ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

ملتقى أجراس العودة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملتقى أجراس العودة

سياسي، ثقافي ، اجتماعي، إخباري


3 مشترك

    ملف خاص بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لمجزرة مخيم جنين 3\4

    لمى جبريل
    لمى جبريل
    المدير العام
    المدير العام


    انثى القوس جنسيتك : اردنية
    اعلام الدول : ملف خاص بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لمجزرة مخيم جنين 3\4 Jordan_a-01
    رقم العضوية : 2
    نقاط : 27505
    السٌّمعَة : 43
    تاريخ التسجيل : 25/01/2009

    ملف خاص بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لمجزرة مخيم جنين 3\4 Empty ملف خاص بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لمجزرة مخيم جنين 34

    مُساهمة من طرف لمى جبريل الأحد 04 أبريل 2010, 9:56 am

    فلسطين اليوم- محمود أبو عواد

    تسقط كل الكلمات في أبريل، ولكن لا تسقط ذكريات مخيمٍ عبّد أبناؤه بالدم رحلة الحياة، تسقط خيارات المتخاذلين، ولكن في كل عامٍ من أبريل دم الشهداء يُنبت زهراً وحنون، تسقط كل القلاع المنهارة، ولكن يبقي مخيم جنين قلعةً غرسها دماء أبنائها وثمرها جيلٌ يصنع النصر من وقتٍ لِحين.

    ملف خاص بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لمجزرة مخيم جنين 3\4 100403072529e13n


    "يمين" الاسير القائد ثابت مرداوي و"يسار" الشهيد القائد محمود طوالبة



    عامٌ يتلوه آخر، وتبقى ذكريات الصمود في ذاك المخيم الفقير يتناولها جيلٌ بعد جيل، ويتلقفها الصغار قبل الكبار، يروون رحلة الدم الذي هزم السيف، ذاك الدم المتدفق في أزقة المخيم الذي سطر ملحمةً من ملاحم الصمود، فكانت جدران المخيم المنهارة تتعرض لصواريخ حقد الحاقدين، ولكن بقوة إيمان المجاهدين، وبصبر الصابرين، وعزم المقاتلين، كانت تذوب كل الصواريخ، ولا تنهار جدران وحصون وقلاع ذاك المخيم الجريح.
    ملف خاص بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لمجزرة مخيم جنين 3\4 10040307252951EZ
    صورة تجمع مقاتلي سرايا القدس وكافة أذرع المقاومة في جنين قبيل المعركة
    ثمانية أعوام،، هي العمر الذي سيمتد على مدار التاريخ، لمعركة بين جيشين، جيشٌ لا يملك إلا الإيمان، وآخر لا يملك إلا قوة السلاح، فانهارت أساطير السلاح، وذابت كل الأهداف والأحلام، لينتفض في كل مرة أهل الحق والإيمان، يُعلمون الجيش الذي لا يقهر أن النصر لا يأتي فقط من فوهة البنادق، بل أن النصر تصنعه الرجال بصبرها وعزمها وإيمانها، وبقضيتهم التي يدافعون عنها.


    ملف خاص بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لمجزرة مخيم جنين 3\4 100403072529ZCD4

    جسدت معركة الصمود في جنين، ثلاثة عشر يوماً من القتال، أثخنت فيها المقاومة الفلسطينية بكافة مقاتليها الجراح بعدوهم الذي كان يتفوق عليهم عدةً وعتاداً، سطر المقاتلون ملاحمَ من عنفوان، أقضوا بها مضاجع العدو، صنعوا بإيمانهم ووحدتهم ووجدانهم روح المقاتل العتيد، فكانت تنهار أحلام العدو باقتحام هذا المخيم الصغير على عتباته برشقات سلاح ملثمٍ تعلو حاجبيه عُصبةٌ "سوداء ملونة الكتابة بالأصفر"، وآخر يُخفي ملامح وجهه بقناع "الكوفية البيضاء"، ومقابلهم آخر يتشح بالعُصبة "الخضراء، وإلي جانبه مقاتل يتشح بـِ "الكوفية الحمراء".


    ملف خاص بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لمجزرة مخيم جنين 3\4 100403072529Mjpw
    "يمين" الشيخ الأسير القائد علي الصفوي و"يسار" الشيخ الأسير القائد عبد الحليم عز الدين


    واجهت قوة أولئك الملثمين على اختلاف ألوان عصبهم التي تلتف على رؤوسهم واختلاف سكنهم من قرية لأخرى، قوة عدو يغتصب الأرض والحق بقوة السلاح، فكانت قوة الفلسطيني الأقوى بدم أبنائهم المتدفق، وبرصاصات سلاحهم الهادر، وبتكبيرات أشبالهم ودعوات نسائهم وعجائزهم، وكانت محاولات العدو في القضاء على مقاومة هؤلاء الثائرين، تفشل مع كل طلقة تصيب جنوده، ومع كل عبوة تتفجر حمماً بآلياته، كان يتراجع ودماء جنوده تملأ ساحات حدود المخيم الذي يصمد في كل مرحلة صمودٌ أسطوري، في وقت كانت تنهار فيه دولٌ خلال ساعات.





    ملف خاص بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لمجزرة مخيم جنين 3\4 100403072406gyTs


    ومرت الأيام، ومع مرورها كانت من آن لآخر تضرب أساطير جنين العدو في هذا المخيم الجريح، وفي عمق الأراضي المحتلة، فكان "محمود طوالبة" ورفاقه يُثخنون الجراح ويفجرون المنازل والعدو بداخلها ويقضون عليهم قتلاً، فيما كان يخرج الاستشهاديون من كل حدبً وصوب ليفجروا أحزمتهم الناسفة، وأجسادهم الطاهرة، في عمق مدن العدو الذي شُلت أركانه من هول ما يرون ويسمعون، فتوقفت كل الكلمات أمام "أسطورة جنين"، وتحركت كل القوات العسكرية لمواجهة تلك الأسطورة التي سماها وزير الحرب آنذاك "شاؤول موفاز" (طوالبة ورفاقه).





    ملف خاص بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لمجزرة مخيم جنين 3\4 10040307240620tB


    واتخذت العملية منحاً من الهمجية الصهيونية على مرور العصور، وأقدم العدو على قصف المدنيين وعلى استهدافهم داخل منازلهم وقتلهم بكل وحشية، لكن لم يثنِِ ذلك المقاتلين وقياداتهم التي وصفها العدو بـ "الأسطورة"، من تأمين حياة المدنيين قدر المستطاع، في الوقت الذي كانت تتخذ المجموعات الأخرى وضعية القتال، واستمرت العملية والعدو متوحش بصواريخ الحقد التي تطلقها الطائرات، فاستشهد الكثير من المدنيين والمقاتلين، وأصيب في المعركة من أصيب.

    ملف خاص بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لمجزرة مخيم جنين 3\4 100403072406xFIL


    الأسير ربيع السعدي إلى جانب الشهيد القائد محمود طوالبة

    وبعد معركة طويلة تمكن العدو من اقتحام المخيم، وبدأت معها المفاجآت، حيث المنازل المفخخة، والمواجهات المباشرة، وسقوط الجنود الصهاينة صرعى رصاص المقاومة، ومع اشتداد العملية، وبعد أكثر من نحو أسبوعين آخرين، قضى المئات من الفلسطينيين شهداء، بعد معركة أسطورية للمقاومة في قلب المخيم، أدت لقتل وإصابة العشرات من الجنود الصهاينة .





    ملف خاص بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لمجزرة مخيم جنين 3\4 1004030724063XFx

    "يسار" الأسير علي الكنيري من كتائب القسام وإلى جانبه أحد المقاتلين



    خرج "موفاز" يتفاخر بالنصر على هذا المخيم الصغير، لكن لم يكن يعلم أن هذه المعركة الأسطورية لم تنتهِ بعد، وأنها كانت البداية لسلسلة من عمليات غضب المخيمات التي قادتها سرايا القدس داخل الأراضي المحتلة عام 48.

    ملف خاص بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لمجزرة مخيم جنين 3\4 1004030724069wlQ




    استشهد من استشهد في أرض المعركة كالقادة "طوالبة – بدير – الزبيدي – النوباني – العامر – وأبو الهيجاء"، وغيرهم، واعتقل من اعتقل خلال المعركة كالقادة "مرداوي- السعدي- عز الدين- الصفوري- أبو الهيجاء" وغيرهم الكثيرين، لكن شهادة واعتقال هؤلاء الأبطال لم توقف هدير رصاص المقاتلين، ولم تمنع الاستشهاديين من اختراق الحصون، ومن استهداف العدو حتى في عمق الأراضي المحتلة، وبقيت "جنين" عصية على الانكسار، وأنبتت الدماء النصر، فمن منا ينسى "راغب جرادات- حمزة السمودي- هنادي جرادات – هبة دراغمة- نضال أبو شادوف – محمد نصر- رأفت أبو دياك – حسن أبو زيد- أشرف الأسمر – محمد حسنين"، والكثير من الاستشهاديين التي لا تحصيهم الصفحات، ولا تسعني العبارات كي أوفيهم بكلمات عابرة، فدماؤهم هي التي تتحدث اليوم، ولغتهم هي التي يبحث عنها طفلٌ قد أزهر يسأل عن والده الذي غيبته رصاصات غدرٍ عن الوجود، أو قد غيبته السجون مكبلاً بين جنبات الزنازين، وطفله يئن وينادي "يا أبتي – يا أبتي – متى اللقاء- أم حان الرحيل؟".

    ملف خاص بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لمجزرة مخيم جنين 3\4 100403072406xUNJ




    من منا ينسى "إياد صوالحة – إياد أبو الرب- حمزة أبو الرب- حسام جرادات- وليد عبيدي – أشرف السعدي – محمود أبو عبيد- بلال كميل"، من ينسى هذا الدم المتدفق من جنين على مر ثماني سنوات، من منا لم يفتقد لذاك الزمان، من منا لم يفتقد القائد "أبا عبد الله طوالبة"، من منا لا يحّن لتلك السنوات من الفخر والعزة والكرامة، إننا بِكِ نفخر يا جنين، نعم نفخر بشهدائك وبأبطالك وبأبنائك، نفخر بكل شبر في جنين، نفخر بتلك الدماء على مر الأزمان والعصور من عهد القائد "عصام براهمة" مروراً بالقادة "أنور حمران – إياد حردان"، وصولاً للأسطورة "محمود طوالبة"، ومروراً بالقادة "إياد صوالحة – حمزة أبو الرب – حسام جرادات – وليد عبيدي- بلال كميل" وغيرهم من رفاق الدرب والدم والشهادة.



    ملف خاص بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لمجزرة مخيم جنين 3\4 100403072406YWby



    هذه هي جنين الأسطورة،، من مهد المقاومة وصولاً للحن الشهادة الذي لا يزال يتدفق، فلم تجف بعد دماء شهداء سرايا القدس وقادتها، ولن تجف تلك الدماء إلا بنصر الله ووعده "وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ".


    عدل سابقا من قبل اجراس العودة في الأحد 04 أبريل 2010, 11:30 am عدل 2 مرات
    لمى جبريل
    لمى جبريل
    المدير العام
    المدير العام


    انثى القوس جنسيتك : اردنية
    اعلام الدول : ملف خاص بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لمجزرة مخيم جنين 3\4 Jordan_a-01
    رقم العضوية : 2
    نقاط : 27505
    السٌّمعَة : 43
    تاريخ التسجيل : 25/01/2009

    ملف خاص بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لمجزرة مخيم جنين 3\4 Empty رد: ملف خاص بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لمجزرة مخيم جنين 3\4

    مُساهمة من طرف لمى جبريل الأحد 04 أبريل 2010, 9:58 am

    الذكرى السنوية" الثامنة" لمعركة و"مجزرة مخيم جنين



    تصادف, اليوم السبت, الذكرى السنوية" الثامنة" لمعركة و"مجزرة مخيم جنين" التي ارتكبتها قوات "الاحتلال الاسرائيلي" بعدما خاضت معارك شرسة مع المقاومة الفلسطينية على مدار عشرة ايام تعرض خلالها المخيم لقصف متواصل شاركت به الطائرات والدبابات بمشاركة الوحدات المختارة في الجيش الاسرائيلي الذي فرض حصارا على مخيم ومدينة جنين وعزلهما بشكل كامل عن العالم الخارجي في الوقت الذي اعتبر فيه الهجوم في الثالث من نيسان ايذانا ببدء عملية السور الواقي .

    وبهذه المناسبة , اعلنت اللجنة "المنظمة العليا لبطولة مخيم جنين "عن تنظيم سلسلة فعاليات وانشطة تخليدا لتلك الذكرى التي سجل فيها اهالي المخيم والمقاومة ملاحم نضال وبطولة في معارك التضحية التي تواصلت وسط عجز الاحتلال عن اجهاض المقاومة والقضاء عليها , او وقف المعارك التي اعترف الجيش بقوتها وانها الاعنف في تاريخ الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ,والتي قتل فيها" 23 "جنديا اسرائيليا واصيب العشرات من الجنود , بعضهم وقع في كمائن للمقاومة , التي شكلت وحدة عمليات مشتركة , حيث خاض مقاتلوا كافة الفصائل الوطنية والاسلامية المعركة موحدين .

    ويتذكر اهالي المخيم انه و رغم نداءات الجيش بالاستسلام , قررت قيادة المقاومة من كتائب شهداء الاقصى وسرايا القدس وكتائب القسام وعناصر الامن الوطني –الذين كان يقودهم الشهيد ابو جندل –و من الجبهة الشعبية مواصلة المعركة خاصة بعد سقوط عدد من قادة المعركة رافضين تسليم تسليم اسلحتهم والاستسلام .

    وبحسب اللجنة ,وبعدما دمرت اسرائيل البنية التحتية للمخيم وشبكات الكهرباء والماء والاتصالات , واغلقته امام طواقم الاسعاف والاغاثة والطواري ء بما فيها العالمية , وحظرت على وسائل الاعلام دخوله , استخدم الجيش البلدوزرات الامريكية الضخمة التي هدمت مئات المنازل وشردت اهالي المخيم , بعدما طردهم الجيش , فاعتقل الرجال والشبان , وارغم النساء والاطفال على مغادرة المخيم , واستمرت عمليات الهدم , حتى اعتقلت اخر مجموعة من المقاتلين بعدما حوصروا في احد المنازل .

    وبحسب اللجنة هدمت اسرائيل المنازل فوق رؤوس ساكنيها ومنعت نقل المصابين والشهداء للمستشفيات , حتى انتهت العملية بعد اسبوعين باستشهاد" 56" فلسطينيا بينهم نساء واطفال وشيوخ ومعاقين . واسفرت المجزرة عن اصابة العشرات بجراح واعاقات , بينما لا زال اكثر من 200 معتقل خلال المعركة في السجن كما دمرت 455 منزلا , ولا زالت جثامين عدد من الشهداء مفقودة .

    بناء وفيتو

    واعيد بناء المخيم على نفقة دولة الامارات العربية المتحدة عندما اصدر سمو الامير الراحل الشيخ زايد بن نهيان باعادة بناء جميع المنازل التي هدمت , بينما قدم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين مساعدات مالية بلغت "25 " الف دولار لكل عائلة هدم منزلها , كذلك الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي قدم المساعدات للاهالي الذين عاشوا لحظات عصيبة في ظل القصف والحصار خاصة بعدما فشل مجلس الامن الدولي وهيئة الامم المتحدة بارسال لجنة تحقيق رسمية في المجزرة جراء الضغوط والرفض الاسرائيلي والفيتو الامريكي .

    دعوة للوحدة

    وتشمل فعاليات احياء الذكرى على انشطة وطنية وثقافية ورياضية تتنطلق صباح اليوم , بافتتاح" معرض التراث الشعبي " في المركز النسوي والذي يخلد الذكرى ويعيد للاذهان صور ما ارتكبته اسرائيل من مجازر وما قدمه اهالي المخيم من تضحيات , وقال محمد المصري امين سر حركة فتح في المخيم ان اللجنة ستنظم اشكال متعددة لكي لا تنسى الاجيال ما حدث في مخيم جنين من بطولات وتضحيات وماسي واحزان , وذكر ان المعرض يعتبر صرخة معبرة عن الوجع والحلم الفلسطيني , كما ستنظم اللجنة حفلا لتكريم اهالي اسرى المخيم , وقال المصري ان هناك برنامج رياضي لاحياء ذكرى المعرك يشمل الاراضي الفلسطيني والداخل والجولان السوري المحتل , لتبقى ذكرى معركة ومجزرة المخيم خالدة لا تنسى .

    كما ودعت اللجنة شعبنا للوحدة والاستفادة من تجربة المخيم لاستعادة وحدة الصف وانهاء الانقسام حفاظا لعهد الشهداء ومواصلة المسيرة النضالة لتحقيق اهداف وثوابت شعبنا .
    لمى جبريل
    لمى جبريل
    المدير العام
    المدير العام


    انثى القوس جنسيتك : اردنية
    اعلام الدول : ملف خاص بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لمجزرة مخيم جنين 3\4 Jordan_a-01
    رقم العضوية : 2
    نقاط : 27505
    السٌّمعَة : 43
    تاريخ التسجيل : 25/01/2009

    ملف خاص بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لمجزرة مخيم جنين 3\4 Empty رد: ملف خاص بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لمجزرة مخيم جنين 3\4

    مُساهمة من طرف لمى جبريل الأحد 04 أبريل 2010, 11:31 am

    مجسمات لأزقة مدمرة وصور لشهداء تجسد ملحمة مخيم جنين في معرض «حق العودة»



    عندما تدخل إلى معرض «حق العودة» في مخيم جنين، سرعان ما تختطف أنظارك صورة لاجئ منكوب يجلس فوق أنقاض منزله المدمر وسط ركام الـمخيم الذي كان كل ما فيه هدفاً للقتل والتدمير من قبل آلة الحرب الإسرائيلية، خلال اجتياحها المدمر للـمخيم في نيسان عام 2002، ضمن عملية «السور الواقي».

    في هذا المعرض، ترتسم صور للحياة والـموت، والفرح والحزن، والأمل والبؤس، والإصرار على البقاء، وأخرى تنبش في الذاكرة تلك الأيام العصيبة التي مر بها الـمخيم، خلال اجتياح نيسان، أو كما اصطلح على تسميته «معركة مخيم جنين« التي كانت نتيجتها سقوط 56 شهيدا وإصابة الـمئات معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ، وتدمير أكثر من 460 منزلا بالكامل، وإلحاق أضرار مادية جسيمة بالـمئات من المساكن التي تجرع قاطنوها مرارة اللجوء والتشرد، من جديد، بالإضافة إلى مقتل أكثر من 35 جندياً إسرائيليا، وإصابة العشرات.

    وزينت الواجهة الرئيسية للمعرض الذي ينظمه مركز النشاط النسوي في الـمخيم، صور الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات، والرئيس محمود عباس، والشيخ الراحل زايد آل نهيان، الرئيس السابق لدولة الإمارات العربية المتحدة، ولوحات ضخمة للاجئين يجلسون فوق أنقاض مساكنهم الـمدمرة.

    مجسمات

    تبدأ جولتك داخل أروقة معرض «حق العودة»، بعدة مجسمات تجسد مخيم جنين قبل وأثناء وبعد الـمعركة، أولها مجسم للأزقة والمساكن التي كانت قائمة قبل المعركة، وأطفال يلهون بأمن وسلام، يليه مجسم آخر لمنطقة «أحراش السعادة« غرب المخيم، والتي كانت تشكل مركز انطلاق لآلة الحرب الإسرائيلية، قبل أيام قليلة من الاجتياح، وفي السماء طائرات حربية وقتالية تطلق الصواريخ والرصاص الثقيل، لتنشر الموت في كل مكان.

    وجسد المجسم الثالث الـمخيم وهو يحترق جراء تعرضه للقصف المكثف براً وجواً، ولاجئين يبحثون عن مكان آمن يؤويهم من القصف، دون أن يجدوه، ومقاتلين يتصدون بإرادتهم العالية، وإيمانهم العميق بعدالة قضيتهم الوطنية، وما توفر من أسلحة بسيطة، لآلة الحرب الإسرائيلية.

    وفي ذات الركن، برز مجسم لـمقبرة «شهداء ملحمة نيسان 2002»، والتي استحدثها أهالي الـمخيم في الجهة الغربية منه، لدفن شهداء الـمعركة، وإلى جانبه مجسم لإحدى مقابر «شهداء الأرقام« والتي تستخدمها إسرائيل، لاحتجاز جثامين المئات من الشهداء الفلسطينيين والعرب، ممن ترفض تسليمها لعائلاتهم من أجل دفنها.

    وبرز في ذات الـمكان، مجسم لطفل يرتدي الزي الشعبي، يمسك بغصن زيتون، ويحلـم في اليوم الذي يعيش فيه بأمن وسلام، بعيدا عن القتل والدمار.

    غرفة الشهداء

    وما أن تنتهي من تأمل زاوية الـمجزرة، حتى تلفت أنظارك غرفة مغلقة مظللة بالسواد، أضيئت بداخلها عشرات الشموع، ويتوسطها مجسم للقائد الشهيد عرفات ملفوفاً بالعلـم الفلسطيني، ومن حوله صور لمجموعة من الشهداء ممن قضوا خلال ملحمة نيسان وبعدها، ولآخرين كانوا هدفاً للاغتيال من قبل جيش الاحتلال.

    وعلى مقربة من «غرفة الشهداء»، وقفت طفلة ترتدي الزي الشعبي، تتأمل مجسم «زنزانة التحقيق»، وبداخلها معتقل معصوب العينين ومكبل اليدين، يجلس على كرسي على شكل «القرفصاء»، وهو شكل من أشكال التعذيب الذي تستخدمه سلطات الاحتلال في سبيل انتزاع الاعترافات من الـمعتقلين في زنازين التعذيب. وفي الخارج، صور العشرات من الأسرى.

    ملابس شهداء

    وفي مكان قريب، عرضت بعض الـملابس التي كانت تفوح منها رائحة العطر، لشهداء سقطوا خلال الملحمة، حرصت أمهاتهم وزوجاتهم على الاحتفاظ بها، رغم مرور أكثر من ثماني سنوات على استشهادهم، وعرضها في هذا الـمعرض.

    وقالت والدة أحد هؤلاء الشهداء، إنها بادرت إلى وضع ملابس ابنها في معرض «حق العودة»، دون أي تردد، حتى تقول للجميع إن ابنها لم يمت، وهذه الملابس التي تنتظر عودته لارتدائها، وعيناها تدمعان وهي تنظر إلى صورة مكبرة له عرضت في غرفة الشهداء.

    وتابعت هذه الأم، إنها تشعر أن ابنها لـم يمت، وتصر على الاحتفاظ بالـملابس التي كان يرتديها وقد بدت جديدة غير مستعملة، حتى اليوم الأخير في حياتها.

    وفي ركن آخر، برز مجسم للخيام التي قدمتها وكالة الغوث الدولية، لإيواء المنكوبين والمشردين بعد الاجتياح الـمدمر الذي استمر 13 يوماً.

    وتقول باسمة أبو طبيخ، مديرة مركز النشاط النسوي، إن القائمات على فكرة المعرض، أردن إحياء الذكرى السنوية الثامنة التي تصادف الثالث من نيسان من كل عام، على طريقتهن الخاصة، وبشكل مختلف عن السابق.

    وأضافت أبو طبيخ، إن المعرض بشكله الكلي، يحكي قصة وتاريخ مخيم جنين الذي كان ينعم بنوع من الهدوء، حتى كان هدفا لاجتياح مدمر لـم يعرف له التاريخ المعاصر مثيلاً، حيث القتل والتدمير بأبشع صوره، وفي المقابل يعكس إرادة الشعب الفلسطيني في الصمود والبقاء، ويجسد حلم اللاجئين في العودة إلى ديارهم التي هجروا عنها تحت وطأة المجازر.

    وأفردت القائمات على معرض «حق العودة»، مساحة واسعة منه، لعرض منتجات النساء من التراث الشعبي بكافة أشكاله، وأعمال يدوية من صنع الأسرى في سجون الاحتلال، كانت من أبرزها سفينة «العودة« لأسرى في سجن «عسقلان».

    افتتاح المعرض

    وكان مركز النشاط النسوي في المخيم افتتح معرض «حق العودة»، أمس، بإشراف اللجنة العليا الـمنظمة لفعاليات الذكرى السنوية الثامنة لملحمة نيسان 2002، بمشاركة قدورة موسى، الـمحافظ، والنواب شامي الشامي، وجمال حويل، ونجاة أبو بكر، وعطا أبو ارميلة، أمين سر حركة فتح في الإقليم، ومحمد المصري، أمين سر الحركة في الـمخيم، وجمال الشاتي، عضو المجلس الثوري، وقادة الأجهزة الأمنية، وممثلين عن الشرطة، والمؤسسات الوطنية، والفعاليات الشعبية.

    وألقت كفاح حنون، رئيسة الهيئة الإدارية للـمركز، كلمة تحدثت فيها عن الذكرى السنوية للاجتياح الإسرائيلي المدمر للمخيم، وعن فكرة الـمعرض.

    وفي كلمته، قال المحافظ إن الشعب الفلسطيني يحيي الذكرى السنوية لملحمة مخيم جنين، في ظل ظروف عصيبة، حيث يتواصل الانقسام الداخلي، وتتصاعد الهجمة الإسرائيلية الشرسة على القدس الـمحتلة وعموم الأراضي الفلسطينية.

    وفي كلمة حركة فتح، قال أبو ارميلة، إن الـمقاومة في مخيم جنين، حققت انتصاراً تاريخياً على آلة الحرب الإسرائيلية في نيسان عام 2002.

    من جانبه، قدم حويل، الذي يعتبر أحد أبرز قادة معركة الدفاع عن الـمخيم، شرحاً عن مجريات الاجتياح الإسرائيلي المدمر للمخيم في نيسان 2002، منوها إلى أن المخططين الرئيسيين ممن كانت الـمقاومة تلجأ إليهم في إدارة الـمعركة، كانوا من خيرة ضباط الأجهزة الأمنية، وتحديدا قوات الأمن الوطني، ممن تولوا توزيع الـمقاومين إلى ثمانية محاور في مواجهة الهجوم الإسرائيلي على الـمخيم، فسقط العشرات من الشهداء والجرحى والأسرى من هؤلاء، وكان على رأسهم الشهيد «أبو جندل» الذي أعدمته قوات الاحتلال فوق أنقاض منزل مدمر بعد اعتقاله.

    بدوره، قال المصري إن الـمعرض يندرج في إطار سلسلة من الفعاليات والنشاطات التي أقرتها اللجنة العليا المنظمة للذكرى السنوية الثامنة لـمعركة مخيم جنين.
    ابنة عكا
    ابنة عكا
    مشرفة أجراس وطنية
    مشرفة أجراس وطنية


    انثى الجدي جنسيتك : فلسطينية
    اعلام الدول : ملف خاص بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لمجزرة مخيم جنين 3\4 Palestine_a-01
    نقاط : 6860
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 03/03/2009

    ملف خاص بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لمجزرة مخيم جنين 3\4 Empty رد: ملف خاص بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لمجزرة مخيم جنين 3\4

    مُساهمة من طرف ابنة عكا الأربعاء 07 أبريل 2010, 2:21 pm

    مخيم جنين.. مزيج المأساة والصمود


    المصدر عاطف دغلس ـ جنين



    [b]ما تزال أزقة مخيم جنين شمال الضفة الفلسطينية المحتلة وأذهان ساكنيه حبلى بحكايات ومشاهد الاجتياح الإسرائيلي الذي دمره قبل ثماني سنوات، وما تزال كل جنباته تحكي قصص الصمود والمأساة في آن واحد.


    لكل بيت في هذا المخيم قصة عاشها أهله خلال الاجتياح، الذي وقع في نيسان (أبريل) 2002، والذي يعتبر من أشد وأعنف العمليات التي نفذها الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.

    مأساة مضاعفة

    فقد دمر جيش الاحتلال خلال هذا الاجتياح أكثر من 1100 منزل، منها 450 أزيلت من على وجه الأرض، وحرق 55 منزلا آخر، علاوة على الآثار النفسية التي تركها هذا الهجوم في نفوس الأهالي، بعد أن قتل فيه أبناؤهم وذووهم أمام أعينهم، وشردوا وسرقت ممتلكاتهم.

    في دكانها الصغير الذي تغالب فيه مرارة المأساة، تحكي الحاجة أم وضاح الشلبي (70 عاماً) للجزيرة نت جزءاً من قصتها التي حفرت جروحاً غائرة في أعماقها، بعد أن أطلق جنود الاحتلال الرصاص على ابنها وزوجها أمام عينيها.

    تقول أم وضاح «كنا في المنزل 17 شخصاً، بينهم ابني وزوجي، وفي رابع أيام الاجتياح اقتحم الجنود منزلنا وأخرجونا منه وفصلوا الرجال عن النساء، ثم صلبوا ابني وزوجي وابن الجيران على الجدار، وأطلقوا عليهم النار»، فاستشهد الابن وابن الجيران، لكن الزوج تظاهر بالموت حتى انصرف الجنود.

    الاجتياح الإسرائيلي خلف أكثر من 64 شهيداً و320 جريحاً، واعتقال أكثر من أربعة آلاف فلسطيني، بقي منهم أكثر من 280 أسيراً حتى الآن في السجون الإسرائيلية معظمهم من ذوي الأحكام العالية.

    وليس ذلك فقط، فحتى بعد نهاية الاجتياح استمرت الآليات العسكرية الإسرائيلية رابضة على تخوم المخيم أكثر من عام، كما تضاعفت معاناة سكانه أثناء تنقلهم عبر الحواجز أو سعيهم للحصول على تصاريح للعمل أو العلاج أو غيره، إضافة لعمليات الاقتحام اليومية والاعتقالات والاعتداءات المختلفة.

    حلاوة التكاتف

    وبقدر ما تذهلك المآسي التي يرويها سكان المخيم عن فظاعة الهجوم، بقدر ما تأسرك البطولات وقصص الصمود التي يحكونها عندما ينظرون إلى الأمر من زاوية الصمود الذي أظهره المقاومون الفلسطينيون أثناء الاجتياح الإسرائيلي.

    فجنود الاحتلال وقفوا على ثغور المخيم أياماً وليالي قبل اقتحامه، و«ظنوا أنهم لن يمكثوا سوى ساعات يقضون فيها على المقاومة، إلا أن الساعات استمرت 11 يوما متواصلة، سقط خلالها عشرات الجنود الإسرائيليين بين قتيل وجريح»، كما يقول للجزيرة نت رئيس لجنة خدمات مخيم جنين عدنان الهندي.

    وكما أذاق الاجتياح سكان المخيم مرارة قتل الأهل والأقارب، فقد أذاقهم أيضا حلاوة التكاثف والتعاضد والتعاون، فقد كانوا كلهم يدا واحدة تدعم المقاومين، وكان دور الصغير منهم في ذلك لا يقل أهمية عن دور الكبير، وكانت لنسائهم أدوارهن كما للرجال.

    ويضيف الهندي «ما وقع في المخيم عزز ثقافة المقاومة والانتصار في نفوس الأهالي، كما كان لتوحد المقاومين تحت إمرة قائد واحد وراية واحدة وقع في نفوسهم وانتصارهم». وما تزال ثقافة الانتصار والصمود ـ حسب الهندي ـ عالقة في أذهان وعقول أهالي المخيم، ويروون لكل من يطرق أبوابه من الإعلاميين والمهتمين قصص ذاك الصمود وحكاياته، يمزجونها بأفراحهم وأحزانهم.
    [/b]
    جنين
    جنين
    مشرفة أجراس عربية


    انثى الحمل جنسيتك : فلسطينية
    اعلام الدول : ملف خاص بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لمجزرة مخيم جنين 3\4 Palestine_a-01
    نقاط : 2813
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 10/03/2009

    ملف خاص بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لمجزرة مخيم جنين 3\4 Empty رد: ملف خاص بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لمجزرة مخيم جنين 3\4

    مُساهمة من طرف جنين الخميس 08 أبريل 2010, 12:57 pm

    شواهد تخلد صمود مخيم جنين



    ما أن دخلنا حتى استبقت أعيننا النظر إلى حصان حديدي وضع على مشارف المخيم، وشعارات ورسومات خطت على الجدران، وعلى أسطح المنازل صور «ضوئية» وملصقات للشهداء، «وحتى القبور حكت قصص أصحابها الذين استماتوا دفاعا عن مخيمهم».

    هذه بعض مشاهد الانتصار والصمود التي يحاول بها أهالي مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين بشمال الضفة الفلسطينية دعم معنوياتهم، إضافة لقصص وحكايات لا تزال تحفر في ذاكرتهم خلال الاجتياح الإسرائيلي للمخيم مطلع نيسان (أبريل) عام 2002.

    كنت شاهداً

    هذا الانتصار وتلك المشاهد رواها لنا «س» كما أطلق على نفسه وهو أحد المقاومين الذين شاركوا في معركة التصدي للاجتياح.

    وقال إن ما ميز مقاومتهم ـ رغم أنهم بضع مئات ـ اعتمادهم على أساليب قتالية مختلفة في مقارعة الاحتلال بين كر وفر، وصبر على الجوع والعطش والنوم، «حيث كنا ننام بالتناوب ولفترات وجيزة، وكانت البندقية هي المسند والمتكأ».

    وأكد للجزيرة نت، بمناسبة ذكرى اجتياح مخيم جنين، أن من وسائلهم القتالية الوحدة بين الفصائل جميعاً واحتكامهم لرأي قائد واحد في غرفة العمليات المشتركة، إضافة لمساعدة أهالي المخيم من الرجال والنساء، مشيرا إلى أن قدوم مقاومين من خارج المخيم عزز صموده والدفاع عنه.

    وكان لعامل الإيمان ـ يضيف المتحدث ـ دور مهم في الثبات بأرض المعركة أحد عشر يوماً متواصلة، مشيراً إلى أن من كان يستشهد منهم يأتي مكانه عشرة، في حين أصيب جنود الاحتلال بحالات خوف وإرباك شديد «فكانوا يطلقون النار بشكل فجائي وكثيف على كل ما يشتبهون فيه».

    وأشار إلى أن «عش الدبابير» ـ وهو الاسم الذي أطلقته الصحف الإسرائيلية على مخيم جنين ـ كان بالفعل كذلك، حيث اعتمدنا على عنصر المباغتة، ونصبنا كمائن للجيش في حاويات القمامة وخلف أعمدة الكهرباء وتحت شبكات الصرف الصحي، «فلم يستطع جيش قوامه آلاف الجنود اقتحام المخيم إلا بعد ستة أيام».

    وشدد على تركيزهم خلال المعركة على الحرب الإعلامية عبر مكبرات الصوت بالمساجد، حتى إن قائد المعركة «أبو جندل» ـ الذي يُتكتم إلى الآن على اسمه الحقيقي ـ شكل حالة هستيرية لدى الجنود، «وقدنا بتجربتنا البسيطة حرباً تعجز عنها جيوش بأكملها».

    دلائل الانتصار

    وعلى الجانب الغربي لمخيم جنين كانت مشاهد «مقبرة الشهداء» و«حرش السعادة» تثير تساؤلاتنا التي أجابنا عنها الشاب فريد جواد بقوله «إن مقبرة الشهداء اختصت بدفن شهداء معركة جنين فقط، وسميت بأسمائهم».

    وأضاف أن ما ميز المقبرة أيضا أن بها قبوراً جماعية لشهداء أقرباء أو أصدقاء سقطوا برصاص أو قذائف الاحتلال الإسرائيلي في وقت واحد، وهو ما يعني أن لكل قبر حكايته.

    وقال «أما حرش السعادة فهو معسكر إسرائيلي أوجعه المقاومون ضرباً إبان الاجتياح والمعارك مع الاحتلال فرحل عنه (المحتل) رغم أنفه».

    وفي وسط المخيم أقامت النساء معرضا حكت فيه معروضاته من جداريات وصور للأسرى والشهداء ومجسمات بطولات المخيم وصموده.

    وقالت باسمة أبو طبيخ وهي مديرة مركز نسوي بمخيم جنين «أردنا بذلك إيصال رسالة للجيل الصغير من أبناء المخيم مفادها النضال والصمود على أرضه».

    حصان العزة

    أما حكاية الحصان الحديدي فهي قصة في حد ذاتها، حيث عمد أهالي المخيم إلى جمع قطع المركبات التي أصابتها آليات الاحتلال «بما في ذلك سيارات الإسعاف» وقطع الحديد من المنازل المدمرة، وقاموا بعمل مجسم على شكل حصان. ووضعوه على مشارف المخيم ووجهوه نحو مدينتهم حيفا التي شُرِّدوا منها عام 1948 ليجسد ـ حسب باسمة أبو طبيخ ـ «النخوة والأصالة الفلسطينية، والقوة التي دحرنا بها المحتل من المخيم، ولنؤكد أننا عائدون يوماً ما إلى أرضنا».
    لمى جبريل
    لمى جبريل
    المدير العام
    المدير العام


    انثى القوس جنسيتك : اردنية
    اعلام الدول : ملف خاص بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لمجزرة مخيم جنين 3\4 Jordan_a-01
    رقم العضوية : 2
    نقاط : 27505
    السٌّمعَة : 43
    تاريخ التسجيل : 25/01/2009

    ملف خاص بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لمجزرة مخيم جنين 3\4 Empty رد: ملف خاص بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لمجزرة مخيم جنين 3\4

    مُساهمة من طرف لمى جبريل الأحد 11 أبريل 2010, 10:33 am

    تخليداًَ لذكرى معركة مخيم جنين تكريم المجالس والهيئات المحلية وقوى الأمن والصحفيين والطواقم الطبية



    نظمت اللجنة العليا لإحياء ذكرى معركة مخيم جنين أمس مهرجاناً جماهيراً على شرف ذكرى معركة مخيم جنين وذلك في مقر مركز الشباب الاجتماعي تخليداً لذكرى الشهداء ووفاء لدور قوى الأمن الفلسطيني والصحفيين وأسرة مستشفى الشهيد الدكتور خليل سليمان وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني. وبعد النشيد الوطني والوقوف إجلالاً للشهداء افتتح بكلمة جواد نفيعات عريف المهرجان مستذكراً معارك نيسان وصمود الأهالي والمقاومة بدعم أهالي البلدات والقرى المجاورة والتي كان لها دور كبير في صنع ملحمة الأسطورة في المخيم.

    وألقى محمد المصري أمين سر حركة فتح في مخيم جنين كلمة أكد فيها أن تكريم المشاركين هو تكريم معطر بانفاس الشهداء ومغسول بجراحات الجرحى ومعاناة الأسرى وأنات الصامدين تحت الرصاص والقذائف نقدمه لنجزي بعضا من فضلكم وبعضا من عرفانكم. ودعا لاستلهام العبر من معركة المخيم بوحدة الصف والتي جسدت وحدة الصمود والمقاومة بين أبناء فصائل المقاومة والأجهزة الأمنية وجماهير شعبنا في المدينة والريف لتكون نموذجاً وحدوياً مضيئاً نستظل به في ليل الفرقة والتمزق الذي دعا لإنهائه.

    وألقى خالد أبو فرحة رئيس مجلس الجلمة كلمة المجالس والهيئات المحلية موجها التحية لأهالي مخيم ومدينة جنين الذين صمدوا وقاموا وتصدوا للاحتلال وجرائمه ومجازره وأكدوا أن إرادة شعبنا أقوى من المجازر والقصف والحصار، وقال أبو فرحة إن محافظة جنين بكل أبنائها ومؤسساتها وأطرها وهيئاتها المحلية لم يبخلوا عن دعم معركة المخيم فالجميع شارك بكل أشكال لدعم والإسناد ليؤكدوا أن شعبنا وحدة واحدة في خندق الدفاع عن حقه وكرامته وحريته.

    وألقى جمال الشاتي رئيس اللجنة العليا المنظمة لفعاليات إحياء الذكرى، أكد فيها أن معركة مخيم جنين اثبت أن شعبنا بوحدته وتلاحمه وائتلاف كل شرائحه وقطاعاته أقوى من الاحتلال وقادر على الصمود والثبات وخوض المعركة، وأشاد بدور أهالي محافظة جنين في دعم الصمود الأسطوري للمقاومة في المخيم والتي شارك بها مقاتلون من المحافظة وغيرها كما أشاد بدور الهيئات المحلية وقوى الأمن الفلسطيني ورجال الإعلام والصحافة والمؤسسات الطبية وطواقمها المدنية والعسكرية التي أدت واجبها بكل انتماء ووفاء ومؤكدة إصرار شعبنا على مواصلة مسيرته النضالية حتى نيل حقوقه الوطنية بالعودة وتقرير المصير وإقامة الدولة ذات السيادة وعاصمتها القدس.

    واستذكر عطا أبو ارميلة أمين سر حركة فتح في الإقليم بطولات الشهداء، ودعا الجميع للمشاركة في إحياء يوم الأسير الفلسطيني بعدما قررت حركة فتح في إقليم جنين إحيائه بفعاليات ومسيرات ومهرجانات وكل أدوات الفعل النضالي انتصارا للأسرى. وبعد عدة فقرات فنية جرى تكريم المدعوين ممن شاركوا في دعم معركة مخيم جنين، والإعلاميين والصحفيين الذين شاركوا في تغطية الأحداث خلال تلك المعركة.
    لمى جبريل
    لمى جبريل
    المدير العام
    المدير العام


    انثى القوس جنسيتك : اردنية
    اعلام الدول : ملف خاص بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لمجزرة مخيم جنين 3\4 Jordan_a-01
    رقم العضوية : 2
    نقاط : 27505
    السٌّمعَة : 43
    تاريخ التسجيل : 25/01/2009

    ملف خاص بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لمجزرة مخيم جنين 3\4 Empty رد: ملف خاص بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لمجزرة مخيم جنين 3\4

    مُساهمة من طرف لمى جبريل الأحد 09 مايو 2010, 10:14 am

    من وحي صمود مخيم جنين


    الدكتور محمد عبد الله الجعيدي**
    من على السفح الشمالي لجبل النار تطل جِنِيِن على ساحل مرج بن عامر مرج الخير والعطاء بشذاه الصحابي، تطل على أوديته فتنعش الذاكرة بقصص مَنْ مَرّوا بتلك الأودية مِنْ فاتحين احتضنتهم، ومِن غزاةٍ لفظتهم. وفي محيط جنين تحققت المعجزة الرسولية بشفاء المسيح عشرةً من المرضى المصابين بالبرص.
    إنها عين جينيم أو عين الجنائن أو جينين أو جنين في أفراحها، و "جينا" أو "جراند جرين" في أتراحها.
    بعد طرد البيزنطيين منها في القرن السابع من الميلاد، استوطنتها بعض القبائل العربية، وتبعت إدارياً لجند الأردن وعاصمته طبريا. وإثر إعادة تحرير فلسطين تحريراً خالصاً في العهد المملوكي أصبحت جنين مركزاً للبريد الصادر والوارد من مصر ودمشق عبر غزة وصفد، وكان بها برج للحمام الزاجل الذي يحمل الرسائل بين الشام ومصر وكانت تحطُّ بها الهجن المحملة بالثلج الدمشقي في طريقها إلى القاهرة أيام الصيف.
    وجنين عبر التاريخ حاضرة عمران ومدنية، ففي القرن السادس من الميلاد أقيمت أول كنيسة فيها، في مكان قريب من جامعها الكبير القائم حتى اليوم. وفي القرن السادس عشر أنشأ العثمانيون فيها جامعاً وحمَّاماً وتكية وعدة دكاكين. وفي القرن السابع عشر أنشأ فيها أمراء قبيلة حارثة الطائية أصحاب جنين مرافق عامة للمسافرين وعمال البريد والحجاج والتجار، منها خان وسبيل ماءٍ وحمام ومسجد ودكاكين. فقد كانت جنين نقطة مرور واستراحة بين مصر والشام لحجاج بيت المقدس وبيت الله الحرام وقلعتها مشهورة بتوفير الراحة والحماية والأمن للتجار والنازلين بأكنافها. فهي، كما وصفها في القرن الثامن عشر الشيخ مصطفى أسعد اللقيمي في مخطوطته: "سوانح الأنس في رحلتي لواد القدس".
    فيها ثلاث للسرور تجمعت الماء والخضرة والوجه الحسن
    وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر، شهدت جنين حركة عمرانية واسعة وازدهاراً في جميع أوجه الحياة فيها. وفي مطلع القرن العشرين ربطتها الطرق المعبدة وخطوط السكك الحديدية بما يحيطها من مدائن وبلدات فلسطينية كالعفولة وبيسان ونابلس.
    وارتفع عدد سكان مدينة جنين سنة 1948 من أربعة آلاف نسمة إلى عشرة آلاف، بسبب تدفق اللاجئين الذين طردتهم العصابات الصهيونية من القرى والمدن المجاورة عليها، ليصل في سنة 1978 إلى ثلاثين ألفاً، مما أدى بأهلها إلى البحث عن مصادر الرزق خارج فلسطين وبخاصة في البلدان الخليجية، حيث تنقطع الأنفاس من الجري خلف رغيف الخبز الهارب عبر الصحراء.
    وتعرضت جنين عبر تاريخها لغزاة طامحين ومستعمرين طامعين قتلوا أهلها ودمروها وخربوها، لكنهم في النهاية أُخرِجوا منها وظلَّت مخرزاً في عيونهم وعظامهم. فقد خربها دوق أدنبره الفرنجي في سنة 1103 ميلادية. وخربها نابليون بونابرت في سنة 1798 في محاولة منه لكسر شوكة أهلها الأشداء. وخرب الأتراك بعض قراها مثل عرابة معقل آل عبد الهادي الثائرين على الحكم العثماني في منتصف القرن التاسع عشر. وجعل الألمان في جنين مطاراً لهم خلال الحرب العالمية الأولى واتخذوا منه مركزاً لسلاحهم الجوي. واحتلها الجيش البريطاني بقيادة الجنرال اللنبي بعد أن طرد حاميتها التركية والألمانية منها في 25/9/1918م، فأصابها ما أصاب سائر فلسطين من أذى الاستعمار الفرنجي الصهيوني الغاصب وتخريبه.
    وكانت جنين طوال العصر الحديث هدفاً للمجازر البريطانية وعمليات الهدم والتدمير والقتل التي كانت تقوم بها قوات الانتداب. وتحدياً لنضال أهلها اختارها الانتداب مقراً لإذاعته الاستعمارية الموجهة للشرق العربي باللغة العربية، وفي 14/5/1948م انسحب منها الإنجليز تاركين أسلحتهم ومعسكراتهم للعصابات اليهودية التي تمكنت من احتلال بعض قراها، إلا أن صمود أهلها وصمود الجنود العرب العراقيين فيها واستبسالهم في الدفاع عنها قد أخَّر سقوطها، في 10 حزيران من عام النكبة الكبرى، لتسعة عشر عاماً أخرى، وقد هلك من الغزاة اليهود في محاولة احتلالها سنة 1948 حوالي ألف وخمسمائة هالك، لكنهم عادوا إليها سنة 1967، فخربوها تخريباً تلمودياً مبرمجاً، بلغ ذروته أثناء انتفاضة الأقصى.
    وظلت جنين طوال تاريخها معقلاً هاماً من معاقل انتفاضات الشعب الفلسطيني، تحتضن الثوار والفاتحين، والفدائيين والاستشهاديين، قبل النكبة الكبرى وبعدها. فبعد انتصاره في حطين بات فيها الناصر صلاح الدين ليلة، وهو في طريقه إلى بيسان، ومن قرية يعبد الجنينية انطلقت ثورة المجاهد الشهيد الشيخ عز الدين القسام سنة 1935، وفي مثلثها شهدت ثورة 1936 أشد معاركها ضد المحتلين الإنجليز والغزاة الصهاينة. وعرفت جنين ببطولات فدائييها المجاهدين، ومنهم في العصر الحديث، المجاهد علي أبو عين بطل العملية الجهادية النوعية في آب 1938، ضد الحاكمية العسكرية البريطانية بصانور. وصقر المثلث، شهيد صانور أيضاً، في معركتها الكبرى في 26/3/1939، القائد المجاهد أبو كمال عبد الرحيم الحاج محمد العنبتاوي ومحمود طوالبة (النورسي)، الذي حلَّقت في الآفاق أخبار استبساله واستشهاده في الدفاع عن مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين ضد الهجمة الشارونية البوشية العنصرية، ومثله أبو جندل ضابط الأمن الذي تمترس مع النورسي في خندق واحد متحدياً أوامر القيادة المشبوهة، حيث صمدت قلة من المجاهدين بأسلحتهم الشخصية الخفيفة صموداً أُسطورياً طوال أحد عشر يوماً في وجه رابع أقوى جيوش العالم المعاصر وأكثرها دموية وانتهاكاً للقوانين الدولية وحقوق الإنسان، إلى أن نفذت ذخيرتهم ومؤونتهم، وحين عزَّ النصر قاتلوا واستشهدوا كالأشجار واقفين، ولم يستسلموا، فانغرز صمود المخيَّم، بسكانه الخمسة عشر ألفاً، ومساحته التي تتجاوز قليلاً الكيلومتر المربع الواحد، مخرزاً في عظم الصهاينة المستعمرين. وقد خلَّد الشعر الفلسطيني، منذ عبد الرحيم محمود بطولات هؤلاء الأبطال كما في قصيدة ناهض منير الريس في "صقر المثلث" القائد عبد الرحيم الحاج محمد:
    عبد الرحيم أجل وإنك أهلها هي ثورة مشبوبة بضرام
    لما ركبت المخاطر لم تسل ووقيت شر الشحّ والإحجام
    هل كان بعد الانتداب ونحسه غير الجراد الجائع الحوّام
    صهيون في التاريخ مصاص الدماء فاجعل له بالنار شر فطام
    وكما في مسرحية برهان الدين العبوشي (جنين 7/12/1911 ـ بغداد 8/2/1995) "شبح الأندلس" الشعرية التي اتخذ من معركة جنين الكبرى في البقاء على أرض الوطن منذ صدور قرار التقسيم الجائر في 29/ نوفمبر/1947 موضوعاً لها. ولما قدَّم لها، حلَّل الأمورَ بمعطياتها، ما ظهر منها وما بطن، في ظل استفراد قوى الاستكبار الفرنجي الصهيوني، ومن داروا في فلكه، بالشعب الفلسطيني، الذي وقف وحيداً في المعركة، فتبدت له سحب المأساة، ومن خلفها شبح الأندلس، وتسرَّب إلى نفس الشاعر إحساس بأن ما أصاب الأندلس قد يصيب فلسطين، فصَّور، تحت وطأة هذا الهاجس، تضحيات أهلها ودفاعهم المستميت عن الذات والديار والمقدسات تارةً، وراح يُنْذِر الأمة ويحذرها، ويستنجد بها ويدعوها لرص الصفوف والتماسك، ضد الهجمة الاستعمارية تارةً أخرى.
    فمن جنين أوشك المقاومون الفلسطينيون والجنود العراقيون، على تحرير حيفا وشطر الكيان الصهيوني، ولم تكن قد تثبتت أركانه بعد، شطرين، لولا دور الحكام الوظيفيين الذين تحركهم اليد الأجنبية، الأمر الذي دفع البطل راغب باشا رئيس أركان الجيش العراقي في جنين للاستقالة على ما بدا له من مسرحية تهدف لغرز الدولة الصهيونية الفرنجية على أرض الإسراء والمعراج.
    فقد أحب جنين بخضرتها ومائها ووجها الحسن كلُّ من نزلها ضيفاً أو صريخاً، إذ وجد الجيش العراقي من أهل جنين كل رعاية ومحبة واحتضان، ولا يزال أهل فلسطين، يواظبون على زيارة مقابر الجنود العراقيين في نابلس وجنين، يرشون قبورها بالماء، وهم العطشى في ظل الحصار الصهيوفرنجي الكامل والشامل، المسكوت عنه بالتواطؤ الرسمي العربي. إنه احتضان الأخ الصريخ للأخ الصريخ. وخير شاهد على ذلك ما كتبه القائد الكبير محمود شيت خطّاب ضابط ركن جحفل اللواء الرابع العراقي الذي رابط في جنين في شهادته "لمحات من إنسانية أهل فلسطين ممثلة بأهل جنين"، وقد عاش في أكنافهم رفيق جهاد سنة كاملة حيث يقول:
    أجنينُ إنك قد شهدت جهادنا وعلمتِ كيف تَساقطتْ قتلانا
    أجنينُ لا أنسى البطولة حيةً لبَنيكِ حتى أرتدي الأكفانَا
    أجنينُ بلد الكرامِ تجلديما ماتَ ثأرٌ ضَرَّجَتْه دمانا
    لا تعذلوا جيش العراق وأهله بلواكم ليست سوى بلوانا
    إن السِّنان يكون عند مُكبَّل بالقيد في رجليه ليس سنانا
    ... ... ... ....
    المُخلصونَ تسرَّبوا بقبورهم والخائنون تنسموا البُنْيانا
    إن الخلودَ لمن يموتُ مجاهداً ليسَ الخلودُ لمن يعيش جبانا
    والشيء بالشيء يُذكر، فمنذ تلك الأيام التي تصدى فيها أهل جنين ومعهم الجنود العراقيون جنباً إلى جنب، لمخرجي المسرحيات التخاذلية الذين تحركهم اليد الأجنبية، والمؤامرة لم تتوقف حتى استعمرت جنين وحوصرت وسُلِبت أراضيها ودُمِّرت بنيتها التحتية، وذُبِح أهلُها وأُبيد مخيمُها، في طقوس تلمودية ساديَّة؛ وفَتَك بالعراقِ الأبي داءُ الحصار الصهيوفرنجي، فقتل أهله ودمر مدنه وسلب خيراته واحتله وصادر قرارَه ومستقبلَه، و"الاخوة"، في كمب ديفيد وحفر الباطن ولندن وواشنطن، يطالبونه بتنفيذ قرارات ظالمة، ويتخاذلون عن مطالبة الكيان الصهيوني التلمودي بتنفيذ قرارات عادلة، وكأن الشاعر جميل صدقي الزهاوي قد عاش ليشهد مأساة وطنه ويشهد مجزرة مخيم جنين ويقول في هؤلاء الأخوة الجواسيس وفينا، بعد أن انتهت مسرحية حصار المقاطعة بإعدام مجاهدي الانتفاضة أو تسليمهم للعدو أو إبعادهم عن أرض الوطن أو اعتقالهم لدى سلطة أُسلو، أو لدى الانتداب البريطاني الأمريكي الجديد، وإلغاء حق المقاومة ووصفه بالعنف والإرهاب وإدانته:
    وأبْخَلُ أرض بالرجولة بقعةٌ يُضام الفتى فيها ولا يَتَبَرَّمُ
    فما بالُ أبناء العروبة أصبحتْ على الذلِّ أشتاتاً تشُبُّ وتَهْرَمُ
    وما خفقانُ القلبِ ما أنتَ سامعٌ ولكنَّهُ آمالُ قومٍ تتكَسَّرُ
    ولكن إطلالة جنين الحق والخير والجمال والتحدي، علينا، بهامة مخيمها، من علِ، واحتضانها، كما نابلس، لرفات أولئك الجنود العراقيين في مقبرتين، تلقيان العناية والتبجيل من أهلنا، حتى اليوم، تمنحنا الأمل في النهوض من ركام الواقع، وتمدنا بالعزيمة لمواصلة الصمود لتحقيق سلام البلاد والعباد كاملاً عادلاً، في ظل أمن قومي أوسع وأشمل، لا مكان فيه "لشهداء السلام الأمريكي الصهيوني وشجعانه!!".
    مدريد
    في يوم الذكرى الرابعة والخمسين لطرد المحتلين الصهاينة من جنين على يد المقاومة الشعبية الفلسطينية والجنود العراقيين

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 19 أبريل 2024, 11:42 am