ينفذ محمود إبراهيم (15 عاما) الطالب في مدرسة الطيرة، كل صباح إلى صفه مع زملائه الـ230، عبر بوابة حديدية لا يتجاوز ارتفاعها المتر ونصف، باتت المنفذ الوحيد لمدرسته بعد ما أحاطت بها جدران الفصل العنصري من جهاتها الأربع.
وتطبق جدران الفصل العنصري لمستوطنة 'بيت حورون'، المقامة على أراض احتلتها إسرائيل عام 1967 لمزارعين فلسطينيين من قرية الطيرة غرب مدينة رام الله، التي ترى فيها إسرائيل امتدادا لمشروع 'القدس الكبرى'، تطبق بجدرانها من الجهة الشمالية بارتفاع 8 امتار على المدرسة التي تضم 230 طالبا من قريتي الطيرة وبيت عور الفوقا.
ويحيط بالمدرسة جدار من الجهة الشرقية، يفصل بينها وبين معسكر لتدريب 'حرس الحدود' الإسرائيلي، يتصل مباشرة بالمستوطنة (بيت حورون)، وبشارع 443 الذي يحيط بالمدرسة من الجهة الجنوبية، والمغلق أمام الفلسطينيين مع اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000.
ورغم قرار المحكمة 'العليا' الإسرائيلية، القاضي بالسماح للفلسطينيين باستخدام شارع 443 الواصل بين 'تل أبيب'- القدس، إلا أن جيش الاحتلال يحرم حتى اللحظة عشرات آلاف الفلسطينيين من التنقل والحركة عليه إذ يمر نصف طول الشارع (14 كم) بقرى ومدن فلسطينية.
ويقول الطالب محمود من قرية بيت عور الفوقا، 'شي صعب ومخيف أن يكون الواحد يدرس في مدرسة بعيدة عن بلده، ويلفها الجدار من جميع الجهات كأنها سجن، وبجنبها معسكر للجيش دايما بنسمع منو صوت الرصاص، وتحتها شارع ممنوع العرب يمشوا عليه'.
'للوهلة الأولى يظن من يرى المدرسة، محاطة بالجدران العالية وبالأسلاك الشائكة، أنها سجن كبير تابع لمعسكر الجيش'، يقول مدير المدرسة احمد بكر.
ويضيف 'ها نحن في منطقة معزولة، بعيدة عن القريتين عدة كيلومترات، كفيلة بإرهاق الطلاب في مجيئه إلى المدرسة وفي مغادرته منها، لتؤثر سلبا على تحصيلهم العلمي، عدا عن أننا هنا تحت رحمة المستوطنين والجيش الإسرائيلي.
ويتابع 'إنها عبء ومسؤولية كبيرة أتحملها كمدير للمدرسة'.
ويشير إلى أن الجيش يقتحم المدرسة بين الفينة والأخرى، بحجة أن الطلبة يرشقون الحجارة على المستوطنين.
ويرى بكر 'إن أسباب الاقتحامات هي أكاذيب وأعذار واهية، يتذرع بها جيش الاحتلال ليكمل استيلائه على المدرسة والأراضي التي بعدها، التي تقدر بعشرات الدونمات، ليلحقها بما يسمى بـ'القدس الكبرى'.
ويشير جهاز الإحصاء الفلسطيني إلى أن عدد المواقع والقواعد العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية، بلغ مع نهاية عام 2008 أكثر من 440 موقعا، يتركز جلها في مدينة القدس والمناطق المحاذية لها، وان عدد المستوطنين بلغ 500,670، منهم 55% في مناطق القدس.
ويشكو بكر من كثرة الانتهاكات التي لا تقتصر على الجيش الذي اعتقل نهاية عام 2008 ثلاثة طلاب، بل تتعدها للمستوطنين الذين يقتحمون المدرسة تكرارا'.
ويقول: 'ان المستوطنين عاثوا فيها خرابا أكثر من مرة، كان آخرها قبل حوالي العام، حيث خلفوا وراءهم شعارات عنصرية على جدران الصفوف شتموا فيها النبي محمد (ص)، وشعارات أخرى تدعونا من الخروج من هذه الأرض، وأخرى تنادي بالموت للعرب'، مشيرا إلى الطلبة رسموا فوق هذه الكتابات علم بلادهم (علم فلسطين).
ويضيف 'رغم أننا متأكدون تماما من أن ما حصل قد تم بموافقة ومعرفة الجيش، إلا أننا استدعينا مسؤولين منه (الجيش الإسرائيلي)، وكان جوابهم بكل بساطة 'أنه أمر عادي قد يحصل في أي مكان'.
ويردف قائلا: 'هذا ليس غريب عليهم، ففي إحدى المرات طلبوا حضوري إلى المدرسة، وكانت الساعة قد تجاوزت العاشرة، لأن أحد المستوطنين اشتكى من تعرضه للرشق بالحجارة'.
ويتابع بكر وهو كهل أوشك على التقاعد بعد سنوات خدمته الطويلة في التعليم، بالقول: 'بعدما التهم الجدار كل الأراضي المجاورة للمدرسة، ومنعنا من بناء ولو طوبة واحدة، بنت وزارة التربية والتعليم العالي مدرستين ابتدائيتين في القريتين (الطيرة وبيت عور الفوقا) لتبقى هذه المدرسة إعدادية وثانوية، وكالشوكة في حلق المحتل'.
وتبين إحصائية وفرتها وزارة التربية والتعليم العالي في الفترة منذ 28/9/2000 إلى 15/4/2009، إلى استشهاد 662 طالبا، و37 معلما، واعتقال 828 طالبا، و197 معلما، وجرح 3620 طالبا، و55 معلما.
وتشير الإحصائية إلى 'إغلاق وتشويش الدراسة في 498 مدرسة بسبب حظر التجول والحصار وإغلاق المدن والقرى منذ بداية العام الدراسي 2002/2003، إضافةً إلى تعرض 1289 مدرسة للإغلاق المؤقت خلال انتفاضة الأقصى، منها 3 أغلقت منذ بداية الانتفاضة حتى تاريخ 23/1/2005 وتم تحويلها إلى ثكنات عسكرية إسرائيلية، فيما طال القصف الإسرائيلي 297 مدرسة'.
وتظهر الإحصائية أن طلبة المدارس خسروا 7825 يوماً دراسياً بسبب تعطيل الدراسة فيها خلال الفترة المذكورة، وان التكاليف التقديرية للتدمير الإسرائيلي في المدارس الفلسطينية 2.3 مليون دولار أميركي.
وفي قطاع غزة المحاصر يعاني الطلبة ظروفا صعبة واستثنائية، إذ يدرس بعض الطلبة في خيام أو بيوت حديدية متنقلة (كرافانات)، حارة صيفا وشديدة البرودة في الشتاء، فيما البعض الآخر يدرس في مدارس آيلة للسقوط بسبب الرفض الإسرائيلي لإدخال مواد البناء للقطاع.
وتقدر وزارة التربية والتعليم العالي حاجة قطاع غزة لمدارس جديدة، بحوالي 105 مدرسة استجابة للزيادة السنوية في عدد الأطفال.
وتطبق جدران الفصل العنصري لمستوطنة 'بيت حورون'، المقامة على أراض احتلتها إسرائيل عام 1967 لمزارعين فلسطينيين من قرية الطيرة غرب مدينة رام الله، التي ترى فيها إسرائيل امتدادا لمشروع 'القدس الكبرى'، تطبق بجدرانها من الجهة الشمالية بارتفاع 8 امتار على المدرسة التي تضم 230 طالبا من قريتي الطيرة وبيت عور الفوقا.
ويحيط بالمدرسة جدار من الجهة الشرقية، يفصل بينها وبين معسكر لتدريب 'حرس الحدود' الإسرائيلي، يتصل مباشرة بالمستوطنة (بيت حورون)، وبشارع 443 الذي يحيط بالمدرسة من الجهة الجنوبية، والمغلق أمام الفلسطينيين مع اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000.
ورغم قرار المحكمة 'العليا' الإسرائيلية، القاضي بالسماح للفلسطينيين باستخدام شارع 443 الواصل بين 'تل أبيب'- القدس، إلا أن جيش الاحتلال يحرم حتى اللحظة عشرات آلاف الفلسطينيين من التنقل والحركة عليه إذ يمر نصف طول الشارع (14 كم) بقرى ومدن فلسطينية.
ويقول الطالب محمود من قرية بيت عور الفوقا، 'شي صعب ومخيف أن يكون الواحد يدرس في مدرسة بعيدة عن بلده، ويلفها الجدار من جميع الجهات كأنها سجن، وبجنبها معسكر للجيش دايما بنسمع منو صوت الرصاص، وتحتها شارع ممنوع العرب يمشوا عليه'.
'للوهلة الأولى يظن من يرى المدرسة، محاطة بالجدران العالية وبالأسلاك الشائكة، أنها سجن كبير تابع لمعسكر الجيش'، يقول مدير المدرسة احمد بكر.
ويضيف 'ها نحن في منطقة معزولة، بعيدة عن القريتين عدة كيلومترات، كفيلة بإرهاق الطلاب في مجيئه إلى المدرسة وفي مغادرته منها، لتؤثر سلبا على تحصيلهم العلمي، عدا عن أننا هنا تحت رحمة المستوطنين والجيش الإسرائيلي.
ويتابع 'إنها عبء ومسؤولية كبيرة أتحملها كمدير للمدرسة'.
ويشير إلى أن الجيش يقتحم المدرسة بين الفينة والأخرى، بحجة أن الطلبة يرشقون الحجارة على المستوطنين.
ويرى بكر 'إن أسباب الاقتحامات هي أكاذيب وأعذار واهية، يتذرع بها جيش الاحتلال ليكمل استيلائه على المدرسة والأراضي التي بعدها، التي تقدر بعشرات الدونمات، ليلحقها بما يسمى بـ'القدس الكبرى'.
ويشير جهاز الإحصاء الفلسطيني إلى أن عدد المواقع والقواعد العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية، بلغ مع نهاية عام 2008 أكثر من 440 موقعا، يتركز جلها في مدينة القدس والمناطق المحاذية لها، وان عدد المستوطنين بلغ 500,670، منهم 55% في مناطق القدس.
ويشكو بكر من كثرة الانتهاكات التي لا تقتصر على الجيش الذي اعتقل نهاية عام 2008 ثلاثة طلاب، بل تتعدها للمستوطنين الذين يقتحمون المدرسة تكرارا'.
ويقول: 'ان المستوطنين عاثوا فيها خرابا أكثر من مرة، كان آخرها قبل حوالي العام، حيث خلفوا وراءهم شعارات عنصرية على جدران الصفوف شتموا فيها النبي محمد (ص)، وشعارات أخرى تدعونا من الخروج من هذه الأرض، وأخرى تنادي بالموت للعرب'، مشيرا إلى الطلبة رسموا فوق هذه الكتابات علم بلادهم (علم فلسطين).
ويضيف 'رغم أننا متأكدون تماما من أن ما حصل قد تم بموافقة ومعرفة الجيش، إلا أننا استدعينا مسؤولين منه (الجيش الإسرائيلي)، وكان جوابهم بكل بساطة 'أنه أمر عادي قد يحصل في أي مكان'.
ويردف قائلا: 'هذا ليس غريب عليهم، ففي إحدى المرات طلبوا حضوري إلى المدرسة، وكانت الساعة قد تجاوزت العاشرة، لأن أحد المستوطنين اشتكى من تعرضه للرشق بالحجارة'.
ويتابع بكر وهو كهل أوشك على التقاعد بعد سنوات خدمته الطويلة في التعليم، بالقول: 'بعدما التهم الجدار كل الأراضي المجاورة للمدرسة، ومنعنا من بناء ولو طوبة واحدة، بنت وزارة التربية والتعليم العالي مدرستين ابتدائيتين في القريتين (الطيرة وبيت عور الفوقا) لتبقى هذه المدرسة إعدادية وثانوية، وكالشوكة في حلق المحتل'.
وتبين إحصائية وفرتها وزارة التربية والتعليم العالي في الفترة منذ 28/9/2000 إلى 15/4/2009، إلى استشهاد 662 طالبا، و37 معلما، واعتقال 828 طالبا، و197 معلما، وجرح 3620 طالبا، و55 معلما.
وتشير الإحصائية إلى 'إغلاق وتشويش الدراسة في 498 مدرسة بسبب حظر التجول والحصار وإغلاق المدن والقرى منذ بداية العام الدراسي 2002/2003، إضافةً إلى تعرض 1289 مدرسة للإغلاق المؤقت خلال انتفاضة الأقصى، منها 3 أغلقت منذ بداية الانتفاضة حتى تاريخ 23/1/2005 وتم تحويلها إلى ثكنات عسكرية إسرائيلية، فيما طال القصف الإسرائيلي 297 مدرسة'.
وتظهر الإحصائية أن طلبة المدارس خسروا 7825 يوماً دراسياً بسبب تعطيل الدراسة فيها خلال الفترة المذكورة، وان التكاليف التقديرية للتدمير الإسرائيلي في المدارس الفلسطينية 2.3 مليون دولار أميركي.
وفي قطاع غزة المحاصر يعاني الطلبة ظروفا صعبة واستثنائية، إذ يدرس بعض الطلبة في خيام أو بيوت حديدية متنقلة (كرافانات)، حارة صيفا وشديدة البرودة في الشتاء، فيما البعض الآخر يدرس في مدارس آيلة للسقوط بسبب الرفض الإسرائيلي لإدخال مواد البناء للقطاع.
وتقدر وزارة التربية والتعليم العالي حاجة قطاع غزة لمدارس جديدة، بحوالي 105 مدرسة استجابة للزيادة السنوية في عدد الأطفال.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر