بقلم: يرون لندن
اسرائيل هي الدولة السادسة في العالم في عدد الاسلحة النووية المتجمعة في مخازنها. هكذا تقرر "جينس" المجلة البريطانية للشؤون العسكرية. باحثوها، في مقالة نشروها قبيل انعقاد المؤتمر النووي في واشنطن يقولون ان ادوات الابادة التي في حوزتنا تعد بين 100 و 300، وأننا نجمع المزيد فالمزيد. وحسب "جينس" في وسعنا أن نلقيها من الطائرات، ان نطلقها بالصواريخ ومن الغواصات. القدرة على اطلاق الصواريخ النووية من باطن الغواصات، قدرة تعزوها لنا "جينس" تترك في ايدينا امكانية توجيه "ضربة ثانية" أي ابادة العدو، حتى لو سبقنا ومحا كل ما يوجد على وجه ارضنا. ومع أنه لن يكون لبحارة الغواصات شاطيء وطن للعودة اليه، الا أن ثأر شمشون من اعدائه سيتم.
لقراءة الخبر ابتهج المعقبون. مواقع الاخبار امتلأت بالدعوات لقصف ايران على التو والفور. كثيرون ربطوا سلاح يوم الدين بالكارثة وطالبوا باستباق الابادة بالابادة: نبيدهم قبل أن يبيدونا. هذه المرة ايضا عمل رد الفعل الشرقي اوشفتس كما ينبغي. عندما طرق الطبيب بمنقوشه الصغير على ركبتنا، اندفع حذاؤنا المحدد بركلة.
المعقبون، الناطقون بلسان الجمهور، لم يسألوا في أعقاب المنشورات في "جينس" اذا كانت صحيحة، فلماذا نحتاج نحن الى مئات القنابل والتي يمكنها أن تفجر كل مدن الشرق الاوسط عدة مرات. لم يتساءلوا كيف احتسب عدد الادوات التي بوسعها أن تردع آيات الله. ولم يشككوا في فهم السر ولم يشكوا من عدم وجود نقاش جماهيري مفتوح في هذه المسائل.
كما لم تقلقهم مسألة قيمة الغموض النووي في عالم منقسم جدا: تعبير "حسب مصادر اجنبية" الذي يظهر في وسائل الاعلام في اسرائيل يترافق وغمزة وابتسامة ساخرة. فاسرائيل تضحك على العالم. من هم المعنيون بالغموض؟ الولايات المتحدة، التي توصلنا معها حسب منشورات أجنبية قبل سنوات عديدة الى تسوية غض النظر، والدول العربية التي تتردد في الانجرار الى سباق تسلح نووي. غير أن قيمة الغموض استنفدت منذ زمن بعيد. ايران ستتحول نوويا بالتأكيد، او يتم ايفاقها "على مسافة نصف دورة برغي" عن القنبلة. وللادعاء بانه لا ينبغي منعها من ذلك طالما لا تسحب القنبلة من اسرائيل – اذا كانت صحيحة المنشورات – ينصت الكثيرون في العالم له باذان صاغية. مصر تزعجنا دون انقطاع، وتطالب بان يمشط مراقبو الوكالة الدولية للطاقة الذرية ديمونا، وفي ظل ذلك تجري استعدادات لتطوير نووي خاص بها. الغموض استنفد المنفعة التي ربما كانت له.
اذا كانت صحيحة المنشورات، فمن غير المستبعد ان تفهم الحكومة ذلك. في هذه الاثناء يمتنع بنيامين نتنياهو عن السفر الى المؤتمر النووي. وهو يبعث بدان مريدور على أمل أن يقلص الحجم الصغير لبديله فرص المهاجمين. وهذا سيساعدنا مثل كؤوس الهواء للمصابين بقنبلة نووية.
تقترب نهاية عصر الغموض النووي وبعده سيأتي دور عصر المداولات المفتوحة. حان الوقت لتوسيع دائرة المشاركين في المداولات حول المسألة الاكثر مصيرية لوجودنا.
اسرائيل هي الدولة السادسة في العالم في عدد الاسلحة النووية المتجمعة في مخازنها. هكذا تقرر "جينس" المجلة البريطانية للشؤون العسكرية. باحثوها، في مقالة نشروها قبيل انعقاد المؤتمر النووي في واشنطن يقولون ان ادوات الابادة التي في حوزتنا تعد بين 100 و 300، وأننا نجمع المزيد فالمزيد. وحسب "جينس" في وسعنا أن نلقيها من الطائرات، ان نطلقها بالصواريخ ومن الغواصات. القدرة على اطلاق الصواريخ النووية من باطن الغواصات، قدرة تعزوها لنا "جينس" تترك في ايدينا امكانية توجيه "ضربة ثانية" أي ابادة العدو، حتى لو سبقنا ومحا كل ما يوجد على وجه ارضنا. ومع أنه لن يكون لبحارة الغواصات شاطيء وطن للعودة اليه، الا أن ثأر شمشون من اعدائه سيتم.
لقراءة الخبر ابتهج المعقبون. مواقع الاخبار امتلأت بالدعوات لقصف ايران على التو والفور. كثيرون ربطوا سلاح يوم الدين بالكارثة وطالبوا باستباق الابادة بالابادة: نبيدهم قبل أن يبيدونا. هذه المرة ايضا عمل رد الفعل الشرقي اوشفتس كما ينبغي. عندما طرق الطبيب بمنقوشه الصغير على ركبتنا، اندفع حذاؤنا المحدد بركلة.
المعقبون، الناطقون بلسان الجمهور، لم يسألوا في أعقاب المنشورات في "جينس" اذا كانت صحيحة، فلماذا نحتاج نحن الى مئات القنابل والتي يمكنها أن تفجر كل مدن الشرق الاوسط عدة مرات. لم يتساءلوا كيف احتسب عدد الادوات التي بوسعها أن تردع آيات الله. ولم يشككوا في فهم السر ولم يشكوا من عدم وجود نقاش جماهيري مفتوح في هذه المسائل.
كما لم تقلقهم مسألة قيمة الغموض النووي في عالم منقسم جدا: تعبير "حسب مصادر اجنبية" الذي يظهر في وسائل الاعلام في اسرائيل يترافق وغمزة وابتسامة ساخرة. فاسرائيل تضحك على العالم. من هم المعنيون بالغموض؟ الولايات المتحدة، التي توصلنا معها حسب منشورات أجنبية قبل سنوات عديدة الى تسوية غض النظر، والدول العربية التي تتردد في الانجرار الى سباق تسلح نووي. غير أن قيمة الغموض استنفدت منذ زمن بعيد. ايران ستتحول نوويا بالتأكيد، او يتم ايفاقها "على مسافة نصف دورة برغي" عن القنبلة. وللادعاء بانه لا ينبغي منعها من ذلك طالما لا تسحب القنبلة من اسرائيل – اذا كانت صحيحة المنشورات – ينصت الكثيرون في العالم له باذان صاغية. مصر تزعجنا دون انقطاع، وتطالب بان يمشط مراقبو الوكالة الدولية للطاقة الذرية ديمونا، وفي ظل ذلك تجري استعدادات لتطوير نووي خاص بها. الغموض استنفد المنفعة التي ربما كانت له.
اذا كانت صحيحة المنشورات، فمن غير المستبعد ان تفهم الحكومة ذلك. في هذه الاثناء يمتنع بنيامين نتنياهو عن السفر الى المؤتمر النووي. وهو يبعث بدان مريدور على أمل أن يقلص الحجم الصغير لبديله فرص المهاجمين. وهذا سيساعدنا مثل كؤوس الهواء للمصابين بقنبلة نووية.
تقترب نهاية عصر الغموض النووي وبعده سيأتي دور عصر المداولات المفتوحة. حان الوقت لتوسيع دائرة المشاركين في المداولات حول المسألة الاكثر مصيرية لوجودنا.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر