أحداث تاريخية كبرى ضحى من أجلها الشهداء وصنعتها الشعوب العربية استصغرناها وأهملناها فتوارت في كنف النسيان، قد يكون ذلك عن قصد أو عن غير قصد ففي كل الحالات، وكأن قدرنا أن نصنع الأحداث الكبرى ولا نعطيها حقها، وكأن موؤودة العرب هي انتصارات مقاومتنا وبطولات شهدائنا وتضحية شعوبنا العربية.
تضحية الشباب العربي في تحرير أوروبا من النازية دون مقابل.
ليست الجزائر وحدها التي نسيت فصولا بارزة وخطيرة من تاريخها ما قبل الاحتلال الفرنسي وخلاله، فنتبين من قراءة سريعة للأحداث العالمية الكبرى أن العرب، رجال إعلام وثقافة وسياسة ومجتمع مدني وحكومات لا يكترثون بحقوق شعوبهم التي قدمت تضحيات جسيمة في الحرب العالمية الأولى 1914-18 والحرب العالمية الثانية يبدو أن شيمتنا التسامح وقدرنا التضحية دون مقابل، لماذا لا نقوم بطرح مشاركة الأمة العربية في الحرب العالمية الثانية من جديد ونقيم من أجل ذلك يوم ذكرى لوقفة عربية موحدة تخليدا لضحايانا..؟ لا أحد يكترث بما قدم المغرب العربي والأمة العربية في هذه الحروب التي فرضتها الإمبراطوريات الغربية بقوة الحديد والنار على شعوبنا واقتصادنا وأرضنا، حاربنا في تلك المعارك بشبابنا وثرواتنا وأرضنا ومدننا وقرانا في سبيل نصرة الحلفاء والعالم الحر فعرفنا المجاعة والأوبئة وجحيم الحرب هكذا مجانا دون مقابل ..؟ لماذا لا نقاضي بلدان الغرب التي خاضت حروبها فوق أراضينا وجندت شبابنا من أجل أن نفتك حقوقنا من انتصار الحلفاء على النازية..؟ لماذا لا نجعل من تاريخ ( 8 ايار/مايو 45 ) يوما عربيا لذكرى تضحيات الأمة العربية..؟
ليت لشهداء محرقة ضواحي رقان يوم تذكاري وباقة ورد ...
أخيرا، استفاق المجتمع المدني والمؤسسة التشريعية بعد خمسين سنة ليتذكر أعضاؤها وهم في بحبوحة من سخاء التاريخ ورفاهية النظام السائد أن صحراءنا الجزائرية وسكانها عرفوا أيام الاحتلال الفرنسي محرقة تعتبر جريمة ضد الإنسانية ربما كان الانشغال طيلة هذه السنوات كلها منصبا لتحقيق مآرب أخرى ومزايا كثيرة من (غنائم ) ثورة التحرير لفائدة المحظوظين في نظام الحكم أما المعاناة الحقيقية للسواد الأعظم للشعب الجزائري وضحاياه في الصحراء الجزائرية هي آخر سطر في سجل ذوي الحقوق .
تناولت بعض الصحافة الفرنسية موضوع التجارب الفرنسية منذ سنوات خلت فنشرت يومية، لونوفال ابسارفاتور ( le Nouvel Observateur) عدد رقم 1720 تحت عنوان (عندما تجري فرنسا تجارب كيميائية في الجزائر) زعمت أن تلك التجارب تواصلت إلى غاية سنة 1978 وتناولت هذه الجريدة الحدث من زاوية الدفاع عن حقوق قدماء المحاربين في عساكر فرنسا المتضررين من الإشعاع النووي خلال هذه التجارب ولمحت باحتشام إلى الضحايا الجزائريين و'كثّر خير' قناة 'الجزيرة' التي خصصت دقائق من ركن قضية الليلة مساء يوم الأحد 1 /4/ 2007 لهذا الموضوع.
لا تزال صفحات تاريخ الاحتلال الفرنسي للجزائر تنزف دم جرائم كثيرة مؤلمة لا إنسانية قامت بها الإدارة والعدالة والجيش الفرنسي، نذكر من ذلك ضحايا الانتفاضات الشعبية ضد المحتل وضحايا مجازر 8 ايار/مايو 45 فما هي الخسائر البشرية في الصحراء وما مدى ضرر الأشعة النووية على البيئة بعد التجارب النووية والكيماوية التي قامت بها فرنسا وكم هو عدد الضحايا من الجزائريين الذين اتخذتهم العساكر الفرنسية فريسة حية للتجارب..؟ لا أحد يستطيع أن يعطينا الجواب الصحيح من المعنيين بالأمر، سواء كانوا فرنسيين لأنهم يعتبرون مخلفات وآثار تلك التجارب من أسرار الدفاع الفرنسي، أو كانوا جزائريين لأنهم لم ينظروا لتلك التجارب يوم أن قامت بها العساكر الفرنسية بعد استرجاع الحرية والاستقلال سنة 1962 لمدة تقارب عشرية كاملة بما تفرضه المسؤولية التاريخية والوطنية من أجل الدفاع عن كرامة وأمن سكان الصحراء الجزائرية.
التجارب النووية الفرنسية أيام الثورة التحريرية أمر خطير للغاية، وتجارب عهد الحرية والاستقلال أمر لا ندري خلفياته وأسبابه، ربما نجد في وثيقة وقف القتال بين فرنسا والجزائر إشارة تبرر السكوت عن هذه التجارب، فنقرأ تحت باب تسوية القضايا العسكرية لاتفاقية ايفيان (Evian ) يوم 18/03/1962 ما يلي: (تمنح الجزائر أيضا لفرنسا استعمال بعض الموانىء الجوية والقطع الأرضية والمرافق والتجهيزات العسكرية الضرورية لـها ـ لفرنسا-)، إذا كانت التجارب النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية تدخل ضمن هذا الباب سيبقى عرض جزائريين أحياء فريسة لتلك التجارب جريمة ضد الإنسانية.
التجارب النووية الفرنسية المعلن عنها
من المفيد أن نذكر بأن التجارب النووية التي قامت بها الدول الكبرى في العالم من سنة 1945 إلى سنة 1998 بلغت 2057 تجربة وقامت فرنسا وحدها بـ 210 تجربة خلال هذه المدة، فكم هو العدد الصحيح لتجاربها في الصحراء الجزائرية.؟ تم إلى حد الآن إحصاء 17 تجربة نووية حسب ما نشرته وسائل الأعلام الفرنسية وهي:
تجارب ما فوق سطح الأرض، عددها (4) :
13/02/ 1960 اليربوع الأزرق (Gerboise bleu )
01/04/1960 اليربوع الأبيض (Gerboise blanche )
27/12/1960 اليربوع الأحمر ( Gerboise rouge)
25/04/1961 اليربوع الأخضر( Gerboise vert)
تجارب ما تحت الأرض، في الأنفاق وعددها ( 13)
-07 /11/ 1961 عقيق ( Agate )
- 28 /11/ 1964 فيروز ( Turquoise )
-01 /05/ 1962 زمرد (Beryl )
- 27 /02/ 1965 ياقوت ( Saphir )
-18 /03/ 1963 زمرد (Emeraude )
- 30 /05/1965 يشب ( Jade )
-30 /03/ 1963 جمز ( Amethyste )
- 01 /10/ 1965 قرند ( Coridon )
-20 /10/ 1963 ياقوت ( Rubis )
- 01 /12/ 1965 حجر كهربائي ( Tormaline )
-14 /02/ 1964 اوبال ( Opale )
- 16 /02/1966 ينفش ( Grenat )
-15 /06/ 1964 زبرجد( Topaze )
أين هو الفيلم الوثائقي لعز الدين مدور..؟
أول من تناول هذه القضية الخطيرة في الثمانينيات هو تحقيق تلفزيوني للمخرج عز الدين مدور، كشف عن صور لضحايا التجارب الفرنسية، عرض صورا لجزائريين سجناء شدت أغلالهم حول أعمدة فوقفوا مكبلين وسط ميدان انفجار القنبلة النووية الفرنسية وتم بث هذا الفيلم الوثائقي في القناة الجزائرية وهزت مشاهده الهمجية البربرية مشاعر جمهور التلفزيون فكانت ولا زالت جريمة كبرى ووحشية لا مثيل لها واحتقار الكائن البشري من طرف عساكر فرنسا ورجال ساستها الذين جعلوا من سكان تلك المناطق في الصحراء فريسة حية للإشعاع النووية لمعرفة آثارها على الإنسان إنها محرقة أخرى (هولكوست) وعلى هذا الأساس يجب محاكمة المجرمين.
لم يجد منتج الفيلم الوثائقي آن ذاك بعد عرض فيلمه سنة 1984 على ما أذكر الدعم أو التشجيع لمواصلة مهمته في كشف تفاصيل تلك الحقائق التاريخية، فتعرض لمســـاءلات وتحقيق قارب من التخويف وقد ثارت عليه ثائرة الذين يحافظون على عاطفة حميمة وعلاقة صداقة مع الفرنسيين على حساب التاريخ ومصالح الوطن، لا أعني بمصالح البلدين وعلاقة الدولتين، لكن أعني مصالح واستثمارات محظوظين أقل ما يقال عنهم أنهم دخلوا تاريخ الفساد من خلال عناوين بارزة (منشآت) تصدرت اليوميات والدوريات.
حبذا لو أقمنا جمعية ضحايا
الاضطهاد جزائرية يابانية
الجزائريون واليابانيون رفاق الدمار والخراب والطغيان، تجمعنا مجازر واحدة في سنة واحدة، ومحرقة واحدة، لقد سجل التاريخ عن فرنسا مجازر 8 ايار/مايو 45 ( 45 ألف شهيد) وسجل عن الولايات المتحدة صفحة سوداء يوم 6 /8/ 1945، يوم انفجار القنبلة الذرية الأمريكية وسط مدينة هيروشيما التي تم نسفها وتدميرها تدميرا مرعبا، احترقت وتلاشت من شدة الانفجار النووي جثث 100.000 ضحية، ولا أحد يدري عدد ضحايا التجارب النووية الفرنسية في صحراء الجزائر..؟
نقطة سوداء
في تاريخ الجنرال ديغول
منذ تاريخ تدمير مدينة هيروشيما 6 آب(اغسطس) 1945 قررت الدول الكبرى امتلاك سلاح الدمار الشامل والقنبلة النووية من اجل توازن القوة الدفاعية، فبعد تفجير أول قنبلة ذرية للولايات المتحدة على رؤوس المدنيين في اليابان قام الاتحاد السوفييتي بتجربة أول قنبلة ذرية سنة 1949 وتلته بريطانيا العظمى سنة 1952 وغابت فرنسا على ساحة السباق النووي، واندلعت حرب الجزائر وعاد الجنرال ديغول ليعتلي سدة الحكم، فعمل على استرجاع هيبة فرنسا بإنجازين تاريخيين، فعبأ لتحقيقهما كل إمكانات فرنسا، حشد عساكره معززا بآليات الحلف الأطلسي وحاول القضاء على الثورة الجزائرية بكل الوسائل ليحقق نصرا للجيش الفرنسي المهزوم في الحروب التي خاضها سـواء في الحـرب العالمـية الثانـية أو في (ديـا بيـان فـو) المعركة الحاسمة في حرب تحرير (اندوشين) المستعمرة الفرنسية والمعروفة الآن (فيتـنام) ويتمثل الإنجاز الثاني في الالتحاق بمصاف الدول النووية، فقرر أن يجهز جيشه بترسانة صواريخ القنابل الذرية، فأقام محافظة للطاقة النووية في إطار البرنامج النووي للدفاع الفرنسي ودعم لجنة التطبيقات العسكرية للطاقة النووية القائمة منذ سنة 1956 ووقع على قرار إنجاز قنبلة نووية سنة 1958 وتم تحديد تاريخ تجربة أول قنبلة في السداسي الأول سنة 1960 بالقاعدة العسكرية الفرنسية بالصحراء الجزائرية بضواحي (رقان).
وجدت فرنسا منطـــــقة مناسبة وفضـــــاءً لائقا بعــــد دراسة شاملة لصحرائنا، فكان اختيار (تانزروفت) بنواحي (حمودية) بالقرب من (رقان)، فأقامـــت القوات العسكرية الفرنسية قاعدة مناسبة للإقامة والدراسة والتجارب وفي (رقان) وجدوا المياه الغزيرة والأحوال الجوية اللائقة لتجربة القنبلة النووية.
لكل قنبلة خصوصية تستجيب لانشغالات عسكرية مختلفة، يعتبر تفجير القنبلة الأولى عملية تجريبية والقنبلة الثانية لمعرفة آثارها على أهداف معينة، تلك الأهداف البشعة القذرة، وأي هدف أبشع من عرض بشر أحياء مكبلين فريسة لجحيم الانفجار النووي حسب تصريحات شهود عيان من سكان تلك النواحي وحسب مقالات صحافية جزائرية وحسب الفيلم الوثائقي للمخرج عز الدين مدور.
ما هي الآثار الناجمة عن هذه التجارب النووية عن الإنسان والبيئة والمناخ والرمــــال والدواب والحشرات ..؟ سألت في أواخر السبعينات أحد سكان تلك الضواحي وهو شيخ مسن، كيف هو حال الإنسان والبيئة بعد تلك التجارب النووية..؟ أجابني أن هناك في تلك النواحي بئر (حاسي) اشتهر عند الرحل ورعاة الإبل بأنه (مسكون) يعني يسكنه الجان، فهي تؤذي كل من اقترب من البئر للسقاية، فيصاب بداء عضال لا أحد استطاع معالجته، والحقيقة هي، لا يوجد في البئر جان ولا مارد ولكن تلك بقاياهم تدل عليهم.
جريمة ضد الإنسانية
تناولت يوميات جزائرية بعض هذه الأحداث قي أواخر سنة 2006 ونشرت شهادات لبعض سكان تلك المناطق النائية الصحراوية وانبثقت عن ندوة دراسية في مطلع 2007 لجنة زارت تلك النواحي لمعرفة آثار ما حدث وقد سبق ذلك اهتمام الجانب الآخر وأعني المعمرين (الكولون) والأقدام السوداء في فرنسا بأحداث حرب التحرير فطالبوا الجزائر بالتعويض عن أراضيهم المؤممة و زعموا أن الجزائريين ارتكبوا جرائم حرب وقد قرر ساسة فرنسا نهاية سنة 2005 طمس حملات التدمير والاحتقار والتقتيل فأقدم البرلمان الفرنسي على تبرئة الاحتلال واعتبره عاملا حضاريا..؟ بقي على المعنيين بالأمر تجنيد كل الجمعيات ووسائل التبليغ والمؤسسات من أجل معرفة ما حدث لبني جلدتنا في الصحراء ومعرفة أسماء العمال الذين أجبرتهم فرنسا على الأشغال الشاقة لبناء قاعدة رقان ثم أحرقتهم.
أكدت وثيقة مجمع دراسات الــــباحثين الجزائريين للمركز الوطني للدراسات والبحوث حول الحركة الوطـــنية وثورة (نوفمبر) 1954 (تشرين ثاني) أن فرنسا أجرت تجاربها النووية على مائة وخمسين (150) من الجزائريين المعتــــقلين من بينهم نساء حوامل وأطفال وشيوخ، وهكذا حسب هذه الدراسات، استعمل الاحتلال الفرنسي أجهزة خاصة معدة لقياس ارتفاع الإشعاع الناجم عن التجارب على أجساد أناس أحياء، كما أكد انفجار 27 /02/ 1965 الذي أدى إلى مقتل (39 ) شخصا من سكان النواحي التي أجرت فيها فرنسا تجربة نووية تحت اسم ياقوت (Saphir)
تضحية الشباب العربي في تحرير أوروبا من النازية دون مقابل.
ليست الجزائر وحدها التي نسيت فصولا بارزة وخطيرة من تاريخها ما قبل الاحتلال الفرنسي وخلاله، فنتبين من قراءة سريعة للأحداث العالمية الكبرى أن العرب، رجال إعلام وثقافة وسياسة ومجتمع مدني وحكومات لا يكترثون بحقوق شعوبهم التي قدمت تضحيات جسيمة في الحرب العالمية الأولى 1914-18 والحرب العالمية الثانية يبدو أن شيمتنا التسامح وقدرنا التضحية دون مقابل، لماذا لا نقوم بطرح مشاركة الأمة العربية في الحرب العالمية الثانية من جديد ونقيم من أجل ذلك يوم ذكرى لوقفة عربية موحدة تخليدا لضحايانا..؟ لا أحد يكترث بما قدم المغرب العربي والأمة العربية في هذه الحروب التي فرضتها الإمبراطوريات الغربية بقوة الحديد والنار على شعوبنا واقتصادنا وأرضنا، حاربنا في تلك المعارك بشبابنا وثرواتنا وأرضنا ومدننا وقرانا في سبيل نصرة الحلفاء والعالم الحر فعرفنا المجاعة والأوبئة وجحيم الحرب هكذا مجانا دون مقابل ..؟ لماذا لا نقاضي بلدان الغرب التي خاضت حروبها فوق أراضينا وجندت شبابنا من أجل أن نفتك حقوقنا من انتصار الحلفاء على النازية..؟ لماذا لا نجعل من تاريخ ( 8 ايار/مايو 45 ) يوما عربيا لذكرى تضحيات الأمة العربية..؟
ليت لشهداء محرقة ضواحي رقان يوم تذكاري وباقة ورد ...
أخيرا، استفاق المجتمع المدني والمؤسسة التشريعية بعد خمسين سنة ليتذكر أعضاؤها وهم في بحبوحة من سخاء التاريخ ورفاهية النظام السائد أن صحراءنا الجزائرية وسكانها عرفوا أيام الاحتلال الفرنسي محرقة تعتبر جريمة ضد الإنسانية ربما كان الانشغال طيلة هذه السنوات كلها منصبا لتحقيق مآرب أخرى ومزايا كثيرة من (غنائم ) ثورة التحرير لفائدة المحظوظين في نظام الحكم أما المعاناة الحقيقية للسواد الأعظم للشعب الجزائري وضحاياه في الصحراء الجزائرية هي آخر سطر في سجل ذوي الحقوق .
تناولت بعض الصحافة الفرنسية موضوع التجارب الفرنسية منذ سنوات خلت فنشرت يومية، لونوفال ابسارفاتور ( le Nouvel Observateur) عدد رقم 1720 تحت عنوان (عندما تجري فرنسا تجارب كيميائية في الجزائر) زعمت أن تلك التجارب تواصلت إلى غاية سنة 1978 وتناولت هذه الجريدة الحدث من زاوية الدفاع عن حقوق قدماء المحاربين في عساكر فرنسا المتضررين من الإشعاع النووي خلال هذه التجارب ولمحت باحتشام إلى الضحايا الجزائريين و'كثّر خير' قناة 'الجزيرة' التي خصصت دقائق من ركن قضية الليلة مساء يوم الأحد 1 /4/ 2007 لهذا الموضوع.
لا تزال صفحات تاريخ الاحتلال الفرنسي للجزائر تنزف دم جرائم كثيرة مؤلمة لا إنسانية قامت بها الإدارة والعدالة والجيش الفرنسي، نذكر من ذلك ضحايا الانتفاضات الشعبية ضد المحتل وضحايا مجازر 8 ايار/مايو 45 فما هي الخسائر البشرية في الصحراء وما مدى ضرر الأشعة النووية على البيئة بعد التجارب النووية والكيماوية التي قامت بها فرنسا وكم هو عدد الضحايا من الجزائريين الذين اتخذتهم العساكر الفرنسية فريسة حية للتجارب..؟ لا أحد يستطيع أن يعطينا الجواب الصحيح من المعنيين بالأمر، سواء كانوا فرنسيين لأنهم يعتبرون مخلفات وآثار تلك التجارب من أسرار الدفاع الفرنسي، أو كانوا جزائريين لأنهم لم ينظروا لتلك التجارب يوم أن قامت بها العساكر الفرنسية بعد استرجاع الحرية والاستقلال سنة 1962 لمدة تقارب عشرية كاملة بما تفرضه المسؤولية التاريخية والوطنية من أجل الدفاع عن كرامة وأمن سكان الصحراء الجزائرية.
التجارب النووية الفرنسية أيام الثورة التحريرية أمر خطير للغاية، وتجارب عهد الحرية والاستقلال أمر لا ندري خلفياته وأسبابه، ربما نجد في وثيقة وقف القتال بين فرنسا والجزائر إشارة تبرر السكوت عن هذه التجارب، فنقرأ تحت باب تسوية القضايا العسكرية لاتفاقية ايفيان (Evian ) يوم 18/03/1962 ما يلي: (تمنح الجزائر أيضا لفرنسا استعمال بعض الموانىء الجوية والقطع الأرضية والمرافق والتجهيزات العسكرية الضرورية لـها ـ لفرنسا-)، إذا كانت التجارب النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية تدخل ضمن هذا الباب سيبقى عرض جزائريين أحياء فريسة لتلك التجارب جريمة ضد الإنسانية.
التجارب النووية الفرنسية المعلن عنها
من المفيد أن نذكر بأن التجارب النووية التي قامت بها الدول الكبرى في العالم من سنة 1945 إلى سنة 1998 بلغت 2057 تجربة وقامت فرنسا وحدها بـ 210 تجربة خلال هذه المدة، فكم هو العدد الصحيح لتجاربها في الصحراء الجزائرية.؟ تم إلى حد الآن إحصاء 17 تجربة نووية حسب ما نشرته وسائل الأعلام الفرنسية وهي:
تجارب ما فوق سطح الأرض، عددها (4) :
13/02/ 1960 اليربوع الأزرق (Gerboise bleu )
01/04/1960 اليربوع الأبيض (Gerboise blanche )
27/12/1960 اليربوع الأحمر ( Gerboise rouge)
25/04/1961 اليربوع الأخضر( Gerboise vert)
تجارب ما تحت الأرض، في الأنفاق وعددها ( 13)
-07 /11/ 1961 عقيق ( Agate )
- 28 /11/ 1964 فيروز ( Turquoise )
-01 /05/ 1962 زمرد (Beryl )
- 27 /02/ 1965 ياقوت ( Saphir )
-18 /03/ 1963 زمرد (Emeraude )
- 30 /05/1965 يشب ( Jade )
-30 /03/ 1963 جمز ( Amethyste )
- 01 /10/ 1965 قرند ( Coridon )
-20 /10/ 1963 ياقوت ( Rubis )
- 01 /12/ 1965 حجر كهربائي ( Tormaline )
-14 /02/ 1964 اوبال ( Opale )
- 16 /02/1966 ينفش ( Grenat )
-15 /06/ 1964 زبرجد( Topaze )
أين هو الفيلم الوثائقي لعز الدين مدور..؟
أول من تناول هذه القضية الخطيرة في الثمانينيات هو تحقيق تلفزيوني للمخرج عز الدين مدور، كشف عن صور لضحايا التجارب الفرنسية، عرض صورا لجزائريين سجناء شدت أغلالهم حول أعمدة فوقفوا مكبلين وسط ميدان انفجار القنبلة النووية الفرنسية وتم بث هذا الفيلم الوثائقي في القناة الجزائرية وهزت مشاهده الهمجية البربرية مشاعر جمهور التلفزيون فكانت ولا زالت جريمة كبرى ووحشية لا مثيل لها واحتقار الكائن البشري من طرف عساكر فرنسا ورجال ساستها الذين جعلوا من سكان تلك المناطق في الصحراء فريسة حية للإشعاع النووية لمعرفة آثارها على الإنسان إنها محرقة أخرى (هولكوست) وعلى هذا الأساس يجب محاكمة المجرمين.
لم يجد منتج الفيلم الوثائقي آن ذاك بعد عرض فيلمه سنة 1984 على ما أذكر الدعم أو التشجيع لمواصلة مهمته في كشف تفاصيل تلك الحقائق التاريخية، فتعرض لمســـاءلات وتحقيق قارب من التخويف وقد ثارت عليه ثائرة الذين يحافظون على عاطفة حميمة وعلاقة صداقة مع الفرنسيين على حساب التاريخ ومصالح الوطن، لا أعني بمصالح البلدين وعلاقة الدولتين، لكن أعني مصالح واستثمارات محظوظين أقل ما يقال عنهم أنهم دخلوا تاريخ الفساد من خلال عناوين بارزة (منشآت) تصدرت اليوميات والدوريات.
حبذا لو أقمنا جمعية ضحايا
الاضطهاد جزائرية يابانية
الجزائريون واليابانيون رفاق الدمار والخراب والطغيان، تجمعنا مجازر واحدة في سنة واحدة، ومحرقة واحدة، لقد سجل التاريخ عن فرنسا مجازر 8 ايار/مايو 45 ( 45 ألف شهيد) وسجل عن الولايات المتحدة صفحة سوداء يوم 6 /8/ 1945، يوم انفجار القنبلة الذرية الأمريكية وسط مدينة هيروشيما التي تم نسفها وتدميرها تدميرا مرعبا، احترقت وتلاشت من شدة الانفجار النووي جثث 100.000 ضحية، ولا أحد يدري عدد ضحايا التجارب النووية الفرنسية في صحراء الجزائر..؟
نقطة سوداء
في تاريخ الجنرال ديغول
منذ تاريخ تدمير مدينة هيروشيما 6 آب(اغسطس) 1945 قررت الدول الكبرى امتلاك سلاح الدمار الشامل والقنبلة النووية من اجل توازن القوة الدفاعية، فبعد تفجير أول قنبلة ذرية للولايات المتحدة على رؤوس المدنيين في اليابان قام الاتحاد السوفييتي بتجربة أول قنبلة ذرية سنة 1949 وتلته بريطانيا العظمى سنة 1952 وغابت فرنسا على ساحة السباق النووي، واندلعت حرب الجزائر وعاد الجنرال ديغول ليعتلي سدة الحكم، فعمل على استرجاع هيبة فرنسا بإنجازين تاريخيين، فعبأ لتحقيقهما كل إمكانات فرنسا، حشد عساكره معززا بآليات الحلف الأطلسي وحاول القضاء على الثورة الجزائرية بكل الوسائل ليحقق نصرا للجيش الفرنسي المهزوم في الحروب التي خاضها سـواء في الحـرب العالمـية الثانـية أو في (ديـا بيـان فـو) المعركة الحاسمة في حرب تحرير (اندوشين) المستعمرة الفرنسية والمعروفة الآن (فيتـنام) ويتمثل الإنجاز الثاني في الالتحاق بمصاف الدول النووية، فقرر أن يجهز جيشه بترسانة صواريخ القنابل الذرية، فأقام محافظة للطاقة النووية في إطار البرنامج النووي للدفاع الفرنسي ودعم لجنة التطبيقات العسكرية للطاقة النووية القائمة منذ سنة 1956 ووقع على قرار إنجاز قنبلة نووية سنة 1958 وتم تحديد تاريخ تجربة أول قنبلة في السداسي الأول سنة 1960 بالقاعدة العسكرية الفرنسية بالصحراء الجزائرية بضواحي (رقان).
وجدت فرنسا منطـــــقة مناسبة وفضـــــاءً لائقا بعــــد دراسة شاملة لصحرائنا، فكان اختيار (تانزروفت) بنواحي (حمودية) بالقرب من (رقان)، فأقامـــت القوات العسكرية الفرنسية قاعدة مناسبة للإقامة والدراسة والتجارب وفي (رقان) وجدوا المياه الغزيرة والأحوال الجوية اللائقة لتجربة القنبلة النووية.
لكل قنبلة خصوصية تستجيب لانشغالات عسكرية مختلفة، يعتبر تفجير القنبلة الأولى عملية تجريبية والقنبلة الثانية لمعرفة آثارها على أهداف معينة، تلك الأهداف البشعة القذرة، وأي هدف أبشع من عرض بشر أحياء مكبلين فريسة لجحيم الانفجار النووي حسب تصريحات شهود عيان من سكان تلك النواحي وحسب مقالات صحافية جزائرية وحسب الفيلم الوثائقي للمخرج عز الدين مدور.
ما هي الآثار الناجمة عن هذه التجارب النووية عن الإنسان والبيئة والمناخ والرمــــال والدواب والحشرات ..؟ سألت في أواخر السبعينات أحد سكان تلك الضواحي وهو شيخ مسن، كيف هو حال الإنسان والبيئة بعد تلك التجارب النووية..؟ أجابني أن هناك في تلك النواحي بئر (حاسي) اشتهر عند الرحل ورعاة الإبل بأنه (مسكون) يعني يسكنه الجان، فهي تؤذي كل من اقترب من البئر للسقاية، فيصاب بداء عضال لا أحد استطاع معالجته، والحقيقة هي، لا يوجد في البئر جان ولا مارد ولكن تلك بقاياهم تدل عليهم.
جريمة ضد الإنسانية
تناولت يوميات جزائرية بعض هذه الأحداث قي أواخر سنة 2006 ونشرت شهادات لبعض سكان تلك المناطق النائية الصحراوية وانبثقت عن ندوة دراسية في مطلع 2007 لجنة زارت تلك النواحي لمعرفة آثار ما حدث وقد سبق ذلك اهتمام الجانب الآخر وأعني المعمرين (الكولون) والأقدام السوداء في فرنسا بأحداث حرب التحرير فطالبوا الجزائر بالتعويض عن أراضيهم المؤممة و زعموا أن الجزائريين ارتكبوا جرائم حرب وقد قرر ساسة فرنسا نهاية سنة 2005 طمس حملات التدمير والاحتقار والتقتيل فأقدم البرلمان الفرنسي على تبرئة الاحتلال واعتبره عاملا حضاريا..؟ بقي على المعنيين بالأمر تجنيد كل الجمعيات ووسائل التبليغ والمؤسسات من أجل معرفة ما حدث لبني جلدتنا في الصحراء ومعرفة أسماء العمال الذين أجبرتهم فرنسا على الأشغال الشاقة لبناء قاعدة رقان ثم أحرقتهم.
أكدت وثيقة مجمع دراسات الــــباحثين الجزائريين للمركز الوطني للدراسات والبحوث حول الحركة الوطـــنية وثورة (نوفمبر) 1954 (تشرين ثاني) أن فرنسا أجرت تجاربها النووية على مائة وخمسين (150) من الجزائريين المعتــــقلين من بينهم نساء حوامل وأطفال وشيوخ، وهكذا حسب هذه الدراسات، استعمل الاحتلال الفرنسي أجهزة خاصة معدة لقياس ارتفاع الإشعاع الناجم عن التجارب على أجساد أناس أحياء، كما أكد انفجار 27 /02/ 1965 الذي أدى إلى مقتل (39 ) شخصا من سكان النواحي التي أجرت فيها فرنسا تجربة نووية تحت اسم ياقوت (Saphir)
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر