إعلان الرئيس الإيطالي سيلفيو بَرلسكوني عن استعداده لبذل كلما في وسعه من أجل ضم إسرائيل للاتحاد الأوروبي يبدو للوهلة الأولى كمزحة سياسية من رجل سعى دائماً ليكون تحت الأضواء من خلال هفواته المتكررة سواء كان ذلك على مستوى اللباقة السياسية التي يتوقع من القادة أن يتمتعوا بها، أو على مستوى سلوكياته الفاضحة في استعمال الألفاظ البذيئة أو الظهور أمام عدسات الكاميرات التي تمكنت من اصطياده في مشاهد نادرة تثير التقزز والامتعاض.
برلسكوني الذي قال في احد تصريحاته بأن الحضارة الغربية قد تمكنت من هزيمة الحضارة الإسلامية وأن المسلمين يشعرون بالغيرة والحسد ويسعون للانتقام من الحضارة الغربية، لم يتوان عن دعم إسرائيل في كل مناسبة صغيرة كانت أو كبيرة.
حاولت جاهداً أن استوعب الكيفية التي ستنضم بها إسرائيل لعضوية الاتحاد الأوروبي صاحب المعايير الصارمة في حقوق الإنسان وحرية التعبير وهو الذي تتربع على ترابه محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية وتكتظ دوله بالمنظمات الإنسانية التي تعنى بالعدالة والمساواة.
بمجرد سماعي لهذا الخبر فقد تبادر إلى ذهني ذلك المشوار التركي الطويل الذي ظل يراوح مكانه ردحاً من الزمن إلى أن جاء الرد الأوروبي الحاسم والمؤلم لتركيا التي سلمت أخيرا بأن هذا الحلم غير قابلٍ للتحقيق.
بوابة الاتحاد الأوروبي التي ضاقت في وجه تركيا المنتمية إلى الجغرافيا القارية مع دوله لم يشفع لها امتثالها لكل مطالب هذا الاتحاد من التغييرات المتواصلة في جوهر النظام التركي وبنيته السياسية وحتى قانون جناياته الذي قام بإلغاء عقوبة الإعدام وغيرها من الإجراءات التي رفعت مستوى الشفافية في مؤسساتها.
ورغم أن هذه التغييرات قد صبت في نهاية الأمر في مصلحة تركيا التي أصبح نظامها السياسي ديمقراطياً حسب المقاييس الأوروبية وأكثر اقتراباً من هواجس الشعب وتطلعاته ويسير بخطا حثيثة نحو الاعتراف بخصوصية ثقافة الأقليات وحقها في تعليم لغاتها كما هو حاصل مع الأقلية الكردية، إلا أن هذا كله لم يكن كافياً ليجعل البوابة الأوروبية تتسع لدخولها إلى رحاب الاتحاد العتيد.
لقد قامت أوروبا بوضع شروطٍ تعجيزية في وجه تركيا وقد صممت شروطها بناء على توقعات قوية تفيد بأن تركيا العثمانية أو الأتاتوركية لا تستطيع التكيف مع هذه المقاييس الصارمة، وقد جاءت النتائج مغايرة لما توقعته أوروبا، مما اضطرها إلى الإعلان صراحةً بأن الثقافة التركية ستهدد نقاء الثقافة الأوروبية، والحديث يدور في واقعه عن المسألة العقائدية التي هي الدين الإسلامي رغم أن استعمال مصطلح الثقافة لم يكن إلا من باب التمويه لكي لا تفوح منه رائحة العنصرية المشبعة بالإسلاموفوبيا المعاصرة.
هل سيضع الاتحاد الأوروبي أمام إسرائيل رزمة المطالب نفسها التي وضعها أمام تركيا؟
أم أن إسرائيل هي من ستضع رزمتها من المطالب أمام الإتحاد الأوروبي لكي يتكيف مع الخصوصية الإسرائيلية؟
يبدو أن إسرائيل قد بدأت فعلياً بتغيير أوروبا من أجل تأهيل الأخيــرة للإنضــواء تحــت مظلتهــا دون أن ينطبــق عليهــا ما ينطبــق على دول الإتحاد.
واضح أن الإمتيازات الإسرائيلية على دول العالم وخصوصيتها التي لا يحق لأي أمة أن تدعيها كونها دولة شعب الله المختار إنما تشمل قائمة طويلة من الخصوصيات التي نذكر منها على سبيل المثال أنها تستطيع أن تقوم بممارسة الجرائم التي يحظرها القانون الدولي مثل:
ـ التصفية الجسدية للمواطنين الفلسطينيين (خصوصية إسرائيلية).
ـ الإستيلاء على الممتلكات من البيوت والأراضي الفلسطينية (خصوصية إسرائيلية).
ـ العقاب الجماعي بما في ذلك الشيوخ والأطفال والنساء (خصوصية إسرائيلية).
ـ ممارسة التعذيب الجسدي الذي يتعارض مع القانون الدولي (خصوصية إسرائيلية).
ـ سحب الهوية الوطنية من العائلات الفلسطينية صاحبة الأرض (خصوصية إسرائيلية).
ـ انتزاع الأعضاء الجسدية وتصفية الأسرى ميدانياً لهذه الغاية كما حصل في مجزرة جنين (خصوصية إسرائيلية).
ـ فرض الحصار الكامل على مليون ونصف فلسطيني ومنع الغذاء والدواء عنهم (خصوصية مصرية وإسرائيلية).
ـ تزوير جوازات السفر الأوروبية والقيام بجرائم التصفية الجسدية في كل أنحاء العالم وفي الدول العربية (خصوصية إسرائيلية).
والقائمة تطول ولا يمكن تغطيتها في هذه المقالة لأن المُجلَّدات لا تستطيع استيعابها.
أوروبا أثبتت عبر التاريخ أنها القارة (الحِرباء) التي برعت في تغيير لونها، وأنها لا تستطيع أن تخرج عن طبيعتها المنافقة وازدواجية معاييرها وهي القارة التي أثخنت شعوب قارات العالم بجرائمها ونهبها لخيراتهم أثناء حِقَبِها الإستعمارية المتتالية وتبنيها أخيراً لمشروع الحمل والحضانة للدولة اليهودية التي زَرعتها في الرحم الفلسطيني لتكون أول دولة أنابيب يعرفها التاريخ البشري.
برلسكوني الذي قال في احد تصريحاته بأن الحضارة الغربية قد تمكنت من هزيمة الحضارة الإسلامية وأن المسلمين يشعرون بالغيرة والحسد ويسعون للانتقام من الحضارة الغربية، لم يتوان عن دعم إسرائيل في كل مناسبة صغيرة كانت أو كبيرة.
حاولت جاهداً أن استوعب الكيفية التي ستنضم بها إسرائيل لعضوية الاتحاد الأوروبي صاحب المعايير الصارمة في حقوق الإنسان وحرية التعبير وهو الذي تتربع على ترابه محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية وتكتظ دوله بالمنظمات الإنسانية التي تعنى بالعدالة والمساواة.
بمجرد سماعي لهذا الخبر فقد تبادر إلى ذهني ذلك المشوار التركي الطويل الذي ظل يراوح مكانه ردحاً من الزمن إلى أن جاء الرد الأوروبي الحاسم والمؤلم لتركيا التي سلمت أخيرا بأن هذا الحلم غير قابلٍ للتحقيق.
بوابة الاتحاد الأوروبي التي ضاقت في وجه تركيا المنتمية إلى الجغرافيا القارية مع دوله لم يشفع لها امتثالها لكل مطالب هذا الاتحاد من التغييرات المتواصلة في جوهر النظام التركي وبنيته السياسية وحتى قانون جناياته الذي قام بإلغاء عقوبة الإعدام وغيرها من الإجراءات التي رفعت مستوى الشفافية في مؤسساتها.
ورغم أن هذه التغييرات قد صبت في نهاية الأمر في مصلحة تركيا التي أصبح نظامها السياسي ديمقراطياً حسب المقاييس الأوروبية وأكثر اقتراباً من هواجس الشعب وتطلعاته ويسير بخطا حثيثة نحو الاعتراف بخصوصية ثقافة الأقليات وحقها في تعليم لغاتها كما هو حاصل مع الأقلية الكردية، إلا أن هذا كله لم يكن كافياً ليجعل البوابة الأوروبية تتسع لدخولها إلى رحاب الاتحاد العتيد.
لقد قامت أوروبا بوضع شروطٍ تعجيزية في وجه تركيا وقد صممت شروطها بناء على توقعات قوية تفيد بأن تركيا العثمانية أو الأتاتوركية لا تستطيع التكيف مع هذه المقاييس الصارمة، وقد جاءت النتائج مغايرة لما توقعته أوروبا، مما اضطرها إلى الإعلان صراحةً بأن الثقافة التركية ستهدد نقاء الثقافة الأوروبية، والحديث يدور في واقعه عن المسألة العقائدية التي هي الدين الإسلامي رغم أن استعمال مصطلح الثقافة لم يكن إلا من باب التمويه لكي لا تفوح منه رائحة العنصرية المشبعة بالإسلاموفوبيا المعاصرة.
هل سيضع الاتحاد الأوروبي أمام إسرائيل رزمة المطالب نفسها التي وضعها أمام تركيا؟
أم أن إسرائيل هي من ستضع رزمتها من المطالب أمام الإتحاد الأوروبي لكي يتكيف مع الخصوصية الإسرائيلية؟
يبدو أن إسرائيل قد بدأت فعلياً بتغيير أوروبا من أجل تأهيل الأخيــرة للإنضــواء تحــت مظلتهــا دون أن ينطبــق عليهــا ما ينطبــق على دول الإتحاد.
واضح أن الإمتيازات الإسرائيلية على دول العالم وخصوصيتها التي لا يحق لأي أمة أن تدعيها كونها دولة شعب الله المختار إنما تشمل قائمة طويلة من الخصوصيات التي نذكر منها على سبيل المثال أنها تستطيع أن تقوم بممارسة الجرائم التي يحظرها القانون الدولي مثل:
ـ التصفية الجسدية للمواطنين الفلسطينيين (خصوصية إسرائيلية).
ـ الإستيلاء على الممتلكات من البيوت والأراضي الفلسطينية (خصوصية إسرائيلية).
ـ العقاب الجماعي بما في ذلك الشيوخ والأطفال والنساء (خصوصية إسرائيلية).
ـ ممارسة التعذيب الجسدي الذي يتعارض مع القانون الدولي (خصوصية إسرائيلية).
ـ سحب الهوية الوطنية من العائلات الفلسطينية صاحبة الأرض (خصوصية إسرائيلية).
ـ انتزاع الأعضاء الجسدية وتصفية الأسرى ميدانياً لهذه الغاية كما حصل في مجزرة جنين (خصوصية إسرائيلية).
ـ فرض الحصار الكامل على مليون ونصف فلسطيني ومنع الغذاء والدواء عنهم (خصوصية مصرية وإسرائيلية).
ـ تزوير جوازات السفر الأوروبية والقيام بجرائم التصفية الجسدية في كل أنحاء العالم وفي الدول العربية (خصوصية إسرائيلية).
والقائمة تطول ولا يمكن تغطيتها في هذه المقالة لأن المُجلَّدات لا تستطيع استيعابها.
أوروبا أثبتت عبر التاريخ أنها القارة (الحِرباء) التي برعت في تغيير لونها، وأنها لا تستطيع أن تخرج عن طبيعتها المنافقة وازدواجية معاييرها وهي القارة التي أثخنت شعوب قارات العالم بجرائمها ونهبها لخيراتهم أثناء حِقَبِها الإستعمارية المتتالية وتبنيها أخيراً لمشروع الحمل والحضانة للدولة اليهودية التي زَرعتها في الرحم الفلسطيني لتكون أول دولة أنابيب يعرفها التاريخ البشري.
زياد علان العينبوسي ـ نيويورك
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر