بقلم: جمال برهم
لقد جاءت دراسة عالم الديموغرافيا ( الإسرائيلي ) أرنون سوفر واحدة من أهم مخرجات مؤتمر هرتسيليا 2001حول ميزان الأمن والمناعة القومية ( الإسرائيلي ) والتي أكدت على أن عدد السكان في فلسطين التاريخية سيكون لصالح غير اليهود إذا ما استمرت معدلات النمو السكاني على ما هي عليه ، وسوف تكون نسبة 60% من غير اليهود في العام 2025 .
وكان من تداعيات هذه الدراسة أن تم ترسيم أربع مخططات إستراتيجية في عام 2003 لضمان التفوق السكاني اليهودي بنسبة 70% ، وكان مخطط القدس اليهودية الكبرى من أهم هذه المخططات ، والترجمات الملموسة والعنيدة لمخطط القدس اليهودية الكبرى تكثفت من خلال عدة توجهات أهمها مخطط ( إسرائيل ) 2020 الخاص ببلدية القدس ، وعدة خطط توسع استيطاني جديدة قديمة ، وجدار الضم والتوسع العنصري حول القدس ، وخطة تنمية القدس الصهيوني ، وخطة تنمية العلاقات التجارية الأجنبية في القدس ، هذا إضافة إلى خطة الاستيطان السياحي في القدس وعدة خطط أخرى لها علاقة في التعليم والصحة والخدمات والاقتصاد ، لتتكامل هذه الخطط لتحقيق هدفين استراتيجيين 1_ تهويد القدس بزيادة حجم الوجود اليهودي وتعميق طابعه الصهيوني 2_ زيادة نسبة اليهود العلمانيين مقابل المتدينين لتخفيض التزامات دوله الاحتلال اتجاه المتدينين الذين لايمارسون أي أعمال وظيفية أو اقتصادية.
فالقدس تمثل أحد أهم جوانب الصراع العربي الصهيوني، وبعد احتلال عام 67 أخذت المخططات والإجراءات الصهيونية اتجاه القدس بعدا أكثر تطرفا باتجاه التطهير العرقي للفلسطينيين وإحلال اليهود المستوطنين مكانهم ،
وكانت أولى هذه الخطوات إعلان ما يسمى ببلدية القدس ورسم حدودها بإخراج العديد من قرى القدس خارجها وضم بعض أحياء القدس الغربية إليها ، ثم إطلاق البلدية مخططات هيكليه تحدد أماكن البناء والأراضي الخضراء وأراضي الدولة مما قلص المساحة التي يسيطر عليها الفلسطينيين إلى حوالي 14% من ارضي القدس ،
وفي المرحلة الثانية إطلاق العديد من المخططات الاستيطانية في القدس وحولها مثل ميترو _ بولتن القدس والذي كان يهدف إلى ضم المستوطنات وبنيتها التحتية إلى منطقه نفوذ بلدية القدس. ورغم كل هذه الإجراءات والمشاريع استمرت نسبة النمو السكاني الفلسطيني لتصل في العام 2008 إلى حوالي 35% وكان من المتوقع أن تصل إلى 40% عام 2025 والى 48% عام 2050 في حال عدم تدخل المؤسسات الاحتلالية ، وكان الأسوأ بالنسبة للاحتلال أن القرى والمدن الفلسطينية المحيطة في القدس قد نمت باتجاه مركز مدينه القدس وبالمقابل فان المستوطنات حول القدس بقيت بعيدة عن مركز المدينة ولم تشكل تواصل عمراني مع المدينة رغم بناء ألاف الكيلو مترات من الشوارع الاستيطانية لربط هذه المستوطنات مع مركز مدينه القدس.
وسوف نعمل على تكثيف دور جدار الضم والتوسع العنصري في مخطط القدس اليهودية الكبرى
1- الجدار حول القدس الذي سيبلغ طوله 181 كلم سيضم المستوطنات بشكل كامل إلى القدس وبلديتها ليشكلان معا القدس اليهودية الكبرى بحيث سيقلل مساحة ما يعرف بالقدس الشرقية والأحياء الفلسطينية إلى حولي 5% من إجمالي مساحة الأراضي الخاضعة لبلدية القدس.
2- سيعمل الجدار على ضم ثلاث تجمعات استيطانية كبرى إلى حدود بلدية القدس وهي تجمع جفعون بمساحة 13 كم مربع وحوالي 12 ألف مستوطن وتجمع معاليه ادوميم بمساحة 61كم مربع و33 ألف مستوطن وتجمع عتصيون بمساحة 71 كم مربع و43الف مستوطن ، وعدد هؤلاء المستوطنين سيضاف إلى أل 123 ألف مستوطن الموجودين داخل حدود البلدية القديمة
3- سيعمل الجدار على عزل أحياء فلسطينيه إلى خارج حدود بلدية القدس حوالي 22 تجمع فلسطيني وعدد سكانها 225 ألف فلسطيني مثل كفر عقب ومخيم قلنديا والرام ومخيم شعفاط وأبوديس والعيزرية والسواحرة وقرى شمال غرب القدس
4- تتكامل النقاط الثلاث لتشكل اثر رابع جديد يتمثل بتقليص المساحة المخصصة للبناء الفلسطيني مقابل مضاعفتها للبناء الاستيطاني اليهودي
5- منع التواصل العمراني بين الأحزمة الفلسطينية وبالتالي منعها من تشكيل حزام واحد مستقبلي متواصل يعزل المستوطنات المتواجدة حول القدس عن مركز المدينة ، فمثلا التواصل بين حزام العيزرية وأبوديس مع عناتا ومخيم شعفاط مع حزام جبع والرام سيعزل تجمع معاليه ادوميم بأكمله عن القدس
6- الجدار اوجد عائق مادي يمنع تواصل القرى والأحياء الفلسطنيه مع القدس واثر سلبيا على امكانيه نمو هذه التجمعات اتجاه مركز المدينة وسمح لها باتجاه نمو بعيد عن مركزها ، فمثلا العيزرية وأبوديس منع نموها باتجاه الشمال أي باتجاه قرية الزعيم وعناتا ومخيم شعفاط ومنع نموها باتجاه الغرب وجنوب غرب أي باتجاه القدس ومنع نموها باتجاه حزام بيت لحم العمراني عن طريق حاجزالكونتنر وشارع استيطاني
7- فرص الجدار عائق حدد مسار نمو المستوطنات باتجاه مركز القدس ،فالجدار يحد معاليه ادوميم من الشمال والشرق والجنوب ويترك منفذ واحد لها باتجاه الغرب أي باتجاه القدس
8- مسار الجدار صادر آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية لضمان نمو وتوسع المستوطنات
9- . النقاط الثلاث الأخيرة بتكاملها معا ستحقق لمشروع تهويد القدس ميزه هامه وهي انه لو بقي النمو السكاني على معدلاته الحالية فسيكون لصالح المستوطنين داخل حدود القدس اليهودية الكبرى لان الضغط سوف يزداد على الأحياء الفلسطينية بسب من إجراءات هدم المنازل وعدم إعطاء تراخيص البناء وارتفاع أسعار إيجار الشقق وانخفاض مستويات الدخل مما سيدفع بالأجيال الشابة للنزوح خارج حدود المدينة ، وبالمقابل تم تخصيص آلاف الدونمات للتوسع الاستيطاني فمثلا معاليه ادوميم أصبحت مساحتها ضعف مساحة تل أبيب
10- أخيرا فرض الجدار حزام من المستوطنات حول القدس مما عزلها عن محيطها الفلسطيني وعزل أحياءها إما في داخلها أو خارجها وكأنه يعمل على فك ارتباط ما بين باقي المناطق الفلسطينية ومدينة القدس .
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر