عمل الفتيات في المحال التجارية على اختلاف سلعها ومعروضاتها يعد من المواضيع التي حازت على اهتمام ونقاش المجتمع الأردني في الفترة الأخيرة، وبشكل كبير وملفت، حيث انقسمت الآراء بين المؤيدين بشدة والمعارضين بحدة وبينهما لا زالت الفتاة صاحبة الشأن والقرار تقف في نقطة الحياد منتظرة الضوء الأخضر لتوقف هذا الجدل ولتدلي بدلوها .
فهناك من يطارد هؤلاء الفتيات بنظرة ملؤها الشك والريبة، وخاصة أنهنَّ يخرجنَّ في وقت متأخر، مما يعزز تردد بعض الشباب في الارتباط بهنًّ، في المقابل يقدر آخرون ظروف هؤلاء الفتيات وأوضاعهن الاقتصادية والأحوال الصعبة التي يعشنها، ما يضطرهن إلى العمل في مثل هذه المهن حتى ساعات متأخرة.
أسباب المعارضة
ولهذه النظرة السلبية لهؤلاء الفتيات العديد من الأسباب، منها ذكورية المجتمع، وفق اختصاصي الإرشاد الأسري أحمد عبد الله، الذي يؤكد ضرورة أن يتفهم الشباب بأن أية مهنة لها إيجابياتها وسلبياتها، وكلاهما غير مرتبط بتوقيت وساعات الدوام وطبيعة المهنة، وخصوصاً أن جميع المهن بها اختلاط .
ويرى عبد الله أيضاً بحسب موقع "زاد الأردن" أن هناك مسئولية على الفتاة نفسها التي تعمل في أية وظيفة كانت، ومن الضروري أن تكون "محافظة على نفسها ضمن بيئة العمل ككل"، لافتا إلى أهمية أن يتمتع الشاب بالوعي الكبير فيما يخص عمل الفتاة حتى ساعات متأخرة وأن يأخذ بعين الاعتبار الأسباب التي قادتها إلى ذلك.
ولأن المنظومة الاجتماعية والموروثات الاجتماعية ترفع من قيمة الذكر، فإن هناك محاذير كبيرة تقف عائقا أمام الفتاة عند خروجها للعمل حتى ساعات متأخرة، كما يقول الدكتور منير كرادشه اختصاصي علم الاجتماع، مبينا أن ذلك "لا يتماشى مع مجتمعنا، وبالتالي تنظر إليها نظرة فيها الكثير من الريبة والشك."
وأضاف عبد الله أنه لا ضرر من أن تجنب الفتاة نفسها من العمل في المهنة التي تتطلب ساعات عمل طويلة إذا كانت غير مضطرة ماديا له ، أما في حال احتاجت لهذا العمل، فعلى الأهل مساعدة بناتهن لمواجهة التحديات المالية .
ويرى كرادشة أن نظرة المجتمع تتعارض مع طبيعة العمل لساعات متأخرة، لافتا إلى أن "مجتمعنا يعتبر هذا الأمر خدشا لسمعة العائلة، وينظر إلى الفتاة بكثير من الخوف والقلق".
مشاركة المرأة اقتصادياً
وفي الوقت الذي تعتبر فيه الأوضاع الاقتصادية من أهم العوامل وراء انخراط الفتيات في سوق العمل، يرى الخبير الاقتصادي حسام عايش أن مشاركة المرأة في الحياة الاقتصادية ما تزال "أقل من مستوى الطموح، حيث تبلغ نسبة مشاركتها 14%.
غير أنه يؤكد أن القيود الاجتماعية والأخلاقية التي تقف عقبة أمام عمل الفتاة، أصبحت تتراجع شيئا فشيئا، مبينا أن طبيعة المهن الجديدة تتطلب فتيات بأعمار معينة.
وأكد كرادشة أن هناك ظلما مجتمعيا يقع على عاتق الفتاة، ورأى أنه لا يوجد تقدير للظروف الصعبة والحاجة التي اضطرت الفتاة للعمل، مضيفا "هناك نظرة ظالمة وخالية من الاحتكام للعقل والضمير".
ويتابع كرادشة أن الفتاة التي تدخل سوق العمل تعد فتاة مستقلة وعصامية وذات خبرة واسعة وناضجة ومستقلة ماديا، وبالتالي فإن ذلك سينعكس على حياتها الزوجية بعد ذلك، مشيرا إلى أن الشاب سيجد فرقا كبيرا بين التعامل مع زوجة تابعة وزوجة تملك شخصية مستقلة تساعد في مساندته مستقبلا.
مصانع للملابس
ويرى عايش أن الأوضاع الاقتصادية وتغير الثقافة العامة من الأسباب التي حسنت من فرص عمل الفتيات، لافتا إلى أن المرأة بمركزها ودرجتها العلمية، باتت قادرة على العمل بوظائف كانت حكراً على الرجال فقط، وتقديمها بطريقة أفضل.
وربما كان الازدهار التجاري، الذي يشهده الأردن والمتمثل في افتتاح المجمعات التجارية الكبيرة وإقامة محلات في مناطق لم تكن مأهولة من قبل سببا في قبول المجتمع لعمل الفتيات في المحال التجارية.
وأشار عايش إلى أن الفتاة باتت قادرة على العمل في المولات والبقاء لساعات متأخرة في المساء من دون أية مشاكل تعترضها، لافتا إلى رغبة الفتاة في الحصول على مردود مادي كاف يشعرها بالاستقلالية.
فتيات مضطهدات
ومن تجارب تلك الفتيات فنجد العديد منهنَّ رافضات هذا الاضطهاد، فلم تجد ناديا "25 عاما" بُداً من العمل في أحد محلات بيع الأجهزة الخلوية مؤثرة هذا العمل على الجلوس في المنزل وانتظار وظيفة طال انتظارها بعد التخرج.
وناديا، التي تنتمي لأسرة مكونة من ستة أفراد ليس لها من معيل سوى الأب قالت : "إن العمل ليس عيبا ولكن نظرة الناس لا ترحم فتاة تعمل في محل تجاري" .
وأشارت جريدة "الدستور" الأردنية إلى أنه رغم ما قد يقال وما قد يظن، أضافت ناديا الحاصلة على شهادة جامعية : "الفتاة اليوم لا تستطيع العيش بدون عمل وهذا العمل لا جدال فيه، بحيث أنه يناسب كل من تريد العمل أمام أنظار الناس".
وأيدت ناديا في حديثها هبه "22عاما" التي تعمل في محل لبيع المستلزمات والملابس النسائية وقالت: "أشعر بامتعاض البعض حين اذكر طبيعة عملي في محل تجاري".
وقالت هبه : "لا داعي لأن تسمع التعليق بل يكفي تعابير الوجه التي ترفض هذا الأمر".
ورغم ذلك تستطرد هبه قولها : "طبيعي جدا أن يكون هناك فتاة في أي محل تجاري فالزبائن ليسوا جميعا من الذكور بل هناك متسوقات يجدن حرجا من الحديث مع البائع الشاب".
وعن عملها تحديدا قالت هبه: "أجد عمل الفتيات في محلات الملابس النسائية منطقياً جداً بل وأفضل؛ فبإمكان السيدة أو الفتاة اختيار ما يلزمها بدون إحراج فالبائعة أقدر من البائع على مساعدتها على اختيار ما يناسبها وتسهيل حصولها على طلباتها".
أحد محال الملابس النسائية
ولم تنكر أسماء "23 عاما" أن الأمر في بدايته كان مربكاً إلى حد كبير كون تجربتها في العمل التجاري قليلة من جهة، وتقبل الزبائن لعملها كفتاة تبيع وتشتري الأجهزة الخلوية من جهة أخرى، إلا أن أسماء تؤكد أن جديتها في العمل أمّنت لها نجاحاً وقبولاً من قبل الزبائن".
وعن سبب التحاقهن بالعمل في هذه المجمعات والمحلات أجابت سامية والتي تحمل شهادة الثانوية العامة والدبلوم: "الإحساس بأني عنصر فعال في المجتمع والمشاركة في تنميته، والاستقلالية المادية، هذه دوافعي للعمل".
وأيدت زميلتها في العمل صفاء "22 عاما" هذا المبرر متسائلة: "لماذا أقف والطريق أمامي مفتوح؟ فلابد أن يطور الإنسان نفسه ويعمل في أي مجال آخر غير مجاله الدراسي فالهدف أن يشعر الإنسان باستقلاليته ويكفي ذاته بل ويساعد أسرته".
وقالت منى التي تبلغ من العمر "18 سنة"، وهي تدرس بالجامعة وتعمل بائعة في أحد مطاعم الوجبات السريعة: "إنها تحتاج إلى مصاريف جامعية لشراء كتبها وملابسها، خاصة وأن دخل والدها المتقاعد لا يكفي لتغطية مصاريف العائلة، ولهذا تجد أن العمل في هذه المحلات فرصة لا يطلب منها شهادة أو خبرة بل إتقان ومهارة ، غير أنها اعترفت أن العمل في المحلات التجارية متعب جدا".
وأكدت منى تصريحات زميلاتها السابقات اللائي يتعرضن للمضايقات من بعض الزبائن وطمع من بعض أرباب العمل في بعض الأحيان.
شباب رافض
وعند التطرق لأحد الشباب لمعرفة رأيه، رفض إسماعيل "29 عاما" رفضاً قاطعاً الارتباط بفتاة تعمل في محل تجاري لساعات متأخرة، خصوصا أنها تخالط عددا من الشباب في نفس المكان، "هذه بيئة غير مناسبة للفتاة، ولا بد أن تتأثر بهذه الأجواء حتى وإن كانت تتمتع بقدر عال من الأخلاق".
وأضاف الشاب إسماعيل "الأصل هو جلوس الفتاة في المنزل، إلا أن التطور المجتمعي جعل عمل الفتاة منتشرا بشدة".
وأوضح إسماعيل أنه لا ضير في ذلك، لكن مع اختيار أنواع العمل التي تناسب أنوثتها وتتفق مع عادات وتقاليد المجتمع والدين.
تأنيث المحلات النسائية
وطالبت سامية وصفاء وفتيات كثيرات يعملن في مجمع تجاري، بضرورة تأنيث المحلات النسائية من محلات الملابس وعطور وأدوات تجميل، فهذا الأمر وبحسب الفتيات سيكون إيجابيا؛ لأنه سيسهم في القضاء على نسبة من البطالة النسائية مع فتح مجالات العمل الأخرى أمام المرأة بدلا من حصرها في مجالي التعليم والوظائف الحكومية فقط.
وأيدت الفتيات أن هذا القرار يحتاج إلى وقت حتى يعتاد عليه المجتمع ولكن رؤية الفتاة بائعة في المحال بات موضوعا يلقى قبولا أكثر من ذي قبل بحسب الفتيات وهو أمر طبيعي فأي تغيير يحصل لدينا يشوبه في البداية نوع من الخوف من التغيير ثم ما يلبث أن يصبح أمراً عادياً الأمر الذي أكدته الفتيات العاملات.
المرأة تكسر الحواجز
اليوم طرقت المرأة مجالات العمل المهنية والحرفية ومجال الإنشاءات والخدمات وغيرها رغم سلسلة من المعوقات الاجتماعية والثقافية إلا أن سيدات وفتيات لم يأبهن لها كثيرا بل حملن في داخلهن إصرارا وعزما على تكسير هذه الحواجز .
فهناك محلات ملابس شهيرة ، كوفي شوب، مكتبات وغيرها الكثير لم تعد فقط وجهة عمل للفتيات بل باتت هي مشاريع نسائية فرضت وجودها بكل جدارة وثقة .
فهناك سيدات أعمال يدرن أعمالهن بكل مسئولية وحرفية، نجحن وسطرن هذا النجاح بخط عريض قبله الناس بعد أن كانت هذه الأعمال التجارية حكرا على الذكور وبعد حقبة تفرد الرجل بالعمل في قطاع التجارة ووظائف لم تكن مقبولة اجتماعياً ولا محببة عند الإناث.
خولة الحوراني التي رسمت طريقها في الانفتاح على المجتمع والتعلم والخدمة من أوسع أبوابه والمشهد قد يعد غريبا على مجتمعنا امرأة تحمل حقيبتها وتلبس ملابس ورش العمل، وتتجه لتصليح أو تركيب مواسير مياه في المنازل.
"أم التوفير" باتت أنموذجا تحتذي به سيدات وفتيات عملن ويعملن على كسر تابوهات المهن في ظل مجتمع يحتاج لطاقات الجميع لمواصلة مسيرة البناء والمضي فيها قدما.
فهناك من يطارد هؤلاء الفتيات بنظرة ملؤها الشك والريبة، وخاصة أنهنَّ يخرجنَّ في وقت متأخر، مما يعزز تردد بعض الشباب في الارتباط بهنًّ، في المقابل يقدر آخرون ظروف هؤلاء الفتيات وأوضاعهن الاقتصادية والأحوال الصعبة التي يعشنها، ما يضطرهن إلى العمل في مثل هذه المهن حتى ساعات متأخرة.
أسباب المعارضة
ولهذه النظرة السلبية لهؤلاء الفتيات العديد من الأسباب، منها ذكورية المجتمع، وفق اختصاصي الإرشاد الأسري أحمد عبد الله، الذي يؤكد ضرورة أن يتفهم الشباب بأن أية مهنة لها إيجابياتها وسلبياتها، وكلاهما غير مرتبط بتوقيت وساعات الدوام وطبيعة المهنة، وخصوصاً أن جميع المهن بها اختلاط .
ويرى عبد الله أيضاً بحسب موقع "زاد الأردن" أن هناك مسئولية على الفتاة نفسها التي تعمل في أية وظيفة كانت، ومن الضروري أن تكون "محافظة على نفسها ضمن بيئة العمل ككل"، لافتا إلى أهمية أن يتمتع الشاب بالوعي الكبير فيما يخص عمل الفتاة حتى ساعات متأخرة وأن يأخذ بعين الاعتبار الأسباب التي قادتها إلى ذلك.
ولأن المنظومة الاجتماعية والموروثات الاجتماعية ترفع من قيمة الذكر، فإن هناك محاذير كبيرة تقف عائقا أمام الفتاة عند خروجها للعمل حتى ساعات متأخرة، كما يقول الدكتور منير كرادشه اختصاصي علم الاجتماع، مبينا أن ذلك "لا يتماشى مع مجتمعنا، وبالتالي تنظر إليها نظرة فيها الكثير من الريبة والشك."
وأضاف عبد الله أنه لا ضرر من أن تجنب الفتاة نفسها من العمل في المهنة التي تتطلب ساعات عمل طويلة إذا كانت غير مضطرة ماديا له ، أما في حال احتاجت لهذا العمل، فعلى الأهل مساعدة بناتهن لمواجهة التحديات المالية .
ويرى كرادشة أن نظرة المجتمع تتعارض مع طبيعة العمل لساعات متأخرة، لافتا إلى أن "مجتمعنا يعتبر هذا الأمر خدشا لسمعة العائلة، وينظر إلى الفتاة بكثير من الخوف والقلق".
مشاركة المرأة اقتصادياً
وفي الوقت الذي تعتبر فيه الأوضاع الاقتصادية من أهم العوامل وراء انخراط الفتيات في سوق العمل، يرى الخبير الاقتصادي حسام عايش أن مشاركة المرأة في الحياة الاقتصادية ما تزال "أقل من مستوى الطموح، حيث تبلغ نسبة مشاركتها 14%.
غير أنه يؤكد أن القيود الاجتماعية والأخلاقية التي تقف عقبة أمام عمل الفتاة، أصبحت تتراجع شيئا فشيئا، مبينا أن طبيعة المهن الجديدة تتطلب فتيات بأعمار معينة.
وأكد كرادشة أن هناك ظلما مجتمعيا يقع على عاتق الفتاة، ورأى أنه لا يوجد تقدير للظروف الصعبة والحاجة التي اضطرت الفتاة للعمل، مضيفا "هناك نظرة ظالمة وخالية من الاحتكام للعقل والضمير".
ويتابع كرادشة أن الفتاة التي تدخل سوق العمل تعد فتاة مستقلة وعصامية وذات خبرة واسعة وناضجة ومستقلة ماديا، وبالتالي فإن ذلك سينعكس على حياتها الزوجية بعد ذلك، مشيرا إلى أن الشاب سيجد فرقا كبيرا بين التعامل مع زوجة تابعة وزوجة تملك شخصية مستقلة تساعد في مساندته مستقبلا.
مصانع للملابس
ويرى عايش أن الأوضاع الاقتصادية وتغير الثقافة العامة من الأسباب التي حسنت من فرص عمل الفتيات، لافتا إلى أن المرأة بمركزها ودرجتها العلمية، باتت قادرة على العمل بوظائف كانت حكراً على الرجال فقط، وتقديمها بطريقة أفضل.
وربما كان الازدهار التجاري، الذي يشهده الأردن والمتمثل في افتتاح المجمعات التجارية الكبيرة وإقامة محلات في مناطق لم تكن مأهولة من قبل سببا في قبول المجتمع لعمل الفتيات في المحال التجارية.
وأشار عايش إلى أن الفتاة باتت قادرة على العمل في المولات والبقاء لساعات متأخرة في المساء من دون أية مشاكل تعترضها، لافتا إلى رغبة الفتاة في الحصول على مردود مادي كاف يشعرها بالاستقلالية.
فتيات مضطهدات
ومن تجارب تلك الفتيات فنجد العديد منهنَّ رافضات هذا الاضطهاد، فلم تجد ناديا "25 عاما" بُداً من العمل في أحد محلات بيع الأجهزة الخلوية مؤثرة هذا العمل على الجلوس في المنزل وانتظار وظيفة طال انتظارها بعد التخرج.
وناديا، التي تنتمي لأسرة مكونة من ستة أفراد ليس لها من معيل سوى الأب قالت : "إن العمل ليس عيبا ولكن نظرة الناس لا ترحم فتاة تعمل في محل تجاري" .
وأشارت جريدة "الدستور" الأردنية إلى أنه رغم ما قد يقال وما قد يظن، أضافت ناديا الحاصلة على شهادة جامعية : "الفتاة اليوم لا تستطيع العيش بدون عمل وهذا العمل لا جدال فيه، بحيث أنه يناسب كل من تريد العمل أمام أنظار الناس".
وأيدت ناديا في حديثها هبه "22عاما" التي تعمل في محل لبيع المستلزمات والملابس النسائية وقالت: "أشعر بامتعاض البعض حين اذكر طبيعة عملي في محل تجاري".
وقالت هبه : "لا داعي لأن تسمع التعليق بل يكفي تعابير الوجه التي ترفض هذا الأمر".
ورغم ذلك تستطرد هبه قولها : "طبيعي جدا أن يكون هناك فتاة في أي محل تجاري فالزبائن ليسوا جميعا من الذكور بل هناك متسوقات يجدن حرجا من الحديث مع البائع الشاب".
وعن عملها تحديدا قالت هبه: "أجد عمل الفتيات في محلات الملابس النسائية منطقياً جداً بل وأفضل؛ فبإمكان السيدة أو الفتاة اختيار ما يلزمها بدون إحراج فالبائعة أقدر من البائع على مساعدتها على اختيار ما يناسبها وتسهيل حصولها على طلباتها".
أحد محال الملابس النسائية
ولم تنكر أسماء "23 عاما" أن الأمر في بدايته كان مربكاً إلى حد كبير كون تجربتها في العمل التجاري قليلة من جهة، وتقبل الزبائن لعملها كفتاة تبيع وتشتري الأجهزة الخلوية من جهة أخرى، إلا أن أسماء تؤكد أن جديتها في العمل أمّنت لها نجاحاً وقبولاً من قبل الزبائن".
وعن سبب التحاقهن بالعمل في هذه المجمعات والمحلات أجابت سامية والتي تحمل شهادة الثانوية العامة والدبلوم: "الإحساس بأني عنصر فعال في المجتمع والمشاركة في تنميته، والاستقلالية المادية، هذه دوافعي للعمل".
وأيدت زميلتها في العمل صفاء "22 عاما" هذا المبرر متسائلة: "لماذا أقف والطريق أمامي مفتوح؟ فلابد أن يطور الإنسان نفسه ويعمل في أي مجال آخر غير مجاله الدراسي فالهدف أن يشعر الإنسان باستقلاليته ويكفي ذاته بل ويساعد أسرته".
وقالت منى التي تبلغ من العمر "18 سنة"، وهي تدرس بالجامعة وتعمل بائعة في أحد مطاعم الوجبات السريعة: "إنها تحتاج إلى مصاريف جامعية لشراء كتبها وملابسها، خاصة وأن دخل والدها المتقاعد لا يكفي لتغطية مصاريف العائلة، ولهذا تجد أن العمل في هذه المحلات فرصة لا يطلب منها شهادة أو خبرة بل إتقان ومهارة ، غير أنها اعترفت أن العمل في المحلات التجارية متعب جدا".
وأكدت منى تصريحات زميلاتها السابقات اللائي يتعرضن للمضايقات من بعض الزبائن وطمع من بعض أرباب العمل في بعض الأحيان.
شباب رافض
وعند التطرق لأحد الشباب لمعرفة رأيه، رفض إسماعيل "29 عاما" رفضاً قاطعاً الارتباط بفتاة تعمل في محل تجاري لساعات متأخرة، خصوصا أنها تخالط عددا من الشباب في نفس المكان، "هذه بيئة غير مناسبة للفتاة، ولا بد أن تتأثر بهذه الأجواء حتى وإن كانت تتمتع بقدر عال من الأخلاق".
وأضاف الشاب إسماعيل "الأصل هو جلوس الفتاة في المنزل، إلا أن التطور المجتمعي جعل عمل الفتاة منتشرا بشدة".
وأوضح إسماعيل أنه لا ضير في ذلك، لكن مع اختيار أنواع العمل التي تناسب أنوثتها وتتفق مع عادات وتقاليد المجتمع والدين.
تأنيث المحلات النسائية
وطالبت سامية وصفاء وفتيات كثيرات يعملن في مجمع تجاري، بضرورة تأنيث المحلات النسائية من محلات الملابس وعطور وأدوات تجميل، فهذا الأمر وبحسب الفتيات سيكون إيجابيا؛ لأنه سيسهم في القضاء على نسبة من البطالة النسائية مع فتح مجالات العمل الأخرى أمام المرأة بدلا من حصرها في مجالي التعليم والوظائف الحكومية فقط.
وأيدت الفتيات أن هذا القرار يحتاج إلى وقت حتى يعتاد عليه المجتمع ولكن رؤية الفتاة بائعة في المحال بات موضوعا يلقى قبولا أكثر من ذي قبل بحسب الفتيات وهو أمر طبيعي فأي تغيير يحصل لدينا يشوبه في البداية نوع من الخوف من التغيير ثم ما يلبث أن يصبح أمراً عادياً الأمر الذي أكدته الفتيات العاملات.
المرأة تكسر الحواجز
اليوم طرقت المرأة مجالات العمل المهنية والحرفية ومجال الإنشاءات والخدمات وغيرها رغم سلسلة من المعوقات الاجتماعية والثقافية إلا أن سيدات وفتيات لم يأبهن لها كثيرا بل حملن في داخلهن إصرارا وعزما على تكسير هذه الحواجز .
فهناك محلات ملابس شهيرة ، كوفي شوب، مكتبات وغيرها الكثير لم تعد فقط وجهة عمل للفتيات بل باتت هي مشاريع نسائية فرضت وجودها بكل جدارة وثقة .
فهناك سيدات أعمال يدرن أعمالهن بكل مسئولية وحرفية، نجحن وسطرن هذا النجاح بخط عريض قبله الناس بعد أن كانت هذه الأعمال التجارية حكرا على الذكور وبعد حقبة تفرد الرجل بالعمل في قطاع التجارة ووظائف لم تكن مقبولة اجتماعياً ولا محببة عند الإناث.
خولة الحوراني التي رسمت طريقها في الانفتاح على المجتمع والتعلم والخدمة من أوسع أبوابه والمشهد قد يعد غريبا على مجتمعنا امرأة تحمل حقيبتها وتلبس ملابس ورش العمل، وتتجه لتصليح أو تركيب مواسير مياه في المنازل.
"أم التوفير" باتت أنموذجا تحتذي به سيدات وفتيات عملن ويعملن على كسر تابوهات المهن في ظل مجتمع يحتاج لطاقات الجميع لمواصلة مسيرة البناء والمضي فيها قدما.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر