بقلم: شلومو افنري
شيء غير طيب يحصل في العلاقات بين حكومة إسرائيل وجماهير يهودية هامة في الشتات، وليس هذا فقط مسألة سياسية: بدأ ينشأ شرخ بين أجزاء في يهود الشتات وبين إسرائيل، الأمر الذي لم يكن حتى الآن. وليس فقط مناهض للصهيونية مثل نتوري كارتا ونوعام تشومسكي، ينتقدون إسرائيل وسياستها، بل مؤخرا ينتقدها أيضاً من هم معرفون كمتعاطفين مع إسرائيل ومؤيدين متحمسين يقومون بأفعال ليس سهلاً عليهم ويقفون علنا ضد سياستها.
بودي أن ألاحظ بأنه ليس مريحا لي وضع يأخذ فيه أناس لا يسكنون في إسرائيل ولن يتحملوا النتائج المحتملة للسياسة التي يروجون لها، مجال الحرية لأنفسهم ويتدخلون في الساحة السياسية هنا. وهذا ينطبق على شخصيات من اليمين ومن اليسار على حد سواء. مع كل الصلة بإسرائيل ليهود الشتات، فان القرارات السياسية الصعبة يجب أن تكون لنا، ولنا وحدنا، ومن ليسوا مواطنين في إسرائيل ـ ليس مناسباً أن يكون لهم نصيب ودور فيها.
هذا هو الفرق بين المواطنة، التي تنطوي على المسؤولية، وبين التأييد والعطف. وعليه فقد عارضت أفكارا نافلة تدعو إلى إقامة برلمان يهودي عموم عالمي وغيرها من الاقتراحات (مثل اقتراح أن يحسم مصير القدس بمشاركة يهود الشتات).
ولكن ما يحصل هذه الأيام يستدعي إلى التفكير. لماذا يحصل هذا الآن؟ صحيح انه يوجد فرق بين مجموعة جي ستريت في الولايات المتحدة وبين مجموعة المثقفين الأوروبيين الذين وقعوا عل العريضة التي نشرت مؤخراً. المجموعة الأمريكية هي جملة واسعة من االمناهضين للصهيونية، مؤيدي إسرائيل المقربين من ميرتس وأناس نزيهون ولكن سذج، لا يعرفون دوما الواقع الإسرائيلي، وتترافق مع ذلك صراعات قوى مع القيادة المؤطرة ليهود الولايات المتحدة. ليس هكذا هو الحال بالنسبة لمؤيدي العريضة الأوروبيين.
ماذا حصل؟ الجواب بسيط ولكنه أليم: لأول مرة توجد هنا حكومة تنجح، بتصريحاتها أكثر مما في أفعالها (وذلك لأنها أساساً هزيلة الأفعال)، في إثارة الملل منها في الساحة الدولية. لا ينبغي أن نعلق ذلك فقط بشخصية أو مواقف أوباما: إذ أن أصدقاء واضحين مثل ساركوزي وميركل يشعرون مؤخرا بعدم الارتياح من إسرائيل.
لم يسبق أن كان لإسرائيل وزير خارجية يسارع إلى الشقاق مع كل أمم العالم، أو حكومة لم تبن بعد بيتا واحدا في شرقي القدس، إلا إنها نجحت في أن تثير عليها كل العالم في هذا الشأن. العزلة الدولية تقلق أصدقاءنا، ولكنها مسؤولة عن الشرخ الذي يجعل إسرائيل تفقد صوتها المميز كممثلة لليهود. أحد الانجازات الهامة للصهيونية يفلت من أيدينا.
في ضوء انتشار الظاهرة، لا يكفي الشعور بالصدمة أو الشجب؛ يمكن أيضاً اتخاذ سبيل آخر: محاولة الحوار مع المنتقدين. ليس لنزعة سيادة وباتهامهم بأنهم «يهود مصابين بالكراهية الذاتية»، بل إجراء حوار حقيقي معهم. وعدم الاكتفاء بالمزاودة وبالخطابات الملتهبة أمام ايباك.
شخصية واحدة يمكنها أن تبادر لمثل هذا الحوار: رئيس الدولة. لمؤسسة الرئاسة ولشمعون بيرس شخصياً توجد ـ بالذات لأنه عديم الصلاحيات السياسية ـ الصلاحية الأخلاقية لمحاولة رأب الصدوع والمبادرة الآن إلى اجتماع يهودي دولي في موضوع علاقات إسرائيل والشتات.
لا أوهم نفسي، في أن الطرفين سيقنع الواحد الأخر، ولكن بدلاً من الهجمات المتبادلة، لفرحة أعداء إسرائيل، يجب إجلاسهم حول طاولة مستديرة في القدس كي يستمع الواحد للأخر. لعل الحكومة تفهم بأن لها دور هي أيضاً في الاغتراب، ولعل المنتقدون يفهمون بأن الواقع أكثر تعقيداً بقليل مما يعتقدون.
هذا ليس بسيطاً، ولكن وضعاً يشعر فيه يهود بالاغتراب تجاه دولة اليهود هو وضع لا يطاق. من ناحية يهودية وإسرائيلية على حد سواء.
شيء غير طيب يحصل في العلاقات بين حكومة إسرائيل وجماهير يهودية هامة في الشتات، وليس هذا فقط مسألة سياسية: بدأ ينشأ شرخ بين أجزاء في يهود الشتات وبين إسرائيل، الأمر الذي لم يكن حتى الآن. وليس فقط مناهض للصهيونية مثل نتوري كارتا ونوعام تشومسكي، ينتقدون إسرائيل وسياستها، بل مؤخرا ينتقدها أيضاً من هم معرفون كمتعاطفين مع إسرائيل ومؤيدين متحمسين يقومون بأفعال ليس سهلاً عليهم ويقفون علنا ضد سياستها.
بودي أن ألاحظ بأنه ليس مريحا لي وضع يأخذ فيه أناس لا يسكنون في إسرائيل ولن يتحملوا النتائج المحتملة للسياسة التي يروجون لها، مجال الحرية لأنفسهم ويتدخلون في الساحة السياسية هنا. وهذا ينطبق على شخصيات من اليمين ومن اليسار على حد سواء. مع كل الصلة بإسرائيل ليهود الشتات، فان القرارات السياسية الصعبة يجب أن تكون لنا، ولنا وحدنا، ومن ليسوا مواطنين في إسرائيل ـ ليس مناسباً أن يكون لهم نصيب ودور فيها.
هذا هو الفرق بين المواطنة، التي تنطوي على المسؤولية، وبين التأييد والعطف. وعليه فقد عارضت أفكارا نافلة تدعو إلى إقامة برلمان يهودي عموم عالمي وغيرها من الاقتراحات (مثل اقتراح أن يحسم مصير القدس بمشاركة يهود الشتات).
ولكن ما يحصل هذه الأيام يستدعي إلى التفكير. لماذا يحصل هذا الآن؟ صحيح انه يوجد فرق بين مجموعة جي ستريت في الولايات المتحدة وبين مجموعة المثقفين الأوروبيين الذين وقعوا عل العريضة التي نشرت مؤخراً. المجموعة الأمريكية هي جملة واسعة من االمناهضين للصهيونية، مؤيدي إسرائيل المقربين من ميرتس وأناس نزيهون ولكن سذج، لا يعرفون دوما الواقع الإسرائيلي، وتترافق مع ذلك صراعات قوى مع القيادة المؤطرة ليهود الولايات المتحدة. ليس هكذا هو الحال بالنسبة لمؤيدي العريضة الأوروبيين.
ماذا حصل؟ الجواب بسيط ولكنه أليم: لأول مرة توجد هنا حكومة تنجح، بتصريحاتها أكثر مما في أفعالها (وذلك لأنها أساساً هزيلة الأفعال)، في إثارة الملل منها في الساحة الدولية. لا ينبغي أن نعلق ذلك فقط بشخصية أو مواقف أوباما: إذ أن أصدقاء واضحين مثل ساركوزي وميركل يشعرون مؤخرا بعدم الارتياح من إسرائيل.
لم يسبق أن كان لإسرائيل وزير خارجية يسارع إلى الشقاق مع كل أمم العالم، أو حكومة لم تبن بعد بيتا واحدا في شرقي القدس، إلا إنها نجحت في أن تثير عليها كل العالم في هذا الشأن. العزلة الدولية تقلق أصدقاءنا، ولكنها مسؤولة عن الشرخ الذي يجعل إسرائيل تفقد صوتها المميز كممثلة لليهود. أحد الانجازات الهامة للصهيونية يفلت من أيدينا.
في ضوء انتشار الظاهرة، لا يكفي الشعور بالصدمة أو الشجب؛ يمكن أيضاً اتخاذ سبيل آخر: محاولة الحوار مع المنتقدين. ليس لنزعة سيادة وباتهامهم بأنهم «يهود مصابين بالكراهية الذاتية»، بل إجراء حوار حقيقي معهم. وعدم الاكتفاء بالمزاودة وبالخطابات الملتهبة أمام ايباك.
شخصية واحدة يمكنها أن تبادر لمثل هذا الحوار: رئيس الدولة. لمؤسسة الرئاسة ولشمعون بيرس شخصياً توجد ـ بالذات لأنه عديم الصلاحيات السياسية ـ الصلاحية الأخلاقية لمحاولة رأب الصدوع والمبادرة الآن إلى اجتماع يهودي دولي في موضوع علاقات إسرائيل والشتات.
لا أوهم نفسي، في أن الطرفين سيقنع الواحد الأخر، ولكن بدلاً من الهجمات المتبادلة، لفرحة أعداء إسرائيل، يجب إجلاسهم حول طاولة مستديرة في القدس كي يستمع الواحد للأخر. لعل الحكومة تفهم بأن لها دور هي أيضاً في الاغتراب، ولعل المنتقدون يفهمون بأن الواقع أكثر تعقيداً بقليل مما يعتقدون.
هذا ليس بسيطاً، ولكن وضعاً يشعر فيه يهود بالاغتراب تجاه دولة اليهود هو وضع لا يطاق. من ناحية يهودية وإسرائيلية على حد سواء.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر