية)من الناس اجتمعو على اسا من الشعور بالانتماء 0
المجتمع قائم على المطالب المادية والجماعة قائمة على المطالب الروحية 00على الأشواق 0
الناس فى المجتمع أعضاء مجهولون تجمعهم المصلحة وتفرقهم (النظرة المادية)وفى الجماعة يكون الناس اخوة تجمعهم افكار واحدة كما تجمعهم الثقة وبااختصار :شعورهم باانهم واحد00
يوجد المجتمع لانه يسهل لنا الحصول على المنافع ويضمن بقاءنا 00فالطفل لايمكنه البقاء دون مساعدة الأخرين 00والكبير لايستطيع العيش عيشة ميسرة بدون معية الاخرين
وهذا هو مصدر قيام المجتمع بمعناه(البراني)00ولدا يمكننا ان نستخلص من هدا ان طموحات الانسان للحياة فى مجتمع لاتنبع من وجوده الحقيقي وانما من الضرورة 0
فالسعي فى المشاركة فى مجتمع لايتم من ناحية الاعتبارات الجوهرية فى الانسان وانما من اجل المنافع التي يوفرها المجتمع .المجتمع تحكمه قوانين البقاء للاصلح ..قوانين التبعية والاستغلال ..او على احسن الفروض القوانين
التى تسمح بالمشاركة بالمصالح .لكن الجماعة وحدها هى التى تعرف العدالة وتبادل المعونة والتضامن والاخوة .
ولقد نشأ كثير من سوء الفهم نتيجة للخلط غير الواعي بين هدين المصطلحين

وكاني بك ايها الحر تريد بالاساس مهاجمة الماركسية والمتعلقة بهذا الخصوص

ايها الحر
نعترف انه اصبح هناك خلل في المجتمعات والاسس القائمة عليها ويؤسفني القول انه حتى في المجتمعات الاسلامية بات الخلل واضح للعيان ...يبدو انه حتى الدين لم يعد يحمي الهجمة الامبريالية الثقافية علينا او يحمي اسرنا من العولمة

كل الشكر للحر راهب الفكر وننتظر الباقي

أولا الحرة جولي ,,,,,ليس انا من يقصد بل الكاتب الذي يقصد وهو الرئيس المسلم ولاتنسي أنه عاش فى ظل الاحتلال الشيوعي للبوسنة والهرسك والشيشان ومعظم دول القوقاز
بخصوص الخلل فى المجتمعات الاسلامية فهو خلل قائم على الأسس التى نحن قمنا عليها وليس على الاسلام
فكل الدول العربية دول علمانية وتحتكم للديمقراطية حتى رأس العلمانية السعودية
فالخلل فى الاحكام التى نحتكم عليها وليس فى الاسلام فنحن مسلمون فقط فى الهوية وليس فى التطبيق

وشكرا لك
ودمتي

الحر راهب الفكر
يبدو انك مقتنع تماما بما ذكره الرئيس المسلم
ما افهمه انا هو انه دائما يكون الخلل في التطبيق وليس في التشريع سواء في الاديان او الايديولوجيات المختلفة

المهم ما تعانيه الاسر اليوم هو فعلا نتيجة غرس فكرة الفردية في المجتمع واعتبار الفرد هو الاساس وليس الاسرة ككل

كلامك جميل أيميل
فالأسرة تعاني من مشكلة الفردية فى المجتمع وإعتبار الفرد الأساس وليس الأسرة
ولكن من هو الذي دعي الى الفردية أليست هى الأفكار الهدامة والمنحلة فى هذا العالم وعلى رأسها الشيوعية المظلمة
التى نادت بفردية الانسان وانه أساس كل شئ وانه أيضا ملك للعام وللدولة وهو نفسه ليس ملك لنفسه
وأليست هى التى نادت بتحطم كل القيود التى تحول بين فرد وأخر مهما كانت هذه القيود والعلاقات
وعلى سبيل المثال ينظرون الى الأخت كالزوجة وينظرون الى الزوجة كبنت الجيران وكله زي بعضه
وهذا تدمير شجع للشعوب
ولكن الاسلام لم ينادي بالفردية بل نادي بالأسرة الكاملة المتكاملة التى تعتبر اللبنة الأولي للمجتمع
والصالحة لاستمرار القيم والمفاهيم الاجتماعية , تلك الأسرة التى تعيش على احترام الاخرين ومشاعرهم
وهذا ماأراد توضيحه الاسلام والرئيس بيجوفيتش
وشكرا لك إيميل الناصري

الحر راهب الفكر
بداية تقبل شكري واحترامي لكل ما تحاول تقديمه في هذا الملتقى وحقا لمن دواعي سروري تواجدك بيننا

ثانيا لم افهم العنوان، فهل المقصود فيه الملتقى ام انا؟

ثالثا وهو الاهم ...لا يمكنني باي حال من الاحوال ان انكر تنظيم الاسلام للمجتمع بوجه عام وللاسرة بالخصوص...رغم محاولات الكثيرين التشكيك في ذلك...فانا ارى المشكلة ابدا ودوما في التطبيق للتشريع وليس في التشريع نفسه . وهذا ينطبق على كل المعتقدات

رابعا...لم افهم مصطلح الشيوعية المظلمة الذي اوردته في ردك على الحر ايميل الناصري...فهل ترى في الشيوعية ظلاما ؟ رغم اني اعرف انتماءك الحزبي والذي يسترشد بالفكر الماركسي الشيوعي؟

ارجو الايضاح ايها الحر راهب الفكر..مع تمنياتي بمواصلة الاستمرار فيما بدات


تقبل مني كل الاحترام والتقدير

أولا شكرا لمرورك الكريم
فالمقصود أنتى وليس الملتقي
بخصوص الامشكلة فى التطبيق وليس فى التشريع فهذا
لايختلف عليه إثنان إطلاقا

بخصوص الشيوعية المظلمة نعم أنا أقصد الشيوعية نفسها التى أنت تعتقدينها وبالفعل هى ظلام وماهي الا حجر على رقعة الشطرنج العالمية تحرك كما تحرك باقي الافكار وانا بعتقد أنو وضحت فى هيك موضوع كثير وإذا حابة نخوض اكثر فأان جاهز
ولو تفضلتي بالدخول فى ملتقي النسر الأحمر فى منتدي النقاش الحر
بتلاقي الى كم موضوع بخصوص هذا الجانب فياريت تقرأيها وانا بكون ممنون لو تفضلتي بالتعليق

بخصوص أنتمائي للجبهة فهو انتيمائي للجبهة وليس للفكر وانتى وضحتي ظانها تسترشد وليس تتبني
اى تاخد مايناسبها واحتمال فى يوم ما أن تترك فليس هناك شئ مطلق

راهب الفكر كتب:أولا الحرة جولي ,,,,,ليس انا من يقصد بل الكاتب الذي يقصد وهو الرئيس المسلم ولاتنسي أنه عاش فى ظل الاحتلال الشيوعي للبوسنة والهرسك والشيشان ومعظم دول القوقاز
بخصوص الخلل فى المجتمعات الاسلامية فهو خلل قائم على الأسس التى نحن قمنا عليها وليس على الاسلام
فكل الدول العربية دول علمانية وتحتكم للديمقراطية حتى رأس العلمانية السعودية
فالخلل فى الاحكام التى نحتكم عليها وليس فى الاسلام فنحن مسلمون فقط فى الهوية وليس فى التطبيق

وشكرا لك
ودمتي

ايها الحر راهب الفكر
شكرا على اهتمامك في الرد علي
اولا انا لا اعتبر ان هناك كان احتلال شيوعي، هم كانوا جزء من الااضي التي وافقت على الانضمام تحت مسمى الاتحاد السوفيتي وكانت تعامل كانها جزء من الدولة..
انا مع فصل الدين عن الدولة ولا اعتبر الدول العربية علمانية فهي لم تصل بعد الى هذا هي دول تابعة وتاخذ بالقشور فقط

الحرة جولي بعد التحية اولا كلامك غير صحيح ومدد الشيوعي كان فى بلاد القوقاز عبارة عن إحتلال مهيمن بكل
أشكاله الموجودة الثقافية والفكرية والاجتماعية
وعفوا مين اللى قالك انو الشيشان والبوسنة والهرسك وافقت على أن تنظم تحت الاتحاد السوفيتي ومين هي الدول اللى وافقت على ان تنظم تحت الاتحاد السوفيتي , فعفوا أنتى ملخبطة مفيش دولة فى العالم تقبل أن تعيش تحت أى اتحاد سياسي مهيمن كان
وكل دول الاتحاد السوفيتي سابقا من الشيشان الى أوكرانيا حتى أوسيتا كلهم أحتلوا احتلال وبقوة الدم وبالقوة
والتريخ يذكر أن الجيش الاحمر والحكومة الشيوعية قامت بقتل مليون شخص فى الشيشان وقامت بهدم ألفين مسجد وكنيسة وحولتهم الي أاماكن دعارة وإصطبلات للخيل ومراقص ولا هذا كمان موافقة لانضمامها تحت الاتحاد السوفيتي
وإذا كان الرئيس البوسني نفسه يندد فى هيمنة روسيا على البوسنة والهرسك ويعتبرها إحتلال فكيف تعتبريها انتى
إنضمام وموافقة

بخصوص إيمانك بفصل الدين عن الدولة فهذا رأيك وانتى حرة فيه فلأحد دخل فيه
بس انا لا أؤمن بذلك لأنه نظام فاشل ودليل فشله أن حقبة زمنية مرت على الدول
العربية ولحتى الان تمارس العلمانية وبكل وضوح ولم تحقق شئ , وبخصوص إعتبارك للدول العربية ليست علمانية
فأنتى مخطئة بل هى تمارس قمة العلمانية ولكن لتحررك الشديد لاترين ذلك وتعتبرينها ليست علمانية , فإذا كانت تونس تحارب
وتمنع الحجاب فى كل مؤسساتها أكثر مامنعتها فرنسا الغربية نفسها فأليس هذا علمانية ومصر وسوريا والاردن وعلى راسهم السعودية وكل الدول العربية أليست علمانية بحتة تمارس دورها
بخصوص انها لم تصل بعد إلي العلمانية فنحن نتمني ذلك

وعلى فكرة هيمنة الدول العربية ومحاربتها للأسلام بكل أشكالها لايعتبر نقصا للعلمانية بل تعزيزا لها
ودمتم