كانت 'بيروت تطبع والخرطوم تقرأ'، فأصبحت 'بيروت تضرب والخرطوم تتوجّع'. هذا ما رسى عليه الوضع بعد قيام دورية من الامن العام اللبناني بمداهمة حفل خيري للاجئين السودانيين في الاوزاعي على مدخل الضاحية الجنوبية لبيروت بحجة ان الحفل غير مرخّص.
وبدا ان ثقافة 7 آب (اغسطس) عندما تعمّدت عناصر امنية بلباس مدني في العام 2001 الاعتداء بالضرب على شبان وشابات لبنانيين امام قصر العدل تحكّمت بذهنية بعض المجموعات الامنية، فمارست ثقافة العنف مجددا مع عشرات السودانيين ما تسبّب باستياء عارم وبشبه ازمة بين لبنان والسودان كان يمكن ان تكبر لولا حكمة السفير السوداني في لبنان ادريس سليمان الذي سعى الى التخفيف من وقع الحادث، ووصفه بـ 'الفردي والشاذ الذي لم يحدث مثله من قبل'، معتبرا 'ان وعد الامن العام بمعاقبة العناصر الذين اعتدوا على العمال واللاجئين الاجانب هو كاف لطيّ المسألة'، معربا عن امتعاضه من 'بعض الاقلام الصحافية اللبنانية والسودانية' التي ضخّمت الحادثة بهدف 'ادخال البلدين في حرب اعلامية'، مؤكدا انها 'لن تؤثّر على العلاقات بين البلدين، حكومة وشعبا'، ومذكّرا بان 'لبنان عبر مندوبه في الامم المتحدة كان سبّاقا في الدفاع عن السودان في مجلس الامن وكانت كلمته هي الاقوى'.
وكان عناصر من الامن العام اللبناني قد داهموا في حزيران (يونيو) الجاري، صالة افراح في الاوزاعي، حيث كان اكثر من مئة شخص من الرعايا السودانيين والاثيوبيين والافارقة الاخرين يقيمون حفلا لجمع تبرعات لعلاج طفل مصاب بالسرطان، واثارت الحادثة ردود فعل شعبية شاجبة في كل من السودان ولبنان. وبالاضافة الى الضرب المبرح، وجّه بعض العناصر الاهانات والشتائم الى الافارقة الذين كانوا في القاعة، ومنهم من يقيم في البلاد بصورة شرعية ومنهم من لا يملك اوراقا.
واغتنم السفير السوادني المناسبة لدعوة اللاجئين السوادنيين في لبنان للعودة الى وطنهم الذي هو اولى بأبنائه، مضيفا 'نحن على استعداد كسفارة لاعطاء اللاجئين كل الضمانات، التي تؤكد عدم تعرض احد من الحكومة السودانية'. يُذكر ان معظم اللاجئين الى لبنان فروا من السودان لاسباب سياسية.
وردا على حادثة الاوزاعي، نُظّمت في الخرطوم مسيرة لعدد من المثقفين السودانيين الى مدخل السفارة اللبنانية حاملة شعارات تطالب بمقاطعة المصارف والشركات اللبنانية العاملة في السودان والبضائع اللبنانية. وقد قابل السفير اللبناني في السودان احمد شماط المتظاهرين وتسلّم منهم مذكرة الى رئيس الجمهورية اللبنانية وكل المسؤولين تطالب 'باجراء تحقيق حول حادث التعرض للعمال السودانيين ودفع تعويضات وتقديم اعتذار للشعب السوداني'. وقد احتج السفير اللبناني على رفع المتظاهرين علما لبنانيا شُطبت منه الارزة بشعار اكس.
وفي لبنان، رأى النائب وليد جنبلاط في تصرف القوى الامنية ' فضيحة'، وقال 'ان التعرض الاعتباطي لجاليات العمال في لبنان يعكس نظرة فوقية وسطحية للتعاطي مع الناس من دون اي اعتبار لحقوق الانسان، بينما يتغنى اللبنانيون بأن من بينهم من اسهم في وضع الشرعة الاساسية لحقوق الانسان منذ عقود طويلة'.وابدى حزب الله تضامنه مع الشعب السوداني الشقيق، واستنكر 'التصرفات الفوقية'، مطالبا 'بتحقيق شامل مع المسؤولين عن هذه الممارسات ومحاسبتهم امام القضاء'.
وكانت بعض المواقع الالكترونية حفلت بتعليقات حول الحادثة، وكتب احد السودانيين الى رئيس الحكومة سعد الحريري سائلا 'هل من الصحيح ان يعامل السودانيون اخوانهم اللبنانيين في الخرطوم بنفس الطريقة التي عامل بها اللبنانيون السودانيين؟.. هل من الصواب ان تعتدي جموع الغاضبين على المطاعم والمحال والمواطنين اللبنانيين؟.. هل من العدل ان نهين المواطنين اللبنانيين في الخرطوم بالضرب والسب العنصري؟'.
وجاء في تعليق اخر ان 'شعب وارض لبنان عزيز على كل السودانيين الذين يعشقون فيروز عشقا لا يقل عن عشق اي لبناني. ويعرف السودانيون النجوم والاقلام اللبنانية حتى ردّد العرب القول المشهور (القاهرة تكتب وبيروت تطبع والخرطوم تقرأ)'.
واللافت ان المتظاهرين في الخرطوم رفعوا شعارات كُتب عليها 'باتت بيروت تضرب والخرطوم تتوجع'.
وروى احد السودانيين ما حصل معه على يد الدورية فقال 'ابرزنا لدورية الامن العام الاوراق الثبوتية والاقامة الشرعية، لكنهم مزّقوا كل الاوراق امامنا واقتادونا الى نظارة الامن العام حيث طلبوا منا ان نتمدّد على الارض، وراحوا يضربوننا على رؤوسنا'. وسأل 'لو كنا من الجالية السعودية او غيرها، هل كان هناك من يجرؤ على معاملتنا بهذه الطريقة؟'.
وبدا ان ثقافة 7 آب (اغسطس) عندما تعمّدت عناصر امنية بلباس مدني في العام 2001 الاعتداء بالضرب على شبان وشابات لبنانيين امام قصر العدل تحكّمت بذهنية بعض المجموعات الامنية، فمارست ثقافة العنف مجددا مع عشرات السودانيين ما تسبّب باستياء عارم وبشبه ازمة بين لبنان والسودان كان يمكن ان تكبر لولا حكمة السفير السوداني في لبنان ادريس سليمان الذي سعى الى التخفيف من وقع الحادث، ووصفه بـ 'الفردي والشاذ الذي لم يحدث مثله من قبل'، معتبرا 'ان وعد الامن العام بمعاقبة العناصر الذين اعتدوا على العمال واللاجئين الاجانب هو كاف لطيّ المسألة'، معربا عن امتعاضه من 'بعض الاقلام الصحافية اللبنانية والسودانية' التي ضخّمت الحادثة بهدف 'ادخال البلدين في حرب اعلامية'، مؤكدا انها 'لن تؤثّر على العلاقات بين البلدين، حكومة وشعبا'، ومذكّرا بان 'لبنان عبر مندوبه في الامم المتحدة كان سبّاقا في الدفاع عن السودان في مجلس الامن وكانت كلمته هي الاقوى'.
وكان عناصر من الامن العام اللبناني قد داهموا في حزيران (يونيو) الجاري، صالة افراح في الاوزاعي، حيث كان اكثر من مئة شخص من الرعايا السودانيين والاثيوبيين والافارقة الاخرين يقيمون حفلا لجمع تبرعات لعلاج طفل مصاب بالسرطان، واثارت الحادثة ردود فعل شعبية شاجبة في كل من السودان ولبنان. وبالاضافة الى الضرب المبرح، وجّه بعض العناصر الاهانات والشتائم الى الافارقة الذين كانوا في القاعة، ومنهم من يقيم في البلاد بصورة شرعية ومنهم من لا يملك اوراقا.
واغتنم السفير السوادني المناسبة لدعوة اللاجئين السوادنيين في لبنان للعودة الى وطنهم الذي هو اولى بأبنائه، مضيفا 'نحن على استعداد كسفارة لاعطاء اللاجئين كل الضمانات، التي تؤكد عدم تعرض احد من الحكومة السودانية'. يُذكر ان معظم اللاجئين الى لبنان فروا من السودان لاسباب سياسية.
وردا على حادثة الاوزاعي، نُظّمت في الخرطوم مسيرة لعدد من المثقفين السودانيين الى مدخل السفارة اللبنانية حاملة شعارات تطالب بمقاطعة المصارف والشركات اللبنانية العاملة في السودان والبضائع اللبنانية. وقد قابل السفير اللبناني في السودان احمد شماط المتظاهرين وتسلّم منهم مذكرة الى رئيس الجمهورية اللبنانية وكل المسؤولين تطالب 'باجراء تحقيق حول حادث التعرض للعمال السودانيين ودفع تعويضات وتقديم اعتذار للشعب السوداني'. وقد احتج السفير اللبناني على رفع المتظاهرين علما لبنانيا شُطبت منه الارزة بشعار اكس.
وفي لبنان، رأى النائب وليد جنبلاط في تصرف القوى الامنية ' فضيحة'، وقال 'ان التعرض الاعتباطي لجاليات العمال في لبنان يعكس نظرة فوقية وسطحية للتعاطي مع الناس من دون اي اعتبار لحقوق الانسان، بينما يتغنى اللبنانيون بأن من بينهم من اسهم في وضع الشرعة الاساسية لحقوق الانسان منذ عقود طويلة'.وابدى حزب الله تضامنه مع الشعب السوداني الشقيق، واستنكر 'التصرفات الفوقية'، مطالبا 'بتحقيق شامل مع المسؤولين عن هذه الممارسات ومحاسبتهم امام القضاء'.
وكانت بعض المواقع الالكترونية حفلت بتعليقات حول الحادثة، وكتب احد السودانيين الى رئيس الحكومة سعد الحريري سائلا 'هل من الصحيح ان يعامل السودانيون اخوانهم اللبنانيين في الخرطوم بنفس الطريقة التي عامل بها اللبنانيون السودانيين؟.. هل من الصواب ان تعتدي جموع الغاضبين على المطاعم والمحال والمواطنين اللبنانيين؟.. هل من العدل ان نهين المواطنين اللبنانيين في الخرطوم بالضرب والسب العنصري؟'.
وجاء في تعليق اخر ان 'شعب وارض لبنان عزيز على كل السودانيين الذين يعشقون فيروز عشقا لا يقل عن عشق اي لبناني. ويعرف السودانيون النجوم والاقلام اللبنانية حتى ردّد العرب القول المشهور (القاهرة تكتب وبيروت تطبع والخرطوم تقرأ)'.
واللافت ان المتظاهرين في الخرطوم رفعوا شعارات كُتب عليها 'باتت بيروت تضرب والخرطوم تتوجع'.
وروى احد السودانيين ما حصل معه على يد الدورية فقال 'ابرزنا لدورية الامن العام الاوراق الثبوتية والاقامة الشرعية، لكنهم مزّقوا كل الاوراق امامنا واقتادونا الى نظارة الامن العام حيث طلبوا منا ان نتمدّد على الارض، وراحوا يضربوننا على رؤوسنا'. وسأل 'لو كنا من الجالية السعودية او غيرها، هل كان هناك من يجرؤ على معاملتنا بهذه الطريقة؟'.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر