ومنذ أن استكملت إسرائيل تهجير الفلسطينيين من ديارهم وممتلكاتهم، وتعاملت مع من بقي وفق قوانين فريدة، كقانون الحاضر ـ الغائب وقانون أملاك الغائبين، وغيرها من القوانين "القراقوشية"، نشأت مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، كقضية دولية، لها أبعادها وذيولها الإقليمية. وفي الوقت الذي أقرت فيه إسرائيل، بتلك المشكلة، ربطت سببها بالنزوح، تماماً كما فعل الفلسطينيون والعرب، إلا أنها عزت سبب هذا النزوح إلى أسباب ودواعي عربية وفلسطينية، يعود بعضها إلى رغبة الفلسطينيين في الهجرة، أو بعض البيانات العسكرية الصادرة عن قيادة الجيش العربي، لإخلاء مناطق عسكرية!.
في هذا السياق، يمكن إيجاز الإدعاءات الصهيونية بهذا الشأن، وفقاً لما سبق وأن دونه مؤرخو الدولة العبرية الأوائل، ماري سيركن، جان ديفيد كيمحي، لورش، وجوزف شختمان، بالتالي، إن هجرة العرب الفلسطينيين من ديارهم، جاءت وفقاً لنداءات وأوامر القادة العرب، الداعية إلى ابتعاد السكان المدنيين عن ساحات القتال، ولإفساح المجال، لدخول الجيوش النظامية وتمركزها عند انتهاء الانتداب في الخامس عشر من أيار 1948، إضافة لما لعبته أجهزة الإعلام العربية عبر المبالغات في وصف الأعمال العسكرية الصهيونية، الأمر الذي أسهم في نشر حالة الرعب بين العرب، ويحمل المؤرخون الصهاينة، المسؤولية للدول العربية، ودخول قواتها العسكرية إلى فلسطين، في وقت يؤكدون فيه طيبة النوايا الصهيونية إزاء السكان الفلسطينيين، وعزم قادتهم التعايش المشترك مع السكان المحليين في استقرار وأمان!!
وما دأبت الدبلوماسية الإسرائيلية خلال السنوات الماضية على تأكيده في هذا السياق، هو ترديد وتبرير لما سبق لهؤلاء المؤرخين وأن كتبوه منذ بدايات الخمسينات ووفقاً لتلك الرؤية، رأت إسرائيل فيما حدث في الخامس عشر من أيار 1948، استقلالاً وطنياً، دون أن تحاول جدياً رؤية الجانب التراجيدي في الحدث ألا وهو النكبة الفلسطينية. بقيت هذه التعليلات والتفسيرات قائمة في الخطاب السياسي والتاريخي الإسرائيلي حتى ظهور ما يسمى بالمؤرخين الإسرائيليين الجدد، ولعل أبرزهم بني موريس، الذي حاول إعادة قراءة حدث 1948، وفقاً للمعطيات وللمقتضيات الجديدة، واستناداً إلى الوثائق العبرية الأصلية، واعتماد المناهج العلمية في تحليل وقائع ما حدث.
بدأت نشاطات بني موريس عملياً، منذ عام 1980 ودراسته لوقائع وأحداث معركة اللد والرملة 12-13 تموز 1948، حيث توصل إلى نتائج مغايرة لما سبق للمؤرخين الصهاينة وأن توصلوا إليه. في هذا السياق. لاحظ بني موريس، نوع أساليب الحرب النفسية الصهيونية في نشر الرعب بين السكان المدنيين، بعد سقوط هاتين المدينتين، وكان منها القصف البري والجوي، وكان الهدف من وراء ذلك حمل السكان المحليين على الرحيل من ديارهم. وإضافة لترويع السكان الآمنين، فقد عثر بني موريس على وثائق صهيونية أصلية تؤكد، إقدام القوات الصهيونية، على ذبح زهاء 205-300 شخص من سكان اللد، بعد أن دخلتها تلك القوات، وإرغام ما يتراوح بين 50-70 ألف نسمة من أهالي المدينتين على الرحيل إلى خارج بلادهم وجاء ذلك تنفيذاً صريحاً ومباشراً لأوامر بن غوريون، رئيس الوزراء ووزير الدفاع آنذاك. (B,Moris, Middle East standars, January.1986)
فتحت كتابات بني موريس باباً واسعاً أمام مؤرخين إسرائيليين جدد، لإعادة قراءة الأحداث، ومحاولة التوصل إلى تفسيرات وتعليلات علمية لما جرى، وفي هذا السياق ظهرت دراسات ذات أهمية خاصة قياساً بما سبق، وإن كتب مؤرخو الحركة الصهيونية في أواخر الخمسينات وأوائل الستينات خاصة، وإضافة إلى ذلك، برزت دراسات وليد الخالدي وأرسكين تشلدرز كدراسات موثقة، ومدعمة بحقائق تاريخية دقيقة، قادرة على إسقاط الادعاءات الصهيونية، خاصة فيما يتعلق ببروز مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، ومحاولة عزو مشكلتها إلى دخول القوات العربية إلى فلسطين بعد الخامس عشر من أيار 1948 ذلك أن الأرقام الدقيقة تشير إلى أن ما يقارب نصف عدد اللاجئين سبق له وأن هجر من دياره قبل ذلك التاريخ، كنتيجة مباشرة لعمليات الإرهاب الصهيونية، ونشر الرعب في صفوف السكان الآمنين تنفيذاً لمخطط صهيوني، عرف باسم خطة دالت القائمة أساساً على تهجير السكان الفلسطينيين، وبالتالي مسح قراهم ومدنهم، وإنشاء مستوطنات جديدة بدلاً منها، عبر مخطط تغيير المعالم الجغرافية والبشرية في فلسطين. وما أن تحقق هدف التهجير في العام 1948، حتى سارعت إسرائيل إلى تدمير ما يقارب 400 قرية ما بين عامي 1948-1952 بهدف تغليب الصفة اليهودية في فلسطين سكانياً وثقافياً وحضارياً وتحويل العرب إلى أقلية لا تزيد نسبتها عن 16% فقط، في وقت لم يزد عدد اليهود، حتى العام 47، عام صدور قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، على 650,000 يهودي لا يمتلكون أكثر من 7% من مساحة أراضي فلسطين وغداة حرب 1948، وتهجير الفلسطينيين عنوة من ديارهم، سيطرت إسرائيل على 80% من فلسطين، ولم يبق من السكان الفلسطينيين البالغين نحو مليون مواطن سوى 150,000 مواطن فقط. (شريف كناعنة، الشتات الفلسطيني: هجرة أم تهجير، رام الله: مركز اللاجئين والشتات الفلسطيني، 2000).
في هذا السياق، يمكن إيجاز الإدعاءات الصهيونية بهذا الشأن، وفقاً لما سبق وأن دونه مؤرخو الدولة العبرية الأوائل، ماري سيركن، جان ديفيد كيمحي، لورش، وجوزف شختمان، بالتالي، إن هجرة العرب الفلسطينيين من ديارهم، جاءت وفقاً لنداءات وأوامر القادة العرب، الداعية إلى ابتعاد السكان المدنيين عن ساحات القتال، ولإفساح المجال، لدخول الجيوش النظامية وتمركزها عند انتهاء الانتداب في الخامس عشر من أيار 1948، إضافة لما لعبته أجهزة الإعلام العربية عبر المبالغات في وصف الأعمال العسكرية الصهيونية، الأمر الذي أسهم في نشر حالة الرعب بين العرب، ويحمل المؤرخون الصهاينة، المسؤولية للدول العربية، ودخول قواتها العسكرية إلى فلسطين، في وقت يؤكدون فيه طيبة النوايا الصهيونية إزاء السكان الفلسطينيين، وعزم قادتهم التعايش المشترك مع السكان المحليين في استقرار وأمان!!
وما دأبت الدبلوماسية الإسرائيلية خلال السنوات الماضية على تأكيده في هذا السياق، هو ترديد وتبرير لما سبق لهؤلاء المؤرخين وأن كتبوه منذ بدايات الخمسينات ووفقاً لتلك الرؤية، رأت إسرائيل فيما حدث في الخامس عشر من أيار 1948، استقلالاً وطنياً، دون أن تحاول جدياً رؤية الجانب التراجيدي في الحدث ألا وهو النكبة الفلسطينية. بقيت هذه التعليلات والتفسيرات قائمة في الخطاب السياسي والتاريخي الإسرائيلي حتى ظهور ما يسمى بالمؤرخين الإسرائيليين الجدد، ولعل أبرزهم بني موريس، الذي حاول إعادة قراءة حدث 1948، وفقاً للمعطيات وللمقتضيات الجديدة، واستناداً إلى الوثائق العبرية الأصلية، واعتماد المناهج العلمية في تحليل وقائع ما حدث.
بدأت نشاطات بني موريس عملياً، منذ عام 1980 ودراسته لوقائع وأحداث معركة اللد والرملة 12-13 تموز 1948، حيث توصل إلى نتائج مغايرة لما سبق للمؤرخين الصهاينة وأن توصلوا إليه. في هذا السياق. لاحظ بني موريس، نوع أساليب الحرب النفسية الصهيونية في نشر الرعب بين السكان المدنيين، بعد سقوط هاتين المدينتين، وكان منها القصف البري والجوي، وكان الهدف من وراء ذلك حمل السكان المحليين على الرحيل من ديارهم. وإضافة لترويع السكان الآمنين، فقد عثر بني موريس على وثائق صهيونية أصلية تؤكد، إقدام القوات الصهيونية، على ذبح زهاء 205-300 شخص من سكان اللد، بعد أن دخلتها تلك القوات، وإرغام ما يتراوح بين 50-70 ألف نسمة من أهالي المدينتين على الرحيل إلى خارج بلادهم وجاء ذلك تنفيذاً صريحاً ومباشراً لأوامر بن غوريون، رئيس الوزراء ووزير الدفاع آنذاك. (B,Moris, Middle East standars, January.1986)
فتحت كتابات بني موريس باباً واسعاً أمام مؤرخين إسرائيليين جدد، لإعادة قراءة الأحداث، ومحاولة التوصل إلى تفسيرات وتعليلات علمية لما جرى، وفي هذا السياق ظهرت دراسات ذات أهمية خاصة قياساً بما سبق، وإن كتب مؤرخو الحركة الصهيونية في أواخر الخمسينات وأوائل الستينات خاصة، وإضافة إلى ذلك، برزت دراسات وليد الخالدي وأرسكين تشلدرز كدراسات موثقة، ومدعمة بحقائق تاريخية دقيقة، قادرة على إسقاط الادعاءات الصهيونية، خاصة فيما يتعلق ببروز مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، ومحاولة عزو مشكلتها إلى دخول القوات العربية إلى فلسطين بعد الخامس عشر من أيار 1948 ذلك أن الأرقام الدقيقة تشير إلى أن ما يقارب نصف عدد اللاجئين سبق له وأن هجر من دياره قبل ذلك التاريخ، كنتيجة مباشرة لعمليات الإرهاب الصهيونية، ونشر الرعب في صفوف السكان الآمنين تنفيذاً لمخطط صهيوني، عرف باسم خطة دالت القائمة أساساً على تهجير السكان الفلسطينيين، وبالتالي مسح قراهم ومدنهم، وإنشاء مستوطنات جديدة بدلاً منها، عبر مخطط تغيير المعالم الجغرافية والبشرية في فلسطين. وما أن تحقق هدف التهجير في العام 1948، حتى سارعت إسرائيل إلى تدمير ما يقارب 400 قرية ما بين عامي 1948-1952 بهدف تغليب الصفة اليهودية في فلسطين سكانياً وثقافياً وحضارياً وتحويل العرب إلى أقلية لا تزيد نسبتها عن 16% فقط، في وقت لم يزد عدد اليهود، حتى العام 47، عام صدور قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، على 650,000 يهودي لا يمتلكون أكثر من 7% من مساحة أراضي فلسطين وغداة حرب 1948، وتهجير الفلسطينيين عنوة من ديارهم، سيطرت إسرائيل على 80% من فلسطين، ولم يبق من السكان الفلسطينيين البالغين نحو مليون مواطن سوى 150,000 مواطن فقط. (شريف كناعنة، الشتات الفلسطيني: هجرة أم تهجير، رام الله: مركز اللاجئين والشتات الفلسطيني، 2000).
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر