ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

ملتقى أجراس العودة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملتقى أجراس العودة

سياسي، ثقافي ، اجتماعي، إخباري


    أنحن على شفا كارثة؟

    عـائـــدون
    عـائـــدون
    Admin
    Admin


    ذكر الحمل جنسيتك : فلسطينية
    اعلام الدول : أنحن على شفا كارثة؟ Palestine_a-01
    رقم العضوية : 1
    نقاط : 10504
    السٌّمعَة : 11
    تاريخ التسجيل : 23/01/2009

    أنحن على شفا كارثة؟ Empty أنحن على شفا كارثة؟

    مُساهمة من طرف عـائـــدون السبت 17 أكتوبر 2009, 11:53 pm

    أنحن على شفا كارثة؟







    أنحن على شفا كارثة؟ Pixel



    ينتاب
    هذا الهاجس كثيرين ممن يحيون في غزة، من أبنائها وضيوفها الـمضطرين، لـما
    يرونه من إبهام في الحالة العامة، السياسية والاقتصادية والأمنية، وفي
    الـمحصلة الاجتماعية والأخلاقية، ما بين العدوانية والجُبن، ما بين
    التكفيرية والتسفيه، ما بين التخمة والجوع، ما بين الجدية القصوى والدلع
    على الآخر، ما بين العبودية والعصيان، وما بين التبجيل البطريركي
    والعقوق.. يرون النزاهة والصدق والإيمان، والوطنية والإخلاص والكفاءة،
    والتاريخ الـمشرف والتضحيات، تتحطم وتتهشم وتنهار بمعاول الفساد والكذب
    والجحود، وتنزاح من الصورة الراهنة للشعب بمكانس الـمتسلقين وناكري الجميل
    والجهلة الـمتطفلين، فيها لهم ما يوشك أن يحدث، كنقلة منطقية في الـمسار،
    تُنذر إن حدثت بالكارثة.
    ويقض مضاجع هؤلاء، وينغص عليهم تفاصيل أيامهم، إحساسهم بأنهم لا يدركون ما
    سيحدث، حجمه وعقابيله، وأشكال تجسيده الفعلية، هل بمزيد من الجوع حد
    الـموت، أو بانتشار أوسع للفوضى حد حفر الخنادق وبناء الدشم في الحارات
    والأزقة، وربما داخل البيت الواحد، بين الأخ وأخيه، أو الأب وبنيه..
    ويُخيفهم أن يستنتجوا كلـما دارت بهم الأفكار أن كل من في الساحة متآمرون،
    وأن كل طرف معني بنفسه ومحازبيه، وأن لا أحد من خارج هذه الـمعادلة يمكن
    أن يفعل لهم شيئاً، لا الأشقاء ولا الأصدقاء ولا الـمحايدون، ليظل الأمل
    معلقاً بعصف رباني، يقلب الدنيا على الجميع، بجند من عنده أو ربما على متن
    دبابات الأعداء ومن السماء التي يحتلونها، فلا تُبقي ولا تذر.
    ولا يُخفي شبان وأنصاف شيب رغبة صريحة في الإفلات من هذا القدر الـمحتوم،
    في ضوء إحصاءات تؤكد صعود نسبة الإحباط إلى أعلى مستوى، ربما أكثر من
    ثلاثة أرباع الشعب محبطون، ولكن أين الـمفر، فالـمعابر مغلقة، والجيوب
    نظيفة، والبلدان الـمأمول الفرار إليها شرعت في تخفيف حمولها من
    الـمهاجرين، أو على الأقل رفعت لافتة كبيرة: كفى.. وها الصحافيون يواجهون
    الخطف والضرب والـموت، بهدف إجبارهم على التستر على ما يجب كشفه للناس،
    وهذا سلوك عنيف للـمأزومين، وهو أمر مخيف، ليس أقل من حقائق يومية لا
    تُذكر، كولد يحاول الانتحار، لأن أباه عاطل عن العمل، وهو الذي يعمل
    مضطراً، مقهوراً لعجزه عن الالتحاق بالجامعة، ثم يمزق جرحه بعد اسعافه،
    لأن أباه لا يتفهم دوافع محاولته الانتحار ويتهمه بالجبن والهروب من
    الـمسؤولية، ومع ذلك تستمر الحياة، ولكن أي حياة.. وسائق مخالف يدهس
    شرطياً في وضح النهار، ثم يهدد كل سلك الشرطة، ضباطاً وأفراداً بأن ينكّل
    بهم، إن هم مسّوا شعرة منه، ولا يجد الشرطي الـمسكين نهاية منطقية للحادث
    سوى التنازل، فالـمسامح كريم، ولو مع اللئيم!
    وفي زحمة الهواجس، تتكرر الأسئلة: من الـمسؤول عن تأخر الرواتب، التي وعد
    الـموظفون بتسلـمها مطلع رمضان، من الحكومة ومن الرئاسة، كل من طرفه،
    فتناكفا كما يبدو، على حساب آمالنا الـمنهارة.. وما معنى حرب الـمؤتمرات
    الصحافية الـمتناقضة، لوزير الداخلية ومسؤول جهاز الـمخابرات، وحرب
    الأغاني الساخرة والتحريضية، بين فيش رواتب وفيش كرامة، أشبه ما نكون
    فريقي كرة محليين، من الدرجة العاشرة، بهتافات وشعارات ركيكة، الـمبدعون
    فيها أهملُ الـمشجعين وأقلهم حظاً من التعليم.
    وماذا عن خريجين بالآلاف، يستحقون الفرص لإظهار مواهبهم وقدراتهم، يمضون
    السنين بانتظار نقلة في حياتهم، سواء في العمل أو متابعة الدراسة، بينما
    يصعد السلـم الوظيفي آخرون، لـم يحصلوا حتى على التوجيهية، لكنهم من
    الـمحظيين عند السلاطين، والـمتسلقين على أعناق الحراثين، من خريجين وغير
    خريجين.. أسوأ عَود على أتعس بدء، حين يصبح لكل دار انتماء، حسب مورد
    الرزق، كما حدث منذ نحو اثنتي عشرة سنة، ولكن هذه الـمرة دور جديدة، كانت
    تحسد القديمة، غدت الآن محسودة.
    لـمصلحة مَن الخلاص، ولـمصلحة مَن حلول الكارثة؟ في الجواب يكمن مفتاح
    السر، وفيه يكمن العجز الذاتي، وربما قال أحدهم إن الكارثة الواقعية خير
    من كارثة معنوية، في حين يرى كثيرون أن الإفلات من كارثة فعلية، ظاهرها
    قتل الأخ لأخيه هو الخلاص، ولو إلى حين!
    توفيق وصفي

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت 23 نوفمبر 2024, 5:32 pm