بقلم: تسفي بارئيل
(المضمون: الرابحة الكبرى من الصفقة بين تركيا وايران والبرازيل على نقل اليورانيوم المخصب خارج ايران هي تركيا التي تعزز بذلك مكانتها الاقليمية وكونها وسيطا في المنطقة - المصدر).
اذا سار كل شيء على ما يرام، فستخرج من ايران بعد نحو من شهر شاحنة مغلفة بالاسمنت، تحرسها جيدا قوات ايرانية وتركية ومراقبون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الى موقع مجهول في تركيا. لن تحمل الشاحنة على ظهرها جزءا من الـ 1200 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5 في المائة تودع في تركيا فقط بل الشروط المعوجة في الصفقة التي أنجزت أول من أمس ليلا في طهران. على حسب الشروط، لن تكون تركيا في دور الحارس فقط بل في دور المؤتمن والمراقب، وهي التي ستحكم هل وفت ايران والقوى الكبرى بالشروط المتبادلة. والتزمت تركيا أيضا ان تعيد الى ايران من الفور وبلا شرط اليورانيوم المخصب اذا لم تف القوى الكبرى التي يفترض ان تزود ايران بالوقود المخصب، بالشروط.
إن الفضل في الصفقة مقسوم بين تركيا والبرازيل، التي منحت ايران سلسلة اتفاقات تجارية يفترض ان تزيد مقدار التجارة بين الدولتين ليبلغ نحوا من 10 مليارات دولار، لكن تركيا هي الرابحة الكبرى من الموافقة الايرانية. أصبحت تجري بين ايران وتركيا تجارة بقدر نحو من 10 مليارات دولار، واذا فرض على ايران عقوبات فقد تقع بتركيا خسارة عظيمة لاقتصادها تنتج عنها أيضا زعزعة سياسية لحزب اردوغان الحاكم. في مقابلة ذلك اذا أجمعت تركيا على ألا تتبنى سياسة العقوبات فقد تدفع الى أزمة في علاقاتها بالولايات المتحدة وأوروبا. ومن هنا يأتي الجهد الكبير الذي استعملته تركيا لتقديم الصفقة برغم تحذير الولايات المتحدة من أن ايران قد تستغل تركيا لكسب الوقت.
لماذا استقر رأي ايران على ان ترى تركيا خاصة "وسيطا نزيها" وان تمنحها الصفقة، لا لاعضاء مجلس الأمن؟ ليست العلاقات جيدة بين تركيا وايران بريئة من الشك المتبادل، لكن ايران وتركيا ايضا تبنتا سياسة توسيع تأثيرهما في الشرق الاوسط، كذاك الذي يعتمد على التعاون بينهما لا على التنافس. ان مقاربة تركيا لسورية، حليفة ايران، والمعاملة المتشابهة التي تبديها تركيا وايران لحماس، والمصالح المشتركة في العراق والتصور المشترك للارهاب الاسلامي المتطرف – وفي الان نفسه خيبة الامل التركية من المواقف الاوروبية من انضمامها الى الاتحاد الاوروبي – أحدث لقاء بين مصالح ايران وتركيا، التي تغطي، في هذه الاثناء على الأقل على عدم الاتفاقات. ومن جهة عقائدية أيضا تفضل ايران تركيا على الولايات المتحدة، الذي سيرى كل تنازل لها او لشريكاتها في مجلس ا لأمن استسلاما.
ان الصفقة تجعل ايران وتركيا شريكتين استراتيجيتين بغير مس بمكانة تركيا في حلف شمال الاطلسي او لكونها حليفا للولايات المتحدة في افغانستان، ولا تشترط في مقابلة ذلك قطع العلاقات باسرائيل، اذا اجتازت الصفقة التقلبات المتوقعة، فستحظى تركيا بمكانة جديدة كدولة وسيطة يمكنها استغلالها في نزاعات أخرى في المنطقة وفي المسيرة بين اسرائيل وسورية. واذا انهارت الصفقة وفرضت عقوبات على ايران، فستتذكر تركيا بأنها كادت تنجح في احداث الصفقة لكنها ستضطر آنذاك الى مواجهة آثار العقوبات.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر