يعتبر التعليم الصناعي أحد ركائز التنمية في المجتمعات، فهو الذي يوفر المهنيين المهرة في كل التخصصات، كما أنه ركن أساسي من أركان تطوير القطاع الصناعي الذي يعد محور علاقات الإنتاج في المجتمعات، ورغم هذه الأهمية لهذا النوع من التعليم إلا أنه لا يحظى بذلك الاهتمام الكافي.
النظرة السائدة
يقول مدير مدرسة جنين الثانوية الصناعية المهندس واثق حثناوي: لا شك في أن النظرة السائدة للتعليم المهني دونية، فمعروف أن صاحب المعدل المتدني يذهب للتعليم الصناعي، لكن الحقيقة على العكس، لأن التعليم المهني يتضمن تعليما نظريا وعمليا، والطلبة يدرسون الفيزياء وتكنولوجيا المعلومات وذلك يحتاج إلى مهارات كبيرة.
ويضيف: "أحيانا نضطر لقبول المعدلات المنخفضة، لأن المتقدمين مستوياتهم متدنية في بعض الأحيان، وأحيانا يبقى مستواهم متدن، ولكن إذا تغيرت النظرة للتعليم الصناعي، سيكون هناك معايير أفضل مما هو موجود حاليا".
ويرى المهندس عبد الباري مسلم مدير عام شركة الجامعة العربية الامريكية: "اننا جميعا نتغنى باهمية التعليم المهني بما فينا المثقفون ولكن الواقع يختلف عن النظريات.. كل اب او ام يحبان ان يريا ابناءهما اطباء او مهندسين او ما يسمى بالمهن المرموقة مع العلم ان المهنية اساس تقدم الدول (..) انا اؤمن بالمهني المتعلم وافضّله على غيره من اصحاب المهن".
ويعزو مدير مدرسة نابلس الثانوية الصناعية المهندس منصور السعدي النظرة السلبية الى الاحتلال الذي انشأ ما يسمى بمراكز التدريب المهني التي كانت تستوعب المتسربين من التعليم الالزامي وذلك لتشكل اهم روافد سوق العمل داخل اسرائيل من العمالة المتخصصة والمتدربة خدمة لنشاطها.
آراء الطلبة
ويقول الطالب الصناعي وائل حماد إنه لقي معارضة واستهزاء من زملائه حين قرر أن يلتحق بالفرع الصناعي، الذين قالوا له حين عبر عن رغبته لدراسة تخصص كهرباء السيارات، "إنه شيء تافه!".
اما الطالب الصناعي سليم أبو عبيد فيقول "حينما كنت في الصف العاشر وحان وقت التحديد للفرع الذي سألتحق به، الكل تفاجأ بأنني اريد أن التحق بالفرع الصناعي، وقالوا لي: أبوك متعلم لماذا اخترت هذا المجال، وكأنه شتيمة!".
ويضيف "هذا خطأ فادح فما يحصل عليه الطالب الملتحق بالجامعة سنة ثانية تخصص هندسة كهربائية نحصل عليه هنا ونحن في المدرسة، لذلك يوجد نظرة خاطئة عن التعليم الصناعي وهو أحسن من الفرع العلمي".
أما خليل نصار وهو طالب صناعي فبرر سبب التحاقه بالفرع الصناعي "لأن فيه مسارين: علمي ومهني، فإذا رسب في التوجيهي يكون قد حصل على تدريب مهني وعملي يساعده في ايجاد فرصة عمل".
نسب البطالة
وتشير الإحصاءات كما الواقع إلى أن نسب البطالة عالية لدى التخصصات الأكاديمية بكافة فروعها: العلمي والأدبي والتجاري، ولكنها منخفضة لدى المهنيين ممن يلتحقون بالفرع الصناعي نظرا للاحتياج الكبير إلى فنيين مهرة في هذا المجال، وهذا يتطلب العمل على تغيير النظرة الدونية للتعليم الصناعي.
الاجدر بنا أن نهتم بالتعليم المهني
ويؤكد مدير المدرسة الصناعية أن الدول المانحة جميعها تركز على دعم هذا النوع من التعليم (..) الكوريون وجايكا وجي تي زد والبنك الدولي، كلهم من المقتنعين أن هذا النوع من التعليم يحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية؛ والأولى بنا أن نهتم نحن بهذا النوع من التعليم لأنه يحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية ويقلل مستوى البطالة".
وحول كفاية المدارس المخصصة للتعليم الصناعي في الضفة الغريبة يقول مدير المدرسة الصناعية: "على مستوى الوطن بعض المحافظات كافية وأخرى بحاجة، ففي نابلس مثلا يوجد مدرسة صناعية بها 13 تخصصا وهناك إقبال، لكن بعض المدارس الأخرى موجودة في قرى مثل سيلة الظهر تعاني من وضع ضعيف، فالبعض كاف والأخرى بحاجة للامكانيات، وهي مؤهلة، لكن قد تكون بعض التخصصات متوفرة في مدارس وأخرى غير متوفرة وهذا يختلف من محافظة لأخرى".
التربية والتعليم
أما مديرة التربية والتعليم في جنين سلام الطاهر فتقول: "هناك نظرة سائدة انه من يحصل على معدل لا يؤهله لدخول الفرع العلمي أو التجاري يذهب للفرع الصناعي، وبالنسبة للفرع الصناعي أصبح الآن لدينا في جنين 172 طالبا، وأتمنى أن يكون في الفرع الصناعي طالبات وهذا ما نعمل عليه".
وتؤكد الطاهر أن هناك اهتماما واضحا من وزارة التربية والتعليم العالي بالتعليم المهني، حيث تبنت خطة إستراتيجية لتطوير هذا التعليم بحيث يكون هذا القطاع كفؤ ومرن ومستدام ومرتبط باحتياجات سوق العمل من حيث النظام والمنهاج والموارد البشرية والمادية.
ويؤكد ذلك منصور السعدي ويقول: "انه في عهد السلطة الوطنية الفلسطينية تغير الحال وذلك يعود لاهتمامها بهذا النوع من التعليم والوعي الجماهيري لاهمية التعليم المهني الذي بدأ يتشكل بسبب تزايد اهتمام وزارة التعليم العالي من خلال وجود مرشدين مهنيين واطلاق حملات توعية لطلبة المدارس".
ويظهر استطلاع للرأي أعده منتدى شارك بين أوساط طلبة المدارس الصناعية في فلسطين مطلع العام الجاري أن 64% منهم لا يعتقدون أن التجهيزات والمعدات المستخدمة كافية للطلبة، وأن 52% لم يسبق لهم أن زاروا أماكن متخصصة بعملهم المهني، وان 41% لم يحصلوا على إرشاد مهني من الأساس، وهذا يطرح تساؤلا عريضا حول مستوى اهتمام وزارة التربية والتعليم بهذا النوع من التعليم؟.
ويوصي المهتمون بتنمية هذا النوع من التعليم بضرورة رفع قدرات المعلمين في المدارس الصناعية وتزويدهم بالمعدات اللازمة، والحد من التأثير السلبي للمدراء والمعلمين في المدارس الحكومية على الطلبة لترك الخيار للطلبة بالالتحاق في المدارس الصناعية، ورفع مستوى التنسيق بين الوزارات ذات العلاقة، وتحديث التخصصات وفتح تخصصات جديدة تلبي حاجة سوق العمل والتطور التكنولوجي، والقيام بحملات توعية شاملة بدلا من الاستمرار في التباكي على شباب لا يجد عمل.
النظرة السائدة
يقول مدير مدرسة جنين الثانوية الصناعية المهندس واثق حثناوي: لا شك في أن النظرة السائدة للتعليم المهني دونية، فمعروف أن صاحب المعدل المتدني يذهب للتعليم الصناعي، لكن الحقيقة على العكس، لأن التعليم المهني يتضمن تعليما نظريا وعمليا، والطلبة يدرسون الفيزياء وتكنولوجيا المعلومات وذلك يحتاج إلى مهارات كبيرة.
ويضيف: "أحيانا نضطر لقبول المعدلات المنخفضة، لأن المتقدمين مستوياتهم متدنية في بعض الأحيان، وأحيانا يبقى مستواهم متدن، ولكن إذا تغيرت النظرة للتعليم الصناعي، سيكون هناك معايير أفضل مما هو موجود حاليا".
ويرى المهندس عبد الباري مسلم مدير عام شركة الجامعة العربية الامريكية: "اننا جميعا نتغنى باهمية التعليم المهني بما فينا المثقفون ولكن الواقع يختلف عن النظريات.. كل اب او ام يحبان ان يريا ابناءهما اطباء او مهندسين او ما يسمى بالمهن المرموقة مع العلم ان المهنية اساس تقدم الدول (..) انا اؤمن بالمهني المتعلم وافضّله على غيره من اصحاب المهن".
ويعزو مدير مدرسة نابلس الثانوية الصناعية المهندس منصور السعدي النظرة السلبية الى الاحتلال الذي انشأ ما يسمى بمراكز التدريب المهني التي كانت تستوعب المتسربين من التعليم الالزامي وذلك لتشكل اهم روافد سوق العمل داخل اسرائيل من العمالة المتخصصة والمتدربة خدمة لنشاطها.
آراء الطلبة
ويقول الطالب الصناعي وائل حماد إنه لقي معارضة واستهزاء من زملائه حين قرر أن يلتحق بالفرع الصناعي، الذين قالوا له حين عبر عن رغبته لدراسة تخصص كهرباء السيارات، "إنه شيء تافه!".
اما الطالب الصناعي سليم أبو عبيد فيقول "حينما كنت في الصف العاشر وحان وقت التحديد للفرع الذي سألتحق به، الكل تفاجأ بأنني اريد أن التحق بالفرع الصناعي، وقالوا لي: أبوك متعلم لماذا اخترت هذا المجال، وكأنه شتيمة!".
ويضيف "هذا خطأ فادح فما يحصل عليه الطالب الملتحق بالجامعة سنة ثانية تخصص هندسة كهربائية نحصل عليه هنا ونحن في المدرسة، لذلك يوجد نظرة خاطئة عن التعليم الصناعي وهو أحسن من الفرع العلمي".
أما خليل نصار وهو طالب صناعي فبرر سبب التحاقه بالفرع الصناعي "لأن فيه مسارين: علمي ومهني، فإذا رسب في التوجيهي يكون قد حصل على تدريب مهني وعملي يساعده في ايجاد فرصة عمل".
نسب البطالة
وتشير الإحصاءات كما الواقع إلى أن نسب البطالة عالية لدى التخصصات الأكاديمية بكافة فروعها: العلمي والأدبي والتجاري، ولكنها منخفضة لدى المهنيين ممن يلتحقون بالفرع الصناعي نظرا للاحتياج الكبير إلى فنيين مهرة في هذا المجال، وهذا يتطلب العمل على تغيير النظرة الدونية للتعليم الصناعي.
الاجدر بنا أن نهتم بالتعليم المهني
ويؤكد مدير المدرسة الصناعية أن الدول المانحة جميعها تركز على دعم هذا النوع من التعليم (..) الكوريون وجايكا وجي تي زد والبنك الدولي، كلهم من المقتنعين أن هذا النوع من التعليم يحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية؛ والأولى بنا أن نهتم نحن بهذا النوع من التعليم لأنه يحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية ويقلل مستوى البطالة".
وحول كفاية المدارس المخصصة للتعليم الصناعي في الضفة الغريبة يقول مدير المدرسة الصناعية: "على مستوى الوطن بعض المحافظات كافية وأخرى بحاجة، ففي نابلس مثلا يوجد مدرسة صناعية بها 13 تخصصا وهناك إقبال، لكن بعض المدارس الأخرى موجودة في قرى مثل سيلة الظهر تعاني من وضع ضعيف، فالبعض كاف والأخرى بحاجة للامكانيات، وهي مؤهلة، لكن قد تكون بعض التخصصات متوفرة في مدارس وأخرى غير متوفرة وهذا يختلف من محافظة لأخرى".
التربية والتعليم
أما مديرة التربية والتعليم في جنين سلام الطاهر فتقول: "هناك نظرة سائدة انه من يحصل على معدل لا يؤهله لدخول الفرع العلمي أو التجاري يذهب للفرع الصناعي، وبالنسبة للفرع الصناعي أصبح الآن لدينا في جنين 172 طالبا، وأتمنى أن يكون في الفرع الصناعي طالبات وهذا ما نعمل عليه".
وتؤكد الطاهر أن هناك اهتماما واضحا من وزارة التربية والتعليم العالي بالتعليم المهني، حيث تبنت خطة إستراتيجية لتطوير هذا التعليم بحيث يكون هذا القطاع كفؤ ومرن ومستدام ومرتبط باحتياجات سوق العمل من حيث النظام والمنهاج والموارد البشرية والمادية.
ويؤكد ذلك منصور السعدي ويقول: "انه في عهد السلطة الوطنية الفلسطينية تغير الحال وذلك يعود لاهتمامها بهذا النوع من التعليم والوعي الجماهيري لاهمية التعليم المهني الذي بدأ يتشكل بسبب تزايد اهتمام وزارة التعليم العالي من خلال وجود مرشدين مهنيين واطلاق حملات توعية لطلبة المدارس".
ويظهر استطلاع للرأي أعده منتدى شارك بين أوساط طلبة المدارس الصناعية في فلسطين مطلع العام الجاري أن 64% منهم لا يعتقدون أن التجهيزات والمعدات المستخدمة كافية للطلبة، وأن 52% لم يسبق لهم أن زاروا أماكن متخصصة بعملهم المهني، وان 41% لم يحصلوا على إرشاد مهني من الأساس، وهذا يطرح تساؤلا عريضا حول مستوى اهتمام وزارة التربية والتعليم بهذا النوع من التعليم؟.
ويوصي المهتمون بتنمية هذا النوع من التعليم بضرورة رفع قدرات المعلمين في المدارس الصناعية وتزويدهم بالمعدات اللازمة، والحد من التأثير السلبي للمدراء والمعلمين في المدارس الحكومية على الطلبة لترك الخيار للطلبة بالالتحاق في المدارس الصناعية، ورفع مستوى التنسيق بين الوزارات ذات العلاقة، وتحديث التخصصات وفتح تخصصات جديدة تلبي حاجة سوق العمل والتطور التكنولوجي، والقيام بحملات توعية شاملة بدلا من الاستمرار في التباكي على شباب لا يجد عمل.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر