الموساد في تونس: من تهريب اليهود إلى الاغتيالات وترويج المخدّرات و البضائع الملوّثة
بقلم:نورالدين المباركي
أعاد اغتيال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية " حماس" محمود بحبوح في أحد نزل دبي ، أعاد إلى السطح إلى أي مدى يمكن أن يصل جهاز الموساد الصهيوني في تصفية قيادات المقاومة الفلسطينية ، فهو قادر على "الضرب" فوق أي أرض وداخل حدود أي دولة ، بما في ذلك التي تُصنّف حسب بعض المراقبين "دولا معتدلة " كما هو الشأن بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة أو الدول التي ترتبط معها "باتفاقيات سلام" مثل مصر والأردن .
"الموساد" الصهيوني من خلال اغتيال محمود بحبوح وقبل ذلك سلسلة الإغتيالات التي نفّذها في عديد البلدان العربية (آخرها اغتيال عماد مغنية في دمشق). كأنه يلوّح أنّ ذراعه مازالت طويلة وأنه قادر على الوصول إلى عمق أي دولة عربية لتنفيذ إحدى السياسات الإستراتيجية للكيان الصهيوني أي الإغتيال السياسي، وكأنه يقول أيضا أنه لم يُصب بالترهُّل والغفلة التي أصابت أجهزة المخابرات في عديد الدول بسبب التحولات "ومؤتمرات السلام" وغيرها.
ولا شكّ أن الموساد وإن استطاع تنفيذ مخططاته وأهدافه فإن ذلك تمّ بالإستناد إلى شبكة واسعة من العملاء والمخبرين ممن نجح في تجنيدهم من داخل الدول العربية ذاتها ليتحوّلوا إلى أدوات لتنفيذ المخططات الصهيونية.
ولم تكن تونس في معزل عن أهداف "الموساد" ومن ورائه الكيان الصهيوني وذلك لعديد الإعتبارات منها على وجه الخصوص وجود جالية يهودية في تونس وانخراط مئات الشباب التونسي في فصائل المقاومة الفلسطينية خاصّة خلال السبعينات والثمانينات واحتضان تونس للقيادة الفلسطينية بعد خروجها من بيروت سنة 1982 .
هذه العوامل وغيرها جعلت تونس تحت المجهر الصهيوني ممّا دفع الموساد إلى إقامة شبكات استخبارية تمدها بالمعلومات وتحركها كلّما احتاجت إليها.ورغم أن هذه الشبكات كانت محدودة من ناحية العدد وتمكنت الأجهزة الأمنية التونسية من كشف بعضها ..فإن ذلك لا يعني أنها لم تتمكن من انجاز بعض الأهداف .
الموساد يهرّب اليهود التونسيين إلى الكيان الصهيوني
يعود نشاط الموساد في تونس حسب عديد الوثائق إلى ما قبل الإستقلال ، إذ كشفت وثيقة "إسرائيلية" عن "الشبكة الواسعة داخل تونس لفرع التهجير التابع للموساد، والتي كانت تنشط (بعلم من السلطات الإستعمارية الفرنسية) على شكل واسع خاصّة في الفترة الممتدة بين 1949 و 1956 وقد قام فرع "الموساد" هذا بتنظيم عملية تهجير حوالي 6200 يهوديا إلى الكيان الصهيوني خلال تلك الفترة ، ولكن إضافة إلى ذلك تجاوزت مهمات الاستخبارات الصهيونية في تونس مسألة التهجير حيث بادرت إلى تنظيم خلايا مسلحة للــ " الدفاع الذاتي " (تخوفا من "العنف المتأتي من تصاعد الحركة الوطنية") في الأحياء اليهودية خاصة في مدينة تونس و جزيرة جربة و لكن أيضا في بقية المدن التونسية مثل قابس و صفاقس و هذا ما حصل كذلك بالجزائر و بالمغرب. و تواصل وجود هذه الخلايا حتى بعد الاستقلال سنة 1956 و كانت تحت إشراف ضباط من الموساد تم إرسالهم خصيصا من "إسرائيل". و بعد سنة 1955 توسعت هذه الشبكة لتشمل بقية أقطار المغرب و خاصة المغرب الأقصى و أصبح ضابط "الموساد" المشرف عليها يقود أنشطتها من باريس".
وتواصل نشاط "الموساد" في تونس إلى ما بعد الاستقلال ، إذ تشير عديد الوثائق والبحوث إلى الدور الذي قام به هذا الجهاز في تهريب "اليهود " من مدينة بنزرت بعد سنة 1967 على خلفية حرب بنزرت سنة 1961.
ولم يكن نشاط "الموساد" في ذلك الوقت مقتصرا على تونس ، بل انه كان يشمل كافة بلدان المغرب العربي ، وهو ما تشير إليه عديد الوثائق "الإسرائيلية " وعديد البحوث والدراسات التي نشرت حول هذا الموضوع.
غير أن نشاط هذا الجهاز الصهيوني في تونس تحول بعد ذلك من المساعدة في تهريب " اليهود " إلى الكيان الصهيوني إلى الاغتيالات و يبقى الهجوم على مقر القيادة الفلسطينية في غرة أكتوبر 1985 و اغتيال أبو جهاد ليلة 15 -16 أفريل 1988 في ضاحية سيدي بوسعيد أبرز هذه الاغتيالات.
"قاعدة قوية "من عملاء الموساد في تونس
وقد كشفت صحيفة "معاريف" الصهيونية في عددها الصادر يوم 4 جويلية 1997 أنه بعد انتقال القيادة الفلسطينية إلى تونس بعد عام 1982 فإن "إسرائيل" استطاعت إيجاد قاعدة قوية من العملاء في تونس ، و أن كثيرا من عملاء الموساد زاروا تونس كسياح أو كرجال أعمال أوروبيين ، و أن هؤلاء زاروا تونس كثيراً تحت هذا الغطاء و في فترات متقاربة ، و فتحوا فروعاً لشركات أوروبية في العاصمة كانت غطاء لنشاط "الموساد" .
و أشارت الصحيفة إلى الرغبة الشديدة لدى الكيان الصهيوني بتجنيد عملاء تونسيين و تم رصد مبالغ كبيرة لذلك لإغراء هؤلاء ، و تم النجاح في ذلك بجهود بذلت داخل و خارج تونس ، و جنّد "الموساد" العديد منهم تحت غطاء أنهم يجمعون معلومات لأجهزة استخبارية أوروبية ، بالإضافة إلى ما وصفته الصحيفة بمحاولة "الموساد" تجنيد عددٍ من أفراد الفصائل الفلسطينية المختلفة في تونس .
و أكدت (معاريف) أنه بحلول منتصف الثمانينات من القرن العشرين كان هناك شبكة من العملاء منتشرة في مختلف أنحاء تونس تزود "إسرائيل" بمعلومات دقيقة .
و أضافت،أن هذه الشبكة التي عملت على مدار سنوات في تونس ، استأجرت العديد من المنازل لإخفاء الأسلحة و التنصت على المكالمات ، و ادعت الصحيفة أن "الموساد" كان يتنصت على الهاتف الذي كان يستخدمه الشهيد أبو جهاد ، و أنها كانت على علم بالاتصالات الهاتفية التي أجراها أبو جهاد ، مع نشطاء و قيادات الانتفاضة ، و كانت هذه الاتصالات تجري عبر بدالات دولية في عواصم أوروبية لإخفاء مصدر تلك المكالمات .
تجّار وشخصيات في قبضة "الموساد"
ومن جهة أخرى تضمنت دراسة أعدها "ادريس ولد القابلة "تحمل عنوان " المغرب و اليهود و الموساد" نشرت سنة 2005 معلومات حول نشاط الموساد في تونس ومما جاء فيها:"ففي تونس كلف الموساد الإسرائيلي سيدة تونسية بعد أن تم توظيفها في باريس ,بفتح محل تجاري وتحول هذا المحل مع مرور الأيام إلى محط رحال زوجات المسؤولين التونسيين والفلسطينيين الموجودين في تونس وكانت هذه السيدة تقوم بتسجيل ما يتلفظن أو يتحدثن به من أسرار تتعلق بالوجود الفلسطيني في تونس أو بعض القرارات السياسية المزمع اتخاذها .ولم يكتف "الموساد" بالسيدة التونسية المذكورة بل عمل على شراء ذمم بعض الشخصيات للحصول على معلومات تتعلق بنشاط كافة التنظيمات الفلسطينية في تونس .
وأضافت الدراسة أن "الموساد" أستغل الوجود المكثف لليهود التونسيين الذين يتمتعون بحقوق المواطنة التونسية فورطّ بعضهم في جمع معلومات عن منظمة التحرير الفلسطينية ونشاطها العسكري والسياسي وقد أعتقلت السلطات التونسية في إحدى المناسبات اثنين من هؤلاء .
وذكرت الدراسة أنه من الشخصيات الفلسطينية المهمة التي جرى اعتقالها في تونس الرجل الثاني في سفارة فلسطين في تونس عدنان ياسين الذي كلف من قبل الموساد الإسرائيلي بجمع معلومات عن مسودات محمود عباس وذلك قبل لقاء جرى بين محمود عباس وشمعون بيريز في القاهرة .وقد تفاجأ أبو مازن لكون شمعون بيريز كان على إطلاع كامل على تفاصيل الأطروحات الفلسطينية المتعلقة باتفاق غزة-أريحا أولا .وقد طلب أبو مازن بإجراء مسح على مكتبه فتمّ الاكتشاف أن المصباح الموضوع على مكتب أبو مازن هو في حقيقته جهاز تصوير دقيق للغاية وعندما تمّ اعتقال عدنان ياسين تم العثور في بيته على حبر سري وأربعة أقلام تحتوي على أجهزة تنصت و أفادت المعلومات الأولية عندها أن عدنان ياسين جرى توظيفه في دولة غربية أثناء عرض زوجته التي كانت مصابة بسرطان المعدة على مستشفيات غربية وتم هذا التوظيف في بون وكانت الدفعة الأولى التي استلمها هي 10 آلاف دولار .كما جرى اعتقال العديد من الأمنيين بتهمة التجسس لصالح "الموساد" "الإسرائيلي" .
"شبكة تونس": جنس ومخدرات وبضائع ملوّثة
في شهر ماي من سنة 2004 القي القبض في لبنان على شبكة تجسس تعمل لفائدة الموساد ، وعرفت هذه الشبكة التي كانت تعد وتخطط لاغتيال زعيم حزب الله حسن نصرالله ب"شبكة تونس" وتقول وقائع القضية كما جاءت تفاصيلها في قرار الاتهام الذي قدمه القضاء اللبناني :" سافرت جمال زعرورة مع أهلها الى تونس في العام 1979 وحصلوا على الجنسية التونسية . وفي العام 1988 تزوجت من التونسي محمد المجيد المسعي وأقامت معه في منزله في إحدى مدن الشمال الغربي. وخلال العام 1998 تعرفت على تونسي يدعى عبد الحفيظ يعمل في محطة وقود في المنطقة وتورطت معه بعلاقة جنسية طويلة الأمد قام خلالها بتصوير شريط فيديو لإحدى الجلسات الحميمية وهددها بتسليم هذا الفيلم لزوجها في حال لم تتعامل معه في بيع بضائع "إسرائيلية" موجودة في المكتب التجاري "الإسرائيلي" في تونس العاصمة والبضاعة "الإسرائيلية" هي عبارة عن:
أحذية رياضية كتب على كعبها كلمة "الله محمد" ووضع عليها عبارة صنع في تونس. ولا يمكن لأي شخص قراءة ما كتب عليها لأن الكتابة على شكل رسم مبهم وباللون الأبيض. وتسبب للذي يرتديها الشعور بالشلل وحالات تقيؤ وأمراض جلدية، بيع منها الكثير في تونس بثمن قدر بحوالى 5 الى 10 دنانير تونسية للحذاء الواحد. وعطورات وهي عبارة عن زجاج شفاف مدورة الشكل بطول حوالى 20 سم ورسم عليها برج إيفل دون أن يذكر بلد المنشأ والصنع وتسبب لمن يستعملها الإدمان على المخدرات بيعت بثمن ما بين 5 و15 دينارا تونسيا للواحدة.
وأحزمة جلدية تحوي خرزة زرقاء صغيرة شكلها كشكل الألماس موضوعة في بكلة الحزام وهي أحزمة متنوعة الأشكال والأحجام تحوي إشعاعا مضرا يسبب العقم عند الرجال وأمراض جلدية. لم تبع جمال زعرور منها شيئا بسبب خوفها، بعد أن حذرها عبد الحفيظ من عوارض لمس الحزام.
وقامت زعرورة ببيع هذه المنتوجات "الإسرائيلية" الملوثة على مدى عامين في تونس مقابل نسبة مئوية تأخذها على المبيع من عبد الحفيظ مباشرة دون أي ارتباط بشخص آخر.
وتبين أن عبد الحفيظ قام بتدريب المدعى عليها جمال زعرورة على العمل الاستخباري من حيث كيفية استعمال مسدس كاتم للصوت وطريقة التصرف لعدم الكشف من خلال ملابس عادية غير ملفتة للنظر وعدم استعمال هاتف خلوي، وعلى طريقة التفكير بالسؤال قبل الإجابة وطريقة ضبط النفس والكذب في التحقيق عند التعرض للضغط. وقامت زعرورة بتجربة إطلاق النار من مسدس كاتم للصوت في منزل صغير في احدى مدن الشمال الغربي حيث تدربت، وعلمت أنها أصبحت تعمل لصالح "الموساد" "الإسرائيلي" عبر العميل التونسي عبد الحفيظ. وفي هذه الفترة علم المدعى عليه التونسي محمد المجيد مسعي، زوج جمال زعرورة، بعلاقتها بالمدعو عبد الحفيظ وأنها خرجت من منزلها الزوجي مع عبد الحفيظ الى مدينة سوسة حيث أمضت 15 يوما برفقته فتقدم بدعوى طلاق بحقها لكنه عاد وتراجع عنها بعد تدخل عبد الحفيظ معه مباشرة وتجنيده للعمل لصالح "الموساد" "الإسرائيلي"، فأعاد جمال زعرورة الى منزله وطلب منها متابعة العمل مع عبد الحفيظ بعد أن أبلغها بمعرفته له وأنه من "الموساد"، وأصبح الاثنان أي عبد الحفيظ ومحمد المجيد يشغلان جمال زعرورة بأعمال ممنوعة في تونس، منها نقل مخدرات حيث كانت تسلمها إلى أشخاص محددين تتعرف عليهم من خلال أوصاف يزودها بها عبد الحفيظ وزوجها. كذلك كلفها عبد الحفيظ مرتين بنقل أسلحة فردية هي عبارة عن رشاشات ومسدسات وقنابل يدوية بواسطة حقيبة سفر .
وتبين أنه في العام 2002 كلف عبد الحفيظ، بالاشتراك مع المدعى عليه محمد المجيد مسعي، المدعى عليها جمال زعرورة بقتل رجل تونسي يدعى حسين الخطيب وهو صاحب محل تجاري في تونس العاصمة بحجة إقدام الخطيب، وهو مسلم، على التسبب ببتر ساق شخص تونسي يهودي، لكنه تبين ان حسين الخطيب كان عميلا "للموساد" وحصل خلاف بينه وبينهم، فكلف عبد الحفيظ ومحمد المجيد مسعي بتصفيته فاطلعوا جمال زعرورة على مواصفاته ومكان وجوده فتقربت منه وأقامت علاقة جنسية معه استمرت لمدة شهرين صعدت بعدها معه الى قطار سريع في تونس وتحايلت عليه واستدرجته الى باب القطار بحجة التدخين ثم دفعته الى خارج القطار مما تسبب بمقتله على الفور تقاضت بعدها جمال زعرورة مبلغ 15 ألف دينار تونسي لقاء هذه العملية قبضتها من المكتب التجاري "الإسرائيلي" في تونس عبر العميل عبد الحفيظ. وهذه العملية تمت بين شهري أفريل وماي من عام 2002. القي القبض بعدها على جمال زعرورة من قبل عناصر تعمل "للموساد" في تونس وأوهموها أنهم من الأمن التونسي واجبروها على تدوين اعترافها وأقوالها بقتل حسين الخطيب ثم أطلقوا سراحها وذلك للضغط على زعرورة لمغادرة تونس إلى لبنان حيث ستكلف بمهام أخرى اكبر واخطر. وغادرت تونس إلى بيروت مع زوجها المدعى عليه محمد المجيد المسعي وابنتها الوحيدة القاصر لتنطلق المرحلة الثانية من عمل جمال زعرورة وزوجها لصالح "الموساد" "الاسرائيلي".(المصدر: صحيفة دنيا الوطن الالكترونية 17 جوان2004).
الظروف المساعدة لتجنيد العملاء
تتضمن وثائق و تصريحات صادرة عن الموساد الصهيوني كيف يقوم هذا الجهاز بتجنيد العملاء للعمل ضمن شبكاته..و ماهي الظروف المساعدة لتجنيد العملاء .. وهي :
- الحاجات المادية والإقتصادية والعاطفية،هذه الحاجات تشكل نقاط ضعف تستطيع الأجهزة الاستخبارية استغلالها لتجنيد العملاء.
- ضعف الشعور بالإنتماء الوطني.
- ضعف المستوى التعليمي وإنعدام الثقة بالذات.
- تجنيد المواطنين العرب الذين يتوجهون للخارج سواء للدراسة أو العمل، واستغلال مشاكلهم لعرض حلولاً لها، وينتهي الأمر بالسقوط في براثن الموساد.
- تحديد هوية أشخاص في العالم العربي ومحاولة إسقاطهم بشكل مباشر بسبب مواقعهم الحساسة، مثل عملهم في المؤسسات الأمنية أو السياسية، أو المنشآت الإستراتيجية
- نشر إعلانات في الصحف أو على مواقع على شبكة الإنترنت تحت إسم شركات وهمية تعرض فرص عمل لباحثين أو خبراء في مجالات محددة، وعادة يكون مقر هذه الشركات الوهمي في عواصم الدول التي يتاح للموساد فيها العمل بحرية.
من خلال هذه العناصر يبدو أن قدرة جهاز الموساد الصهيوني في تجنيد العملاء تمر من خلال التركيز على الجوانب الاجتماعية والنفسية ..وهو ما يعني ضرورة العمل على هذه الواجهة لحماية الشباب من السقوط في قبضة هذا الجهاز .. وفي ذلك حماية لأمننا الوطني والقومي باعتبار أن الكيان الصهيوني أهدافه هي تخريب عقول الشباب .
بقلم:نورالدين المباركي
أعاد اغتيال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية " حماس" محمود بحبوح في أحد نزل دبي ، أعاد إلى السطح إلى أي مدى يمكن أن يصل جهاز الموساد الصهيوني في تصفية قيادات المقاومة الفلسطينية ، فهو قادر على "الضرب" فوق أي أرض وداخل حدود أي دولة ، بما في ذلك التي تُصنّف حسب بعض المراقبين "دولا معتدلة " كما هو الشأن بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة أو الدول التي ترتبط معها "باتفاقيات سلام" مثل مصر والأردن .
"الموساد" الصهيوني من خلال اغتيال محمود بحبوح وقبل ذلك سلسلة الإغتيالات التي نفّذها في عديد البلدان العربية (آخرها اغتيال عماد مغنية في دمشق). كأنه يلوّح أنّ ذراعه مازالت طويلة وأنه قادر على الوصول إلى عمق أي دولة عربية لتنفيذ إحدى السياسات الإستراتيجية للكيان الصهيوني أي الإغتيال السياسي، وكأنه يقول أيضا أنه لم يُصب بالترهُّل والغفلة التي أصابت أجهزة المخابرات في عديد الدول بسبب التحولات "ومؤتمرات السلام" وغيرها.
ولا شكّ أن الموساد وإن استطاع تنفيذ مخططاته وأهدافه فإن ذلك تمّ بالإستناد إلى شبكة واسعة من العملاء والمخبرين ممن نجح في تجنيدهم من داخل الدول العربية ذاتها ليتحوّلوا إلى أدوات لتنفيذ المخططات الصهيونية.
ولم تكن تونس في معزل عن أهداف "الموساد" ومن ورائه الكيان الصهيوني وذلك لعديد الإعتبارات منها على وجه الخصوص وجود جالية يهودية في تونس وانخراط مئات الشباب التونسي في فصائل المقاومة الفلسطينية خاصّة خلال السبعينات والثمانينات واحتضان تونس للقيادة الفلسطينية بعد خروجها من بيروت سنة 1982 .
هذه العوامل وغيرها جعلت تونس تحت المجهر الصهيوني ممّا دفع الموساد إلى إقامة شبكات استخبارية تمدها بالمعلومات وتحركها كلّما احتاجت إليها.ورغم أن هذه الشبكات كانت محدودة من ناحية العدد وتمكنت الأجهزة الأمنية التونسية من كشف بعضها ..فإن ذلك لا يعني أنها لم تتمكن من انجاز بعض الأهداف .
الموساد يهرّب اليهود التونسيين إلى الكيان الصهيوني
يعود نشاط الموساد في تونس حسب عديد الوثائق إلى ما قبل الإستقلال ، إذ كشفت وثيقة "إسرائيلية" عن "الشبكة الواسعة داخل تونس لفرع التهجير التابع للموساد، والتي كانت تنشط (بعلم من السلطات الإستعمارية الفرنسية) على شكل واسع خاصّة في الفترة الممتدة بين 1949 و 1956 وقد قام فرع "الموساد" هذا بتنظيم عملية تهجير حوالي 6200 يهوديا إلى الكيان الصهيوني خلال تلك الفترة ، ولكن إضافة إلى ذلك تجاوزت مهمات الاستخبارات الصهيونية في تونس مسألة التهجير حيث بادرت إلى تنظيم خلايا مسلحة للــ " الدفاع الذاتي " (تخوفا من "العنف المتأتي من تصاعد الحركة الوطنية") في الأحياء اليهودية خاصة في مدينة تونس و جزيرة جربة و لكن أيضا في بقية المدن التونسية مثل قابس و صفاقس و هذا ما حصل كذلك بالجزائر و بالمغرب. و تواصل وجود هذه الخلايا حتى بعد الاستقلال سنة 1956 و كانت تحت إشراف ضباط من الموساد تم إرسالهم خصيصا من "إسرائيل". و بعد سنة 1955 توسعت هذه الشبكة لتشمل بقية أقطار المغرب و خاصة المغرب الأقصى و أصبح ضابط "الموساد" المشرف عليها يقود أنشطتها من باريس".
وتواصل نشاط "الموساد" في تونس إلى ما بعد الاستقلال ، إذ تشير عديد الوثائق والبحوث إلى الدور الذي قام به هذا الجهاز في تهريب "اليهود " من مدينة بنزرت بعد سنة 1967 على خلفية حرب بنزرت سنة 1961.
ولم يكن نشاط "الموساد" في ذلك الوقت مقتصرا على تونس ، بل انه كان يشمل كافة بلدان المغرب العربي ، وهو ما تشير إليه عديد الوثائق "الإسرائيلية " وعديد البحوث والدراسات التي نشرت حول هذا الموضوع.
غير أن نشاط هذا الجهاز الصهيوني في تونس تحول بعد ذلك من المساعدة في تهريب " اليهود " إلى الكيان الصهيوني إلى الاغتيالات و يبقى الهجوم على مقر القيادة الفلسطينية في غرة أكتوبر 1985 و اغتيال أبو جهاد ليلة 15 -16 أفريل 1988 في ضاحية سيدي بوسعيد أبرز هذه الاغتيالات.
"قاعدة قوية "من عملاء الموساد في تونس
وقد كشفت صحيفة "معاريف" الصهيونية في عددها الصادر يوم 4 جويلية 1997 أنه بعد انتقال القيادة الفلسطينية إلى تونس بعد عام 1982 فإن "إسرائيل" استطاعت إيجاد قاعدة قوية من العملاء في تونس ، و أن كثيرا من عملاء الموساد زاروا تونس كسياح أو كرجال أعمال أوروبيين ، و أن هؤلاء زاروا تونس كثيراً تحت هذا الغطاء و في فترات متقاربة ، و فتحوا فروعاً لشركات أوروبية في العاصمة كانت غطاء لنشاط "الموساد" .
و أشارت الصحيفة إلى الرغبة الشديدة لدى الكيان الصهيوني بتجنيد عملاء تونسيين و تم رصد مبالغ كبيرة لذلك لإغراء هؤلاء ، و تم النجاح في ذلك بجهود بذلت داخل و خارج تونس ، و جنّد "الموساد" العديد منهم تحت غطاء أنهم يجمعون معلومات لأجهزة استخبارية أوروبية ، بالإضافة إلى ما وصفته الصحيفة بمحاولة "الموساد" تجنيد عددٍ من أفراد الفصائل الفلسطينية المختلفة في تونس .
و أكدت (معاريف) أنه بحلول منتصف الثمانينات من القرن العشرين كان هناك شبكة من العملاء منتشرة في مختلف أنحاء تونس تزود "إسرائيل" بمعلومات دقيقة .
و أضافت،أن هذه الشبكة التي عملت على مدار سنوات في تونس ، استأجرت العديد من المنازل لإخفاء الأسلحة و التنصت على المكالمات ، و ادعت الصحيفة أن "الموساد" كان يتنصت على الهاتف الذي كان يستخدمه الشهيد أبو جهاد ، و أنها كانت على علم بالاتصالات الهاتفية التي أجراها أبو جهاد ، مع نشطاء و قيادات الانتفاضة ، و كانت هذه الاتصالات تجري عبر بدالات دولية في عواصم أوروبية لإخفاء مصدر تلك المكالمات .
تجّار وشخصيات في قبضة "الموساد"
ومن جهة أخرى تضمنت دراسة أعدها "ادريس ولد القابلة "تحمل عنوان " المغرب و اليهود و الموساد" نشرت سنة 2005 معلومات حول نشاط الموساد في تونس ومما جاء فيها:"ففي تونس كلف الموساد الإسرائيلي سيدة تونسية بعد أن تم توظيفها في باريس ,بفتح محل تجاري وتحول هذا المحل مع مرور الأيام إلى محط رحال زوجات المسؤولين التونسيين والفلسطينيين الموجودين في تونس وكانت هذه السيدة تقوم بتسجيل ما يتلفظن أو يتحدثن به من أسرار تتعلق بالوجود الفلسطيني في تونس أو بعض القرارات السياسية المزمع اتخاذها .ولم يكتف "الموساد" بالسيدة التونسية المذكورة بل عمل على شراء ذمم بعض الشخصيات للحصول على معلومات تتعلق بنشاط كافة التنظيمات الفلسطينية في تونس .
وأضافت الدراسة أن "الموساد" أستغل الوجود المكثف لليهود التونسيين الذين يتمتعون بحقوق المواطنة التونسية فورطّ بعضهم في جمع معلومات عن منظمة التحرير الفلسطينية ونشاطها العسكري والسياسي وقد أعتقلت السلطات التونسية في إحدى المناسبات اثنين من هؤلاء .
وذكرت الدراسة أنه من الشخصيات الفلسطينية المهمة التي جرى اعتقالها في تونس الرجل الثاني في سفارة فلسطين في تونس عدنان ياسين الذي كلف من قبل الموساد الإسرائيلي بجمع معلومات عن مسودات محمود عباس وذلك قبل لقاء جرى بين محمود عباس وشمعون بيريز في القاهرة .وقد تفاجأ أبو مازن لكون شمعون بيريز كان على إطلاع كامل على تفاصيل الأطروحات الفلسطينية المتعلقة باتفاق غزة-أريحا أولا .وقد طلب أبو مازن بإجراء مسح على مكتبه فتمّ الاكتشاف أن المصباح الموضوع على مكتب أبو مازن هو في حقيقته جهاز تصوير دقيق للغاية وعندما تمّ اعتقال عدنان ياسين تم العثور في بيته على حبر سري وأربعة أقلام تحتوي على أجهزة تنصت و أفادت المعلومات الأولية عندها أن عدنان ياسين جرى توظيفه في دولة غربية أثناء عرض زوجته التي كانت مصابة بسرطان المعدة على مستشفيات غربية وتم هذا التوظيف في بون وكانت الدفعة الأولى التي استلمها هي 10 آلاف دولار .كما جرى اعتقال العديد من الأمنيين بتهمة التجسس لصالح "الموساد" "الإسرائيلي" .
"شبكة تونس": جنس ومخدرات وبضائع ملوّثة
في شهر ماي من سنة 2004 القي القبض في لبنان على شبكة تجسس تعمل لفائدة الموساد ، وعرفت هذه الشبكة التي كانت تعد وتخطط لاغتيال زعيم حزب الله حسن نصرالله ب"شبكة تونس" وتقول وقائع القضية كما جاءت تفاصيلها في قرار الاتهام الذي قدمه القضاء اللبناني :" سافرت جمال زعرورة مع أهلها الى تونس في العام 1979 وحصلوا على الجنسية التونسية . وفي العام 1988 تزوجت من التونسي محمد المجيد المسعي وأقامت معه في منزله في إحدى مدن الشمال الغربي. وخلال العام 1998 تعرفت على تونسي يدعى عبد الحفيظ يعمل في محطة وقود في المنطقة وتورطت معه بعلاقة جنسية طويلة الأمد قام خلالها بتصوير شريط فيديو لإحدى الجلسات الحميمية وهددها بتسليم هذا الفيلم لزوجها في حال لم تتعامل معه في بيع بضائع "إسرائيلية" موجودة في المكتب التجاري "الإسرائيلي" في تونس العاصمة والبضاعة "الإسرائيلية" هي عبارة عن:
أحذية رياضية كتب على كعبها كلمة "الله محمد" ووضع عليها عبارة صنع في تونس. ولا يمكن لأي شخص قراءة ما كتب عليها لأن الكتابة على شكل رسم مبهم وباللون الأبيض. وتسبب للذي يرتديها الشعور بالشلل وحالات تقيؤ وأمراض جلدية، بيع منها الكثير في تونس بثمن قدر بحوالى 5 الى 10 دنانير تونسية للحذاء الواحد. وعطورات وهي عبارة عن زجاج شفاف مدورة الشكل بطول حوالى 20 سم ورسم عليها برج إيفل دون أن يذكر بلد المنشأ والصنع وتسبب لمن يستعملها الإدمان على المخدرات بيعت بثمن ما بين 5 و15 دينارا تونسيا للواحدة.
وأحزمة جلدية تحوي خرزة زرقاء صغيرة شكلها كشكل الألماس موضوعة في بكلة الحزام وهي أحزمة متنوعة الأشكال والأحجام تحوي إشعاعا مضرا يسبب العقم عند الرجال وأمراض جلدية. لم تبع جمال زعرور منها شيئا بسبب خوفها، بعد أن حذرها عبد الحفيظ من عوارض لمس الحزام.
وقامت زعرورة ببيع هذه المنتوجات "الإسرائيلية" الملوثة على مدى عامين في تونس مقابل نسبة مئوية تأخذها على المبيع من عبد الحفيظ مباشرة دون أي ارتباط بشخص آخر.
وتبين أن عبد الحفيظ قام بتدريب المدعى عليها جمال زعرورة على العمل الاستخباري من حيث كيفية استعمال مسدس كاتم للصوت وطريقة التصرف لعدم الكشف من خلال ملابس عادية غير ملفتة للنظر وعدم استعمال هاتف خلوي، وعلى طريقة التفكير بالسؤال قبل الإجابة وطريقة ضبط النفس والكذب في التحقيق عند التعرض للضغط. وقامت زعرورة بتجربة إطلاق النار من مسدس كاتم للصوت في منزل صغير في احدى مدن الشمال الغربي حيث تدربت، وعلمت أنها أصبحت تعمل لصالح "الموساد" "الإسرائيلي" عبر العميل التونسي عبد الحفيظ. وفي هذه الفترة علم المدعى عليه التونسي محمد المجيد مسعي، زوج جمال زعرورة، بعلاقتها بالمدعو عبد الحفيظ وأنها خرجت من منزلها الزوجي مع عبد الحفيظ الى مدينة سوسة حيث أمضت 15 يوما برفقته فتقدم بدعوى طلاق بحقها لكنه عاد وتراجع عنها بعد تدخل عبد الحفيظ معه مباشرة وتجنيده للعمل لصالح "الموساد" "الإسرائيلي"، فأعاد جمال زعرورة الى منزله وطلب منها متابعة العمل مع عبد الحفيظ بعد أن أبلغها بمعرفته له وأنه من "الموساد"، وأصبح الاثنان أي عبد الحفيظ ومحمد المجيد يشغلان جمال زعرورة بأعمال ممنوعة في تونس، منها نقل مخدرات حيث كانت تسلمها إلى أشخاص محددين تتعرف عليهم من خلال أوصاف يزودها بها عبد الحفيظ وزوجها. كذلك كلفها عبد الحفيظ مرتين بنقل أسلحة فردية هي عبارة عن رشاشات ومسدسات وقنابل يدوية بواسطة حقيبة سفر .
وتبين أنه في العام 2002 كلف عبد الحفيظ، بالاشتراك مع المدعى عليه محمد المجيد مسعي، المدعى عليها جمال زعرورة بقتل رجل تونسي يدعى حسين الخطيب وهو صاحب محل تجاري في تونس العاصمة بحجة إقدام الخطيب، وهو مسلم، على التسبب ببتر ساق شخص تونسي يهودي، لكنه تبين ان حسين الخطيب كان عميلا "للموساد" وحصل خلاف بينه وبينهم، فكلف عبد الحفيظ ومحمد المجيد مسعي بتصفيته فاطلعوا جمال زعرورة على مواصفاته ومكان وجوده فتقربت منه وأقامت علاقة جنسية معه استمرت لمدة شهرين صعدت بعدها معه الى قطار سريع في تونس وتحايلت عليه واستدرجته الى باب القطار بحجة التدخين ثم دفعته الى خارج القطار مما تسبب بمقتله على الفور تقاضت بعدها جمال زعرورة مبلغ 15 ألف دينار تونسي لقاء هذه العملية قبضتها من المكتب التجاري "الإسرائيلي" في تونس عبر العميل عبد الحفيظ. وهذه العملية تمت بين شهري أفريل وماي من عام 2002. القي القبض بعدها على جمال زعرورة من قبل عناصر تعمل "للموساد" في تونس وأوهموها أنهم من الأمن التونسي واجبروها على تدوين اعترافها وأقوالها بقتل حسين الخطيب ثم أطلقوا سراحها وذلك للضغط على زعرورة لمغادرة تونس إلى لبنان حيث ستكلف بمهام أخرى اكبر واخطر. وغادرت تونس إلى بيروت مع زوجها المدعى عليه محمد المجيد المسعي وابنتها الوحيدة القاصر لتنطلق المرحلة الثانية من عمل جمال زعرورة وزوجها لصالح "الموساد" "الاسرائيلي".(المصدر: صحيفة دنيا الوطن الالكترونية 17 جوان2004).
الظروف المساعدة لتجنيد العملاء
تتضمن وثائق و تصريحات صادرة عن الموساد الصهيوني كيف يقوم هذا الجهاز بتجنيد العملاء للعمل ضمن شبكاته..و ماهي الظروف المساعدة لتجنيد العملاء .. وهي :
- الحاجات المادية والإقتصادية والعاطفية،هذه الحاجات تشكل نقاط ضعف تستطيع الأجهزة الاستخبارية استغلالها لتجنيد العملاء.
- ضعف الشعور بالإنتماء الوطني.
- ضعف المستوى التعليمي وإنعدام الثقة بالذات.
- تجنيد المواطنين العرب الذين يتوجهون للخارج سواء للدراسة أو العمل، واستغلال مشاكلهم لعرض حلولاً لها، وينتهي الأمر بالسقوط في براثن الموساد.
- تحديد هوية أشخاص في العالم العربي ومحاولة إسقاطهم بشكل مباشر بسبب مواقعهم الحساسة، مثل عملهم في المؤسسات الأمنية أو السياسية، أو المنشآت الإستراتيجية
- نشر إعلانات في الصحف أو على مواقع على شبكة الإنترنت تحت إسم شركات وهمية تعرض فرص عمل لباحثين أو خبراء في مجالات محددة، وعادة يكون مقر هذه الشركات الوهمي في عواصم الدول التي يتاح للموساد فيها العمل بحرية.
من خلال هذه العناصر يبدو أن قدرة جهاز الموساد الصهيوني في تجنيد العملاء تمر من خلال التركيز على الجوانب الاجتماعية والنفسية ..وهو ما يعني ضرورة العمل على هذه الواجهة لحماية الشباب من السقوط في قبضة هذا الجهاز .. وفي ذلك حماية لأمننا الوطني والقومي باعتبار أن الكيان الصهيوني أهدافه هي تخريب عقول الشباب .
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر