كاردنيين يفترض اننا نملك الوطن ،او انه يملكنا ، وكشعب له حقوق وواجبات يتمتع بها في حالة السلم والازدهار ويتحمل العناء في حالة الحرب والازمات ،فان حق الحديث عن مسالة الوطن البديل واوضاع الفلسطينيين في الاردن يجب الا يحمل (كلاشيهات) التشكيك والتامر.
و النقاش حول اوضاع الفلسطينيين في الاردن دائما كان مفتقرا للموضوعية، فالاردنيين يميلون الى اتهام الفلسطينيين بتحميل عبئ اقتصادي على كاهل البلد، فيما يجادل الفلسطينيون بان وجودهم يشكل دعما اقتصاديا وتنمويا لبلد كانت عاصمته عبارة عن قرية صغيرة عندما قدموا اليه الا ان حقوقهم لا زالت منقوصة ، وهنا فاننا نذكر بالحملة الشعواء التي قادها المحافظون الاردنيين ضد باسم عوض الله ورغم انها حملت شعار المحافظة على ( البلد المعروض للبيع) من الليبراليين الجدد الا انها لم تخل من ابعاد سياسية قادها (الراديكاليون الشرق اردنيين) ضد اردني من اصل فلسطيني نال صلاحيات اكثر مما يجب .
مسكونون بعقدة (الديمغرافيا) التي تميل لصالح الاردنيين من اصل فلسطيني ومشبعون بعقدة (التاريخ) الممتد الى احداث ايلول الاسودعام 1970 لا زال الاردنيين متخوفون من من فكرة الوطن البديل ، ومتمسكون ب( حق العودة) واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة عن الاحتلال الاسرائيلي او الكونفدرالية الاردنية التي تعني للفلسطينيين مطامع اردنية او بالاصح هاشمية تاريخية في الضفة رغم فك الارتباط ومحبطون من منسوب حقوقهم المدنية والسياسية فان الفلسطينيين ايضا يرفضون فكرة الوطن البديل.
اذن وان كان الحال كذلك وان كان طرفا المسألة متخوفان منها ويرفضونها هل مازالت الفكرة مطروحة ام لا وان كانت كذلك فمن هم مؤيديها؟بل قبل ذلك يجدر بنا طرح السؤال : هل فكرة الوطن البديل في الاصل هي حقيقة ام خيال؟
في الحقيقة هي الاثنان معا وهي مثل الاسهم في البورصة ترتفع و تهبط حسب مقتضبات السوق او لنقل حسب الحالة السياسية فيما يحيط بالاردن، هي حقيقة من حيث انها فكرة ازلية بدات بعد حرب 1967 التي احتلت فيها اسرائيل اراض كانت تابعة للاردن(الضفة الغربية) فبدأ اليمين الاسرائيلي بالتفكير في تهجير من بقي من الفلسطينيين الى الاردن وهي وان كانت غير محفوظة في ملفات يضعها اليمين الاسرائيلي اواليمين الامريكي في ادراجهم الا انها اطروحة يحفظونها عن ظهر قلب في ادمغتهم لا يفتاؤون يلوحوا بها كلما لزم الامر.
ويدرك الاردن حتى في مستوياته العليا حقيقة الفكرة التي لم يتم الاتفاق الأمريكي الإسرائيلي عليها نهائيا، و إنما هنالك تفاهمات مرحلية حسب المواجهات في الشرق الأوسط الأمريكية للدور المطلوب منها و لها، وهنا يجب التفريق بين الوطن البديل الذي قام و أصبح واقعا و النظام البديل الذي في إدراج الملفات الإسرائيلية والامريكية.
وهنا اذكر ان كل المكتبات المدرسية في الثمانينيات قد عملت على امتلاك كتاب وضعه وزير التربية والتعليم سعيد التل في بداية الثمانيات بعنوان ( الوطن البديل .. الفكرة والحل) الذي طبع بدعم من وزارة الثفافة الاردنية وهو امر ما كان ليكون لولا التخوف الرسمي الاردني من الفكرة،كما ان رئيس الوزراء السابق عبد السلام المجالي اعلن صراحة خلال اكثر من محاضرة له عن وجود مثل هذه الافكار في العقلية الاسرائيلية والامريكية.
ومثلما هي حقيقة فان فكرةالوطن البديل تميل للخيال بل اضحت اكثر بالنسبة للحكم الاردني مثل طيف شبح يحاول ازالته من تفكيره وهو ما دعا الملك عبدالله الى الطلب من السياسيين الى التوقف عن الحديث حولها رغم انه هو من اشار الى الفكرة بشكل غير مباشر قبل شهرين تقريبا ابان الحرب على غزة خلال مقابلة مع الجزيرة قال خلالها ان المؤامرة لا زالت تحيط بالاردن وهو السر وراء تهاون الاردن في مسالة المظاهرات ضد حرب غزة لان النظام يدرك ان سقوط حماس يعني الحاق لغزة بمصر تمهيدا لالحاق الضفة الغربية بالاردن كمقدمة للوطن البديل وهو السر الذي دفع الارن لاجراء حوار مع حماس قبيل حرب غزة وهو الحوار الذي توقف مؤقتا بعد اقالة مدير المخابرات محمد الذهبي .
وهاجس الوطن البديل احاله الى ما يشبه الفزاعة التي ينجر لها السياسيون والصحفيون ب (انتهازية ) احيانا و ب (توجيه ) في احيان اخرى ليشكل ازمة ادارة سياسية متخبطة ادت عن سابق اصرار او جهل لتهميش نصف سكان الوطن الجديد للفلسطينيين رغم انصهارهم اقتصاديا وسياسيا وقبل ذلك والاهم اجتماعيا مع وطن التزموا فيه بواجباتهم لكنهم ابدا لم ينالوا في حقوق المواطنة الكاملة وظلوا رغم مرور ستين عاما لبعضهم او اربعين عاما لبعضهم الاخر مجرد لاجئين ونازحين.
قبل سنوات وعندما طفح الكيل ب عدنان ابو عودة الذي انحاز للدولة الاردنية في مواجهة فوضى ايلول وتحدث عن الحقوق المنقوصة هب (اهل القرية) لنجدة( قطيع الاغنام) من (الذئب )الذي لا حقيقة له الا في خيال( الراعي) فالبسوا ل ابو عودة قميص الخيانة وهي نفس المعاول التي حملها الانتهازيون الطامعون بالكراسي قبل يومين ليهيجوا اهل القرية ضد قامة سياسية وصحفية بحجم محمد حسنين هيكل لمجرد افكار طرحها عبر الجزيرة ويلبسوه قميص النكران. ،
وحيث ان كل الاشياء تبدا من البدايات فان تربية وطنية حقيقية ومواطنة دائمة وحقيقية وليست بديلة او مؤقتة وحقوق متساوية لكل افراد المجتمع وديمقراطية حقيقية نابعة من ايمان داخلي وليس بهدف التسويق وجلب المساعدات لبلد لا يملك اي شئ هي الضمانة الوحيدة والترس الاقوى لمواجهة الفكرةولكن عندما يتم اضعاف الاحزاب وتهميش النواب و قمع الصحافة وتوزيع صكوك الغفران بشكل غير متساو فان متاريس الدفاع عن الوطن تتهاوى بنفسها حتى قبل انطلاق ساعة الصفر لملحمة الدفاع عن الوطن.
ان دولة المدنية اليوم لا تقوم على احادية القومية المتشربة بنقاء الدم والملتهبة لوحدها بالوطنية والمواطنة والمحتكرة لقاموس الولاء والانتماء والقابضة على كل الخيرات وانما تقوم حتى ما قبل عصر العولمة على التعددية القومية والدينية والثقافية وان كان الامر يسير كذلك في بلد مثل الولايات المتحدة متعددة الاعراق والديانات والاجناس والحضارات فانه ليمكن ان يسير بسلاسة اسهل بكثير في بلد مثل الاردن وبين شعبين بينهما الدين والعادات والحضارة واللغة بل تقريبا اللهجة نفسها بدون ادنى خوف من احلال او تغيير للخارطة السياسية او الاجتماعية.
نعي تماما ان الاردن يجب الا يكون (فندقا لاقامة مؤقتة) بل (بيتا دائما) لمن ارتضوا ان يحملوا جنسيته، ولكن هذا لن يتحقق طالما بقيت حقوقهم منقوصة وطالما بقي بعض المحافظين يشككون في ولائهم ، بل انه علينا جميعا الابتعاد عن فكرة تقديم كشف حساب بالولاء والانتماء وعدم تخوين الاخر لمجرد اختلاف الراي والتعامل مع الاردن على انه وطن للجميع بدون اطماع لان يكون الوطن البديل او مخاوف من ان يكون قد تحول على ارض الواقع كذلك .
وفي الحقيقة فان اعطاء الافضلية للشرق اردنيين في وظائف الجيش والدولة عمق حالة ( الكسل والاتكالية) لدى هؤلاء في الوقت الذي اعطى دافعا للفلسطينيين ل (لابداع والابتكار) ومن هنا نرى ان السيطرة على القطاع الخاص تميل للفلسطينيين بشكل سافر.
ان الأردن (الملكي ) يواجه نقاط خلافية في المنطقة، و غياب الاستقرار يجعله معرضا اكثر للمؤامرة، وهو رغم انه شرع سفن ديمقراطيته للعالم الا ان هذا لن يجعله في مامن من الطموحات الاسرائيلية لا سيما وانه بنفسه من احال نفسه الى وطن بديل على ارض الواقع بقيادة ملكية هاشمية رغم قرار فك الارتباط الذي سعى الملك حسين من خلاله الى دفن مشروع الوطن البديل اردنيا على الاقل، بل ان الملك حسين توقف عن الحديث حول (الكونفدرالية) لان حديثا عن الكونفدرالية في مرحلة ما قبل اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة لهو ترسيخ لفكرة الوطن البديل ومن هنا فانه من حق النظام الملكي أن يدافع عن بقاؤه و يحرص على استمرار بيته أمام محرك الاحتراق الذي يجبره و العرب المفاوضين على تقديم تنازلات استراتيجيه و جغرافية و ايدولوجيه و دينيه في بوتقة سلام إسرائيلية.
واخيرا بقي القول ان فلسطينيو الاردن يشكلون حالة استثنائية تختلف عن فلسطيني سوريا او لبنان او العراق كما تختلف عن باقي الاصول الموجودة في الاردن مثل الشركس والاكراد والارمن فهم مطلوب منهم ان يكونوا اردنيين اكثر من الاردنيين وفلسطينيين اكثر من فلسطيني الداخل وهم لا زالوا بنظر الاردنيين مجرد فلسطينيين فقط وبالنسبة لفلسطيني الداخل هم اردنيين فقط، وان تحويل الاردن ل (وطن للفلسطينيين) الذين قدموا مع بدايات تأسيس المملكة واعظائهم حقوقهم الكاملة لا يعني بالضرورة تحويل الاردن ل ( وطن الفلسطينيين).
الكاتب \ خالد الكساسبة
و النقاش حول اوضاع الفلسطينيين في الاردن دائما كان مفتقرا للموضوعية، فالاردنيين يميلون الى اتهام الفلسطينيين بتحميل عبئ اقتصادي على كاهل البلد، فيما يجادل الفلسطينيون بان وجودهم يشكل دعما اقتصاديا وتنمويا لبلد كانت عاصمته عبارة عن قرية صغيرة عندما قدموا اليه الا ان حقوقهم لا زالت منقوصة ، وهنا فاننا نذكر بالحملة الشعواء التي قادها المحافظون الاردنيين ضد باسم عوض الله ورغم انها حملت شعار المحافظة على ( البلد المعروض للبيع) من الليبراليين الجدد الا انها لم تخل من ابعاد سياسية قادها (الراديكاليون الشرق اردنيين) ضد اردني من اصل فلسطيني نال صلاحيات اكثر مما يجب .
مسكونون بعقدة (الديمغرافيا) التي تميل لصالح الاردنيين من اصل فلسطيني ومشبعون بعقدة (التاريخ) الممتد الى احداث ايلول الاسودعام 1970 لا زال الاردنيين متخوفون من من فكرة الوطن البديل ، ومتمسكون ب( حق العودة) واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة عن الاحتلال الاسرائيلي او الكونفدرالية الاردنية التي تعني للفلسطينيين مطامع اردنية او بالاصح هاشمية تاريخية في الضفة رغم فك الارتباط ومحبطون من منسوب حقوقهم المدنية والسياسية فان الفلسطينيين ايضا يرفضون فكرة الوطن البديل.
اذن وان كان الحال كذلك وان كان طرفا المسألة متخوفان منها ويرفضونها هل مازالت الفكرة مطروحة ام لا وان كانت كذلك فمن هم مؤيديها؟بل قبل ذلك يجدر بنا طرح السؤال : هل فكرة الوطن البديل في الاصل هي حقيقة ام خيال؟
في الحقيقة هي الاثنان معا وهي مثل الاسهم في البورصة ترتفع و تهبط حسب مقتضبات السوق او لنقل حسب الحالة السياسية فيما يحيط بالاردن، هي حقيقة من حيث انها فكرة ازلية بدات بعد حرب 1967 التي احتلت فيها اسرائيل اراض كانت تابعة للاردن(الضفة الغربية) فبدأ اليمين الاسرائيلي بالتفكير في تهجير من بقي من الفلسطينيين الى الاردن وهي وان كانت غير محفوظة في ملفات يضعها اليمين الاسرائيلي اواليمين الامريكي في ادراجهم الا انها اطروحة يحفظونها عن ظهر قلب في ادمغتهم لا يفتاؤون يلوحوا بها كلما لزم الامر.
ويدرك الاردن حتى في مستوياته العليا حقيقة الفكرة التي لم يتم الاتفاق الأمريكي الإسرائيلي عليها نهائيا، و إنما هنالك تفاهمات مرحلية حسب المواجهات في الشرق الأوسط الأمريكية للدور المطلوب منها و لها، وهنا يجب التفريق بين الوطن البديل الذي قام و أصبح واقعا و النظام البديل الذي في إدراج الملفات الإسرائيلية والامريكية.
وهنا اذكر ان كل المكتبات المدرسية في الثمانينيات قد عملت على امتلاك كتاب وضعه وزير التربية والتعليم سعيد التل في بداية الثمانيات بعنوان ( الوطن البديل .. الفكرة والحل) الذي طبع بدعم من وزارة الثفافة الاردنية وهو امر ما كان ليكون لولا التخوف الرسمي الاردني من الفكرة،كما ان رئيس الوزراء السابق عبد السلام المجالي اعلن صراحة خلال اكثر من محاضرة له عن وجود مثل هذه الافكار في العقلية الاسرائيلية والامريكية.
ومثلما هي حقيقة فان فكرةالوطن البديل تميل للخيال بل اضحت اكثر بالنسبة للحكم الاردني مثل طيف شبح يحاول ازالته من تفكيره وهو ما دعا الملك عبدالله الى الطلب من السياسيين الى التوقف عن الحديث حولها رغم انه هو من اشار الى الفكرة بشكل غير مباشر قبل شهرين تقريبا ابان الحرب على غزة خلال مقابلة مع الجزيرة قال خلالها ان المؤامرة لا زالت تحيط بالاردن وهو السر وراء تهاون الاردن في مسالة المظاهرات ضد حرب غزة لان النظام يدرك ان سقوط حماس يعني الحاق لغزة بمصر تمهيدا لالحاق الضفة الغربية بالاردن كمقدمة للوطن البديل وهو السر الذي دفع الارن لاجراء حوار مع حماس قبيل حرب غزة وهو الحوار الذي توقف مؤقتا بعد اقالة مدير المخابرات محمد الذهبي .
وهاجس الوطن البديل احاله الى ما يشبه الفزاعة التي ينجر لها السياسيون والصحفيون ب (انتهازية ) احيانا و ب (توجيه ) في احيان اخرى ليشكل ازمة ادارة سياسية متخبطة ادت عن سابق اصرار او جهل لتهميش نصف سكان الوطن الجديد للفلسطينيين رغم انصهارهم اقتصاديا وسياسيا وقبل ذلك والاهم اجتماعيا مع وطن التزموا فيه بواجباتهم لكنهم ابدا لم ينالوا في حقوق المواطنة الكاملة وظلوا رغم مرور ستين عاما لبعضهم او اربعين عاما لبعضهم الاخر مجرد لاجئين ونازحين.
قبل سنوات وعندما طفح الكيل ب عدنان ابو عودة الذي انحاز للدولة الاردنية في مواجهة فوضى ايلول وتحدث عن الحقوق المنقوصة هب (اهل القرية) لنجدة( قطيع الاغنام) من (الذئب )الذي لا حقيقة له الا في خيال( الراعي) فالبسوا ل ابو عودة قميص الخيانة وهي نفس المعاول التي حملها الانتهازيون الطامعون بالكراسي قبل يومين ليهيجوا اهل القرية ضد قامة سياسية وصحفية بحجم محمد حسنين هيكل لمجرد افكار طرحها عبر الجزيرة ويلبسوه قميص النكران. ،
وحيث ان كل الاشياء تبدا من البدايات فان تربية وطنية حقيقية ومواطنة دائمة وحقيقية وليست بديلة او مؤقتة وحقوق متساوية لكل افراد المجتمع وديمقراطية حقيقية نابعة من ايمان داخلي وليس بهدف التسويق وجلب المساعدات لبلد لا يملك اي شئ هي الضمانة الوحيدة والترس الاقوى لمواجهة الفكرةولكن عندما يتم اضعاف الاحزاب وتهميش النواب و قمع الصحافة وتوزيع صكوك الغفران بشكل غير متساو فان متاريس الدفاع عن الوطن تتهاوى بنفسها حتى قبل انطلاق ساعة الصفر لملحمة الدفاع عن الوطن.
ان دولة المدنية اليوم لا تقوم على احادية القومية المتشربة بنقاء الدم والملتهبة لوحدها بالوطنية والمواطنة والمحتكرة لقاموس الولاء والانتماء والقابضة على كل الخيرات وانما تقوم حتى ما قبل عصر العولمة على التعددية القومية والدينية والثقافية وان كان الامر يسير كذلك في بلد مثل الولايات المتحدة متعددة الاعراق والديانات والاجناس والحضارات فانه ليمكن ان يسير بسلاسة اسهل بكثير في بلد مثل الاردن وبين شعبين بينهما الدين والعادات والحضارة واللغة بل تقريبا اللهجة نفسها بدون ادنى خوف من احلال او تغيير للخارطة السياسية او الاجتماعية.
نعي تماما ان الاردن يجب الا يكون (فندقا لاقامة مؤقتة) بل (بيتا دائما) لمن ارتضوا ان يحملوا جنسيته، ولكن هذا لن يتحقق طالما بقيت حقوقهم منقوصة وطالما بقي بعض المحافظين يشككون في ولائهم ، بل انه علينا جميعا الابتعاد عن فكرة تقديم كشف حساب بالولاء والانتماء وعدم تخوين الاخر لمجرد اختلاف الراي والتعامل مع الاردن على انه وطن للجميع بدون اطماع لان يكون الوطن البديل او مخاوف من ان يكون قد تحول على ارض الواقع كذلك .
وفي الحقيقة فان اعطاء الافضلية للشرق اردنيين في وظائف الجيش والدولة عمق حالة ( الكسل والاتكالية) لدى هؤلاء في الوقت الذي اعطى دافعا للفلسطينيين ل (لابداع والابتكار) ومن هنا نرى ان السيطرة على القطاع الخاص تميل للفلسطينيين بشكل سافر.
ان الأردن (الملكي ) يواجه نقاط خلافية في المنطقة، و غياب الاستقرار يجعله معرضا اكثر للمؤامرة، وهو رغم انه شرع سفن ديمقراطيته للعالم الا ان هذا لن يجعله في مامن من الطموحات الاسرائيلية لا سيما وانه بنفسه من احال نفسه الى وطن بديل على ارض الواقع بقيادة ملكية هاشمية رغم قرار فك الارتباط الذي سعى الملك حسين من خلاله الى دفن مشروع الوطن البديل اردنيا على الاقل، بل ان الملك حسين توقف عن الحديث حول (الكونفدرالية) لان حديثا عن الكونفدرالية في مرحلة ما قبل اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة لهو ترسيخ لفكرة الوطن البديل ومن هنا فانه من حق النظام الملكي أن يدافع عن بقاؤه و يحرص على استمرار بيته أمام محرك الاحتراق الذي يجبره و العرب المفاوضين على تقديم تنازلات استراتيجيه و جغرافية و ايدولوجيه و دينيه في بوتقة سلام إسرائيلية.
واخيرا بقي القول ان فلسطينيو الاردن يشكلون حالة استثنائية تختلف عن فلسطيني سوريا او لبنان او العراق كما تختلف عن باقي الاصول الموجودة في الاردن مثل الشركس والاكراد والارمن فهم مطلوب منهم ان يكونوا اردنيين اكثر من الاردنيين وفلسطينيين اكثر من فلسطيني الداخل وهم لا زالوا بنظر الاردنيين مجرد فلسطينيين فقط وبالنسبة لفلسطيني الداخل هم اردنيين فقط، وان تحويل الاردن ل (وطن للفلسطينيين) الذين قدموا مع بدايات تأسيس المملكة واعظائهم حقوقهم الكاملة لا يعني بالضرورة تحويل الاردن ل ( وطن الفلسطينيين).
الكاتب \ خالد الكساسبة
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر