مع البدايات الأولى للاحتلال الإسرائيلي لترسيخ الاستيطان في الأراضي الفلسطينية تجلت الأهداف العدوانية المنظمة، والمخططة لاحتلالها لتلك الأراضي بعدة أهداف:
- اختيار أجود الأراضي الزراعية وأخصبها.
- السيطرة على الموارد المائية والثروات الطبيعية.
- احتلال الأراضي الفلسطينية واتخاذها مواقع عسكرية.
- خنق الأماكن السكانية الفلسطينية.
- إغراق السوق الفلسطينية بالاقتصاد الإسرائيلي.
- أخيراً طمس المعالم الحضارية والثقافية التاريخية الفلسطينية، وتدمير الآثار والكنوز الوطنية التي تشكل عماداً ومعلماً لأقدم الحضارات في العالم على أرض فلسطين.
إن المتتبع والراصد لبدايات الخطوات الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة يجد أن الاستيطان وإن كان ظاهره عشوائياً إلا أن أساسه منظم ومخطط ومدروس بكل تفاصيله الجزئية، هدفه الرئيس تقطيع الأوصال الفلسطينية بكل مقوماتها.
وقد حاولت إسرائيل على امتداد سنين الاحتلال (تعزيز الاستيطان اليهودي عبر نمط فريد من نوعه يقضي بتدمير وإخفاء الآثار الفلسطينية على امتداد عصورها، كثقافة حضارية وطمس معالمها، وقيام الاستيطان المعزز والمدعوم بالسياسة الرسمية للحكومات الرسمية المتعاقبة).
وقد كشف البروفيسور زئيف هيرتسوغ المدرس بقسم الآثار بجامعة تل أبيب والذي شارك في حفريات حاتصور ومجيدو مع إيغال ياوين، وفي حفريات تل عراد وبئر السبع مع يوحنان أهاروني، وأجرى حفريات في تل ميخال وتل غريسا وتل يافا، أن معظم علماء الآثار الذين قاموا بأعمال الحفر والتنقيب في المواقع التوراتية لاكتشاف ما يسمى بأرض إسرائيل في مجيدو، الجيش غيزر (إسطبلات سليمان) نابلس، أريحا، القدس، هعي، جبعون، بيت شان، بيت شيمش، حاتصور، نعتاخ وغيرها في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات لم تؤد أعمالهم إلى نتيجة تذكر.
ويورد الباحث أمثلة عن انهيار تلك المزاعم حين وجد صعوبة في تحديد الفترات التي عاشها سيدنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب ومتى تم شراء (الميكافيلا) وهي مغارة لقبور الأنبياء، خاصة إذا اعتمد الباحث على التسلسل التوراتي عندما أقام سليمان الهيكل بعد 480 عام من الخروج من مصر (الملوك أو 1) فيجب أن يضاف 430 سنة من المكوث في مصر، كفترة عمر الأجداد اليهود فيها لتصل إلى تاريخ القرن الحادي والعشرين قبل الميلاد (فترة تاريخ هجرة سيدنا إبراهيم إلى أرض كنعان).
ففي الحفريات الأثرية لم تظهر أية دلائل على تأكيد هذا التسلسل، واعتبرها العديد من العلماء أسطورة حول اليهود نسجت في عهد مملكة يهودا.
الوثائق المصرية الكثيرة لم تتطرق إلى مكوث شعب إسرائيل في مصر أو خروجهم منها، ولم يتم اكتشاف أي أثر إسرائيلي في مصر حتى في جبل سيناء، ويحاول العلماء الإسرائيليون البحث عن جبل سيناء شمالي الحجاز، أو جبل كركوك في النقب، خاصة أن إحدى الدعائم الأساسية لشعب إسرائيل في التاريخ التوراتي هي "احتلال البلاد على يد الكنعانيين" ومحاولة تدعيم هذه الرواية الإسرائيلية لذا نجد أن معظمها قائم على أراضي فلسطينية ذات قيمة أثرية، أو أن تكون تلك الأراضي في إطار ومحيط المستعمرة يصعب الوصول إليها والاقتراب منها، وحتى في حال اكتشاف أي أثر بالغ القيمة فإنه يختفي داخل الأدراج الرسمية الحكومية أو هواة الآثار ولصوصها.
ان أكثر المناطق الفلسطينية التي تعرضت للنهب المنظم هي مدن القدس، الخليل، غزة، أريحا، باعتبارها مناطق غنية ذات قيمة تاريخية، سخرت لها سلطات الاحتلال كل الإمكانيات المعززة والتلفيقات للمعتقدات الدينية الغيبية التي لا تستند إلى أي منطق علمي وتاريخي في حين أكملت سلطات الاحتلال مخططها التوسعي على معظم المدن الفلسطينية الأخرى بنفس الوتيرة المتسارعة لفرض حقائق استيطانية على الأراضي الفلسطينية (وذلك بضم الأراضي وإقامة المستعمرات والبؤر الاستيطانية والثكنات العسكرية والشوارع الالتفافية، ومصادرة المحميات الطبيعية الغنية بالموارد العلمية والأعشاب البرية والأشجار المعمرة التي تزيد أعمارها عن آلاف السنين). وفيما يلي أبرز المعالم الحضارية الفلسطينية التي تم نهبها:
القدس
حارة المغاربة
تقع غرب المسجد الأقصى هدمتها سلطات الاحتلال عام 1970، وبلغ مجموع الأبنية الأثرية نحو 135 أثراً تعود للعصر الأيوبي والمملوكي والعثماني، من جملة هذه الآثار المدرسة الأفضلية، مزار الشيخ عبد، زاوية المغاربة، وقد تحولت الحارة إلى ساحة للصلاة قرب حائط البراق (حائط المبكى الغربي) الذي تم الاستيلاء عليه كأثر إسلامي الذي هو مسرى الرسول e.
المسجد الأقصى وقبة الصخرة
تدعي المعتقدات الدينية أن هيكل سليمان موجود تحت الأقصى وقبة الصخرة، وقد قامت السلطات الإسرائيلية بأعمال الحفريات منذ عام 1967 وحتى الآن في محيط المسجد الأقصى تحت الأسوار على أمل إيجاد الهيكل المزعوم دون جدوى، وأدى ذلك إلى تصدع جدران المسجد الأقصى من الناحية الجنوبية والغربية، وشارع تماري هو جزء من باب السلسلة يقع على امتداده عدد من العمارات التاريخية التي يعود تاريخها إلى العصر المملوكي يعيش فيها 6 آلاف مواطن في ثلاثة أحياء هي حي المغاربة (هدمه الاحتلال) وجزء من حي السريان، وحي الشرف.
المحكمة الشرعية الإسلامية (المدرسة الشنكرية)
تم تحويلها إلى ثكنة عسكرية لقوات الاحتلال بقرار من الحكومة الإسرائيلية ومقر لقواتها. أما المنازل التي استولى عليها المستوطنون والتي تشكل في أغلبها بنايات تاريخية وسميت بأسماء يهودية فهي: بيت الزهور، بيت الحقيقة، بيت يوري، بيت هنيتسح، بيت الأسود، بيت هتسلام، بيت السلام، بيت فيتنبرغ، المدرسة الدينية عطيرت، كوهانيم، بيت حورن يحزقل، بيت همعلون، بيت عوت، بيت جودي، بيت حياد، بيت هحشمو نائيم، بيت ديسكين، جلوتسيا هكتنا، بيت همعرافيم، بيت حزون، حتسير ريسبن، شوفو بنيم، بيت حبرون، بيت رؤوبين، حتسير جلتسيا، بيت تسعري هكتونيل، بيت الياهو، شومري هموموت، بيت رند، بيت الحنان، بيت دلون، هايدرا، حانون (بيت هؤوفناه)، شلشيلت، رشلشيلت، حانوت ادوات كتنبية، ناؤوب دافيد.
لكن جميع الحفريات الإسرائيلية لمختلف البعثات في أريحا و"عي" المدينتان اللتان ورد ذكرهما في كتاب يهوشع، خيبت الآمال بشكل شديد بحيث لم يظهر في الموقعين أية مدن ولا أسوار تمكن اليهود من إسقاطها بقيادة يهوشع وأسباط إسرائيل لتخليصها من يد الكنعانيين وبالتالي فإن وصف التوراة يتناقض بوضوح مع الصورة التي رسمتها التوراة للمواقع التي تم اكتشافها، فمدن كنعان لم تكن ضخمة ولم تكن محصنة ولم تكن رؤوسها في السماء (كما وردت في التوراة).
وقد أثبت باحثان أمريكيان هما جورج ملدسهول ونورمان غوتفالد أن الذين استوطنوا هم كنعانيون من سكان القرى في منطقة الساحل. في حين أن وصف التوراة لعهد المملكة الموحدة لداوود وسليمان. كقمة الاستقلال السياسي والعسكري والاقتصادي لشعب إسرائيل في العهود السابقة، بعد احتلالات داوود، امتدت إمبراطورية داوود وسليمان من نهر الفرات حتى غزة، مليئة بالعمران خاصة في حاتصور، مجيدو، غيزر كمدن يهودية، تدلل المكتشفات الأثرية، أن حركة البناء التي حدثت عنها التوراة في هذه الفترة كانت شحيحة وقليلة ولا يدل الاكتشاف على أية مدينة كانت.
وفي القدس عاصمة "المملكة الموحدة للشعب اليهودي" تم حفر أجزاء واسعة ولم يتم اكتشاف عهد "تلك المملكة" والتي تحظى بإجماع يهودي عام وموثق، فقط مجموعة صغيرة من الأواني بصورة متفرقة، لا تشكل بأي حال من الأحوال عاصمة الإمبراطورية الموصوفة في كتب التوراة، وإن داوود وسليمان كانا حكام ممالك قبلية صغيرة منفصلة ومتخاصمة.
واستطاع علماء الآثار الإسرائيليون اكتشاف نفق طويل قام رئيس الحكومة الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو بافتتاحه الأمر الذي أدى لانتفاضة الحرم وسقط فيها عشرات الشهداء الفلسطينيين وتم إغلاقه "النفق" بعد أن ادعت سلطات الاحتلال أنه أثر إسرائيلي، وأطلقت عليه نفق "الحشمو نائيم" إلا أنه في حقيقة الأمر عبارة عن نفق روماني وقناة صغيرة كانت تمر فيها المياه بصورة منتظمة كما دلت الأبحاث.
وتواصلت الحفريات الإسرائيلية من جهة الجنوب والزاوية الغربية وهي بداية لحفر أنفاق متعددة قامت الأوقاف الإسلامية بإغلاقها، إلا أن الحفريات استمرت قرب المصلى المرواني وأسفل المنطقة الواقعة بين المدرسة العمرية وقبة الصخرة لأنها واقعة تحت السيطرة الإسرائيلية بهدف تحويل المدرسة العمرية إلى كنيس يهودي. وطالت الحفريات مقبرة إسلامية للصحابة والتابعين الصالحين من مقابر الرحمة وقبور الصحابة.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر