أنا المواطن الفلسطيني ، مقيمٌ في الداخل ، تفكيري بالخارج ،
بالمناسبات ، أتابع الأخبار ، لا أهتم كثيراً بحضور الندوات واللقاءات
السياسية ، أحب لون الماء وأكره ألوان الطبيعة . عند مساء أحد الأيام
دُعيت بطريق الخطأ لحضور ندوة معرفية حول (استشراف المستقبل السياسي
للقضية) ، اكتشفت لاحقاً أن الدعوة خاصة ، المهم أن أحداً لم يعرفني كما
لم يكلمني أحد ..!
جلست كما غيري ، وكانت المفاجأة في مستهل الندوة ؛ حينما أخذ المحاضر
يتحدث بلغة الإشارة مستخدماً ما تيسّر له من أصابع لإيصال ما تيسّر له من
أفكار ، ومع أن قدراتي محدودة في لغة الإشارة إلاّ أنني حاولت فهم بعضاً
مما قيل لكن دون جدوى .. أحد الحضور لاحظ اغترابي في المكان ، كتب لي على
حافة الطاولة .. "أعرف انك لا تفهم لغتنا ، وفي كل الأحوال سأرسل لك
المحاضرة مترجمة بلغتكم ، فقط اكتب لي بريدك الالكتروني على ورقة .." في
اليوم التالي وجدت المحاضرة مرسلة على الـ E-MAIL وها أنا أضع نصها
كاملاً بين أيديكم كما وصلتني من المصدر :
<< في (معجم خبايا الغد) نكبةٌ قادمة ، معلقةٌ على أداة الشرط
إذا ..؟ في محدداتها رزمةُ تنازلات ، ومحللٌ سياسيٌ للحرامِ الوطني برتبة
أفّاق ، ومحرِّمٌ للوطنية من زاوية الحلال الشرعيّ ، وقائدُ فصيلٍ لا
أعرفه يمارس أموراً مشتبهات ورياضة المشي في الحقل السياسي على ثلاثة
أطراف بحكم العرج الوطني الآثم والقادم ومركزه القيادي وضغط المسؤولية
العامة ..
نوعياً ينتمي المقصود أعلاه لفصيلة الثدييات البيّاضة ، مخسوف الوجه ،
رمادي البشرة والموقف ، تحاكي مبادؤه سوق العمالة الوطنية بسعر صرف
التداول العالمي وسياسة العرض والطلب .. على غرار المحمول يعمل بأربع
نغمات وخمس مصالح ، يساعده في ذلك تركيبته الفسيولوجية البرمائية التحزُّب
والحركة بما يمكنه من القفز والتحليق في عالم طيور الجنة والتحليل على
مصايف جزيرة الكنز وفضاءات الموائد المستديرة والمربعة وورش العمل
والميكانيكـا .. قبل ربطة أعوام ألّف كتاباً يحمل عنوان "مذكرات فاشل"
يتحدث فيه عن البقدونس وأثره في إطالة العمر ..! في الفصل الثالث من
الكتاب يتناول تجربته الشخصية وسيرته النضالية منذ نعومة أصابع قدمه
المجهولة الاتجاه يميناً ويساراً بطبيعة (فلآت فوت) المرحلة ..
تاريخياً كان "ثورياً" لافقّارياً بالمعنى السياسي للعمود الوطني ،
مُتردد الموجه ، لا مع ولا ضد ، وأحياناً لاسلكي ..! اهتماماته عامة
ملتصقه بالجماهير حيناً وبشؤون التلحين والتمويل أحياناً أخرى ، إلى جانب
هوايته في متابعة مونديال الشتات والخارج والداخل وداخل الداخل تشجيعاً
للاجئيـن ..!
منذ سنين ما بعد الهزيمة تحولت استراتيجيات المذكور تكتيكاً على طريق
إقامة مشروعه الخاص من حساب الموازنة العامة ، مع أنَّ في رأسه كثيرٌ من
المشاريع الأخرى وقشرةٌ وقملةٌ واحـدة ... ولا أدري لماذا واحدة ..؟
الحضور الكريم .. أدعوكم ألا يعبث أحدٌ في خصل شعر زميله ، مارسوا
حَكَّ مؤخرة رؤوسكم كما تشاءون ، وادرسوا جيداً أسباب تكاثر القمل ومقدمات
الحمل ، ونتائج الاعتلال واختلال الميزان ، ومتى صلح معركة حزيران وميم
واو، وعين لام ، ونون شين ، ومسائل أخرى معقدة عليها ما عليها من حطبٍ
ونَعَـم ، و لا بحجم الخيمة والخيبة على أربع سنواتٍ عجاف فيها الكل ضد
كلنا والبعض على بعضنا ، أو كما كتب عبد القدوس "يا عزيزي كلنا لصوص"
وأبرياء وقتلة وضحايا ، و"مقملون" ..! نتحمل وزر حزيران رغم الحر البارد ،
ووزر شتاء كانون الماضي وشيئاً من أوزار خريف المستقبل ..
في الختام ، أشكر لكم صمتكم ، ولا أخفيكم سراً أن في بعض رؤوس الملل
الوطني ، تصوّرٌ لحل كافة القضايا الوطنية العالقة ، ورزمة أوراق عمل ،
وأوراق شجر ، وتسعة وتسعين مبادرة ، وقملـة واحـدة ..! >>
تصبحـو على خيـر
بقلم اكرم الصوراني
بالمناسبات ، أتابع الأخبار ، لا أهتم كثيراً بحضور الندوات واللقاءات
السياسية ، أحب لون الماء وأكره ألوان الطبيعة . عند مساء أحد الأيام
دُعيت بطريق الخطأ لحضور ندوة معرفية حول (استشراف المستقبل السياسي
للقضية) ، اكتشفت لاحقاً أن الدعوة خاصة ، المهم أن أحداً لم يعرفني كما
لم يكلمني أحد ..!
جلست كما غيري ، وكانت المفاجأة في مستهل الندوة ؛ حينما أخذ المحاضر
يتحدث بلغة الإشارة مستخدماً ما تيسّر له من أصابع لإيصال ما تيسّر له من
أفكار ، ومع أن قدراتي محدودة في لغة الإشارة إلاّ أنني حاولت فهم بعضاً
مما قيل لكن دون جدوى .. أحد الحضور لاحظ اغترابي في المكان ، كتب لي على
حافة الطاولة .. "أعرف انك لا تفهم لغتنا ، وفي كل الأحوال سأرسل لك
المحاضرة مترجمة بلغتكم ، فقط اكتب لي بريدك الالكتروني على ورقة .." في
اليوم التالي وجدت المحاضرة مرسلة على الـ E-MAIL وها أنا أضع نصها
كاملاً بين أيديكم كما وصلتني من المصدر :
<< في (معجم خبايا الغد) نكبةٌ قادمة ، معلقةٌ على أداة الشرط
إذا ..؟ في محدداتها رزمةُ تنازلات ، ومحللٌ سياسيٌ للحرامِ الوطني برتبة
أفّاق ، ومحرِّمٌ للوطنية من زاوية الحلال الشرعيّ ، وقائدُ فصيلٍ لا
أعرفه يمارس أموراً مشتبهات ورياضة المشي في الحقل السياسي على ثلاثة
أطراف بحكم العرج الوطني الآثم والقادم ومركزه القيادي وضغط المسؤولية
العامة ..
نوعياً ينتمي المقصود أعلاه لفصيلة الثدييات البيّاضة ، مخسوف الوجه ،
رمادي البشرة والموقف ، تحاكي مبادؤه سوق العمالة الوطنية بسعر صرف
التداول العالمي وسياسة العرض والطلب .. على غرار المحمول يعمل بأربع
نغمات وخمس مصالح ، يساعده في ذلك تركيبته الفسيولوجية البرمائية التحزُّب
والحركة بما يمكنه من القفز والتحليق في عالم طيور الجنة والتحليل على
مصايف جزيرة الكنز وفضاءات الموائد المستديرة والمربعة وورش العمل
والميكانيكـا .. قبل ربطة أعوام ألّف كتاباً يحمل عنوان "مذكرات فاشل"
يتحدث فيه عن البقدونس وأثره في إطالة العمر ..! في الفصل الثالث من
الكتاب يتناول تجربته الشخصية وسيرته النضالية منذ نعومة أصابع قدمه
المجهولة الاتجاه يميناً ويساراً بطبيعة (فلآت فوت) المرحلة ..
تاريخياً كان "ثورياً" لافقّارياً بالمعنى السياسي للعمود الوطني ،
مُتردد الموجه ، لا مع ولا ضد ، وأحياناً لاسلكي ..! اهتماماته عامة
ملتصقه بالجماهير حيناً وبشؤون التلحين والتمويل أحياناً أخرى ، إلى جانب
هوايته في متابعة مونديال الشتات والخارج والداخل وداخل الداخل تشجيعاً
للاجئيـن ..!
منذ سنين ما بعد الهزيمة تحولت استراتيجيات المذكور تكتيكاً على طريق
إقامة مشروعه الخاص من حساب الموازنة العامة ، مع أنَّ في رأسه كثيرٌ من
المشاريع الأخرى وقشرةٌ وقملةٌ واحـدة ... ولا أدري لماذا واحدة ..؟
الحضور الكريم .. أدعوكم ألا يعبث أحدٌ في خصل شعر زميله ، مارسوا
حَكَّ مؤخرة رؤوسكم كما تشاءون ، وادرسوا جيداً أسباب تكاثر القمل ومقدمات
الحمل ، ونتائج الاعتلال واختلال الميزان ، ومتى صلح معركة حزيران وميم
واو، وعين لام ، ونون شين ، ومسائل أخرى معقدة عليها ما عليها من حطبٍ
ونَعَـم ، و لا بحجم الخيمة والخيبة على أربع سنواتٍ عجاف فيها الكل ضد
كلنا والبعض على بعضنا ، أو كما كتب عبد القدوس "يا عزيزي كلنا لصوص"
وأبرياء وقتلة وضحايا ، و"مقملون" ..! نتحمل وزر حزيران رغم الحر البارد ،
ووزر شتاء كانون الماضي وشيئاً من أوزار خريف المستقبل ..
في الختام ، أشكر لكم صمتكم ، ولا أخفيكم سراً أن في بعض رؤوس الملل
الوطني ، تصوّرٌ لحل كافة القضايا الوطنية العالقة ، ورزمة أوراق عمل ،
وأوراق شجر ، وتسعة وتسعين مبادرة ، وقملـة واحـدة ..! >>
تصبحـو على خيـر
بقلم اكرم الصوراني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر