في ظل الأوضاع الصعبة التي يعاني منها قطاع غزة، والحصار المفروض عليه وارتفاع نسبة البطالة يمتهن معظم أبناء القطاع وحتى النساء منهم «جمع الخردة» باعتبارها المهنة الوحيدة المتاحة لهم في ظل نقص الاحتياجات والبضائع والسلع حيث «تدر» على أصحابها المال الذي يستطيعون منه العيش الكريم.
في ساعات مبكرة من صباح كل يوم يصحو أبو أحمد (27 عاماً) ليبدأ يومه الشاق حيث يقوم بتجهيز عدّة الشغل ذات المكونات البسيطة، وهي عبارة عن عربة مكونة من أربع عجلات يجرّها بين أزقّة مخيم الشاطئ حيث يسكن، ورغم فقر المخيم وافتقاره للحد الأدنى من مقومات الحياة، خاصة بعد اشتداد الحصار على قطاع غزة، ومعاناة المخيمات من آثاره والتي أصابت مناحي الحياة بالشلل التام، يقوم أبو أحمد بجمع ما تصل إليه يداه من قطع بلاستيك وحديد وقطع صلبة امتلأت بها أكوام النفايات.
يقول أبو أحمد أن هذه الرحلة اليومية الشاقة بين الأزقة لابد منها، حيث أنه عمل اضطراري في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها، ففي ظل عدم توافر أي مصدر عمل مناسب له، وفي ظل ارتفاع معدلات البطالة وغلاء الأسعار، والاحتياجات اليومية لأبناءه يقوم بجمع هذه الخردة التي قد تتعدى نفايات المخيم لتصل إلى نفايات مدينة غزة، أو أي مكان آخر بعيد يجني من خلالها مبلغاً يستطيع أن يسيّر حياته رغم عدم كفايتها.
في المساء، وبعد رحلة شاقة يعود أبو أحمد إلى المخيم ليبيع الأشياء الخردة البسيطة التي قام بجمعها على مدار ساعات النهار، وبعد مفاصلة وإلحاح من التاجر الذي يشتري الخردة الذي يعرض عليه سعراً رخيصاً جداً، لم يكن يتوقعه أبو أحمد في ظل رحلته الشاقة اليوم، إلا أن حاجة أبو أحمد الشديدة للمال تجبره في النهاية على القبول بعرض التاجر.
يقول أبو أحمد أن أسعار الخردة تختلف حسب نوعية البضاعة وكميتها، ويتراوح ما يتم جمعه يومياً ما بين 20 إلى 40 شيكل يومياً، (حسب شطارتنا)، بعبارة أخرى إنه مبلغ يكفي لتأمين الحاجات الأساسية ليوم واحد لعائلة مكونة من 4 أفراد".
ويتساءل أبو أحمد بحسرة " نحن بدنا نعيش إيش ما كان، هذه مهنة حرة، رغم انها متعبة النا ونتيجتها مبلغ بسيط".
إن هذه المهنة التي أنتجتها الظروف السائدة في القطاع غزة وأدت إلى استفحالها وانتشارها ليست قاصرة على أبي أحمد فقط، فهو ليس العامل الوحيد الذي أرغم على ممارسة هذه المهنة، فهناك الكثير من أبناء المخيم يمتهنونها، وكما أوردنا سابقاً فإن بعض النسوة التي يقع على عاتقهن مسئولية توفير الاحتياجات الأساسية للعائلة نظراً لوفاة الزوج، أو مرضه ...إلخ يقمن بمزاولة هذه المهنة رغم مشقاتها.
وأحلام التي لم تمنعها سنواتها الخمسون من العمل بهذه المهنة الشاقة أبرز مثال على ذلك، حيث تجر جسدها المنهك يومياً مسافات طويلة، من أجل العثور على قطعة خردة هنا أو هناك.
تقول أحلام وسنوات الشقاء قد تطّبعت على وجهها الممزوج بالحزن العميق والألم " صحيح العمل شاق ومتعب، لكن مستورة والحمد لله".
مأساة أحلام أرحم حالاً من سعاد. تلك المرأة التي دفعتها أحوالها الاجتماعية، وخصوصاً انفصالها عن زوجها، إلى الالتحاق بالعاملين في جمع الخردة من أجل إعالة أطفالها السبعة، حيث تصحو سعاد مبكراً وتنطلق إلى عملها، مصطحبة طفلتها الرضيعة لأن بناتها الستة غير قادرات على رعاية اختهم الصغيرة.
تقول سعاد أن " يوميتها في هذا العمل المتعب تتراوح ما بين 10 إلى 30 شيكل، صحيح أن هذا المبلغ لا يسد جميع احتياجاتي إلا أنني مجبرة على هذا العمل لأجل أطفالي".
وليست حالة صقر ابن العشر سنوات أفضل حالاً من السابقين حيث لم يجبره أحد علي هذا العمل، رغم أنه قد ورثه أباً عن جد.، فقد تعلّم صقر جمع الخردة من والده الذي كان يصطحبه معه، وعمل صقر برفقته ثلاث سنوات قبل أن يستقل عنه ويؤسس عمله الخاص، تاركاً مقاعد الدراسة.
ينتقل صقر على دراجة هوائية، مستعيناً بكيس من «الخيش» يربطه فيها، ويضع فيه ما يجمعه من بقايا المشروبات الغازية والبلاستيك، وغيرها من القطع الخفيفة الذي يستطيع حملها.
لا يخفي صقر خوفه أحياناً من المخاطر التي تهدده أثناء عمله، وخصوصاً أنه أصيب مرات عدة بجروح خلال جولاته على مكبات النفايات، ولكن يقول «ما باليد حيلة، وشوي شوي اتعوّد عالشغلة"، خصوصاً إني مجبور ساعد أبوي بمصروف إخواتي».
وتظل مأساة هؤلاء واحدة من القصص المأساوية التي تزدخر فيها أزقة مخيمات قطاع غزة الفقيرة، خاصة في ظل الأوضاع السائدة، وفي ظل تفشي الفقر.
ما يساعد على انتشار مهنة الخردة في مخيم الشاطئ دون سواه، هي توافر العديد من محال الخردة في داخله، أي المحال التي تشتري بضاعة بائعي الخردة مقابل «ثمن يتم تقديّره حسب كمية القطع ونوعيتها، والأغلى طبعاً هو قطع الحديد».
يقول صاحب أحد هذه المحال الذي رفض الكشف عن اسمه. إلى أنهم يدفعون عادة للبائع ما بين 20الى 50 شيقل، وبعد أن ينتهي عمل بائع الخردة يبدأ عمل تاجر الخردة، حيث يتسلم البضاعة، يقوم العاملون لديه «بفرز قطع الخردة،ومن ثم اعادة تصليحها وبيعها للمواطن"لان ذلك يسهم في سد حاجيات بعض العائلات في ظل النقص الحاد فيها.
ويقول " رغم انتشار الكثير من الأمراض، وتكاثر الحشرات والجرذان، ورغم الكثير من المساوئ لتلك الخردة، إلا أن الفقر يجبر الأهالي على المخاطرة بصحتهم من أجل تأمين لقمة العيش.. وربّما الموت. وبعيداً عن الحوادث الصحية، قد يتعرض العاملون، وخصوصاً الأطفال، لحوادث أمنية، إذ «يلجأ الأطفال في معظم الأحيان عن غير قصد، إلى لمّ أغراض من محيط المنازل،" فيُتّهمون بالسرقة وبعض الأطفال اقتيدوا إلى سجن الأحداث بسبب هذا».
في ساعات مبكرة من صباح كل يوم يصحو أبو أحمد (27 عاماً) ليبدأ يومه الشاق حيث يقوم بتجهيز عدّة الشغل ذات المكونات البسيطة، وهي عبارة عن عربة مكونة من أربع عجلات يجرّها بين أزقّة مخيم الشاطئ حيث يسكن، ورغم فقر المخيم وافتقاره للحد الأدنى من مقومات الحياة، خاصة بعد اشتداد الحصار على قطاع غزة، ومعاناة المخيمات من آثاره والتي أصابت مناحي الحياة بالشلل التام، يقوم أبو أحمد بجمع ما تصل إليه يداه من قطع بلاستيك وحديد وقطع صلبة امتلأت بها أكوام النفايات.
يقول أبو أحمد أن هذه الرحلة اليومية الشاقة بين الأزقة لابد منها، حيث أنه عمل اضطراري في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها، ففي ظل عدم توافر أي مصدر عمل مناسب له، وفي ظل ارتفاع معدلات البطالة وغلاء الأسعار، والاحتياجات اليومية لأبناءه يقوم بجمع هذه الخردة التي قد تتعدى نفايات المخيم لتصل إلى نفايات مدينة غزة، أو أي مكان آخر بعيد يجني من خلالها مبلغاً يستطيع أن يسيّر حياته رغم عدم كفايتها.
في المساء، وبعد رحلة شاقة يعود أبو أحمد إلى المخيم ليبيع الأشياء الخردة البسيطة التي قام بجمعها على مدار ساعات النهار، وبعد مفاصلة وإلحاح من التاجر الذي يشتري الخردة الذي يعرض عليه سعراً رخيصاً جداً، لم يكن يتوقعه أبو أحمد في ظل رحلته الشاقة اليوم، إلا أن حاجة أبو أحمد الشديدة للمال تجبره في النهاية على القبول بعرض التاجر.
يقول أبو أحمد أن أسعار الخردة تختلف حسب نوعية البضاعة وكميتها، ويتراوح ما يتم جمعه يومياً ما بين 20 إلى 40 شيكل يومياً، (حسب شطارتنا)، بعبارة أخرى إنه مبلغ يكفي لتأمين الحاجات الأساسية ليوم واحد لعائلة مكونة من 4 أفراد".
ويتساءل أبو أحمد بحسرة " نحن بدنا نعيش إيش ما كان، هذه مهنة حرة، رغم انها متعبة النا ونتيجتها مبلغ بسيط".
إن هذه المهنة التي أنتجتها الظروف السائدة في القطاع غزة وأدت إلى استفحالها وانتشارها ليست قاصرة على أبي أحمد فقط، فهو ليس العامل الوحيد الذي أرغم على ممارسة هذه المهنة، فهناك الكثير من أبناء المخيم يمتهنونها، وكما أوردنا سابقاً فإن بعض النسوة التي يقع على عاتقهن مسئولية توفير الاحتياجات الأساسية للعائلة نظراً لوفاة الزوج، أو مرضه ...إلخ يقمن بمزاولة هذه المهنة رغم مشقاتها.
وأحلام التي لم تمنعها سنواتها الخمسون من العمل بهذه المهنة الشاقة أبرز مثال على ذلك، حيث تجر جسدها المنهك يومياً مسافات طويلة، من أجل العثور على قطعة خردة هنا أو هناك.
تقول أحلام وسنوات الشقاء قد تطّبعت على وجهها الممزوج بالحزن العميق والألم " صحيح العمل شاق ومتعب، لكن مستورة والحمد لله".
مأساة أحلام أرحم حالاً من سعاد. تلك المرأة التي دفعتها أحوالها الاجتماعية، وخصوصاً انفصالها عن زوجها، إلى الالتحاق بالعاملين في جمع الخردة من أجل إعالة أطفالها السبعة، حيث تصحو سعاد مبكراً وتنطلق إلى عملها، مصطحبة طفلتها الرضيعة لأن بناتها الستة غير قادرات على رعاية اختهم الصغيرة.
تقول سعاد أن " يوميتها في هذا العمل المتعب تتراوح ما بين 10 إلى 30 شيكل، صحيح أن هذا المبلغ لا يسد جميع احتياجاتي إلا أنني مجبرة على هذا العمل لأجل أطفالي".
وليست حالة صقر ابن العشر سنوات أفضل حالاً من السابقين حيث لم يجبره أحد علي هذا العمل، رغم أنه قد ورثه أباً عن جد.، فقد تعلّم صقر جمع الخردة من والده الذي كان يصطحبه معه، وعمل صقر برفقته ثلاث سنوات قبل أن يستقل عنه ويؤسس عمله الخاص، تاركاً مقاعد الدراسة.
ينتقل صقر على دراجة هوائية، مستعيناً بكيس من «الخيش» يربطه فيها، ويضع فيه ما يجمعه من بقايا المشروبات الغازية والبلاستيك، وغيرها من القطع الخفيفة الذي يستطيع حملها.
لا يخفي صقر خوفه أحياناً من المخاطر التي تهدده أثناء عمله، وخصوصاً أنه أصيب مرات عدة بجروح خلال جولاته على مكبات النفايات، ولكن يقول «ما باليد حيلة، وشوي شوي اتعوّد عالشغلة"، خصوصاً إني مجبور ساعد أبوي بمصروف إخواتي».
وتظل مأساة هؤلاء واحدة من القصص المأساوية التي تزدخر فيها أزقة مخيمات قطاع غزة الفقيرة، خاصة في ظل الأوضاع السائدة، وفي ظل تفشي الفقر.
ما يساعد على انتشار مهنة الخردة في مخيم الشاطئ دون سواه، هي توافر العديد من محال الخردة في داخله، أي المحال التي تشتري بضاعة بائعي الخردة مقابل «ثمن يتم تقديّره حسب كمية القطع ونوعيتها، والأغلى طبعاً هو قطع الحديد».
يقول صاحب أحد هذه المحال الذي رفض الكشف عن اسمه. إلى أنهم يدفعون عادة للبائع ما بين 20الى 50 شيقل، وبعد أن ينتهي عمل بائع الخردة يبدأ عمل تاجر الخردة، حيث يتسلم البضاعة، يقوم العاملون لديه «بفرز قطع الخردة،ومن ثم اعادة تصليحها وبيعها للمواطن"لان ذلك يسهم في سد حاجيات بعض العائلات في ظل النقص الحاد فيها.
ويقول " رغم انتشار الكثير من الأمراض، وتكاثر الحشرات والجرذان، ورغم الكثير من المساوئ لتلك الخردة، إلا أن الفقر يجبر الأهالي على المخاطرة بصحتهم من أجل تأمين لقمة العيش.. وربّما الموت. وبعيداً عن الحوادث الصحية، قد يتعرض العاملون، وخصوصاً الأطفال، لحوادث أمنية، إذ «يلجأ الأطفال في معظم الأحيان عن غير قصد، إلى لمّ أغراض من محيط المنازل،" فيُتّهمون بالسرقة وبعض الأطفال اقتيدوا إلى سجن الأحداث بسبب هذا».
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر