عمليات إعدام وحشية.. أعمال تهجير قسري لأسر بأكملها من منازلها.. قتل متعمد للأطفال والنساء والشيوخ.. كتابة عبارات بذيئة على جدران منازل القطاع بعد العبث بمحتوياتها.. إلخ، كانت هذه مفردات القاموس البربري الذي حملته قوات الاحتلال الصهيوني في عدوانه الأخير على غزة المحاصرة.
لم تكشف هذه المفردات لجان التحقيق الدولية.. أو مؤسسات حقوق الإنسان التي تطارد الصهاينة في كل شبر من العالم، بل فضحته ألسنةُ الجنود أنفسهم.
شهاداتٌ تقشعر لها الأبدان كشفتها صحيفة "هاآرتس" الصهيونية اليوم الخميس (19-3)؛ تحدث فيها جنودٌ صهاينة عن قيامهم بقتل مدنيين فلسطينيين وإطلاق نارٍ عليهم بدون قيود وتدمير ممتلكاتهم بشكلٍ مُتعمَّدٍ.
وذكرت الصحيفة أن الجنود أدلَوا بشهاداتهم خلال مؤتمرٍ عقدته ما تسمَّى "المدرسة التحضيرية العسكرية" في أكاديمية "أورانيم" الصهيونية في شمال فلسطين المحتلة في 13 شباط (فبراير) الماضي.
وشارك في المؤتمر العشرات من خرِّيجي المدرسة العسكرية الذين يخدمون في الوحدات القتالية في جيش الاحتلال، والذين شاركوا "بصورةٍ فعالةٍ" في العدوان الصهيوني على قطاع غزة بين 27 كانون الأول (ديسمبر) و18 كانون الثاني (يناير) الماضي وخلَّفت أكثر من 1400 شهيد فلسطيني ونحو 5500 جريح ودمارًا هائلاً.
وحسب الصحيفة الصهيونية، فإن طيارين مقاتلين وجنودًا في ألوية سلاح المشاة بجيش الاحتلال تحدَّثوا في المؤتمر -والذي نشر ملخصٌ له في نشرة خرِّيجي المدرسة العسكرية التي صدرت الأسبوع الحاليِّ- عن شهاداتٍ بعيدةٍ كل البعد عن ادعاءات قيادات الجيش الصهيوني والمتحدثين باسمه، والذين لم يألوا جهدًا في خداع وسائل الإعلام المختلفة بادعائهم حرص الجيش خلال العملية العسكرية على أخلاقياتٍ قتاليةٍ عاليةٍ في جميع الجبهات.
إعدام أمٍّ وولديها
ومن الشهادات المفجعة التي سُرِدَت خلال المؤتمر ما اعترف به قائد وحدة تابعة للواءٍ في سلاح المشاة الصهيوني حول ملابسات إعدام مواطنة فلسطينية وولديها على يد أحد الجنود.
وتحدَّث قائد الوحدة في شهادته عن وقعةٍ قامت خلالها وحدتُه بالاستيلاء على بيتٍ، وتحويل سطحه إلى نقطة عسكرية نصبوا عليه مدفعًا رشاشًا.
وكأن الجنود لم يكتفوا بالاستيلاء على المنزل وتحويله إلى نقطةٍ عسكريةٍ، أو حتى باحتجاز أصحابه في غرفةٍ من غرفه عدة أيام، فقام الجندي المتمركز على المدفع الرشاش المنصوب أعلى البيت بإطلاق النار على أمٍّ وولديها بدعوى عدم إبلاغه بإفراج قائد وحدته عنهم، حسب زعم القائد.
وأضاف أن "مشغِّل المدفع الرشاش رأى امرأة وولدين يقتربون منه وتجاوزوا الخط الذي يحظر على أيٍّ كان الاقتراب منه فأطلق النار مباشرةً عليهم".
وتابع: "لا أعتقد أن مشغِّل الرشاش كان لديه شعورٌ سيئٌ تجاه ما جرى؛ لأنه بالنسبة له قام بعمله بموجب الأوامر التي صدرت له... دعوني أقول إن حياة الفلسطينيين أمرٌ أقل أهميةً كثيرًا جدًّا من حياة جنودنا".
وكشف قائد وحدة عسكرية صهيونية آخر جريمة أخرى أصدر فيها قائد سرية في جيش الاحتلال أمرًا بإطلاق النار وإعدام امرأة فلسطينية مسنة كانت تسير في الشارع على بعد مائة متر من بيتٍ احتلته القوة الصهيونية.
سقوط أخلاقي
وذكر أنه على الرغم من التعليمات حول إطلاق النار على المدنيين طالبه الجنود بالسماح لهم بقتل أي فلسطيني يجدونه في غزة؛ لأن كل من يوجد فيها –على حد زعمهم- "مخرِّبون" و"إرهابيون".
وأضاف: "أعتقد أن هذا هو الأمر المركزي، أن ندرك أن الجيش "الإسرائيلي" سقط فيما يتعلَّق بالمسألة الأخلاقية.. هذا حقيقي، ومهما تحدثنا عن أخلاقيات الجيش "الإسرائيلي"؛ فكل ما حدث أمام عيني في الميدان لا يعبِّر عن ذلك".
من جانبه، عبَّر مدير المدرسة العسكرية الصهيوني داني زامير لصحيفة "هاآرتس" العبرية عن "صدمته" لمضمون أقوال الجنود، مشيرًا إلى أنه حذَّر رئيس أركان الجيش الصهيوني غابي أشكنازي في أعقاب ذلك من حدوث فشل أخلاقي خطير في الجيش.
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
» مبارزة شعرية .......
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
» أتثائب... عبلة درويش
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918