الفنان التشكيلي الفلسطيني (أحمد أبو الكاس) من مواليد قطاع غزة عام 1956، حاصل على دبلوم معلمين تخصص تربية فنية عام 1976، وشهادة بكالوريوس التربية الفنية من جامعة حلوان المصرية 1981، ودكتوراه الفلسفة في الفنون الجميلة من جامعة أذربيجان، وهو عضو مؤسس لجمعية الفنانين التشكيليين الفلسطينيين، عمل محاضراً في أكثر من معهد وجامعة فلسطينية وعربية، مشارك في العديد من المعارض الجماعية الفنية داخل فلسطين وخارجها.
لوحاته تسبر أغوار الحداثة التعبيرية، وتنبأ على خصوصية الفنان في اختيار مفرداته التشكيلية، والغوص المريح في مساحات التوليف التقني لمتواليات نصوصه، وأشكال سرده وآلية توزيع عناصره، وبناء مكوناته الشكلية داخل أحضان كل لوحة من لوحاته، والتي تؤلف في مجموعها واحة مناسبة لجمهور البحث والتلقي، لإعمال معاولهم النقدية في اتجاهات تحليلية مفتوحة على القراءة.
تجعل لمدارات بحثهم البصري متدثرة بمتعة خاصة في متابعة شريط رؤاه البصرية المتجلية بعموم لوحاته المبتكرة، والمنثورة في أحضان سطوح قماش اللوحات والخامات التقنية المشغولة، والموزعة ما بين الأعمال التصويرية الملونة، والتصويرية الحفرية الموصولة في ثنائيات الأبيض والأسود والمساحة الرمادية، والتي تؤلف في مجملها حزمة معرفية متناسلة من حدس فنان مجرب، ويد ماهرة تُحسن عملها المتواصل وقدرتها في نسيج واحة من العبث التقني الجامع لوحدته العضوية، والتي تفوح منه أنفاس الجماليات الملونة والمكحلة بتقاسيم الوطن الفلسطيني.
لوحاته المشغولة بتقنيات الحفر المباشر والمطبوع بملونات الأسود والأبيض، حافلة بتقنيات اللعب على مصادر بقع الضوء وموشور الإنارة ونقطة الارتكاز، والاهتمام في ملامح فكرته التعبيرية ومقدرته على توزيع الكتل الشكلية داخل بنية النصوص المسرودة، والتي تبني عالمها الوصفي من تجليات المدن الفلسطينية ورح المخيمات، يُدخلها في سياق بنية هندسية معمارية متوازنة السطوح والبعد البصرية المنظورة، مؤتلفة عناق الأشكال الهندسية المتداعية وبقع الضوء في توازن بصري مدروس، فيها شيء من الواقعية التعبيرية وتجريدية المساحات الخلفية.
بينما نجد لوحاته التصويرية الملونة، تأخذ بناصية التوليف التقني المتكأ على المسحة الإعلانية، وجعل سطوح اللوحات أشبه بمسرح عروض مواتية لأشكال هندسية متوالدة من مخيلة جامحة، في عناصرها ومفرداتها المنثورة برصانة شكلية، تحمل سمات المكرور والمتجاور الهندسي والمقابلة الشكلية للكتل والشخوص في سياق مرآة بصرية عاكسة لروحة المشاهد الموصوفة، وكأنك تبحر في واحة ملونات "قوس قزح" ولكن على طريقة الفنان الذاتية في رصف مجموع ملوناته.
شخوصه الموصوفة في حلتها التعبيرية التجريدية لمتواليات العمائر الهندسية، وبيوته الخلفية ومعالمه التاريخية والمستعارة من مساحة حلم ومخيلة، مسكونة بالرغم من جموحها التعبيري ورقص ملوناتها التجريدية الكاشفة عن موسيقى التآلف اللوني، محمولة بمسحة فلسطينية واضحة الرؤى والمعالم. منثورة في مساحات هندسية مبسطة تحويرية، ممتدة ومتداخلة السطوح، تروي طقوس الذاكرة والمكان ومسرحتها في قوالب حداثة شكلية.
لوحاته محملة بعواطف خفية داخل بنية التكوينات الموصوفة، وتعبر بشكل ما أو بآخر على انحياز الفنان لذاته ووجوده وقضيته الفلسطينية بجميع دروبها وأبعادها التاريخية، فيها شيء من الاعتزاز بالذات الفلسطينية عبر تنويعات المواضيع المتصلة بذاكرة المكان الفلسطيني، وثورته التي عنوانها الدائم "أطفال الحجارة" والانتفاضات الفلسطينية المباركة، ويتجلى فيها وظيفية الفن الحضارية والنضالية كجزء لا يتجزأ من مسيرة الكفاح الوطني الفلسطيني في وجوده وتاريخه ومورثه ومقاوميه من جميع الفئات والأعمار.
ألوانه متوالدة من دائرة الملونات الرئيسة في جماع متكافئ النسبة المعيارية، لخلاط ألوانها الأساسية المؤتلفة من (الأحمر، الأصفر، الأزرق)، والمحايدة ( الأبيض والأسود) وتدريجاتها اللونية المشتقة، والمتناسبة طرداً مع توزيع العناصر والمفردات التشكيلية، المرصوفة في كل لوحة من بيانه السردي، تأخذ من الرتابة واللمسة الإيقاعية المكررة لمتواليات الأشكال والكتل الهندسية المداعبة لمساحات الفراغ الوهمي المقصود في جميع مكوناته، ميزة سردية وحالة من حالات الخصوصية والتفرد الشكلي، والمتناسب وأسلوبه في إعداد عجينته اللونية ومعالجاته التقنية لسطوحه، ونعيش في مساحات سرده البصري، دوامة البحث المنطقي عن خفايا النصوص وتأويلاتها، شكلاً ومضموناً وأسلوباً ومعالجة وتقنية.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر