ليست هذه المرة الأولى التي تبث فيها قناة (إم بي سي) عملاً درامياً عن
القضية الفلسطينية التي لا تتسع لها مسلسلات (سوب أوبرا) نظراً لامتدادها
لقرن زمني بما يحويه من تفاصيل في حياة كل فلسطيني يصر الاحتلال
الإسرائيلي على أن يسري في دمه.
فقد عرضت القناة من قبْل مسلسل«التغريبة» الفلسطينية الناجح،
والذي صوّر القضية الفلسطينية من جوانب أخرى غير تلك المعتادة التي لا
تظهر الفلسطيني سوى أنه ملاك لا يخطىء. وكذا مسلسل الاجتياح الحائز على
جائزة إيمي في سابقة لم يعهدها العرب من قبْل.
الآن يأتي المسلسل التركي«صرخة حجر» الذي بدأت نفس القناة في
عرضة في وقت ما زال يُعرض على القنوات التركية بعد دبلجته باللهجة
الفلسطينية.
هذا المسلسل يتخطى صرخة الحجر التقليدية من حيث المواجهة الحالية
لجوليات (جالوت)بمقلاعه لداود المدجج بالسلاح على عكس الراوية التوراتية.
هي صرخة أيضاً في وجه صنّاع الدراما العربية الذين نبش معظمهم
القسط الوفير من شؤون المجتمعات العربية كعقوق الوالدين، و الحب بين غنية
وفقير، والمخدرات، والاغتصاب، الميراث..إلخ، وكأنه لا وجود لقضية فلسطينية
يمكن استلهام آلاف القصص منها حتى قصص الحب، إذ قلب الفلسطيني ليس عاطلاً
عن الحُب، إنه كباقي الشباب يُتيّم في الحبيبة، لكن قد يباعد جسديْهما
حاجز عسكري من دون أن ينجح في شرخ القلبيْن وفصْل الروحيْن.
أحدث المسلسل تراشقاً ديبلوماسياً بين أنقرة وتل أبيب وصل إلى حد
إهانة السفير التركي لدى الأخيرة لما يحويه العمل من فضح لممارسات
الإحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.
ثم جاء ضجيج إسرائيلي ضد (الإم بي سي) بعد قرارها شراء وبث
المسلسل من أجل عدم بثّه. ليس بالجديد على تل أبيب أن تستشيط غضباً في وجه
كل من يحاول إظهار الحق والحقيقة، ويظهر، ولو النزر اليسير، من ممارساتها
ضد الفلسطينيين، حتى لو تعلق الأمر بمجيء مخاض الحوامل تحت بنادق الإحتلال
على حواجزه العسكرية.
لعل الجديد هنا هو تذكير صنّاع الدراما العربية للاستفادة من
قدرة هذا الفن على منازلة السلاح التقليدي، وتفوقه على قاذفات الطائرات
وسبطانات الدبابات لو جُيّر وسُيّر بالشكل الصحيح والنافع.
ليست في ثنايا هذه السطور مطالبة لإشغال الرأي العام العربي
بقضية الفلسطينيين التي يُقال عنها ،مجازاً، قضية العرب الأولى، خصوصاً
بعد انقسام فلسطين إلى اثنتيْن، فللعرب قضاياهم أيضاً كالبطالة والفقر
والهجرة غير الشرعية وانسلاخ العرب عن لغتهم و زواج القاصرات وتسونامي
الطلاق، لكنّ فيها دعوة إلى البدء في توظيف الفن كسلاح نظيف فعّال في زمن
التفوق العسكري للآخرين، ليس فقط من أجل فضح ممارسات المحتل، بصيغة
الفاعل، ضد المحتل، بصيغة المفعول، ولكن، أيضاً، من أجل خلق حالة وعي
جديدة في وجدان العرب الذين لا يعرف الكثير منهم عن الجدار العازل، ولم
يسمعوا بمولود وُلِد على حاجز، وباتوا مثل قانون نيوتن الثالث في الفعل
ورده.
فبقدر ما سمع الجيل الجديد من العرب الخُطَب الرنانة والشعارات
الطنانة والصراخ النشاز، نأوا بأنفسهم عن قضاياهم، كأنهم ما عادوا هُمْ،
بل غيرهم.
القضية الفلسطينية التي لا تتسع لها مسلسلات (سوب أوبرا) نظراً لامتدادها
لقرن زمني بما يحويه من تفاصيل في حياة كل فلسطيني يصر الاحتلال
الإسرائيلي على أن يسري في دمه.
فقد عرضت القناة من قبْل مسلسل«التغريبة» الفلسطينية الناجح،
والذي صوّر القضية الفلسطينية من جوانب أخرى غير تلك المعتادة التي لا
تظهر الفلسطيني سوى أنه ملاك لا يخطىء. وكذا مسلسل الاجتياح الحائز على
جائزة إيمي في سابقة لم يعهدها العرب من قبْل.
الآن يأتي المسلسل التركي«صرخة حجر» الذي بدأت نفس القناة في
عرضة في وقت ما زال يُعرض على القنوات التركية بعد دبلجته باللهجة
الفلسطينية.
هذا المسلسل يتخطى صرخة الحجر التقليدية من حيث المواجهة الحالية
لجوليات (جالوت)بمقلاعه لداود المدجج بالسلاح على عكس الراوية التوراتية.
هي صرخة أيضاً في وجه صنّاع الدراما العربية الذين نبش معظمهم
القسط الوفير من شؤون المجتمعات العربية كعقوق الوالدين، و الحب بين غنية
وفقير، والمخدرات، والاغتصاب، الميراث..إلخ، وكأنه لا وجود لقضية فلسطينية
يمكن استلهام آلاف القصص منها حتى قصص الحب، إذ قلب الفلسطيني ليس عاطلاً
عن الحُب، إنه كباقي الشباب يُتيّم في الحبيبة، لكن قد يباعد جسديْهما
حاجز عسكري من دون أن ينجح في شرخ القلبيْن وفصْل الروحيْن.
أحدث المسلسل تراشقاً ديبلوماسياً بين أنقرة وتل أبيب وصل إلى حد
إهانة السفير التركي لدى الأخيرة لما يحويه العمل من فضح لممارسات
الإحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.
ثم جاء ضجيج إسرائيلي ضد (الإم بي سي) بعد قرارها شراء وبث
المسلسل من أجل عدم بثّه. ليس بالجديد على تل أبيب أن تستشيط غضباً في وجه
كل من يحاول إظهار الحق والحقيقة، ويظهر، ولو النزر اليسير، من ممارساتها
ضد الفلسطينيين، حتى لو تعلق الأمر بمجيء مخاض الحوامل تحت بنادق الإحتلال
على حواجزه العسكرية.
لعل الجديد هنا هو تذكير صنّاع الدراما العربية للاستفادة من
قدرة هذا الفن على منازلة السلاح التقليدي، وتفوقه على قاذفات الطائرات
وسبطانات الدبابات لو جُيّر وسُيّر بالشكل الصحيح والنافع.
ليست في ثنايا هذه السطور مطالبة لإشغال الرأي العام العربي
بقضية الفلسطينيين التي يُقال عنها ،مجازاً، قضية العرب الأولى، خصوصاً
بعد انقسام فلسطين إلى اثنتيْن، فللعرب قضاياهم أيضاً كالبطالة والفقر
والهجرة غير الشرعية وانسلاخ العرب عن لغتهم و زواج القاصرات وتسونامي
الطلاق، لكنّ فيها دعوة إلى البدء في توظيف الفن كسلاح نظيف فعّال في زمن
التفوق العسكري للآخرين، ليس فقط من أجل فضح ممارسات المحتل، بصيغة
الفاعل، ضد المحتل، بصيغة المفعول، ولكن، أيضاً، من أجل خلق حالة وعي
جديدة في وجدان العرب الذين لا يعرف الكثير منهم عن الجدار العازل، ولم
يسمعوا بمولود وُلِد على حاجز، وباتوا مثل قانون نيوتن الثالث في الفعل
ورده.
فبقدر ما سمع الجيل الجديد من العرب الخُطَب الرنانة والشعارات
الطنانة والصراخ النشاز، نأوا بأنفسهم عن قضاياهم، كأنهم ما عادوا هُمْ،
بل غيرهم.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر