خطة رئيس الوزراء الأردني الأسبق أحمد عبيدات واضحة وعلنية فهو يتحدث عن 'فراغ قاتل' في الحياة السياسية لا بد من تعبئته بدلا من التحول سياسيا لحالة 'هشة' مسترسلة في التفكك تستثمرها إسرائيل لخلق وقائع على الأرض ليس فقط على صعيد الوطن البديل بل على صعيد نظام بديل أيضا.
لذلك ألقى عبيدات 'صخرة' في مياه عمان الراكدة خلال الأسبوعين الماضيين، وبدأ حراكا ملأ الشارع السياسي والشعبي والنقابي تحت عنوان 'إنعاش مبادرة الميثاق الوطني' التي يقول عبيدات انها وثيقة أنتجها الأردنيون قبل نحو عشرين عاما لكنها 'لم تنفذ بعد'.
وعبيدات الذي تحدث بالتفاصيل مع 'القدس العربي' يؤشر على أن مبادرته التي يتحدث عنها الجميع في الأردن حاليا عبارة 'عن صرخة' كبيرة هدفها جمع الناس والحفاظ على الوحدة الوطنية ومقاومة ثقافة الإنقسام واللغو والغثاء السياسي، وهي صرخة تسعى لصلابة الشعب والوطن والنظام في مواجهة مؤامرة إسرائيلية لا احد يشك فيها.
واليوم لم تعد المبادرة الداعية للعودة إلى الفصل السابع في الميثاق الوطني، وهو فصل مختص بتنظيم العلاقة الأردنية الفلسطينية الوحدة الوطنية مبادرة شخصية - يقول عبيدات - فقد أصبحت مبادرة ومؤسسة تضم المئات من أبناء البلاد طورت نفسها بنفسها وبالنسبة لي لن أتركها ولن أتراجع هذه المرة.
لذلك نجح عشرات النشطاء بنقل النقاش عن مبادرة عبيدات من صالونات عمان إلى أطراف المحافظات. ألقى عبيدات حتى الآن محاضرتين تحدث فيهما عن مقاصد المبادرة التي ولدت بعد الجدل الموسع وسيتوسع مستقبلا بعد عودته من سفرة علاجية ضرورية.
مبررات عبيدات التي دعته للحراك بعدما اقترح عليه ذلك بعض النشطاء متعددة، فسلة الإحباطات تتسع في عمق المجتمع والمؤسسات الدستورية معطلة والإصلاح مؤجل دائما، والوقائع على الأرض تقول بان التجاذبات في بنية المجتمع والوحدة الوطنية اخطر من السكوت عليها بعد الآن.
وللتوضيح يعود عبيدات لجذر الحكاية من اولها، فقد حصلت النكبة عام 48 وتوحد دم الفلسطيني والأردني والمجاهد العربي في معركة واحدة، خسرنا فيها فلسطين وكسبنا وحدة الدم والشهداء، وشاهدنا جميعا قوافل اللاجئين وهي تمثل كشاهد على العدوان الذي هزمت فيه الأمة بأسرها.
بعد ذلك حصلت الضربة الثانية عام 67 للأمة أيضا وحصل النزوح وتوحد الفلسطيني والأردني، رغم الظرف الصعب في بناء دولة، جمعت قلوبهم ومصالحهم وساهم في بنائها الجميع.
ثم استمر الأمر إلى ان بدأت مؤشرات عملية السلام والتفاوض المزعومة عام 82 حتى وصلنا لقرار فك الإرتباط، وتوجت مسيرة التنازل تحت عنوان السلام مع العدو بكارثة أوسلو، وتبعها مأزق وادي عربة فضربت تجربتنا السياسية باسم الحفاظ على سلام قوامه شرط واحد فقط وهو تنازل الطرف العربي.
الآن- يتوسع عبيدات- أنظروا ما الذي يجري بعد أوسلو ووادي عربه.. الإسرائيلي اليوم وهو نقيض موضوعي أصلا لفكرة السلام جعل أهدافه المباشرة والمفضلة ممثلة بالدول التي وقعت إتفاقيات سلام، فهو لم يعط السلطة شيئا ويتآمر على مصر ويسعى للتخريب في الأردن، وبعد 16 عاما من وادي عربة نكتشف هنا بأن الإسرائيلي يطرح في الكنيست مشروعا لإقامة الوطن البديل.. أليس ذلك مقلقا؟
ويقترح عبيدات: إسرائيل بالنسبة لنا 'عدو' وهذا واضح ولا يحتاج لشروحات وإسرائيل تتآمر على الأردن.. هذا واضح أيضا وإسرائيل تريد مملكتنا وطنا بديلا ولنعتبر ذلك مسلمة.. السؤال إذا ماذا نحن فاعلون؟
ويرى ان الأخطر من الطموحات الإسرائيلية الساعية 'لتقويض' الأردن وطنا وشعبا ونظاما هو 'حالتنا الحالية' التي نواجه فيها تحديا أساسيا ووجوديا من هذا النوع، فإذا نظرنا للمرآة سنكتشف هذه الحال:تقاليدنا ونصوصنا الدستورية يتم الإعتداء عليها.. مؤسساتنا الدستورية لا تمارس واجبها.. مؤسسات الدولة تتفكك فقد أصبح لدينا 61 مؤسسة مستقلة فيها نحو 20 الف موظف يتقاضون أضعاف مرتبات بقية موظفي القطاع العام بدون فارق حقيقي في العمل والإنتاجية... تجارب يمارسها علينا خبراء من شتى الأصناف.
نحن في الأردن نضعف.. وسؤالي هو: ألا تشكل وضعيتنا أقرب وأسهل وصفة لكي ينفذ الإسرائيلي مؤامرته التي لا أشك فيها ضدنا؟.. أليس من الحكمة ان نواجه هذه البشاعة والتحدي بروح وطنية واحدة؟.. أليس من الحكمة ان نحافظ على وحدتنا الوطنية لأغراض التصدي والمواجهة في الحد الأدنى بدلا من الإسترسال في نغمات الإنقسام والهويات الفرعية وجدل الأصل والمنبت.
مؤامرة الوطن البديل
وينتقل عبيدات إلى دائرة أكثر خطورة في السؤال: إذا قرر الإسرائيلي تنفيذ مؤامرة الوطن البديل حقا في أي وقت.. أين سيقيم هذا الوطن البديل؟.. هل سيختار سورية أم مصر؟.. من هو البلد المرشح إذا كنا سنتحدث بصراحة؟.. ألا يتطلب تمرير مشروع 'وطن بديل' وجود نظام بديل وعميل؟.. ألا يتطلب ايضا إستغلال عواطف الناس وإثارة الإنقسام فيها تهيئة للبديل؟ ألا توجد حولنا دول فشلت وأنظمة سقطت لان أجهزة إستخبارات معادية تدخلت في حساباتها الداخلية؟.. ألم يحصل ذلك في السودان والعراق وغيرهما؟
الجواب واضح - يردف عبيدات - إذا فلنترك الترهات ونستعد معا، فخياراتنا مغلقة على التوحد والوحدة الوطنية وحتى إذا كان لدينا ملاحظات تخص مسائل داخلية صغيرة يمكن تأجيلها الآن فليس هذا وقته بل الوقت للعمل على تصليب الجبهة الداخلية، وإنقاذ هيبتنا وما يمكن او تبقى من مؤسساتنا الدستورية وهذا ما نفعله الآن وسنفعله بعد الآن وهو باختصار إعادة الهيبة واللحمة والإحتكام للدستور.
بطبيعة الحال ـ يسترسل عبيدات - نحن ضد المحاصصة ولا نتحدث عنها، وانا شخصيا لا أعرف بلدا صمد بالمحاصصة او ساعدته بالصمود ولدينا حولنا تجارب يعرفها الجميع لكن ثمة دستورا وقانونا وحقوقا أساسية للناس والمواطنين سواء أكانوا من غربي النهر او شرقيه لا نسمح بالمساس بها وسنعترض على أي محاولة لتعطيلها.وقلة حماسنا لبعض الأفكار لا تعني اننا ينبغي ان نسكت على أصوات الإنقسام الناشزة التي نسمعها بيننا وتدعو للتفتيت والفرقة في بنيان الوحدة الوطنية وواجبنا الوطني يحتم أن لا نفعل ودعوني أقولها بوضوح: هذا حصريا هدف مبادرة الميثاق الوطني وسنقول للمخطىء منا أنت مخطىء، فمن غير المقبول والمعقول ان نوافق على القول بأن التصدي لمؤامرة إسرائيل يبدأ بإصدار أصوات إنقسامية تقلق مجتمعنا وتطال بنيانه وتؤسس وتعمق التجاذبات.
وتعليقا على الجدل الذي تسبب به بيان المتقاعدين العسكريين يقول عبيدات: المتقاعدون العسكر رفاق السلاح بالنسبة لي وهؤلاء بناة الأردن وحماته ويجب ان نسمعهم ونحاورهم فهم منا وفينا وأنا شخصيا لا أتخيل بان عسكريا أردنيا يمكن ان يكون حقا عنصريا او إقليميا او داعيا للفرقة، فتلك ليست من شيم الأردني والعسكري الأردني والمبادرة بالتالي ليست ردا على أحد لكنها 'صرخة' بصوت مرتفع مني ومن رفاقي فيها تقول للجميع: إهدأوا وتعالوا لنتفق معا مدنيين وعسكريين أردنيين وفلسطينيين كيف نقاوم؟ وما الذي يتوجب علينا ان نفعله لمواجهة عدو 'متربص' وقاتل لا ينظر للأصل والمنبت وهو يحيك المؤامرات ضد الجميع.
ورغم قوة الحراك الذي يقوده عبيدات في الشارع اليوم إلا ان احدا في السلطة أو اوساط القرار لم يتصل به او يسأله او حتى يعلق على ما يجري ويكتفي بإشارة يفهم منها ان الحكومة لم تتصل به وانه لم يشاورها بأي من خطواته لانه ببساطة لا يوجد في سلطة التنفيذ اليوم من يبادر ويتصل او حتى من يمكن مشاورته.
ويعتبر عبيدات الحديث عن الوحدة الوطنية ثابتا لا ينبغي ان يطرح للنقاش اليوم مجرد 'كلاشيهات' وأقاويل للهروب من المسؤولية فمثل هذا الرأي لا يفسر ما الذي يحصل إذا الآن في الواقع ويهرب من حقيقة وجود تحديات تواجهها الوحدة الوطنية، مشيرا الى ان الميثاق الوطني إطار جامع لكل الموضوعات ومحتوى لأي خلافات لكنه لم ينفذ في الماضي.
الغياب عن الاضواء
وعند سؤاله عن أسباب غيابه عن الأضواء مؤخرا، يتحدث عبيدات عن تجربة الإصرار على استقالته من رئاسة المركز الوطني لحقوق الإنسان قبل ثلاثة أعوام، حيث قيل انه خرج من موقعه المهم لإنه أصر على التوقيع على بيان سياسي إنتقد أداء الدولة والحكومة وطالب بإصلاحات.
اليوم يرى عبيدات ان الإصرار على إستقالته لم يكن مرده البيان المشار إليه فقد كان البيان سببا إضافيا أقرب للذريعة لان أصحاب القرار التنفيذي وقتها 'إنزعجوا جدا' من تقارير المركز الوطني التي فضحت بالبرهان والحجة والمنطق تزوير الإنتخابات البلدية والنيابية عام 2007 بمعنى ان عبيدات فقد موقعه بسبب موقفه غير المهادن من مسألة العبث بانتخابات عامة.
واليوم يجد عبيدات نفسه مجبرا على إطلاق 'تحذير شديد اللهجة' ،كما يوضح، من أي تلاعب أو عبث وتحت أي حجة في إنتخابات 2010، رغم قناعته بأن التعديلات الأخيرة على قانون الإنتخاب مفصلة على أن لا تخدم أي إصلاح او تمثيل حقيقي.
ويقول عبيدات:الأوضاع في البلاد لا تحتمل ذلك ـ يقصد العبث بنزاهة الإنتخابات - ورسالتي هنا لجميع الأطراف وسأقولها بوضوح: إذا حصل عبث بالإنتخابات ولم تكن نزيهة سنتفكك أكثر وستحدث كارثة.
وعليه يجدد عبيدات ثقته بأن إسرائيل حتى تصدّر أزمتها ستعمل على تحويل الصراع من عربي إسرائيلي إلى عربي عربي.. المعنى صراع بين الأخوة، فقد حصل ذلك في فلسطين وستشعر تل أبيب بالحماسة إذا حصل أمر مماثل في الأردن.. لذلك لا بد من الحذر.
لذلك ألقى عبيدات 'صخرة' في مياه عمان الراكدة خلال الأسبوعين الماضيين، وبدأ حراكا ملأ الشارع السياسي والشعبي والنقابي تحت عنوان 'إنعاش مبادرة الميثاق الوطني' التي يقول عبيدات انها وثيقة أنتجها الأردنيون قبل نحو عشرين عاما لكنها 'لم تنفذ بعد'.
وعبيدات الذي تحدث بالتفاصيل مع 'القدس العربي' يؤشر على أن مبادرته التي يتحدث عنها الجميع في الأردن حاليا عبارة 'عن صرخة' كبيرة هدفها جمع الناس والحفاظ على الوحدة الوطنية ومقاومة ثقافة الإنقسام واللغو والغثاء السياسي، وهي صرخة تسعى لصلابة الشعب والوطن والنظام في مواجهة مؤامرة إسرائيلية لا احد يشك فيها.
واليوم لم تعد المبادرة الداعية للعودة إلى الفصل السابع في الميثاق الوطني، وهو فصل مختص بتنظيم العلاقة الأردنية الفلسطينية الوحدة الوطنية مبادرة شخصية - يقول عبيدات - فقد أصبحت مبادرة ومؤسسة تضم المئات من أبناء البلاد طورت نفسها بنفسها وبالنسبة لي لن أتركها ولن أتراجع هذه المرة.
لذلك نجح عشرات النشطاء بنقل النقاش عن مبادرة عبيدات من صالونات عمان إلى أطراف المحافظات. ألقى عبيدات حتى الآن محاضرتين تحدث فيهما عن مقاصد المبادرة التي ولدت بعد الجدل الموسع وسيتوسع مستقبلا بعد عودته من سفرة علاجية ضرورية.
مبررات عبيدات التي دعته للحراك بعدما اقترح عليه ذلك بعض النشطاء متعددة، فسلة الإحباطات تتسع في عمق المجتمع والمؤسسات الدستورية معطلة والإصلاح مؤجل دائما، والوقائع على الأرض تقول بان التجاذبات في بنية المجتمع والوحدة الوطنية اخطر من السكوت عليها بعد الآن.
وللتوضيح يعود عبيدات لجذر الحكاية من اولها، فقد حصلت النكبة عام 48 وتوحد دم الفلسطيني والأردني والمجاهد العربي في معركة واحدة، خسرنا فيها فلسطين وكسبنا وحدة الدم والشهداء، وشاهدنا جميعا قوافل اللاجئين وهي تمثل كشاهد على العدوان الذي هزمت فيه الأمة بأسرها.
بعد ذلك حصلت الضربة الثانية عام 67 للأمة أيضا وحصل النزوح وتوحد الفلسطيني والأردني، رغم الظرف الصعب في بناء دولة، جمعت قلوبهم ومصالحهم وساهم في بنائها الجميع.
ثم استمر الأمر إلى ان بدأت مؤشرات عملية السلام والتفاوض المزعومة عام 82 حتى وصلنا لقرار فك الإرتباط، وتوجت مسيرة التنازل تحت عنوان السلام مع العدو بكارثة أوسلو، وتبعها مأزق وادي عربة فضربت تجربتنا السياسية باسم الحفاظ على سلام قوامه شرط واحد فقط وهو تنازل الطرف العربي.
الآن- يتوسع عبيدات- أنظروا ما الذي يجري بعد أوسلو ووادي عربه.. الإسرائيلي اليوم وهو نقيض موضوعي أصلا لفكرة السلام جعل أهدافه المباشرة والمفضلة ممثلة بالدول التي وقعت إتفاقيات سلام، فهو لم يعط السلطة شيئا ويتآمر على مصر ويسعى للتخريب في الأردن، وبعد 16 عاما من وادي عربة نكتشف هنا بأن الإسرائيلي يطرح في الكنيست مشروعا لإقامة الوطن البديل.. أليس ذلك مقلقا؟
ويقترح عبيدات: إسرائيل بالنسبة لنا 'عدو' وهذا واضح ولا يحتاج لشروحات وإسرائيل تتآمر على الأردن.. هذا واضح أيضا وإسرائيل تريد مملكتنا وطنا بديلا ولنعتبر ذلك مسلمة.. السؤال إذا ماذا نحن فاعلون؟
ويرى ان الأخطر من الطموحات الإسرائيلية الساعية 'لتقويض' الأردن وطنا وشعبا ونظاما هو 'حالتنا الحالية' التي نواجه فيها تحديا أساسيا ووجوديا من هذا النوع، فإذا نظرنا للمرآة سنكتشف هذه الحال:تقاليدنا ونصوصنا الدستورية يتم الإعتداء عليها.. مؤسساتنا الدستورية لا تمارس واجبها.. مؤسسات الدولة تتفكك فقد أصبح لدينا 61 مؤسسة مستقلة فيها نحو 20 الف موظف يتقاضون أضعاف مرتبات بقية موظفي القطاع العام بدون فارق حقيقي في العمل والإنتاجية... تجارب يمارسها علينا خبراء من شتى الأصناف.
نحن في الأردن نضعف.. وسؤالي هو: ألا تشكل وضعيتنا أقرب وأسهل وصفة لكي ينفذ الإسرائيلي مؤامرته التي لا أشك فيها ضدنا؟.. أليس من الحكمة ان نواجه هذه البشاعة والتحدي بروح وطنية واحدة؟.. أليس من الحكمة ان نحافظ على وحدتنا الوطنية لأغراض التصدي والمواجهة في الحد الأدنى بدلا من الإسترسال في نغمات الإنقسام والهويات الفرعية وجدل الأصل والمنبت.
مؤامرة الوطن البديل
وينتقل عبيدات إلى دائرة أكثر خطورة في السؤال: إذا قرر الإسرائيلي تنفيذ مؤامرة الوطن البديل حقا في أي وقت.. أين سيقيم هذا الوطن البديل؟.. هل سيختار سورية أم مصر؟.. من هو البلد المرشح إذا كنا سنتحدث بصراحة؟.. ألا يتطلب تمرير مشروع 'وطن بديل' وجود نظام بديل وعميل؟.. ألا يتطلب ايضا إستغلال عواطف الناس وإثارة الإنقسام فيها تهيئة للبديل؟ ألا توجد حولنا دول فشلت وأنظمة سقطت لان أجهزة إستخبارات معادية تدخلت في حساباتها الداخلية؟.. ألم يحصل ذلك في السودان والعراق وغيرهما؟
الجواب واضح - يردف عبيدات - إذا فلنترك الترهات ونستعد معا، فخياراتنا مغلقة على التوحد والوحدة الوطنية وحتى إذا كان لدينا ملاحظات تخص مسائل داخلية صغيرة يمكن تأجيلها الآن فليس هذا وقته بل الوقت للعمل على تصليب الجبهة الداخلية، وإنقاذ هيبتنا وما يمكن او تبقى من مؤسساتنا الدستورية وهذا ما نفعله الآن وسنفعله بعد الآن وهو باختصار إعادة الهيبة واللحمة والإحتكام للدستور.
بطبيعة الحال ـ يسترسل عبيدات - نحن ضد المحاصصة ولا نتحدث عنها، وانا شخصيا لا أعرف بلدا صمد بالمحاصصة او ساعدته بالصمود ولدينا حولنا تجارب يعرفها الجميع لكن ثمة دستورا وقانونا وحقوقا أساسية للناس والمواطنين سواء أكانوا من غربي النهر او شرقيه لا نسمح بالمساس بها وسنعترض على أي محاولة لتعطيلها.وقلة حماسنا لبعض الأفكار لا تعني اننا ينبغي ان نسكت على أصوات الإنقسام الناشزة التي نسمعها بيننا وتدعو للتفتيت والفرقة في بنيان الوحدة الوطنية وواجبنا الوطني يحتم أن لا نفعل ودعوني أقولها بوضوح: هذا حصريا هدف مبادرة الميثاق الوطني وسنقول للمخطىء منا أنت مخطىء، فمن غير المقبول والمعقول ان نوافق على القول بأن التصدي لمؤامرة إسرائيل يبدأ بإصدار أصوات إنقسامية تقلق مجتمعنا وتطال بنيانه وتؤسس وتعمق التجاذبات.
وتعليقا على الجدل الذي تسبب به بيان المتقاعدين العسكريين يقول عبيدات: المتقاعدون العسكر رفاق السلاح بالنسبة لي وهؤلاء بناة الأردن وحماته ويجب ان نسمعهم ونحاورهم فهم منا وفينا وأنا شخصيا لا أتخيل بان عسكريا أردنيا يمكن ان يكون حقا عنصريا او إقليميا او داعيا للفرقة، فتلك ليست من شيم الأردني والعسكري الأردني والمبادرة بالتالي ليست ردا على أحد لكنها 'صرخة' بصوت مرتفع مني ومن رفاقي فيها تقول للجميع: إهدأوا وتعالوا لنتفق معا مدنيين وعسكريين أردنيين وفلسطينيين كيف نقاوم؟ وما الذي يتوجب علينا ان نفعله لمواجهة عدو 'متربص' وقاتل لا ينظر للأصل والمنبت وهو يحيك المؤامرات ضد الجميع.
ورغم قوة الحراك الذي يقوده عبيدات في الشارع اليوم إلا ان احدا في السلطة أو اوساط القرار لم يتصل به او يسأله او حتى يعلق على ما يجري ويكتفي بإشارة يفهم منها ان الحكومة لم تتصل به وانه لم يشاورها بأي من خطواته لانه ببساطة لا يوجد في سلطة التنفيذ اليوم من يبادر ويتصل او حتى من يمكن مشاورته.
ويعتبر عبيدات الحديث عن الوحدة الوطنية ثابتا لا ينبغي ان يطرح للنقاش اليوم مجرد 'كلاشيهات' وأقاويل للهروب من المسؤولية فمثل هذا الرأي لا يفسر ما الذي يحصل إذا الآن في الواقع ويهرب من حقيقة وجود تحديات تواجهها الوحدة الوطنية، مشيرا الى ان الميثاق الوطني إطار جامع لكل الموضوعات ومحتوى لأي خلافات لكنه لم ينفذ في الماضي.
الغياب عن الاضواء
وعند سؤاله عن أسباب غيابه عن الأضواء مؤخرا، يتحدث عبيدات عن تجربة الإصرار على استقالته من رئاسة المركز الوطني لحقوق الإنسان قبل ثلاثة أعوام، حيث قيل انه خرج من موقعه المهم لإنه أصر على التوقيع على بيان سياسي إنتقد أداء الدولة والحكومة وطالب بإصلاحات.
اليوم يرى عبيدات ان الإصرار على إستقالته لم يكن مرده البيان المشار إليه فقد كان البيان سببا إضافيا أقرب للذريعة لان أصحاب القرار التنفيذي وقتها 'إنزعجوا جدا' من تقارير المركز الوطني التي فضحت بالبرهان والحجة والمنطق تزوير الإنتخابات البلدية والنيابية عام 2007 بمعنى ان عبيدات فقد موقعه بسبب موقفه غير المهادن من مسألة العبث بانتخابات عامة.
واليوم يجد عبيدات نفسه مجبرا على إطلاق 'تحذير شديد اللهجة' ،كما يوضح، من أي تلاعب أو عبث وتحت أي حجة في إنتخابات 2010، رغم قناعته بأن التعديلات الأخيرة على قانون الإنتخاب مفصلة على أن لا تخدم أي إصلاح او تمثيل حقيقي.
ويقول عبيدات:الأوضاع في البلاد لا تحتمل ذلك ـ يقصد العبث بنزاهة الإنتخابات - ورسالتي هنا لجميع الأطراف وسأقولها بوضوح: إذا حصل عبث بالإنتخابات ولم تكن نزيهة سنتفكك أكثر وستحدث كارثة.
وعليه يجدد عبيدات ثقته بأن إسرائيل حتى تصدّر أزمتها ستعمل على تحويل الصراع من عربي إسرائيلي إلى عربي عربي.. المعنى صراع بين الأخوة، فقد حصل ذلك في فلسطين وستشعر تل أبيب بالحماسة إذا حصل أمر مماثل في الأردن.. لذلك لا بد من الحذر.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر