أقل ما يُقال في لوحات الفنان التشكيلي الفلسطيني (أحمد محمود أبو حبل)، بأنها خروج مشهود عن سرب الرسم الواقعي والمُباشر المحفوف بتعبيرات الأنسنة والتشخيص، كما هي في اللوحة الفنية التشكيلية في سياقاتها الأوربية التقليدية والحداثة. وتلتزم سياقها الشكلي في معايير رسم المجاز الشكلي، المتوالد من رحم الزخرفة العربية الإسلامية التجريدية، المحكومة بصوفية الفكرة وإحالات التكوين وإسقاطات المعنى التي تقف وراء كل لوحة من لوحاته. تلك المفتوحة على التأمل والبصر والبصيرة وصوفية الموقف البصري المتناسل من متن النصوص القرآنية وجماليات المساجد التي دار الفنان في فلكها في كافة تعبيراته الخطية.
لوحة لشهادة المؤمن للفنان أحمد محمود أبو حبل
الفنان "أبو حبل" من مواليد مدينة يافا بفلسطين عام 1923، تعلم الفن على نفسه وتابع دروبه بروية ولين وتمكن تقني، ومقدرة على توظيف أدواته في ابتكار أساليبه التعبيرية المُستعارة من تنويعات الخطوط والأشكال الهندسية، والكتابة العربية المنسوخة من واحة الكوفي المتساوقة مع مدارات فكرته الجمالية. أقام معرضه الفردي الجامع لتجاربه بوزارة الثقافة الفلسطينية عام 1996، ومُشارك في جميع معارض جمعية الفنانين التشكيليين الفلسطينيين بقطاع غزة، وحاصل على العديد من شهادات التقدير.
لوحاته تنشد الرقص الشكلي عبر توليفات الهندسة الفراغية والمسطح، ومسالك الفكرة الرمزية المستندة على إشارات البحث الفلسفي وصوفية التوصيل والتعبير عن مواطن الجمال المطلق الأبدي، المتجلية في رمز الجلال والكمال (الله). عِبر توليفات الخطوط المستقيمة والمنكسرة والمنحنية والمستديرة، وقائمة على حركية التأليف وانسيابية الأشكال الهندسية المتوالدة من رحم المربع والمستطيل والمعين والمثلث والدائرة والمتوازي والمكعب، والخط العربي الكوفي الهندسي على وجه التحديد.
مشهد داخلي لمسجد للفنان أحمد محمود أبو حبل
نجده في لوحاته جميعها، مُزخرف بارع ومهني مُتمكن لقص فصول بيانه البصري، مُتقن لصنعته المحكومة بتجليات البحث الجمالي وفق حلول بصرية مُتبعة بفن "الأرابيسك" الهندسي، المولود في المنطقة العربية، ومُتجلي في المشربيات وأشغال الخشب والعجمي متنوعة الصنائع، والتي تُفسح المجال واسعاً لرقص الخطوط والزخارف الهندسية المتلاحمة والمتناظرة في إيقاعات شكلية متداخلة النصوص، موزعة ما بين الأشكال والخطوط، ومحمولة برتابة الرصف بمختلف الاتجاهات، مُقسمة مساحة الرسم إلى جغرافية بصرية متواترة، تُظهر عناق التناقض ما بين ملونات العناصر الرئيسة وسوداوية الخفيات.
وتارة أُخرى، يجعل من لفظ الجلال (الله) موقعاً مناسباً فوق محراب مسجد، مُحاطة في حلة بصرية مزخرفة بملونات متممة عِبر توليفات الجدران والمآذن. فيها شيء من جمالية فنون الخداع البصري (أوب أرت) بنكهتها العربية المفتوحة على التأمل والرمز ومرجعيات الفكرة والمُعتقد، مرصوفة بملونات العلم الفلسطيني، والموزعة ما بين الأخضر والأبيض والأحمر والأسود في الزخارف الملتحمة والخلفية.
الآية 27 من سورة الحج للفنان أحمد محمود أبو حبل
وفي كثير من الأحوال، تفتح أسوار الهندسة الفراغية من ذوات الأحجام ( المكعب والمقرنص) والسطوح المتداخلة في فيض الحركة الإيقاعية ورتابة الخطوط والتلوين. مُشكلة عالماً فسيحاً لمعالم أثرية وتاريخية ودينية وأحقاب مرت على المنطقة العربية، منذ فجر الإسلام وأنواره البهية الممتدة في عُمق التاريخ والمواكبة لحيز الجغرافية على مر العصور، ترسم مساجد ومآذن وقباب مُستعارة من هدي النبوة وصفحات القرآن الكريم.
سبحان الله للفنان أحمد محمود أبو حبل
ونتلمس في لوحاته حيزاً وافراً لرسوم مُعبرة عن المسجد الأقصى وقبة الصخرة المُشرفة كمدلولات لمعاني دينية وقيم أخلاقية ومساحة تعبيرية لحياة ودورة وجود، في رسوم حبلى بالزخرفة المتوالية والمتناظرة شكلاً وعبرات خطيّة مكتوبة، قائمة على مجاز الوصف في بنائية هرمية مدروسة، غير مفارقة لروحية العمل الهندسي التركيبي، ومشمولة بحس الصنعة وجودة الاختيار ودقة الرسم والتكوين، تتجلى جدران المساجد بهيئة بصرية حافلة بالخطوط وشبكات التداخل الهندسي ما بين السطوح، وإشعار المتلقي بأنه يقف على حافة لعبة بصرية تُقربه خطوة نحو التفكّر والتجريد وصوفية الفكرة في مقامات تحوير مقصودة.
المسجد الأقصى للفنان أحمد محمود أبو حبل
كما نجد للكعبة المُشرفة حيزاً واسعاً في لوحاته، يصوغها كمدونات هندسية حاشدة بالزخرفة الهندسية، والمتدرج والمتناظر من الأشكال المرسومة والعبارات المكتوبة في سياق خطوط هندسية "كوفية" التواتر. تستعير الآية 27 من سورة الحج كإطار زخرفي يُحيط بالكعبة المشرفة من كافة الجهات، مدرجة صعوداً وهبوطاً في سياق متناظر من حيث الشكل والإيقاع واللون.
الكعبة المشرفة والأقصى للفنان أحمد محمود أبو حبل
لوحة لشهادة المؤمن للفنان أحمد محمود أبو حبل
لوحاته تنشد الرقص الشكلي عبر توليفات الهندسة الفراغية والمسطح، ومسالك الفكرة الرمزية المستندة على إشارات البحث الفلسفي وصوفية التوصيل والتعبير عن مواطن الجمال المطلق الأبدي، المتجلية في رمز الجلال والكمال (الله). عِبر توليفات الخطوط المستقيمة والمنكسرة والمنحنية والمستديرة، وقائمة على حركية التأليف وانسيابية الأشكال الهندسية المتوالدة من رحم المربع والمستطيل والمعين والمثلث والدائرة والمتوازي والمكعب، والخط العربي الكوفي الهندسي على وجه التحديد.
مشهد داخلي لمسجد للفنان أحمد محمود أبو حبل
لفظ الجلال (الله) في سمو عظمته وسلطانه، يحتل موقع القلب والعقل البصري، ويتوسط مكانه الطبيعي في توليفات اللوحة. منه المبتدأ والمنتهى وبه الخير ومصداق الخبر، في الوحدانية في أكثر من لوحة وموقع. تارة تُزين لوحاته بعبارة (الله محمد رسول الله، لا إله إلا الله) في سردها الهندسي وسط أبراج الهندسة الفراغية، المُشكلة لمساجد مُستلهمة من زمن إسلامي غابر.
وتارة أُخرى، يجعل من لفظ الجلال (الله) موقعاً مناسباً فوق محراب مسجد، مُحاطة في حلة بصرية مزخرفة بملونات متممة عِبر توليفات الجدران والمآذن. فيها شيء من جمالية فنون الخداع البصري (أوب أرت) بنكهتها العربية المفتوحة على التأمل والرمز ومرجعيات الفكرة والمُعتقد، مرصوفة بملونات العلم الفلسطيني، والموزعة ما بين الأخضر والأبيض والأحمر والأسود في الزخارف الملتحمة والخلفية.
الآية 27 من سورة الحج للفنان أحمد محمود أبو حبل
وتجد لعبارة (سبحان الله)، وشهادة ( لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله) حضوراً لافتاً في العديد من لوحاته. تقوم على جودة الوصف والرسم والوصف الشكلي لمناهل الفكرة الجمالية المقصودة. لا تُفارق أنواع الزخارف الهندسية المسطحة والمُعلبة والألوان المُنحازة كلياً لملونات العلم الفلسطيني كرمزية دلالية جامعة للشعب والأرض والمعتقد.
سبحان الله للفنان أحمد محمود أبو حبل
ونتلمس في لوحاته حيزاً وافراً لرسوم مُعبرة عن المسجد الأقصى وقبة الصخرة المُشرفة كمدلولات لمعاني دينية وقيم أخلاقية ومساحة تعبيرية لحياة ودورة وجود، في رسوم حبلى بالزخرفة المتوالية والمتناظرة شكلاً وعبرات خطيّة مكتوبة، قائمة على مجاز الوصف في بنائية هرمية مدروسة، غير مفارقة لروحية العمل الهندسي التركيبي، ومشمولة بحس الصنعة وجودة الاختيار ودقة الرسم والتكوين، تتجلى جدران المساجد بهيئة بصرية حافلة بالخطوط وشبكات التداخل الهندسي ما بين السطوح، وإشعار المتلقي بأنه يقف على حافة لعبة بصرية تُقربه خطوة نحو التفكّر والتجريد وصوفية الفكرة في مقامات تحوير مقصودة.
المسجد الأقصى للفنان أحمد محمود أبو حبل
كما نجد للكعبة المُشرفة حيزاً واسعاً في لوحاته، يصوغها كمدونات هندسية حاشدة بالزخرفة الهندسية، والمتدرج والمتناظر من الأشكال المرسومة والعبارات المكتوبة في سياق خطوط هندسية "كوفية" التواتر. تستعير الآية 27 من سورة الحج كإطار زخرفي يُحيط بالكعبة المشرفة من كافة الجهات، مدرجة صعوداً وهبوطاً في سياق متناظر من حيث الشكل والإيقاع واللون.
الكعبة المشرفة والأقصى للفنان أحمد محمود أبو حبل
كما يروق للفنان الجمع الشكلي ما بين مدلولين رمزيين لدى العرب والمسلمين ( المسجد الأقصى والكعبة المشرفة) في أكثر من لوحة ومشهد، لما لهما من مكانة في والوجود والمعتقد والعقيدة، ومقامهم الرفيع لدى كافة الشعوب الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها. وما جمعاهما في لوحة واحدة إلا نوعاً من التوحد والتآلف الشكلي بالرمزي. الحسي المباشر بالمعنوي، وفتح منافذ لمفهوم وحدة الأمة، واستنهاض قدراتها الكامنة والموعودة من قبل الخالق الباري (الله) في كتابه العزيز في أكثر من موضع، لاسيما سورة الإسراء ومن خلال الآية الأولى التي تربط ي متنها ما بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، كلفتة رمزية من قِبل الفنان في انتظار النصر القادم.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر