هاتان قصتان من التاريخ العثماني جرت أولاهما في عهد محمد الفاتح، أي في دور فتوّة وقوّة الدولة العثمانية، وجرت الأخرى والدولة العثمانية على مشارف الانهدام والتفتت.
القصة الأولى
القصة الأولى
بعد 13 سنة من فتح اسطنبول قام السلطان محمد الفاتح ببناء 'جامع محمد الفاتح' وأبنيةٍ عديدة مُلحقة بها وهي أبنية تعد كليات للطلبة وأقسام داخلية لهم. كانت الأبنية تشمل ما يأتي:
16 مدرسة تقوم بتدريس العلوم الإسلامية بمختلف مراحل التدريس وبمختلف العلوم الإسلامية.
دار شفاء (أي مستشفى).
خان للمسافرين (أي فندق للمسافرين).
مكتبة.
حمام.
كانت كل مدرسة من هذه المدارس تحتوي –علاوةً على غرف وصالات التدريس- على غرف لكادر التدريس من العلماء وغرف لمنام الطلاب، وعلى مطبخ وجميع المرافق التي يحتاج إليها الطلاب والمدرِّسون.
وعندما قام السلطان يحف به حاشيته بزيارة الجامع والمباني الملحقة به وزار أبنية المدارس وشاهد غرف الطلاب أُعجب بها كثيراً، إلى درجة أنه طلب من هيئة التدريس القائمة على إدارتها تخصيص غرفة له من بين هذه الغرف العديدة.
تبادل الشيوخ العلماء نظراتٍ ذات معنى بينهم، ثم تكلم أحدهم مخاطباً السلطان:
- عفواً مولاي السلطان!...إننا لا نستطيع تخصيص غرفة لكم هنا.
دُهش السلطان من هذا الجواب الذي لم يكن يتوقعه وسأل:
- لماذا؟
- لأن هذه الغرف مخصصة للمدرسين وللطلاب.
-إذن؟
- بما أنكم لستم من هيئة التدريس ولا طالباً من الطلاب فلا يجوز –حسب التعليمات- تخصيص غرفة لكم أيها السلطان!!.
- أليس هناك من حل؟
- إن الطلاب يا مولاي لا يُقبلون هنا إلا بعد اجتيازهم الامتحان. وإذا أردتم الحصول هنا على غرفة فعليكم الاشتراك في الامتحان واجتيازه!.
- وأنا مستعد للدخول في هذا الامتحان!...قوموا بامتحاني.
وهكذا كان... دخل السلطان محمد الفاتح -الذي كانت أوروبا ترتعش منه خوفاً- الامتحان واجتازه بجدارة، فقد درس الشريعة منذ صباه ومن قِبل أساتذة أكفاء، أي كان ملمّاً بجميع العلوم الإسلامية، وكان- حسب رأي العديد من المؤرخين العثمانيين- أثقف سلطان من سلاطين آل عثمان ويعرف ست لغات من بينها اللغة العربية والفارسية واللاتينية، كما كان شاعراً وله ديوان شعر ويكتب الشعر تحت اسم مستعار.
وهكذا حصل السلطان محمد الفاتح على غرفة له من مجمع الأبنية التي قام هو ببنائها.
هل نعجب بمثل هذا السلطان الذي لم يشأ أن يتميز عن مواطنيه من الطلاب؟ أم نعجب بالعلماء الذين لم يترددوا في تطبيق التعاليم حتى على السلطان وحفظوا كرامة العلم والعلماء ولم ينحنوا ولم يفرطوا في تطبيق القوانين؟ أم نعجب بكليهما؟
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر